كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب
كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب تشمل العديد من الطرق والاستراتيجيات التي تضمن تهذيبه وتقويمه بشكل سليم إلى جانب كسب تعاونه بدلًا من استمراره في التمرد والقيام بالتصرفات الغير مقبولة على الإطلاق والمزعجة، فمن خلال منصة وميض سوف نوضح لكم نصائح لتربية الطفل سيئ السلوك.
كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب
من الأمور المتعبة والمرهقة بالنسبة للآباء بلا شك هي التعامل مع طفل غير مؤدب أي أنه يتبع السلوكيات السيئة والمتمثلة في عدم الطاعة لأوامرهم والجدال معهم ومع أي شخص كبير إلى جانب العدوانية وكسر القواعد الأساسية.
في حقيقة الأمر هناك من يظنون أن الحل المثالي مع مثل هذا الطفل هو العنف والعقاب ولكن ذلك غير صحيح بالمرة، فقد يؤدي التعامل الشديد معه إلى زيادة سلوكياته الغير مقبولة.
لكن هذا لا يعني التساهل المُفرط معه، فمن الضروري وضع نظام متناسق يحقق مبدأ التربية الإيجابية والناجحة ويساهم في تقويم سلوكه بفاعلية، ففي السطور التالية سنوضح لكم كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب بكل سهولة:
1- التجاهل للسلوك السيئ
في كثير من الأحيان يكون من الجيد تجاهل سلوك الطفل الذي يبدو غير محبذ، وذلك لأن هناك بعض الأطفال الذين يتعمدون القيام بالسلوكيات السيئة والمتسببة في غضب الآباء حتى يتم لفت انتباههم.
فمن الشائع أن ينشغل الوالدين عن طفلهم الصغير بسبب كثرة المسؤوليات فيجد الطفل أنهم يوجهون انتباههم تجاهه عندما يخطئ فقط وذلك عبر التدخل والانهيال عليه بالغضب والصراخ.
ما يدفعه في كل مرة لارتكاب الخطأ حتى يجبرهم على الحديث معه والنظر إليه، فلا بد وتفهم الأمر، إذ تكمن كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب هنا في تجاهل سلوكياته والمحاولة في التواصل معه لفظيًا وجسديًا لمنحه الاهتمام السليم.
كما يحبذ قبل تطبيق مبدأ العقوبة أن يتم مناقشة العواقب معه على كل تصرف سيئ يفعله، فعلى سبيل المثال إن سكب اللبن سيكون عليه أن يقوم بتنظيفه بنفسه، ومن الضروري اتباع هذه العواقب حتى يكف تمامًا عن سلوكياته المزعجة.
كما يلزم أن تكون العقوبة على نفس مستوى الخطأ الذي ارتكبه فلا ينبغي فرض العقوبات الشديدة حتى لا يعاند أكثر.
اقرأ أيضًا: نصائح ذهبية في تربية الأولاد
2- صرف انتباهه عما يفعله
من الطرق التي تم إدراجها في صدارة قائمة كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب، هي طرف الانتباه وإعادة توجيهه، ويقصد بها أنه في حالة إن قام الطفل بأي تصرف غير لائق لا بد وتغير تركيزه عنه ومنحه أي نشاط لينشغل به.
فعلى سبيل المثال إن صرخ الطفل في وجه أبويه يفضل أن يتمالكان أنفسهم قدر الإمكان ولا يصرخان في وجهه مثله بل يمكن أن يعرضوا عليه أن يذهبوا إلى الحديقة للعب والركض.
إذ سيفيد الأمر في تفريغ الطفل الغير مؤدب للطاقة المشحونة داخله، كما يمكن حينها للآباء أن يغتنمون الفرصة ويتحدثون معه عن سلوكه السيء والعقوبة التي سيتلقاها عند تكراره مجددًا وبلا شك سيتفهم الأمر.
3- المدح على الأمور الإيجابية
استكمالًا لموضوعنا الذي يوضح لكم كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب، ففي حالة إن قام الطفل بأي تصرف سيئ وتجاهله الأبوين ثم قام بعدها بتصرف إيجابي من اللازم مدحه عليه على الفور.
حيث إن هذا الأمر سيساعده على اكتساب الثقة في نفسه وسيصنع فرقًا كبيرًا في تصرفاته الحالية والمستقبلية، وسيحوله بلا شك لطفل مهذب وأفضل بكثير، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
إن قام الطفل بترتيب ألعابه وغرفته أو تناول وجبته بالكامل فهنا يفضل مدحة من خلال قول أحسنت مع تقبيله ومنحه الحضن الدافئ حتى يشعر بالفخر تجاه نفسه ويقلع عن عاداته السيئة لا سيما العدوانية.
4- بناء صداقة قوية معه
أحد أبرز الطرق التي يمكن اتباعها عند التفكير في كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب هي بناء الصداقة القوية معه ومنحه الوقت الكافي لملء الخزان العاطفي لديه.
