كيفية جمع صلاة الظهر والعصر
كيفية جمع صلاة الظهر والعصر وفقًا لآراء الفقهاء في هذا الحكم، وهذا من حيث شروطها وطريقتها والحالات التي يمكن ويباح فيها جمع الصلوات، حيث إن إخراج الصلاة عن المدة المسموحة لها هو كبيرة من الكبائر، ولكن الإسلام هو دين يسير على الإنسان، يسهل عليه الحياة، والآن سوف نتعرف على كيفية جمع صلاة الظهر والعصر بالأخص من خلال منصة وميض، عبر السطور التالية.
كيفية جمع صلاة الظهر والعصر
يوجد نوعان من جمع الصلوات، حيث لا يتم الجمع بين الصلوات بطريقة عشوائية كما يعتقد بعض الأشخاص الجاهلين بعض الشيء بالأحكام الدينية، ونوضح كيفية جمع صلاة الظهر والعصر بأنواعها سواء في حالة التقديم أو التأخير في السطور التالية:
1- كيفية جمع التأخير بين صلاة الظهر والعصر
لكي نتعرف على كيفية جمع صلاة الظهر والعصر في حالة التأخير، يجب للشخص في بداية الأمر ألا يغفل عن وضع النية للصلاة في موعد آخر غير الموعد الجائز لدينا في الإسلام، وهي عبارة عن صلاة الظهر في وقت صلاة العصر، حيث يقيم العابد الصلاة ويصلي أربع ركعات للظهر، ثم يقيم الصلاة من جديد ويصلي أربع ركعات للعصر.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر
2- كيفية جمع التقديم بين صلاة الظهر والعصر
هنا أيضًا لكي نتعرف على كيفية جمع صلاة الظهر والعصر في حالة صلاة الفرد في ميعاد مبكر عن ميعاده، يجب وضع النية للصلاة في موعد آخر غير ميعادها، وهي عبارة عن صلاة العصر في موعد صلاة الظهر، حيث يقيم العابد المسلم الصلاة ويصلي أربع ركعات للظهر، ثم يقيم الصلاة مرة أخرى ويصلي أربع ركعات للعصر.
الدلائل على إمكانية جمع الصلوات
يجب علينا التأكد من جواز أمر جمع الصلاة قبل البحث عن كيفية جمع صلاة الظهر والعصر، حيث إن شريعة دين الإسلام تتمثل في الكتاب والسنة والذي ذُكر بها بعض الدلائل ومنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع الصلوات في غزوة تبوك، وكان من لطف الله بعباده وضع حالات استثنائية يجوز بها جمع الصلوات وذلك للتسهيل على عباده، ومنها:
- المرض: إذا كان الشخص يصلي بتعب وبصعوبة نظرًا لإصابته بآفة ما فيباح له الجمع بين الصلوات.
- المطر: إذا كان هطول المياه شديد يؤدي إلى تعب الناس وعنائهم من الطين وغيره، يجوز جمع تقديم صلاة العشاء والمغرب، ولكنه لا يجوز في حالة جمع العصر والظهر لأن وقت النهار لا يوجد فيه تعب للناس.
- الرياح القوية: إذا كانت درجة حرارة الجو منخفضة وكان الطقس سيء بشكل عام ويوجد عتمة فيمكن الجمع بين المغرب والعشاء.
- السفر: كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجمع بين الظهر والعصر في وقت السفر أو بين العشاء والمغرب، لذا يجوز الجمع بينهما لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام- لذلك.
- الحج: حيث يمكن الجمع بين صلاة الظهر والعصر أثناء القيام بفريضة الحج.
