كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة
كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة عند جمهور العلماء؟ وما الشروط الواجبة لها؟ أقر علماء الإسلام بأن الزكاة فرض على كل مسلم قادر على أدائها، كما أنها من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضها الله علينا ليطهرنا من ذنوبنا، وليعطي الغني منا الفقير، وتكون الزكاة عن طريق إخراج قدر معين من المال، ومن خلال منصة وميض سنعرف كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة.
كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة؟
الله -جل وعلا- قد فرض على عباده الزكاة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمس، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ لِمن استَطاعَ إليهِ سَبيلا) حديث صحيح.
كما قال الله تعالى في محكم تنزيله: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (سورة البقرة: 43)، إذًا فالزكاة فرض وفقًا للأدلة، أما نصاب الزكاة فيكون بالذهب، والفضة، ولكن العلماء والفقهاء يرون أن الزكاة يمكن إخراجها مالًا إذا ساوت مقدار النصاب من الذهب، والفضة، أي يقوم بتحويل قيمة الأوراق المالية إلى ذهب، وفضة.
جاء قرار مجمع الفقه الإسلامي في ذلك بقوله: (وجوب زكاة الأوراق النقدية إذا بلغت قيمتها أدنى النصابين من ذهب أو فضة، أو كانت تكمل النصاب مع غيرها من الأثمان والعروض المعدة للتجارة)، فالزكاة فرض، ويشرط إخراجها سريعًا إذا أتممت النصاب.
فلا يجوز أن تؤخر دون عذر، وسوف نعرض لكم في الأسطر القادمة أنصبة لأثمان الزكاة في كل أحوالها، في إطار موضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة:
- نصاب الذهب: أجمع العلماء أن نصاب الذهب يكون عشرون دينارًا ذهبيًا، أو أكثر، ويساوي 85 جرامًا تقريبًا، أما إن لم يبلغ النصاب ذلك القدر فلا تجوز الزكاة.
- نصاب الفضة: أجمع العلماء أن نصاب الفضة يكون مقداره مئتي درهم
أو أكثر، أي ما يعادل 595 جرامًا تقريبًا، وإن لم يصل إلى هذا المقدار، فلا تجوز فيه الزكاة. - نصاب المال الورقي: الشريعة الإسلامية لم توضح نصًا صريحًا في نصاب الأموال الورقية، إذًا فكم نصاب المال الواجب فيه الزكاة؟ أتفق جمهور العلماء، والفقهاء أن المبلغ المالي يتم تحويله إلى مبلغ نصاب الذهب والفضة، وعلى ذلك تعطى الزكاة.
إذا أردنا أن نحول المال إلى ذهب أو فضة نقوم بالعملية الآتية: 85 × سعر الجرام بالريال = النصاب بالذهب، 595 × سعر الجرام بالريال = النصاب بالفضة، مثلًا لو فرضنا أن جرام الذهب سعره 200 ريال، فنساويها بالذهب كالآتي: 85 ×200= 17000.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الزكاة والصدقة
نصاب الحبوب والثمار من الزكاة
يُمكن للشخص أن يخرج زكاته بالحبوب والثمار التي تؤكل لا غيرها، ولكن يجب لإخراجها أن تكون قد بلغت النصاب، وأن يكون مالكًا لتلك الحبوب، وقت إخراج الزكاة، والنصاب في الحبوب والثمار خمسةِ أوسق في وقت الحصاد؛ وهو ما يعادل 300 صاع؛ أي 612 كيلو جرام.
تختلف حسبة مقدار النصاب وفقًا لطريقة ري الحبوب، والثمار، فقد يكون الري إلهي عن طريق أمطار السماء، وقد يكون ريًا من صاحب الأرض، سوف نتعرف على ذلك بالتفصيل في السطور القادمة استكمالًا لموضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة:
1- ما سقته السماء
المقصود بها كل الماء الذي لا دخل لصاحب الأرض فيه، أي ما كان أغلب ري الحبوب والثمار من مياه الأمطار، أو مياه الأنهار الجارية، أو العيون، فهذه المياه لا تعود بتكلفة على صاحب الأرض، في تلك الحال يخرج صاحب الحبوب العُشرَ إذا بلغتِ النّصاب، أي مقدار 10% من قيمتها.
