كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي
كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟ ومتى انقطع نزول الوحي عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ إن الوحي هو إعلام الشخص بخبرٍ ما، ويكون هذا الإعلام في السر بدون معرفة أحد هذا هو معنى الوحي في اللغة، ولكن كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟ هذا ما سنعرفه من خلال منصة وميض عبر السطور القادمة.
كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟
سن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما نزل عليه جبريل وأخبره بأنه رسول إلى العالمين لعبادة الله الواحد الأحد كان أربعين عامًا، والدليل على ذلك قول عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (بُعِثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أو أُنْزِلَ عليهِ القرآنُ وهو ابنُ أربعين سَنَةً فمكث بمكةَ ثلاثَ عشرةَ سَنَةً وبالمدينةِ عشرَ سنين قال: فمات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو ابنُ ثلاثٍ وستينَ) صحيح.
قضى رسول الله بعد ذلك ثلاثة وعشرون سنة من النضال والمكافحة حتى ينتشر الإسلام بين الناس، وظل يتصدى للكافرين والتعب والتعرض للإهانة بأقبح الصفات فقط حتى يصل الإسلام إلينا وبذلك نكون قد أجبنا على سؤال كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟
ظل رسول الله سنوات بعيد عن دياره والمكان المحبب إلى قلبه حتى يصل دين الله الحق إلى قلوب أهالي الجزيرة العربية بأكملها، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو قدوة المسلمين في الإصرار حتى بلوغ الهدف، فعندما كان الرسول يتعرض للإساءة لا يأخذ فترة هدوء ثم يعود للدعوة.
لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكتئب لعدم بلوغ أهدافه كما نفعل نحن، بل كان يستمر في يقينه بالله، كان يستمر في دعواه، كان كالجبل الراسخ في التصدي لأفكار الجاهلية الشنيعة، كان يرد السوء بالإحسان والله ما رأينا في خلقه لرد الإساءة إنه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: متى نزل الوحي على الرسول
قصة نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم
بعد أن أجبنا على سؤال كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟ فلنتعرف أكثر على قصة نزول رسالة من الله -عز وجل- إلى محمد -عليه الصلاة والسلام- لتكون هدى للبشرية بأكملها، قبل أن ينزل الوحي على الرسول كان يرى الأحلام التي تشير أنه سوف يكون ذو شأن عظيم، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
«أوّل ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة» ولمسلم «الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها حتى جاءه الحق»
لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب الجلوس وحيدًا لفترات من الزمن، حيث إنه كان يسترخي بعيدًا عن كل ما في مكة من ظلم وجهل، وكان يحب أن ينظر إلى جمال صنع الله، فكان يترك بيته ويذهب إلى دار حراء ويظل فيه فترة قصيرة من الزمن لا تتعدى بضعة أسابيع.
عندما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في عمر الأربعين وكان في الجزء المفتوح في الجبل لكي يسترخي ويتواصل مع الله، جاء إليه منزل الوحي في شكل إنسان ودخل عليه وقال له: (أقرأ) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ).
هذا معناه أن الرسول لم يكن يجيد القراءة والكتابة، فجاء ملك الله وقربه إلى صدره وقال له: (أقرأ) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ) فقام بتقريبه إلى صدره وقال له: (أقرأ) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ)، فقال الملك ما ورد في سورة القلم:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}
، وهنا نود التوضيح أن الملك الذي ينزل بالوحي، كان يأتي للرسول -صلى الله عليه وسلم- في صورة إنسان كثيرًا، فقد كان معروف بين الصحابة باسم دحيّة الكلبيّ والدليل على ذلك هو أن النووي قال:
” أم سلمة رأت جبريل في صورة دحية: هو -بفتح الدال وكسرها- وفيه منقبة لأم سلمة رضي الله عنها، وفيه جواز رؤية البشر الملائكة ووقوع ذلك ويرونهم على صورة الآدميين لأنهم لا يقدرون على رؤيتهم على صورهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى جبريل على صورة دحية غالبا، ورآه مرتين على صورته الأصلية»
عودة النبي إلى بيته خائفًا
فلنتحدث قليلً عن حال النبي بعد نزول الوحي، بعد ما ناقشنا إجابة سؤال كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟ عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حبيبته خديجة -رضي الله عنها- وهو مذعور وقال لها: (زملوني، زملوني)، وأخذت السيدة الرائعة خديجة تحاول أن تجعله يسترخي، أخذت تطمأن قلبه حتى صار أقل اضطرابًا، ثم حكى لها ما حدث.
