طرق الوقاية من مرض السكري
طرق الوقاية من مرض السكري عديدة، حيث إن ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم يُسبب اضطرابات أيضية استقلابية والتي ينتج عنها الإصابة بمرض السكري، نتيجة تناول كميات كبيرة من الأطعمة الضارة والتي تتسبب في حدوث خلل في إفراز هرمون الأنسولين من خلايا البنكرياس، لذلك سنتطرق اليوم إلى طرق الوقاية من مرض السكري في الفقرات التالية من خلال منصة وميض.
طرق الوقاية من مرض السكري
تكمُن طرق الحماية من مرض السكري في معالجة أسباب الإصابة به، أي التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات التي تتحول بدورها عند الهضم إلى سكر الجلوكوز يؤدي إلى حدوث خلل في هرمون الأنسولين بالتالي ترتفع نسبة مستويات السكر الموجودة في الدم وترشيحه للخلايا للحصول على طاقة.
ذلك لأن هذا الهرمون هو الذي يتحكم في نشاط سكر الجلوكوز في الدم ويحوله لطاقة، وبالتالي فإن وسائل الوقاية من مرض السكري هو خفض نسبة السكر الذي يتم هضمه بواسطة الأمعاء الدقيقة عن طريق تناول كميات منخفضة أو الحد من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو التي تحتوي على سكريات أحادية لمنع زيادة مستوى السكر في الدم ومن أهم طرق الوقاية من مرض السكري:
1- اتباع نظام غذائي صحي
عليك تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات الضارة وهي التي تحتوي على سكريات بمعدلات كبيرة وقليلة الألياف مثل:
- الخبز الأبيض والمعجنات الصناعية مثل: المعكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض، وعصائر الفواكه، وشراب الذرة الذي يحتوي على كمية كبيرة من الفركتوز السكر الأحادي.
- النشويات أو السكريات التي تتحول بدورها إلى سكر جلوكوز في الدم ويؤدي ارتفاع مستوياته إلى حدوث خلل في وظيفة هرمون الأنسولين ولا تقوم بدورها في تمكين دخول السكر إلى خلايا وأنسجة الجسم في صورة طاقة.
- بالتالي يزيد تركيزه في الدم حتى يُسبب الإصابة بمرض السكري، يجب تناول الأطعمة النباتية الصحية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات والنشويات لتساعد الجسم لتكوين الطاقة، والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية الهامة في إنقاص الوزن الزائد وُيعتبر تناولها من أهم طرق الوقاية من مرض السكري ومن أهم الأطعمة النباتية الصحية: الخضراوات، والفواكه كالطماطم والفلفل وأنواع الفواكه الأخرى.
- يجب تناول الخضروات التي لا تحتوي على النشا مثل: الخضراوات الورقية “الخس”، والبروكلي، والقرنبيط الأخضر، والحبوب الكاملة مثل: الخبز المصنوع من حبوب القمح والمعكرونة والشوفان، الكينوا وحبوب الأرز الكاملة.
اقرأ أيضًا: علاج حرارة القدمين لمرضى السكري
فوائد الألياف الموجودة في الأطعمة النباتية
تمُد الأطعمة الغنية بالألياف الكثير من الفوائد الصحية للجسم، وأهمها:
- إبطاء عمليات امتصاص الكربوهيدرات والسكريات وبالتالي تعمل على تقليل مستوى السكر في الدم.
- صعوبة امتصاص المواد الدهنية والكوليسترول.
- إدارة عوامل الإصابة بالخطر الأخرى التي تؤدي إلى مضاعفات في صحة القلب مثل: ضغط الدم والالتهابات.
- الشعور بالامتلاء وفقدان الشهية وبالتالي تقليل كميات الطعام المتناولة حيث إن الألياف مُشبعة أكثر من غيرها وتمُد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء وظائفه الحيوية.
2- ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية
تُساعد ممارسة الرياضة على حرق كميات الدهون الضارة في الجسم حتى تعادل من مستويات السكر في الدم، وهي من أهم طرق الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني حيث يوجد نوعان من هذا المرض، وتحفز من استجابة هرمون الأنسولين في حرق كميات سكر الجلوكوز الزائدة المخزنة في الكبد على هيئة جليكوجين وتحولها إلى خلايا الجسم على هيئة طاقة.
