طريقة حساب زكاة الذهب
طريقة حساب زكاة الذهب متعددة، حيث تعد الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وهي قدر من مال معلوم واجب إخراجه بعدة شروط خاصة، وهي حق للفقراء في مال الأغنياء فرضت على كل مسلم بلغ ماله حد النصاب، وتشمل عدة أنواع، زكاة المال وزكاة الفطر، وزكاة الزروع، وزكاة الركاز والمعادن، وغيرهم، ويعد الذهب والفضة من زكاة المعادن ويجب فيها زكاة، وهناك طرق عديدة لمعرفة طريقة حساب زكاة الذهب، يمكنك معرفة المزيد من خلال منصة وميض.
طريقة حساب زكاة الذهب
كل المعادن التي تخرج من الأرض ولها قيمة تجب فيها الزكاة، ومن تلك المعادن الذهب فعندما يبلغ الذهب النصاب وهو 85 جرام، ويحول عليه الحول، أي: مرور سنة هجرية كاملة على امتلاك الذهب بعد بلوغه النصاب يجب فيه الزكاة، وتكون ربع العشر: أي 2.5% من قيمته، وهناك عدة طرق لحساب تلك القيمة، ويمكن معرفة طريقة حساب زكاة الذهب من خلال أحد الطرق التالية:
الطريقة الأولى لحساب زكاة الذهب
عند إخراج زكاة الذهب يجب أن يكون ذلك الذهب خالصًا، أما الذهب الغير خالص يجب أن يتم طرح المواد المخلوطة به، ويكون مقدار الزكاة حينئذٍ يساوي وزن الذهب مع تحديد نوعه مضروب في سعر الجرام منه، وضرب الناتج في قيمة الزكاة (2.5%)، والناتج من المعادلة السابقة يكون هو المقدار الواجب إخراجه.
الطريقة الثانية لحساب زكاة الذهب
عندما يبلغ الذهب النصاب يتم إخراج منه ربع العشر وطريقة حساب زكاة الذهب عندئذٍ تكون كالتالي، بعد معرفة عدد جرامات الذهب تقسم عدد الجرامات على أربعين ويكون الناتج هو مقدار الزكاة الواجب إخراجها، ويمكن أن تقسم عدد الجرامات على عشرة ثم تقسم مرة أخرى على أربعة.
حكم زكاة الذهب
اتفق الفقهاء على أن الذهب يجب إخراج فيه زكاة، لقوله تعالى:
(وَاَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَِنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)، (سورة التوبة:34، 35).
ويجب إخراج الزكاة سواء بإخراج جزء من الذهب الخالص نفسه أو من قيمته، عند بلوغ النصاب وهو 20 دينار ويعادل اليوم 85 جرام،
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه: “كانَ يأخذُ من كلِّ عشرينَ دينارًا فصاعدًا نِصفَ دينارٍ ومنَ الأربعينَ دينارًا دينارً”،
ومرور الحول عليه، أي: عام بعد بلوغه النصاب،
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس في مالٍ زكاةٌ حتى يَحولَ عليه الحَوْلُ”
، واختلف الفقهاء في حالة إذا لم يكن الذهب خالصًا بأن كان مخلوط بمادة أخرى كالنحاس:
- فيرى الشافعية والحنابلة أنه لا يجب إخراج الزكاة فيه إلا بعد أن يبلغ الذهب الخالص وحده النصاب، سواء كان الذهب هو الغالب، أو المادة المخلوطة به.
- ويرى الحنفية أنه يجب اعتبار الغالب، فإذا كان الذهب هو الغالب، فيجب إخراج منه الزكاة.
- يرى المالكية أنه إذا كان الذهب المخلوط بغيره معتبر من الذهب، ومنتشر بين الناس كانتشار الذهب الخالص، فيعتبر من الذهب الخالص وتخرج فيه زكاة، وإذا لم يكن منتشرًا فلا زكاة فيه حتى يبلغ الذهب الخالص فيه النصاب.
اختلف العلماء في زكاة الحلي من الذهب الذي يلبس، إلى قولين:
القول الأول: ذهب جمهور العلماء بالرجوع قول أسماء بنت أبي بكر، والسيدة عائشة رضي الله عنها، وعبد الله ابن عمر، إلى أن الحلي من الذهب الذي تستخدمه المرأة لا يجب فيه زكاة، واستدلوا على ذلك بفعل ابن عُمر -رضي الله عنه-:
(كان يُحلّي بناتَه وجواريه الذهبَ ثم لا يُخرجُ منه الزكاةَ).
