تجربتي في مشروع بقالة
تجربتي في مشروع بقالة هو ما أود أن أشاركه اليوم في هذا المقال لما عاد عليا من أرباح وتحسن في حياتي المادية بشكل كبير، فبعد سنوات من العمل في مجالات مختلفة لم أكن أجني ما جنيته من خلال مشروع البقالة الخاص بي، وفي التالي سوف اتطرق للمزيد من التفاصيل عبر منصة وميض.
تجربتي في مشروع بقالة
كانت فكرة ترك العمل الروتيني اليومي تلح على ذهني منذ فترة كبيرة، وبعد تفكير مطول وبحث رأيت أنه لم لا، وقمت بعمل دراسة جدوى لمشروع البقالة ووجدت أنه من الممكن عمله مع بعض الجهد، وشرعت بعدها في استخراج الأوراق الضرورية وكذلك تجهيز المكان وتحديد الموردين الذين سيمدونني بالمنتجات.
كان اختياري لهذا المشروع على وجه الخصوص قائم على مبدأ أن الاحتياجات الإنسانية لها الأولوية في الإشباع أكثر من أي حاجة أخرى، كما أن أقرب محل بقالة يبعد عن منطقتي بعدة شوارع ومربعات سكنية، وهو ما ساهم في تحفيزي للبدء في مشروعي.
الدخل العائد بشكل يومي كان مغري أكثر من الدخل الشهري، كما أنني صرت حرًا في أوقات العمل وأوقات العطلة، كما أنني صرت لا اتجشم العناء للوصول إلى عملي من خلال ركوب المواصلات المزدحمة.
وكان نجاح مشروعي بسبب عدة عوامل سوف أذكرها لكم فيما يلي:
عوامل نجاح المشروع
بعد الحديث عن تجربتي في مشروع بقالة وعن الأسباب التي دفعتني إلى تحقيق النجاح فيه يجب ذكر العوامل التي ساعدتني في النجاح، فبعد الجلوس مع الأصدقاء والتشاور معهم خرجت بعدة نصائح ساعدتني على ذلك، وكانت هذه العوامل أو النصائح كما يلي:
- اختيار المكان يكون بالقرب من الأماكن المأهولة بالسكان، وألا يكون هناك بقالة أخرى قريبة أو بجوار المكان الخاص بمشروعي، وقد كان ما حدث فعلًا.
- أن الإنسان يحتاج إلى العديد من المنتجات الغذائية كما أنه لا يحب التنقل من محل لمحل آخر، بل يحب أن يجلب كل منتجاته من مكان واحد، وقد كان ما فعلته أن غطيت عدد كبير من المنتجات والأصناف أعلم أن الناس يحتاجونها بشدة، وهو ما جعل بقالتي ذات صيت ومحط قصد وشراء للمنتجات.
- الرغبة الإنسانية في إشباع احتياجاته ملحة لا يستطيع الصبر عليها فإذا جاء ليطلب شيئًا من عندي ولم يجده فسيتجه إلى مكان آخر، وهو ما جعلني أتعمد أن يكون لدي مخزونًا كبيرًا من البضائع التي يرغب فيها الجميع لتغطية النقص في المعروض ولتسعفني حتى أستطيع الحصول على المزيد من المورد.
- الحفاظ على النظافة كان من أهم عوامل الجذب لبقالتي، فالناس تنفر من المكان الغير نظيف لذلك كنت دائم الاهتمام بغسل الأرضيات وغيرها للحصول على أكبر قدر من النظافة.
- النظام والترتيب أيضًا من الأمور التي شكلت فرقًا معي في محل بقالتي، حيث إن ترتيب المنتجات وتنظيمها تريح عين المشتري وتجعله يرى الغرض الذي يريده بسرعة ويطلبه قبل أن يصيبه الملل.
اقرأ أيضًا: كيف أبدأ مشروع صغير من الصفر
متطلبات المشروع
ليس من المنصف أن أشارك معكم تجربتي في مشروع بقالة دون الحديث عن المتطلبات التي يلزمها هذا المشروع، فكما ذكرت أن هناك عوامل ساعدتني على النجاح، أيضًا هناك متطلبات كان يجب توفيرها لضمان أن يسير المشروع في الاتجاه الصحيح، وفي التالي سأذكر لكم هذه المتطلبات:
- الحصول على الترخيص الخاص من مجلس المدينة لفتح المشروع، وهذه هي أولى الخطوات التي بدأت بها مشروعي، حتى قبل أن استأجر المكان الذي بنيت عليه محل البقالة، ولم تكن الإجراءات شديدة التعقيد إذ انتهت فورًا بلا أي متاعب.
