كيفية التعامل مع سن المراهقة
كيفية التعامل مع سن المراهقة لا يتسم بالتعقيد، فيُعتبر التعامل مع سن المراهقة أمر محير وصعب على الكثير من الآباء والأمهات فهذه المرحلة هي مرحلة تحول في حياة أطفالهم عندما يشعرون أنهم بدأوا في مرحلة النضج ويتبع سلوك الضيق والتمرد، في هذه الحالة يقف الآباء في حيرة من أمرهم لا يعرفون كيف يمكن التعامل مع أبنائهم بحيث لا يؤدي بهم الأمر إلى النفور وارتكاب الأخطاء، وذلك ما سنتعرف عليه في موضوعنا من خلال منصة وميض.
كيفية التعامل مع سن المراهقة
إن مرحلة المراهقة هي المرحلة التي تقع بين مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب ورأت الأبحاث أن مرحلة المراهقة تكون عادةً ما بين سن 13 و18 عامًا ومع بداية هذه المرحلة نجد المراهقين في حيرة من أمرهم هل مازالوا أطفال أم قد نضجوا وأصبحوا كبارًا؟
لذلك ففي هذه المرحلة يقف الآباء والأمهات في حيرة لا يعرفون كيف يتعاملون مع أبنائهم في ظل التغيرات النفسية والجسدية التي تلحق بهم، لذا فإن كيفية التعامل مع سن المراهقة لها عدة قواعد يجب المحافظة عليها وسنوضح أهمها فيما يلي:
1– الاستماع إلى المراهقين باهتمام
أول خطأ يمكن أن يقع به بعض الآباء هو أنهم لا يستمعون إلى أبنائهم المراهقين باهتمام الأمر الذي يجعل الأبناء تردد عبارة “أنتم لا تعرفون عنا شيء” وهذا الخطأ يسبب فجوة كبيرة بين الآباء وأبنائهم حتى أن الأمر قد يصل إلى نفور المراهقين من الحديث إلى آبائهم.
بالتالي من الممكن أن يعرضهم ذلك إلى الاستدراج من أحد الغرباء لذا فإن هناك بعض التوجيهات التي يجب أن يتبعها الآباء وهي كالتالي:
- ينبغي أن يستمع الآباء لحديث أبنائهم بشكل جيد ويظهرون اهتمامهم بالكلام من خلال النظر إلى أعينهم وإيماءات الرأس والجلوس في نفس مستوى الأبناء.
- سؤال الأبناء هل هذا الاستماع جيد من وجه نظرهم؟ وهل يشعرهم بأنك تفهمهم بالشكل المطلوب؟
- لا ينبغي أن يقاطع أحد الوالدين أبنائهم وإنما يجب انتظارهم حتى ينتهوا من الحديث.
- إصدار الأحكام والهجوم على الأبناء في حالة قولهم إنهم قد ارتكبوا شيءً خطأ من أكثر الأمور التي تتسبب في نفور الأبناء وعدم مصارحتهم لآبائهم فيما بعد، فينبغي أن يستمع الآباء ثم يعطوا لأنفسهم بعض الوقت ليفكروا في التصرف الصحيح لاتخاذه.
- توجيه الأسئلة للمراهقين أثناء حديثهم مثل “ماذا بعد؟” أو “وماذا فعلت؟” من أهم ما سيشعرهم باهتمامك بحديثهم.
اقرأ أيضًا: ما هو سن المراهقة ومتى يبدأ عند الشباب والبنات
2– مساعدتهم على حل مشكلاتهم
في إطار حديثنا عن كيفية التعامل مع سن المراهقة يجب أن نوضح أن السلوك السلبي الذي يتصرف به بعض المراهقين في بعض الأحيان قد يكون نتيجة لشعورهم بالقلق أو التوتر أو الحزن بسبب مشكلة تواجههم، لذلك ينبغي أن يجعل الآباء بينهم وبين أبنائهم المراهقين المساحة التي تجعلهم يلجؤون إليهم وقت الحاجة.
كذلك ينبغي ألا يلغي الآباء شخصية أبنائهم بل يتركوهم يحاولوا حل مشكلاتهم بأنفسهم مع توضيح أنهم يمكنهم اللجوء لآبائهم في أي وقت يريدونه، وسنوضح الخطوات التي ينبغي أن نحل بها مشكلاتهم فيما يلي:
- تحديد المشكلة بشكل واضح.
- التفكير مع الأبناء في الحلول الممكنة بحيث يكون لديهم أكثر من خيار.
- الحديث حول كل حل ومعرفة شعورهم تجاهه وكذلك إبداء الآباء لشعورهم بوضوح تجاه كل حل.
- اختيار الحل الأفضل وتجربته.
- المتابعة مع الأبناء ما إذا كان ذلك الحل قد لقى نجاحًا أم لا.