فعند تطبيق هذا الأمر سيشعر الطفل المتمرد بأهميته وبأنه محبوبًا لدى والديه وهو الأمر الذي سينعكس على نفسيته بالإيجاب ويصبح هادئًا ومطمئنًا، لذا لا بد وأن يتفرغ الآباء لأبنائهم ولو لمدة 15 دقيقة يوميًا للجلوس معهم.
إلى جانب مشاركتهم الأحداث الهامة أو قراءة القصص المسلية لهم قبل النوم فبلا شك سيعيش الطفل بعدها يوميًا جيدًا وسيشعر بالنضج قليلًا وسيتراجع عن ارتكابه للسلوكيات المخالفة للأخلاق.
5- اختيار مدرسة ملائمة
مما لا شك فيه أن للبيئة المحيطة دورًا كبيرًا في تنمية سلوكيات الطفل سواء الجيدة أو السيئة لذا ينبغي أن يتم توفير البيئة المناسبة له، وذلك من خلال اختيار مدرسة متميزة وتساهم في تربيته بطريقة سليمة.
لا يقصد بالمدرسة المتميزة أن تكون أزهرية أو راهبات فبلا شك هذه المدارس التي تهتم بالأديان السماوية تتركز على تنمية الأخلاق الحميدة في الطلاب والسلوكيات الجيدة.
لكن القصد هنا هو اختيار مدرسة تساهم في بناء الشخصية القوية والتي تهتم بتعزيز مبدأ التربية أولًا قبل التعليم.
اقرأ أيضًا: طريقة التعامل مع الطفل العنيد في عمر 3 سنوات
6- التعامل بحزم عند تعلق الأمر بالقوانين
قد يكون من الضروري أن يضع كل أهل قوانين خاصة ومحددة في البيت ويتأكدوا من ترسيخها في أذهان أولادهم حتى يتم تنشئتهم على التربية السليمة، ففي حالة مخالفة هذه القوانين لا بد والتعامل بحزم مع الأمر.
فالتراخي فيها سيخلص فيما بعد أطفال متمردون وغير مؤدبين بالمرة، ويمكن معاقبة الطفل على هذا الأمر من خلال منحه مصروف غير سخي حتى لا يستطيع الحصول على كل ما يريد أو عبر إجباره على المشاركة في الأعمال المنزلية.
5- الالتفات لسلوكيات كل طفل على حدا
في سياق تحدثنا عن كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب، فلا بد والإشارة إلى أنه من اللازم الانتباه إلى سلوك كل طفل في المنزل على حدا.
حيث إنه من الممكن أن يكون بالفعل هناك طفلًا سليط اللسان في حين أن الآخر قام باستفزازه حتى يثيره ففي هذه الحالة لا يجب تقويم سلوك الأول ذو الخلق السيئ فقط بل يجب تقويم سلوك الآخر أيضًا لتحقيق مبدأ المساواة.
6- الاستمرار كقدوة حسنة بالنسبة به
سيظل الطفل غير مؤدب إن لم يكن الوالدين بالنسبة له قدوة حسنة، ففي حالة تعامل أي منهم مع الآخرين بسلوك سيئ أو بأسلوب رديء فقد يسعى الطفل إلى محاكاته وتقليده عبر الاتسام بهذه الأفعال المخالفة للأخلاق الحميدة.
اقرأ أيضًا: فن التعامل مع الأطفال
نصائح لتعزيز السلوكيات الإيجابية للأطفال
بعد أن تعرفنا إلى كيفية التعامل مع الطفل الغير مؤدب، فإننا سوف نذكر لكم في النقاط التالية بعض النصائح حتى يتم تعزيز السلوكيات الإيجابية لديهم باستمرار:
- عدم اتباع العنف اللفظي أو الجسدي كوسيلة للعقاب عند تقويمه.
- التعرف على أصدقائه وكذلك أسرهم ومعرفة مستواهم الأخلاقي والاجتماعي مه أهمية تشجيع العلاقات الطيبة عبر السماح له بإحضارهم للمنزل.
- مشاركة الطفل في الأنشطة التي تساعد على ملء وقت فراغه سواء كانت الدينية أو الثقافية أو الرياضية.
- السعي وراء تنمية مواهبه وإبرازها أمام الآخرين.
- الاتفاق على شكل تربوي واحد بين الآباء حتى لا يقوم أي أحد منهم بهدم ما يسعى الآخر لبنائه.
- إعطاء الفرص له حتى يتمكن من إيجاد البدائل للتصرفات السيئة والتراجع عنها وترسيخ أهمية تمتعه الخلق الحسن في ذهنه.
تعديل السلوك الصعب لدى الأطفال يتطلب التحلي بالصبر مع أهمية الإصرار على ذلك حتى يتم تحقيق الهدف، فعلى الآباء أن يعلموا أن تلك المهمة تبدو شاقة ولكن نتائجها فعّالة للغاية.