كيفية حساب الزكاة على المال المتغير
كيفية حساب الزكاة على المال المتغير نتعرف عليها بناءً على الأبحاث والدراسات والرجوع لأقوال علماء الإسلام فيها، حيث تعد قضية الزكاة قضية هامة واجبة على كل مسلم ويجب أن يتأكد من أدائها وفق الشروط التي حددها الله عز وجل، وسنتعرف إلى ذلك الآن عبر منصة وميض.
كيفية حساب الزكاة على المال المتغير
يعد هذا السؤال أحد الأسئلة الهامة والشائعة في قضايا الزكاة، وذلك نظرًا لوجود بعض التغيرات في العائد المادي للدخل عند فئات كثيرة من الناس، وبالتالي تصبح هناك مشكلة في تحديد كيفية حساب الزكاة على المال المتغير ذلك، ونتناول الكيفية الصحيحة من خلال بيان الدكتور مجدي عاشور، وهو أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية.
حيث قال فيما يخص سؤال كيفية حساب الزكاة على المال المتغير، أنه تجب أولًا الزكاة على الأموال المتواجدة في البنوك، والتي لا تدر عائدًا، وتستكفي جميع شروط الزكاة، والتي منها بلوغ النصاب، أي ما يعادل 85 جرام من الذهب عيار 21، من خلال مرور عام هجري كامل وهو بالغ النصاب لا ينقص عنه.
اقرأ أيضًا: مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة
تغير المال بالنقصان
في حال ما إذا كان التغير الحادث على المال هو النقص، بمعنى أنه خلال عام من استيفاء النصاب المحدد حدث تغير ينقص من هذا النصاب فإنه يخل بشروط الزكاة وبالتالي لا يتوجب عليه أداء الزكاة لعدم بلوغ النصاب ومرور حول كامل عليه، بينما في حالة الزيادة هذا مفترق آخر نتناوله فيما يلي للتأكد من الحساب الصحيح للزكاة.
تغير المال بالزيادة
قد يكون التغير الجاري على المال هو الزيادة وليس النقصان فالمفترض في تلك الحالة هو إذا كان المال يزيد شيئًا فشيئا نتوصل لصورتين، وهما:
- كون المال الجديد ناتج عن المال الأول، في شكل ربح له، وهو ما يقول عنه العلماء “حول الربح حول أصله” بمعنى أنه تجب الزكاة عن المال والربح كذلك بعد مرور عام من المال الأصلي، حتى وإن كان الربح حادث ولم يمر عليه إلا أيام.
- كون المال ليس ربحًا للأصل، وإنما هو مال مستقل، مثال مدخرات من الرواتب مثلًا، وفي تلك الحالة يجعل لها حسابًا مستقلًا، بمعنى أن يحسب لها حولًا منذ إيداعها ولا ترتبط بالمال الأول.
وقد أكد الدكتور مجدي عاشور على أهمية متابعة التغير الحادث على المال ونقصانه وزيادته، للتأكد من النتيجة المترتبة على أي حالة من تلك الحالات، كما أهمية تسجيل المصدر وراء المدخرات والزيادة الحادثة في المال، والتأكد من تحديد موعد كل منهما وإخراج كل زكاة في وقتها المحدد لها من بلوغها النصاب ومرور حول هجري كامل عليها.
زكاة المال
في صدد الإجابة عن كيفية حساب الزكاة على المال المتغير، نحتاج التعرف على ماهية زكاة المال ولما نقوم به، وعلى من تجب وما شروطها وغير ذلك، فيما يلي نتناول بعض من تلك الأسئلة، أولًا زكاة المال هي:
أمر من الله تعالى للمسلمين الذين فتح الله عليهم، وفكرتها هي إخراج جزء من مالهم الذي رزقهم إياه بهدف مساعدة غيرهم من المحتاجين والمساكين، وقد جعله الله ركنًا من أركان الإسلام الخمسة نظرًا لأهميته العظمى، حيث تعد تطهيرًا للمسلم وتزكية لنفسه وماله.
كما يعد المعنى الحقيقي للزكاة هو الزيادة والنماء، وهذا ما يتحقق بالفعل للمؤمن الذي يقيم حدود الله، وخاصة فيما يتعلق بزكاة المال، وتجب الزكاة على المسلمين بشروط معينة ونصاب محدد أوضعه الشرع للقياس عليه.