3– التعامل الجيد مع سلوكهم السيء
لا يوجد إنسان لا يخطئ كذلك المراهقين أحيانًا ما يخطؤون أو يتصرفون تصرفات سيئة، فإذا خالف ابنك المراهق قاعدة من القواعد التي قد اتفقتم عليها من قبل أو تصرف أي تصرف غير لائق فينبغي عليك أن تعبر عن مشاعرك السلبية تجاه ذلك التصرف باتباع الخطوات الآتية:
- انظر لابنك وتحدث معه بحزم.
- عبر عما أغضبك في تصرفهم بوضوح.
- أخبره عن التصرف الذي يجب فعله لتصحيح هذا الخطأ.
- اعطه بعض النصائح التي تجنبه حدوث ذلك التصرف في المستقبل.
4– الطلب بإيجابية
بما أننا نوضح كيفية التعامل مع سن المراهقة فإن أحد الأمور التي يجب اِتباعها مع المراهقين هو استبدال الأوامر بالطلبات الإيجابية فمثلًا بدلًا من أن تقول له “لا تتأخر كما تفعل دائمًا” قل له “عد مبكرًا” ويمكنك فعل ذلك باتباع النصائح التالية:
- انظر في عين المراهق أثناء الحديث.
- حدد الأمر الذي تريد منه أن يفعله مثل تنظيف غرفته.
- عرفه بالشعور الذي ستشعر به عندما يقوم بذلك الفعل مثل قولك “عندما تنظف غرفتك سوف تساعدني وتشعرني براحة كبيرة”.
- استخدم عبارات الاحترام والتقدير أثناء حديثك مع المراهق مثل “سوف أكون شاكر لك إذا قمت…”.
- قم بمدح المراهق وتشجيعه إذا قام بذلك الفعل.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع المراهق العنيد
5– استبدل العواقب بالعقاب
من خلال تعرفنا على كيفية التعامل مع سن المراهقة يجب أن نوضح أن العواقب تختلف عن العقوبات فالعواقب هي أن تترك ابنك المراهق يرى نتيجة تصرفه الخاطئ على نفسه وعلى الآخرين وذلك ما يساعد الأبناء على تحمل المسؤولية والقدرة على اتخاذ القرارات ولتفهم الأمر أكثر سوف نوضح كل أنواع العواقب فيما يلي:
- العواقب المنطقية: وهي التي ترتبط بسلوك بعينه مثل عدم الالتزام بالقواعد المتفق عليها مثل “إذا عدت إلى المنزل متأخرًا فلت تأخذ وقت للراحة غدًا”.
- العواقب الطبيعية: وهي العواقب التي تشكل نتيجة طبيعية لسلوك الطفل مثل: “إذا لم تضع ملابسك في مكانها الصحيح بالدولاب وبانتظام فلن تجدها وستواجه صعوبة كبيرة في البحث عنها.
ينبغي أن نوضح أمرًا هامًا هو أن العواقب لابُد أن تكون مختلفة عما تكافئ به ابنك المراهق، فمثلًا إذا كنت تكافؤه بالذهاب إلى النادي فلا تعاقبه بالحرمان من الذهاب، وأن تتضمن اعتذار الابن عن السلوك الخاطئ خاصةً إذا كان الأمر يخص شخصًا آخر أو يؤذيه.
لا يسعنا إلا أن نقول إن هذه العواقب من المحظور أن تتضمن أي عقاب بدني أو الحرمان من حق أساسي للمراهق مثل الطعام والذهاب للمدرسة، ولمعرفة كيفية التعامل مع سن المراهقة في مسألة العواقب المنطقية فإننا سنوضح ذلك فيما يلي:
- اتفق مع ابنك على القواعد الأساسية التي يجب أن يسير عليها وما يجب عليه فعله وما لا يجب أن يفعله بشكل واضح.
- حدد العاقبة فعل الطرف السيء بوضوح.
- إذا تصرف ابنك بعد ذلك تصرف سيء عليك بتنفيذ العقوبة على الفور مع لفت نظره إلى ارتباط العاقبة بما فعله واتفاقكم على ذلك.
- شجعهم وامدحهم إذا اتبعوا القواعد.
التغيرات التي تطرأ في سن المراهقة
بعد تعرفنا على كيفية التعامل مع سن المراهقة يجب أن نعرف جيدًا التغيرات التي تطرأ على أبنائنا المراهقين عند دخولهم هذه المرحلة والتي تؤثر على سلوكهم وانفعالاتهم وتجعلهم في حيرة ما بين كونهم مازالوا أطفال أو قد أصبحوا كبارًا وناضجين، ونقسم هذه التغيرات إلى عدة أقسام سنوضحها فيما يلي:
1– التطور العقلي
مع بداية مرحلة المراهقة يحدث تطور كبير في عقل الطفل ويتسبب في عدة أمور:
- التقلبات المزاجية أحد أسباب التطور العقلي الذي يحدث للطفل في سن المراهقة وذلك لأن التطور العقلي لا يكون بنفس القدر في كل أجزاء الدماغ مما يتسبب هذا التغير في الحالة المزاجية.