القول الثاني: قول الحنفية بأن الذهب يجب فيه الزكاة مطلقًا سواء كان للزينة أو للتجارة، أو لأي شيءٍ آخر، واستدلوا على ذلك بعموم الآية في قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
، وعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ما من صاحبِ ذهبٍ لا يؤدي ما فيها؛ إلا جعل له يومَ القيامةِ صفائحَ من نارٍ يُكوَى بها)
وهناك من قالوا بوجوب إخراج الزكاة من الذهب مرة واحدة في العمر.
شروط وجوب الزكاة
يشترط في إخراج الزكاة عدة شروط حتى تجب الزكاة، وهي:
- الإسلام فيجب أن يكون مخرج الزكاة مسلم، فلا تقبل الزكاة من غير المسلم، فقد روي أن مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه- عندما بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن لِيَدعوهُم إلى الإِسلام قال:
(بَعَثَنِي رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، قالَ: إنَّكَ تَأْتي قَوْمًا مِن أهْلِ الكِتابِ، فادْعُهُمْ إلى شَهادَةِ أنَّ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيائهِمْ فَتُرَدُّ في فُقَرائِهِمْ). - الحرية فيجب أن يكون مخرج الزكاة حرًا، فالعبد لا يجب عليه زكاة لأنه لا يمتلك أي شيء، فهو وماله ملك سيده.
- البلوغ والعقل عند الحنفية فقط، أما جمهور العلماء فليس عندهم هذا الشرط، فيرون أن الزكاة تجب على الصبي والمجنون فيمكن أن يخرج وليهما عنهما.
- تمام الملك بأن يكون الذهب ملك مستقل له فلا يجب إخراج الزكاة من مال الغير أو من المال الذي يتشاركه مع أحد.
- بلوغ النصاب وهو عشرون دينارًا (85 جرام)، فلا تجب الزكاة ما دام الذهب لم يصل إلى النصاب.
- مرور الحول، فلا تجب الزكاة قبل مرور عام من بلوغ الذهب القيمة التي تجب فيها إخراج الزكاة.
المستحق للزكاة
تخرج الزكاة إلى 8 أصناف من الناس، حددهم الله في القرآن الكريم، في قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾، (التوبة:60)
، فتخرج إلى:
- الفقراء: وهو المحتاج الذي لا يجد ما يكفيه، أو يجد بعض ما يكفيه مما يقل عن حاجته، وتخرج له الزكاة لقضاء حاجته.
- المساكين: هم الذين يجدون بعض مما يكفي حاجتهم، لكنه لا يكفيهم ولا يكفي من تلزمه نفقتهم.
- العاملين عليها: هم الذين يقومون على أمر الزكاة بتولية من الإمام، فيقومون بجمعها وحفظها وإخراجها.
- المؤلفة قلوبها: تخرج لهم الزكاة لتأليف قلوبهم للإسلام، أو كف شرهم عن المسلمين.
- الرقاب: العبيد الذين لا يملكون مقابل حريتهم، أو للمكاتبين الذي دفعوا مالهم مقابل الحصول على الحرية، أو الأسير.
- الغارمين: الذين يدينون لغيرهم بالمال ولا يستطيعون سداده، سواء كان الدين لقضاء حاجة او لإنهاء خصومة.
- في سبيل الله: وهم المجاهدون الذين يقاتلون في سبيل الله، أو الذين يتغربون لتحصيل العلم الشرعي.
- ابن السبيل: المسافر الذي انقطع عن أهله، ولا يملك مال يكفي لعودته.
فضل الزكاة
الزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام، شرعها الله لحل مشكلة التفاوت بين الناس، وضمان حقوق الفقراء وحياة كريمة لهم، ولها الكثير من الآثار في حياة الناس، ومنها:
- إكمال مراتب الإسلام، بتنفيذ أوامر الله، وطاعته، والرغبة في الأجر والثواب.
- ضمان لحقوق الفقراء، وتحقيق التكافل بين المجتمع.
- تطهر للنفس من الذنوب، وتزكيتها بزرع فيها المودة والتعاون.
- في إخراج الزكاة وقاية من البخل، وتنمية للكرم والعطاء.
- سبب في الحصول على الأجر والثواب، في الدنيا والآخرة.
- سبب في حصول البركة في المال، ونمائه.
- النجاة من حر يوم القيامة، وسبب في دخول الإنسان الجنة.
- تدفع المصائب، وتفرج الكرب، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن نفَّسَ عن أخيهِ كُربةً من كُرَبِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ).
الزكاة واجبة على كل من يمتلك مال بلغ النصاب، ولا يجب الامتناع عن إخراجها فهو حرام ومن الكبائر، لذلك يجب الاهتمام بمعرفة كيفية إخراجها حتى تنال الثواب الكبير في الدنيا والآخرة.