تساعد الأنشطة أيضًا في تعزيز النوم، وتحسين الحالة المزاجية ومقاومة الاكتئاب، بالإضافة إلى تعزيز صحة القلب، وتقوية معدلات ضخ الدم وتدفقه في الأوعية الدموية، وزيادة معدل مرونة الجسم وتعزيز مناعته الوقائية وقدرته على التحمل، وتنصح الجمعية الأمريكية الخاصة بمرض السكري القيام بالأعمال الرياضية والأنشطة البدنية لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميًا.
هناك الكثير من الأنشطة التي لها دورًا هامًا في تقليل تطور مرض السكري من النوع الثاني وأبرزها:
- التمارين الهوائية مثل: الركض، والمشي، وركوب الدراجات الهوائية.
- تمارين القوة بحمل الأوزان الثقيلة لزيادة مرونة الجسم، أو استخدام مطاطية الهواء.
- تمارين المرونة والتمدد مثل: اليوغا أو البيلاتس.
3- القضاء على السمنة والوزن الزائد
خفض الوزن الزائد يُساعد على التقليل من مستويات السكر في الدم وبالتالي هو من أفضل طرق الوقاية من مرض السكري، حيث أثبتت مجموعة من الدراسات أن الأشخاص الذين قاموا بفقدان نحو %80 من الوزن الزائد ساعدهم ذلك في الوقاية من مرض السكري بنسبة 60% تقريبًا.
يتم ذلك بإتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية وتجنب تناول الأطعمة السكرية أو النشوية، ولكن يجب تجنب الحميات الغذائية المُبتدعة مثل: المؤشر الجلايسيمي أو نظام باليو أو رجيم الكيتو، فهي تساعد على إنقاص الوزن بشكل كبير لكن لم تثبت الدراسات إلى الآن أنها واحدة من طرق الوقاية من مرض السكري.
لذلك يجب إتباع استراتيجية غذائية تهدف لإنقاص الوزن بصحة مثالية، ومن أفضل الحميات الغذائية تكمن في تقسيم الوجبات خلال اليوم إلى ثلاثة أقسام منها ما يلي:
- وجبة الفطار: الحبوب الكاملة مثل: الخبز المصنوع من القمح أو الشوفان.
- وجبة الغذاء: الأطعمة الغنية بالبروتينات مثل البقوليات واللحوم والأسماك.
- وجبة العشاء: الفاكهة والخضراوات الغير نشوية أو السكرية.
يعتمد النظام الغذائي الصحيح في تقليل نسبة السعرات الحرارية المُستهلكة خلال اليوم، وتناول كميات كبيرة من المواد الغذائية الغنية بالمعادن والألياف والفيتامينات التي تساعد على حرق الدهون وتقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم.
اقرأ أيضًا: علاج مرض السكر نهائيًا تجربة شخصية
4- شرب كميات كبيرة من الماء
يُساعد شرب كميات كبيرة من المياه الطبيعية غير الغازية على تحسين عمليات الأيض الاستقلاب السكري وفقدان الشهية، وبالتالي الحد من تناول الأطعمة السكرية بكميات كبيرة، فهي تُعتبر من أهم طرق الوقاية من مرض السكري لقدرتها الفعالة في تحسين مستويات السكر في الدم.
كما تساعد على تحفيز هرمون الأنسولين في حرق السكريات المخزنة في الكبد، تعمل المشروبات السكرية على زيادة فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتطور مضاعفاته في الجسم ويعتبر هذا النوع من مرض السكري هو من نوعه الأول ويصاب الأشخاص البالغين عُمر 18 سنة.
5- التحسين من مستويات فيتامين د
يساعد تناول الأطعمة الغذائية الغنية بفيتامين د على التحكم في مستويات السكر في الدم ويقلل خطر الإصابة بمرض السكري ويحفز مستويات فيتامين د في الجسم على إنتاج الجسم من الأنسولين، ويُمكن الحصول على النسبة الكافية من الفيتامين من خلال التعرض إلى أشعة الشمس الصباحية قبل الساعة العاشرة صباحًا يوميًا.
كما يُمكن تناول الأسماك الدهنية الغنية بفيتامين د وزيت كبد السمك، لكن يجب ألا يقل مستوى فيتامين د في الدم عن 30 نانوجرام، ملليمتر ” 75نانومول، لتر” وبالتالي فإن تحسين مستويات فيتامين د في الجسم من أهم طرق الوقاية بمرض السكري بنوعيه.