اقرأ أيضًا: لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم وما هو تاريخ وقفة عرفة؟
شروط جمع الصلاة
لكل استثناء شروط يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار، كما يجب الرجوع إليها قبل القيام بهذا الاستثناء، شروط جمع الصلاة تنقسم إلى قسمين على أساس أنواع جمع الصلاة، ونوضح شروط كُل قسم في السطور الآتية:
1- شروط جمع التأخير
إن الإسلام دين منظم توضع فيه السلوكيات اللازم فعلها عند القيام بشعائره والآن فلنتعرف على شروط تأخير الصلاة:
- نية الجمع في وقت الصلاة الأولى: يجب أن توضع النية لصلاة الظهر مع العصر قبل أن يأتي موعد صلاة العصر.
- استمرار العذر إلى دخول وقت الثانية: بمعنى أن يكون سبب التأخير مستمر حتى انقضاء الفترة المتاحة لصلاة الظهر، وهذه هي البنود التي وضعها الشافعية.
2- شروط جمع التقديم
إن جمع الصلوات له أسس يجب السير على أساسها، وعند جمع التقديم بين الصلوات خاصة بين صلاة الظهر والعصر لابُد من توافر بعض الشروط ومنها:
- الترتيب بين الصلاتين: حيث يجب أن تُصلى أولًا الصلاة التي لها الموعد الأول، ثم تُصلى الصلاة الثانية.
- نية الجمع: يجب أن توضع النية لجمع الصلوات قبل صلاة الأولى، حيث توضع النية لصلاة العصر مع الظهر قبل صلاة الظهر.
- الموالاة بين الصلاتين: يجب أن تكون الفترة بين الصلاتين قصيرة.
- استمرار العذر: إذا انتهى العذر قبل موعد الصلاة الثانية، تُصلى الصلاة الثانية في موعدها.
حكم الجمع بين صلاة الظهر والعصر
المالكيين يرجحون بإمكانية جمع الصلوات في غير مناسك الحج، بينما الحنفية لا يرجحون إمكانية الجمع في غير مناسك الحج، ومن الدلائل في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- على حكم الجمع:
- فِعْلُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما في حديثِ جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وفيه: (ثمَّ أَذَّنَ، ثم أقام فصلَّى الظهرَ، ثم أقام فصَلَّى العصرَ، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا)
- عن ابنِ شهابٍ، قال: أخبرني سالمٌ، أنَّ الحجَّاجَ بنَ يُوسفَ، عام نزَلَ بابنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عنهما، سأل عبدَ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه، كيف تصنَعُ في الموقِفِ يومَ عَرَفةَ؟ فقال سالمٌ: (إنْ كنتَ تُريدُ السُّنَّةَ فهَجِّرْ بالصَّلاةِ يومَ عَرَفة، فقال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: صَدَقَ؛ إنَّهم كانوا يَجمعونَ بين الظُّهْرِ والعَصر في السُّنَّة، فقلت لسالمٍ: أفعَلَ ذلك رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فقال سالمٌ: وهل تتَّبعونَ في ذلك إلَّا سُنَّتَه؟)
- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه في صِفَةِ حَجَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (ثمَّ أذَّنَ، ثمَّ أقام فصلَّى الظهرَ، ثم أقامَ فصَلَّى العصرَ، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا، حتى أتى المُزْدَلِفةَ، فصلى بها المغرِبَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا).
اقرأ أيضًا: الحد المسموح به في تأخير الصلوات
التيسير في الإسلام
ما جاء دين الإسلام إلا هدى ورحمة للعالمين، دين الإسلام هو دين حضور السلام إلى القلب، وما لدين مثل هذا أن تكون فرائضه وشرائعه تمنع المشقة على العباد، إن دين الإسلام يسهل الفرائض والشرائع لمن يجد مشقة في أدائها، حيث تتواجد في الشريعة استثناءات لإنقاص المشقة عليهم، ومن دلائل لين دين الإسلام:
- قال الله تعالى في سورة البقرة: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لَا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا مَا لَا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكْرِهوا عليهِ)
الله رحيم بعباده، لطيف يوسعه كل شيء وخزائنه مليئة، ولا أن يشق علينا بشعائر الدين بل ييسرها علينا، وهو الغني عنا ونحن الضعفاء.