فلم تكذبه السيدة خديجة بل نصرته على اضطراب ذاته وقالت له: (أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ) المصدر: صحيح البخاري 6982.
ثم أخذته إلى قريبها المسيحي، فقال له ما طمأن قلب الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- ومن هنا بدأت رحلة كفاح رسول الله، وكان أول من أسلم هي العظيمة أمنا خديجة -رضي الله عنها- وكانت تشد من أزره وتقوم بتشجيعه وملئ قلبه بالثقة أنه سيقدر على تحقيق رسالته.
لا يمكن أن نستكمل الإجابة على سؤال كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي وماذا حدث حينها وبعدها؟ أو أي سؤال آخر خاص بالوحي بدون ذكر أمنا السيدة خديجة -رضي الله عنها- لقد كانت السيدة خديجة خير مثال على المعنى الحقيقي للأنثى، إن الأنوثة في معناها الأساسي هي الرقة والحنان والحب.
لقد كانت كل ما تبقى للرسول -عليه الصلاة والسلام- لقد كانت المأوى الدافئ له، فقد كان يحبها حبًا شديدًا، كانت دائمًا ما تعدد على مسامع الرسول -صلى الله عليه وسلم- صفاته الحسنة وكانت تزيده حبًا وثقًة في ذاته، تلك الرائعة والقوية وأقدر النساء على تأدية حقوق الزوج على أكمل وجه.
لقد كانت السيدة خديجة بعيدة عن مستنقع الآثام التي كانت تقع فيه مكة، كانت طاهرة وتحب الخير لمن حولها، ود كانت تتميز بالذكاء والقدرة على التحليل المنطقي، كما أنها قدمت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل ما تملك لمساعدته وتحملت الكثير من الصعاب حتى آخر نفس لها.
كما أن لها مرتبة عالية جدًا عند الله -جل وعلا- بين جميع السيدات في الدار الأخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيرُ نساءِ العالمينَ أربعٌ: مريمُ بنتُ عمرانَ، وآسيةُ بنتُ مزاحمٍ امرأةُ فرعونَ، وخديجةُ بنتُ خويلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ).
كما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا)، وورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: (ما غِرْتُ على أَحَدٍ من أَزْوَاجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما غِرْتُ على خديجةَ وما بي أنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُها وما ذلكَ إلَّا لِكَثْرَةِ ذكرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لها وإنْ كان لَيذبحُ الشَّاةَ فَيَتَتَبَّعُ بِها صدايقَ خديجةَ فَيُهْدِيها لهُنَّ)، المصدر: سنن الترمذي، الرقم: 3875.
كما قالت السيدة عائشة أيضًا رضي الله عنها: (اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاحَ لِذلكَ فَقالَ: اللَّهُمَّ هَالَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ فَغِرْتُ فَقُلتُ: وَما تَذْكُرُ مِن عَجُوزٍ مِن عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ في الدَّهْرِ فأبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا منها.)، المصدر: صحيح مسلم، الرقم: 2437.
اقرأ أيضًا: لماذا نهى الرسول عن النوم بين الظل والشمس
انقطاع نزول الوحي على رسول الله
بعد أن عرفنا إجابة سؤال كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟ فلنتعرف أكثر على فترة انقطاع الوحي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك الوقت كانت قد بدأت العديد من الناس تدخل في دين الإسلام، وكان انقطاع الوحي وعدم قول الرسول للمزيد من الآيات القرآنية لهم كان يشعر الرسول بالقلق على دين الله وهذا ما رواه البعض والله أعلم.
فترة إنقطاع الوحي ليست معروفة بالضبط بين الناس فذكر ابن كثير أنها عامان ونصف عام، وذكر ابن إسحاق أنها كانت ثلاثة أعوام، كما يقول محمد أبو شهبة أن هذه الفترة كانت شهر وعشر أيام، وما نزل من القرآن بعد عودة نزول جبريل -عليه السلام- قول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)) سورة المدثر.