6- شرب القهوة البيضاء والشاي
يساعد شرب القهوة أو الشاي على خفض مستويات السكر في الدم وتجنب فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث يحتوي كُلًا منهما على مضادات الأكسدة التي يُطلق عليها اسم البوليفينول التي تُحفز من إفراز هرمون الأنسولين للوقاية من مرض السكري.
كما أن الشاي الأخضر يحتوي على مضادات الأكسدة الفريدة من النوع الإيبيغلاكاتشين (EGCG)الذي ثبت إنه يعادل من مستويات السكر المخزن في الكبد على هيئة جليكوجين وزيادة استجابة هرمون الأنسولين.
7- الإقلاع عن التدخين
من أهم أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وزيادة مضاعفاته هو التدخين، والإقلاع عنه يحد من خطر الإصابة بمرض السكري ويحد من مضاعفاته الخطيرة مثل: أمراض القلب، وانتفاخ الرئة، وأمراض سرطان الثدي، والبروستاتا والجهاز الهضمي، وقد أثبتت كثيرًا من الأبحاث على وجود علاقة قوية بين التدخين والإصابة بمرض السكري.
8- أدوية الوقاية من مرض السكري
يقوم الطبيب المختص بوصف بعض من الأدوية لتجنب الإصابة بمرض السكري من النوع الأول أو تجنب تطور أعراض مرض السكري والإصابة بمضاعفات أخرى، ويُعتبر ميكانيكية هذه الأدوية في تحفيز استجابة الأنسولين لمستويات السكر في الدم وترشيحها للخلايا والأنسجة المختلفة في الجسم.
أيضًا من الممكن يكون في تركيبها أنسولين صناعي لاستهلاك نسبة السكر وعدم تخزينها في الكبد والدم بصورة ضارة ومن أهم هذه الأدوية، الميتوفورمين (Metoformin) والأيكاربوس (Acarbose)، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الأنشطة الرياضية وشرب الماء، فلا يجب تناول هذه الأدوية بصورة منفردة وذلك لتعزيز المقاومة من أمراض السكري.
9- السيطرة على ضغط الدم
يرجع السبب في زيادة ضغط الدم داخل الأوعية الدموية نتيجة الترسبات الضارة من الأحماض الدهنية ثلاثية الجليسرين وزيادة مستوى الكوليسترول الضار في الدم وبالتالي زيادة فرص الإصابة بمرض السكري وتطوره نتيجة تناول الأطعمة الغنية بالسكريات، والكربوهيدرات.
لذلك فإن إتباع نظام غذائي صحي والحد من تناول هذه الأطعمة السكرية والتي ينتج عنها تقليل الوزن الزائد في الجسم والقضاء على السمنة تُعد واحدة من أهم طرق الوقاية من مرض السكري وتطور مراحله.
اقرأ أيضًا: أعراض مرض السكر عند الأطفال
10- إجراء الفحوصات الطبية الدورية
إجراء التحاليل اللازمة لفحص مستويات السكر بالدم مثل: فحص السكر الصيامي “Fasting Plasma Glucose“، وعمل الاختبار الهيموغلوبين المتعلسن أو الغليكوزيلاتي Hemoglobin A1c Test”” بشكل سنوي على الأقل، وعند ملاحظة أي من أعراض مرض السكري مع الوقت يدُل ذلك على مؤشر الإصابة بمرض السكري.
بالتالي يقوم مقدم الرعاية الصحي بإعطاء المريض بعض النصائح الخاصة بالنظام الغذائي الصحي والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو السكريات وتناول الأدوية المتعلقة بالوقاية من هذا المرض، وتقوم جمعية السكري الأمريكية بتوصية الأشخاص بدايةً من عُمر 45 بالخضوع للفحوصات الروتينية لمرض السكري من النوع الثاني خاصةً إذا كان الشخص يعاني من السمنة.
إذا كانت النتائج من هذه الفحوصات في غير طبيعية فينصح بتكرارها خلال ثلاث سنوات على الأقل، أما إذا كانت النتائج قد تدل على أن الشخص في المراحل ما قبل السكري فيُنصح بتكرار الخضوع للفحوصات الروتينية مرة واحدة على الأقل خلال السنة.
أما إذا كان الشخص لم يبلغ 45 من العُمر، فيجب عليهم أن يخضعوا للفحوصات الروتينية خاصةً إذا كانوا يعانون من الوزن الزائد، أو إحدى عوامل خطر الإصابة بمرض السكري بما في ذلك من النمط الوراثي للعائلة بالإصابة بالنوع الثاني من المرض، أو وجود تاريخ مرضي للشخص للإصابة بسكر الحمل، أو ارتفاع في قيمة ضغط الدم عن المعدل الطبيعي متجاوزًا 140/90.
