كيفية معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة
كيفية معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة من الأمور التي يصعب على الناس القيام بها، ولكن هناك بعض الوسائل التي من الممكن الاستناد إليها في معرفة اتجاه القبلة في حالة عدم وجود بوصلة، فإن المسلم الحق يكون حريص على أداء الصلاة بشكل صحيح، لذلك فهو يظل يبحث عن الوسائل التي تعينه على ذلك، ففي منصة وميض سوف نتعرف إلى تلك الوسائل.
كيفية معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة
في بداية الأمر دعونا نقول إن القبلة هي مكان الكعبة، وتم تسميتها بالقبلة لأن المسلم يقابلها عند أداء الصلاة، والجدير بالذكر أن المرء يمكن أن يصلي في أي مكان، فوق الجبال أو تحت الآبار، لكن لا بد من توجهه ناحية تلك القبلة.
إن البوصلة من الوسائل الحديثة التي لجأ إليها المسلم مؤخرًا من أجل تحديد اتجاه القبلة بدقة، ولكن في حالة عدم توافر تلك الوسيلة، فمن الضروري اتباع طريقة موثوقة للتعرف إلى اتجاه القبلة الصحيح.
فلا بد من الاجتهاد في تحديد القبلة حتى تكون الصلاة صحيحة، ومن الممكن أن يحدد المسلم اتجاه القبلة من خلال الطرق التالية:
1- الشمس
يمكن تحديد اتجاه القبلة من خلال الشمس عن طريق الوقوف في مكان يمكن رؤية الشمس فيه بشكل واضح تمامًا، مثل ساحة المنزل أو السطح الخاص به.
بعدها لا بد من معرفة موضع الشروق وموضع غروب الشمس، ومن ثم تحديد الأربعة اتجاهات، وبعدها يمكن التعرف إلى اتجاه القبلة.
فمن كان قبلته من الشرق، فيتوجه إلى الشرق، ومن كان قبلته شمالًا، فعليه أن يكون الشرق على اليمين ويتوجه إلى الشمال.
اقرأ أيضًا: كيف تعرف اتجاه القبلة في بيتك
2- النجوم
إن تحديد القبلة عن طريق النجوم من الطرق التي كانت شائعة في ذلك العصر الذي لم يكن يتوافر فيه وجود البوصلة، ويمكن اتباع تلك الطريقة من خلال مراقبة النجوم من مكان تظهر فيه بشكل واضح.
خصوصًا نجم القطب الشمالي، وهو النجم الذي لا يزول من مكانه أبدًا، فإن هذا النجم في مصر يكون خلف الأذن اليسرى للمصلى، وفي العراق يكون خلف الأذن اليمنى، وفي بلاد الشام يكون خلف المصلي.
3- الاعتماد على رأي حل الثقة
في حالة وجود إمكانية للتعرف إلى رأي أحد من أهل الثقة، فلا بد من سؤاله أولًا قبل الاجتهاد في الطرق السابقة، كما أنه في حالة وجود مسجد بالقرب من المكان لا يجب التشيك في القبلة التي يحددها المسجد للمصلين، والطبيعي هو الاعتماد عليها.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف اتجاه القبلة عن طريق الجوال
أحكام الصلاة المتعلقة بالقبلة
انطلاقًا من معرفة كيفية تحديد اتجاه القبلة بدون بوصلة، فإنه من الجدير بالذكر أن القبلة من شروط صحة الصلاة، وذلك لما جاء في القرآن الكريم، في قول الله سبحانه وتعالى:
{ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }(البقرة: 144).
فإن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين أن يصلون في وجهة المسجد الحرام، حتى لو لم يكونوا أمامه مباشرة.
لكن يجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات يجوز أن يصلي المسلم في أي وضع حتى لو لم يكن في الاتجاه الصحيح للقبلة، وتتمثل تلك الحالات فيما يلي:
1- صلاة النافلة في السفر
يجوز للمسلم أن يصلي في أي اتجاه في حالة إن كان مسافرًا بالطائرة، أو في السيارة، فإن صلاة النافلة يمكن أن يؤديها المسلم في أي وقت وعلى أي وضع، مثل: صلاة الوتر أو قيام الليل.
2- الخوف
في سياق التعرف إلى كيفية معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة، فإنه من الجدير بالذكر أنه يجوز الصلاة في غير موضع القبلة في حالة الخوف، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى:
{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} (لبقرة: 239)
، والجدير بالذكر أن تلك الآية أشارت إلى الخوف بكافة أنواعه.
3- العجز أو المرض
إن وجود الصلاة في الاتجاه الصحيح يسقط في حالة إن كان المسلم عاجزًا أو مريضًا، أي أنه في حالة لا تسمح له أن يقوم بتغيير وضعه، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى:
{لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}(البقرة: 286).
اقرأ أيضًا: كيفية الصلاة على الميت
إعادة الصلاة إذا كانت القبلة غير صحيحة
في إطار الحديث عن كيفية معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة، فإنه من الجدير بالذكر أن علماء الدين اختلفوا في هذا الأمر، فأجمع المالكية والشافعية على أنه لا بد من قطع الصلاة في حالة إدراك أن القبلة غير صحيحة، ووجوب إعادتها.
أما الحنفية والحنابلة، فقد أجمعوا على أنه لا يشترط إعادة الصلاة، وذلك في حالة إن كان المصلي قد عمل كل ما في وسعه من أجل معرفة القبلة الصحيحة.
فمن لا يعلم اتجاه القبلة، ولم يكن هناك من يسأله، فليس عليه حرج ولا يعيد الصلاة مرة أخرى، أما في حالة أنه لم يجتهد في البحث عن الاتجاه الصحيح للقبلة فلا بد أن يعيد الصلاة مرة أخرى.
إن القبلة تعتبر من شروط صحة الصلاة ولا بد من معرفتها بدقة، ففي حالة عدم وجود الوسائل الحديثة كالبوصلة، فلا بد من الاعتماد على عدة طرق أخرى من أجل معرفتها، أو سؤال أحد الأشخاص الموثوق بهم، أو الاستعانة بقبلة المساجد.