- شراء ثلاجة كان من ضمن أهم الخطوات التي نفذتها في إنشاء هذا المشروع، فقد اشتريت ثلاجتين لحفظ بعض أنواع الحلوى والألبان وغيرها من المنتجات التي تتطلب درجات حرارة منخفضة، على الرغم أنه كان يمكن أن أشتري واحدة إلا أني آثرت أن أشتري أثنين للتوسيع، وأيضًا تطلب مني بعض الجهد للوصول إلى نوع ثلاجة قوي يحفظ الطعام.
- شراء المنتجات التي سوف أبيعها، فكنت أشتري بسعر الجملة المنتجات الغذائية والحلوى وبعض المنتجات الأخرى من الشركات المصنعة لها مباشرةً، بينما باقي المنتجات كنت أشتريها من المحلات الكبيرة وبسعر الجملة أيضًا.
- بعد مرور شهر على المشروع وبدأت في تحقيق الربح استعنت بأحد الشباب القاطنين معي في الحي وعرضت عليه أن يعمل معي عن طريق وقوفه في البقالة ليبيع المنتجات، بعدها بمرور وقت اخترت أن اجلب أحد الشباب الآخرين لغرض توصيل الطلبات إلى المنازل، وقد أحدث ذلك فرقًا.
اختيار موقع ومساحة مشروع بقالة
من التفاصيل التي أود أن أشاركها معكم من خلال ذكر تجربتي في مشروع بقالة هي طريقة اختيار المكان، فالأمر لم يكن عبثًا أو سطحيًا، فليس لمجرد أنه مكان قريب وأن المكان به عدد جيد من السكان والمحل الآخر يبعد عن منطقتي، ولكن كان هناك بعد آخر مهم ألا وهو أنني امتلكت سمعة جيدة وعلاقات قوية مع الجيران مكنتني من كسب ثقتهم وكسب رغبتهم في الشراء من عندي، فلو كانت العلاقات متوترة لما كانوا تعاملوا معي في شراء منتجاتي.
أيضًا المساحة كان لها دور كبير في نجاح المشروع، فكانت المساحة تشبه مساحة الغرفة الواسعة، وهو ما مكنني من حسن تنظيم المنتجات بشكل يسهل الوصول إلى كل منتج وأيضًا في الفصل بين الأصناف المختلفة، وأيضًا الاستعانة برفوف خشبية.
المساحة أيضًا ساعدتني أنا والشاب الذي كان يعمل معي على سرعة الحركة ومرونتها فلا يحدث تخبط أو تصادم بيننا أو بين أحدنا والمنتجات.
اقرأ أيضًا: كيفية عمل دراسة جدوى لأي مشروع بسهولة
تجهيزات مشروع محل البقالة
لا يمكن أن أقوم بذكر تجربتي في مشروع بقالة دون ذكر التجهيزات التي قمت بها في المكان فور تأجيره، وذلك ليس تفاخرًا ولكن لتوعية من يقرأ بهذه الإجراءات لتساعده على نجاح مشروعه، وكانت التجهيزات التي قمت بها كالتالي:
- طلاء المكان بالألوان الفاتحة التي تدخل البهجة فقد طليت المكان بالأبيض، فهذا اللون يساعد على إراحة العين وتوسيع المكان عند النظر إليه، وأيضًا الإضاءة من نفس اللون مما ساهم في إبراز كل الموجودات بالمكان.
- الأرضية كانت مكونة من السيراميك لسهولة تنظيفه بشكل دوري على مدار اليوم بالماء وبغيرها من المواد، لإبقاء المكان نظيًفًا ورائحته طيبة.
- قمت أيضًا بتزودي المكان بمروحتين ومكيف هواء للحفاظ على تهوية المكان للزبائن والعاملين، وأيضًا لتوفير الحرارة المناسبة لبعض المنتجات في الصيف التي يمكن أن تفسد بفعل الحرارة.