إجراءات أخرى للوقاية من مرض السكري
توجد طرق الوقاية من مرض السكري في صور عديدة ولكن متكاملة حيث يجب القيام بجميع هذه الطرق معًا حتى لا يختل النظام الوقائي ضد الإصابة بمرض السكري، ومن الإجراءات الأخرى التي يجب اتخاذها في حماية الجسم وخلايا الدم من مرض السكري ما يلي:
- خفض معدل الإصابة بالضغوط النفسية والتعرض للاكتئاب: لأنها تؤدي بدورها لإطلاق مجموعة من الهرمونات التي تُساعد على زيادة مستوى السكر في الدم وبالتالي زيادة خطر الإصابة بمرض السكري المزمن.
- الحصول على النوم والراحة بالقدر الكافي: حيث يساعد النوم لساعات طويلة على محاربة مرض السمنة والتخلص من الوزن الزائد عن طريق زيادة حرق الدهون وخفض نسبة مستويات السكر في الدم، بالتالي يقل خطر الإصابة بمرض السكري.
- فحص مستويات الدهون الثلاثية الضارة ومستويات الكوليسترول في الدم: زيادة نسبة الدهون الثلاثية الضارة في الجسم الناتجة عن تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم أيضًا انخفاض نسبة الكوليسترول النافع، وزيادة مستوى الكوليسترول في الدم، يساعد على زيادة خطر الإصابة بمرض السكري.
لذلك يجب فحص مستويات الدهون الثلاثية الضارة ومستوى الكوليسترول في الدم حتى يبلغ المستوى الطبيعي من الدهون الثلاثية حوالي 200 مليجرام/ديسيلتر أو أقل، ويبلغ مستويات الكوليسترول الجيد الذي يُعرف بالبروتين الدهني عالي الكثافة للنساء حوالي 40 مليجرام أو أعلى، وبالنسبة للرجال يبلغ حوالي 50 مليجرام أو أعلى.
فبالتالي يجب التحكم في مستويات الكوليسترول النافع، وخفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم وذلك باتباع الطرق المذكورة مُسبقًا.
اقرأ أيضًا: جدول نظام غذائي لمرضى السكري
طرق الوقاية من سكري الحمل
هذا النوع من مرض السكري يُصيب النساء أثناء فترة الحمل، وبالرغم من أنه ليس هناك أي طرق لمنع حدوثه بالنسبة للحامل ولكن توجد وسائل لتقليل خطر الإصابة به ومن أهمها ما يلي:
- تجنب زيادة الوزن: يجب الحفاظ على وزن مثالي وصحي قبل فترة الحمل حيث أن زيادة الوزن والسمنة تزيد من فرص الإصابة بمرض سكري الحمل.
- تناول الأطعمة الغذائية الصحية: اتباع نظام استراتيجي غذائي صحيح، حيث يساعد الطبيب المختص الحامل أثناء فترة حملها في تقسيم وجباتها الصحية خلال اليوم ويقوم باختيار الأطعمة التي تُحافظ وتعادل من مستويات السكر الجلوكوز في الدم، وتناول كميات مناسبة من الكربوهيدرات بنظام الحصص وتحديد أوقات تناول الطعام.
- تجنب تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات بين الوجبات الرئيسية، كما يجب على الحامل الحد من تناول السكريات والحلويات واختيار الأطعمة الغذائية الغنية بالألياف الموجودة في الحبوب الكاملة والخضراوات والفاكهة والخبز.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية: الأنشطة البدنية تساعد على حرق الدهون وتحفيز استجابة هرمون الأنسولين لحرق السكر وترشيحه لخلايا الجسم وتحوله بدورها إلى طاقة لازمة في أداء بعض المهام اليومية، يُمكن للمرأة الحامل ممارسة التمارين متوسطة الشدة بدون بذل مجهود عالي.
- يجب استشارة الطبيب المختص للمساعدة في الحماية من خطر الإصابة بمرض السكري، ولتحديد التمارين المُناسبة خلال فترة حملها، لكن عادةً ما يُنصح الحامل بممارسة تمارين: المشي، والسباحة، واليوجا.
مرض السكري من أخطر الأمراض المزمنة، والتي يؤدي تطور مراحله إلى مضاعفات خطيرة في الجسم، لذلك يجب اتباع إجراءات بالشكل الصحيح المتكامل وعلاج أسبابه.