- يتجه تفكير المراهق إلى المثالية في كل الأمور.
- تتطور المهارات العقلية للمراهق لتصبح أعلى.
- هذا التطور العقلي يجعل المراهق يشعر بأن تجربته فريدة من نوعها ولا يوجد من قد مر بتجربة مشابهة لتجربته من قبل.
- يصبح تفكير المراهق أكثر تجريدًا للأمور ويبتعد عن الواقعية بعض الشيء.
- غالبًا ما يكون المراهق أقرب للمعارضة والجدال والمناقشة في كل أمر ويرغب في أن يوضح ويفسر له كل ما يسمعه من كبار السن.
2– التطور العاطفي
إذا كنا نريد معرفة كيفية التعامل مع سن المراهقة فينبغي علينا أن نعرف التطور العاطفي الذي يمر به المراهقين في هذه المرحلة لنتعامل معهم بالشكل الصحيح وهذا التطور العاطفي يشمل الآتي:
- الاهتمام بمظهرهم الخارجي إيمانًا منهم بأنهم محط أنظار الجميع.
- يهتمون بتكوين علاقات مع الجنس الآخر وتشغل بالهم هذه الأمور كثيرًا.
- يتكون عندهم ردود فعل متحدية للسلطة والثروة خاصةً مع الأهل.
- يختبرون مشاعرهم بشكل كبير ويشعرون بأحاسيس ربما لم يشعرون بها من قبل.
- يسعون إلى اكتشاف هوايتهم حتى وإن كانت مخالفة للمعتقدات والتقاليد العائلية التي نشأوا عليها.
- الاهتمام بتكوين الصداقات القوية الدائمة من أهم ما يميز هذه الفترة.
اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ
3– التغيرات الشكلية
يمر الأولاد والبنات في سن المراهقة ببعض التغيرات الجسدية والشكلية والتي سوف نوضحها فيما يلي:
- ظهور حب الشباب.
- زيادة في الوزن والطول.
- نمو شعر الجسم.
- نمو وتطور الأعضاء التناسلية.
- تغير في بنية عظام الوجه.
الجدير بالذكر أن هناك بعض التغيرات التي تخص جنس دون الآخر والتي سوف نوضحها فيما يلي:
أولًا: التغيرات التي تحدث للأولاد
هناك بعض التغيرات التي الجسدية والشكلية التي تظهر على الأولاد في سن المراهقة وهي كما يلي:
- ظهور شعر الوجه.
- زيادة حجم الحنجرة مسببًا غلاظة في الصوت.
- نمو العضلات.
- الانتصاب اللاإرادي والاحتلام.
- زيادة عرض الأكتاف.
ثانيًا: التغيرات الحادثة للبنات
من خلال توضيحنا لكيفية التعامل مع سن المراهقة فإننا نوضح التغيرات الجسدية والشكلية التي تحدث للبنات وتشعرها بالاختلاف مما يؤثر على سلوكها وهذه التغيرات كالتالي:
- زيادة اتساع منطقة الحوض.
- بدء الدورة الشهرية.
- نزول إفرازات من المهبل.
- تغير في شكل الجسم.
- نمو المبايض والرحم.
- نمو الثديين.
اقرأ أيضًا: أشعر بالملل من كل شيء .. إليك الحل
نصائح للتعامل مع المراهقين
قد أوضحنا فيما سبق كيفية التعامل مع سن المراهقة وعرفنا أن لها بعض القواعد يجب على الآباء والأمهات اِتباعها في التعامل مع أبنائهم وسوف نوضح بعض النصائح التي تساعد على التعامل مع المراهقين فيما يلي:
- ينبغي أن يقوم الآباء بتكليف أبنائهم ببعض المسؤوليات التي تجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية وكذلك تثقل من شخصيتهم.
- إقناع المراهق بأمر ما ينبغي أن يكون عن طريق المنطق لا بالأوامر.
- في هذه المرحلة من الضروري أن تكون هناك علاقة صداقة قوية بين الآباء وأبنائهم المراهقين حتى لا تكون هناك فجوة بينهم.
- عدم توبيخ المراهق أمام الآخرين أو مقارنته بشكل دائم بأقرابه في العائلة.
- تشجيع المراهق وتعزيز ثقته بنفسه من أهم ما الأمور التي يجب مراعاتها عند التعامل معه.
- عدم معاملة المراهق على أنه طفل وعدم تكليفه بمسؤوليات أكبر من سنه أمر ينبغي على الآباء الانتباه إليه.
- تنمية ميول ومواهب وهوايات المراهق أمر مهم في هذه المرحلة لأن هذه الهوايات ستبعده عن ممارسة أي سلوك سيء.
إن كيفية التعامل مع سن المراهقة يحتاج للكثير من التثقف والقراءة لأن هذه الفترة تكون حرجة في حياة الأطفال وتشكل جزء كبير من شخصيتهم وسلوكهم في المستقبل.