علامات نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم
لقد تعرفنا على إجابة سؤال كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟ والآن لنتعرف على الدلالات التي كانت تظهر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند نزول الوحي إليه، حيث روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنه عند نزول جبريل برسائل من الله عز وجل، كانت ترى على وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفرز الكثير من السوائل التي تدل على ارتفاع درجة حرارة الجسم.
كان يحدث ذلك حتى وإن كان الطقس بارد، والدليل على ذلك: (حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن الحارث بن هشام -رضي الله عنه- سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ” أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس -وهو أشده علي- فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول”. قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا) صحيح.
كما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كان النبيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – إذا أُنْزِلَ عليه الوحيُ سُمِعَ عندِ وجهِه كَدَوِيِّ النحلِ، فأنزل اللهُ يومًا؛ فمَكَثْنا ساعةً فَسُرِّيَ عنه، فاستَقْبل القِبلةَ، ورفع يديه وقال: اللهم! زِدْنا ولا تَنْقُصْنا، واكرِمْنا ولا تُهِنَّا، وأَعْطِنا ولا تَحْرِمْنا، وآثِرْنا ولا تُؤْثِرْ علينا، وأَرْضِنا وارْضَ عنا – ثم قال -؛ أنزل اللهُ عَلَيَّ عَشْرَ آياتٍ، مَنْ أقامَهن دخل الجنةَ، ثم قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، حتى خَتَمَ عَشْرَ آياتٍ).
اقرأ أيضًا: ماذا قال الرسول عن قبيلة حرب
حال الجزيرة العربية قبل نزول الوحي
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال مقالنا كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟ فلنتعرف على أوضاع الناس قبل نزول الوحي، كانت الجزيرة العربية في هذا الوقت مليئة بالفواحش وكانوا يعبدون التماثيل التي لا تفيد ولا تؤذي، ولقد حولوا الكعبة التي بناها نبي الله إبراهيم لعبادة الله إلى مكان لعبادة التماثيل.
كان البعض معتنق دين نبي الله عيسى عليه السلام، والبعض الآخر يؤمنون فقط بالقدر، ولا يصدقون بوجود دار آخرة فقد كانوا يفعلون ما يحلوا لهم من الفواحش بدون الخوف من وعيد أو نذير حيث قال الله تعالى:
(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ “24”) سورة الجاثية.
لقد كان العرب يتقاتلون ويسيلون دماء بعضهم من أجل أتفه الأسباب، فقد كان من الشائع جدًا أن تستمر القبائل في القتال لمدة أعوام وأعوام فقط بسبب سرقة أحد أفراد القبيلة لناقة من القبيلة الأخرى، كانوا لا يتشاجرون من أجل الحق بل فقط من أجل نصرة الأهل حتى ولو كانت النصرة على الباطل.
كما كان من الشائع شرب الخمور طوال الوقت في وقت النهار والليل، وكان أسوأ ما لديهم هو العبودية حيث كان من الممكن أن يكون شخص عبارة عن عبد يباع ويشترى بالأموال فقط لأن لون بشرته أسمر، وشخص آخر ربما يكون فاسد وظالم ولكنه من سادة القوم، ذلك فقط لأن بشرته بيضاء اللون، شاع الظلم والإهانة والضرب المبرح للعبيد.
فقد جاء الإسلام نصرة للفقراء والمساكين، كما كانت حقوق المرأة مضمرة، فجاء الإسلام ليعظمها ويرتقي بها وبحقوقها، فلقد عظم الإسلام المرأة ودورها في المجتمع.
حيث إنها هي السلام والأمان والحب الطاغي على أهل الدار، لقد كانت إجابتنا عن سؤال كم كان عمر النبي عندما نزل عليه الوحي؟ هي أربعون عامًا ونلاحظ أن في هذا السن يكتمل نضج الرجل ويصبح أكثر خبرة في الحياة، فقد أحين الله -عز وجل- اختيار السن المناسب للدعوة.
إن نزول الوحي سبقه وتبعه الكثير من الأحداث الشيقة والتي تدخل الفرح والسرور على قلب المسلم عند التطرق إلى معرفة ما مر به الرسول وتحمله من مشقة وعذاب من أجل إيصال نور الإيمان لنا.