شروط وجوب الزكاة
لخروج الزكاة يجب توفر عدة شروط وفق ما أقره الشرع حتى تصح تلك العملية، وهي على النحو التالي:
- الشرط الأول والأساسي هو الإسلام فلا تقبل زكاة من كافر.
- الحرية يجب أن يكون المزكي حرًا وغير مملوك أو عبد.
- الملك التام، بمعنى أن المال يكون ملكه بشكل خالص ومستقر.
- النماء، أي يكون مالًا قابلًا للزيادة والنمو، لا على قدر الحاجة فقط، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: “ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة” [رواه البخاري].
- فائض عن الحاجات الأساسية، بمعنى أن يستطيع المزكي كفاية حوائجه وبيته من مأكل ومشرب وملبس وفي الأصل المسكن بالطبع ونفقة الزوجة والأولاد، وفيما يفيض بعد ذلك هو ما تجب في الزكاة.
- مرور حولًا كاملًا، وهو أحد الشروط المركزية والأساسية في الزكاة، حيث يلزم أن يمر عام هجري كامل على النصاب، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: “لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول” [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بإسناد حسن].
- امتلاك النصاب، والنصاب هو المقدار المحدد من المال والذي تجب في الزكاة، وذلك بشرط عدم نقصان النصاب خلال الحول اللازم للزكاة، وفي حال نقصانه يبدأ الحساب من حيث استكمل مرة أخرى، وعلى الرغم من الخلاف فيها إلا أن هذا هو أرجح القول.
اقرأ أيضًا: هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين
شروط فرعية للزكاة
هناك بعض الحالات التي تستلزم شرط فرعي في أداء الزكاة وذلك نظرًا للحالة التي قد يتساءل إذا ما كانت تجب فيها الزكاة أم لا، كما يلي:
- في حالة الصبي الصغير، أو المجنون، نعم تجب الزكاة على كليهما، ما دامت توفرت الشروط الأساسية.
- في أموال النساء، يلزم كذلك على المرأة تأدية فريضة الزكاة في مالها وإخراجها في حال استكمال الشروط.
- من الشروط ألا يكون المزكي مدينًا بقدر يحتاج فيه الأخذ من النصاب وسد ما عليه، وبالتالي يلزم سد الدين ولا يلزم الزكاة.
- الزكاة عن المؤسسات الخيرية العامة لا يلزم، حيث إنه لا تعد ملكية كاملة وبالتالي لا تستوفي شروط الزكاة.
أنواع مال الزكاة
قام الشرع بتحديد أربعة من صور المال التي تلزم فيها الزكاة، وهي: (الخارج من الأرض مثل: حصاد الأراضي الزراعية، المعادن، السائمة من بهيمة الأنعام، عروض التجار، النقود).
كيفية حساب زكاة المال
هناك طريقتين نستطيع من خلالهما حساب زكاة المال والتي تعادل ربع العشر أي 25 في الألف، وهما على النحو التالي:
- قم بحساب المبلغ كاملًا الذي ترغب في إخراج زكاته ثم قم بقسمه على 40، بمعنى لو كان المبلغ 100000، نقوم بقسمته هكذا، 100000/40= 2500.
- يقسم المبلغ المراد إخراج زكاته على المائة وما ينتج يضرب في 2.50، كما يلي، 100000/100=1000*2.50=2500.
اقرأ أيضًا: ما هي شروط وجوب الزكاة
مصارف الزكاة
بعد استيفاء شروط الزكاة والتأكد من بلوغ النصاب ومرور الحول، ومعرفة كيفية حساب الزكاة على المال المتغير وغيرها من القضايا التي تمكننا من الوصول لتحديد المبلغ والوقت، فإنه لمن تعطى الزكاة بعد ذلك؟ سنتعرف على ذلك فيما يلي من نقاط:
- الفقراء.
- المساكين.
- العاملين عليها: القائمين على العمل بالزكاة.
- المؤلفة قلوبهم: من دخلوا الإسلام حديثًا.
- الرقاب: أي عتق رقاب العبيد.
- الغارمين: وهم الغارقون في الديون.
- في سبيل الله: في الجهاد وغيرها من سبل الله تعالى.
- ابن السبيل: المسافر والمار ببلد غريب.
هذا ما حدده الله عز وجل في قوله:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:60]
على كل مسلم تحري الشروط والطرق الصحيحة لأداء الفروض التي أمر بها الله عز وجل للتأكد من حصول النفع، كما يجب أن يخلص نيته في ذلك لله وحده، ليتحقق المعنى الحقيقي وراء العبادة.