- كذلك لم أتوان عن تركيب مجموعة من الرفوف الخشبية على يمين ويسار البقالة وقمت بتوزيع المنتجات والفصل بينهم على هذه الرفوف، فكان هناك ركن للحلوى وركن للمنظفات وركن للسلع الغذائية وغيرهم من المنتجات.
- كما قمت بوضع حاجز زجاجي على شكل منضدة بين المدخل وبين الزبائن وذلك للفصل بينهم وبينهم البقالة حتى لا يدخل أحد، وكذلك لتجنب السرقة أو العبث بالمنتجات.
- وفرت أيضًا جهاز تليفزيون وكرسي لقتل الوقت في حالة عدم وجود زبائن بكثرة، وكذلك لمتابعة أخبار الدولة والعالم من حولي فلا أكون في عزلة عن الجميع.
- إضافة لما سبق فقد قمت بتوفير كاميرات مراقبة تغطي المكان من الداخل وتمسحه مسحًا من الخارج وكذلك شاشة تعكس ما تراه الكاميرات، وكل ذلك للحماية من السرقة ولكشف أي متطفل أو سرق نجح في السرقة.
اقرأ أيضًا: مشروع محل ورد بكافة المتطلبات والتفاصيل
المواد الغذائية التي يجب توفيرها في محل البقالة
يجب توفير عدد كافي من المنتجات ليسد حاجات السكان المختلفة، وعلى وجه الخصوص الغذاء وأدوات النظافة، وهذا ما كنت قد فعلته ووفرته في بقالتي، وفي التالي أشارك معكم المنتجات التي أقوم ببيعها:
المنتجات الغذائية بمختلف أنواعها من الأرز والمكرونة والشوفان وما يشابههم وكذلك الألبان والجبن بكل أشكاله، وأيضًا التونة وأنواع اللحوم المختلفة الأخرى مثل اللانشون والبسطرمة والرنجة والسلمون، بالإضافة إلى بعض أنواع الحلوى ومنتجات التسالي.
توفير الحليب الطبيعي والصناعي، والحليب الكامل الدسم والنصف دسم والخالي من الدسم، كذلك توفير مشتقات الألبان بكل الأحجام والأنواع.
المنظفات أيضًا كان لها نصيب من التوفر في بقالتي، بدءًا بالصابون والبلسم ومنتجات الاستحمام مرورًا بسوائل غسل الملابس والأطباق وصولًا إلى البخور والمعطرات.
كما أنني وفرت أيضًا قسم للأغذية الجافة البقولية منها العدس والفول واللوبيا وغيرها، وكذلك توفير السكر والشاي والبن والكاكاو وبعض أنواع الأعشاب منها الينسون والشمر والقرفة.
كذلك توفير العصائر المعلبة بك الأطعمة والمياه الغازية وحلوى الأطفال بشكل الاشكال بدءً من العلكة وصولًا إلى البسكويت والشوكولا والأيس كريم مؤخرًا
إضافة لكل ما سبق فقد غطيت الزيوت بأنواعها والسمن بأنواعها، وكذلك المنتجات الورقية، وأجهزة الشحن للهواتف وعلب الكبريت والقداحات.
الجدير بالذكر أن بعض الشركات يمكنها أن تكون مرنة في التعامل، فبعضهم يوفر الثلاجات بالتقسيط أو يقوم بعمل عروض كبرى عليهم، والثلاجات ضرورية لعرض مختلف المنتجات منها العصائر والمياه الغازية والمعدنية، وكذلك ثلاثة الأيس كريم المهم توافرها.
إن تجربتي في مشروع بقالة كانت من أكثر التجارب الرائعة والتي غيرت مسار حياتي على مسار أفضل بكثير مما كانت عليه، فعلى الرغم من المخاطرة الكبيرة التي ارتكبتها عند ترك عملي الأساسي والاتجاه إلى فتح محل بقالة إلا أني وجدتها صفقة مربحة للغاية.
في الختام أود أن أقول لمن يخافون من البدء في مشروعات مختلفة ليس عليهم سوى عمل دراسة جدوى وتقييم للوضع وقبل ذلك الإيمان بأنفسهم.