2- ما سقاه صاحبها
يقصد به الماء المدفوع الذي يوفره صاحب الحبوب، والثمار، فلا يكون سقياها من الأمطار، أو الأنهار، وإنما من الآبار المدفوعة، وفي هذه الحالة يكون يُخرِجُ صاحبها نصفَ العُشرِ إذا بلغت النصاب، أي مقدار 5% من قيمتها، والدليل على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(فِيما سَقَتِ السَّمَاءُ والعُيُونُ أَوْ كانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وما سُقِيَ بالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ) حديث صحيح، رواه عبد الله بن عمر.
3- ما اختلطَ سقيهُ بماءِ السّماءِ وماءِ المُزارع
يقصد به الحبوب التي تروى بماء الأمطار تارة، وبماء الآبار المدفوعة تارة أخرى، أي لا يكون ريها ثابت من مصدر واحد، وإنما يتدخل في ريها صاحبها، وأيضًا مياه المطر، في تلك الحالة يخرج صاحب الحبوب، والثمار ثلاثةَ أرباعِ العُشرِ إذا بلغت النصاب، أيّ ما يعادل 7.5% من قيمتها، وقال العلماء بإخراج العشر إذا لم يقدر، أو غم عليه.
نِصابُ زكاةِ العروضِ والتّجارة
الزكاة تجب في عروض التجارة، وهذا ما ورد في السنة النبوية الشريفة، وتخرج حينما يكون نصابها أقل الثّمَنيين أي الذهب، والفضة، وتقدر قيمتها، ويقتطع منها ربع العشر، أي تساوي 2.5%.
نِصابُ زكاةِ المعادنِ والرّكاز
المعادن، والركاز يخرجان من باطن الأرض، ولكن كلاهما مختلف عن الآخر فالمعادن هي ما يخرج من الأرض وله قيمة حياتية ويستخدم في الصناعات، وقد تكون صلبة ويتم صهرها كالذهب، والحديد، والفضة، والنحاس، وغيرها، أو سائلة مثل البترول.
أما الركائز فهي كل ثمين تحت الأرض ولا يشترط أن يستخدم في أمور حياتية، مثل المال المدفون في باطن الأرض، أو ذهب، أو فضة، وأي شيء ثمين يساويهما، وأختلف العلماء في نصاب كلًا منهم فهم ليسوا شيئًا واحدًا، وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهم في قوله:
(العَجْماءُ جَرْحُها جُبارٌ، والبِئْرُ جُبارٌ، والمَعْدِنُ جُبارٌ، وفي الرِّكازِ الخُمُسُ) حديث صحيح، وسوف نوضح لكم في السطور التالية نصاب زكاة الركاز، وزكاة المعادن، وذلك في إطار موضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة:
1- نصاب زكاة الركاز
علمنا أن الركاز هو كل ثمين يخرج من باطن الأرض، وقد وضح لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن مقدار الزكاة بالخمس، إذًا فليس لها نصاب، حيث أتفق جمهور العلماء، والفقهاء أن صاحب الركاز يخرج منها الخمس، في أي شيء يجده، ومهما كان مقداره دون النصاب.
2- نصاب زكاة المعادن
علمنا أن المعادن هي كل ما يخرج من باطن الأرض، ويستنفع الناس به، ويعاد تشكيله، واختلف أصحاب المذاهب الأربعة في مقدار زكاة المعادن، حيث لا يوجد لها نصاب مثل الركاز، قال المالكية، والحنفية، أن مقدار زكاة المعادن هو الخمس، بينما قال الشافعية، والحنابلة أن مقدار زكاة المعادن ربع العشر، ويمكن للشخص أن يتبع أي رأي شاء.
اقرأ أيضًا: بحث عن الزكاة كامل مع المراجع
أنصبةُ الأنعامِ في الزكاة
توجد زكاة للأنعام من إبل، وغنم، وبقر، وجب إخراجها أيضًا لِمن لا يملك مالًا، أو ذهبًا وفضة، فقد أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن صَاحِبِ إبِلٍ، وَلَا بَقَرٍ، وَلَا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إلَّا جَاءَتْ يَومَ القِيَامَةِ أَعْظَمَ ما كَانَتْ، وَأَسْمَنَهُ تَنْطَحُهُ بقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بأَظْلَافِهَا، كُلَّما نَفِدَتْ أُخْرَاهَا، عَادَتْ عليه أُولَاهَا، حتَّى يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ) حديث صحيح.
سوف نتعرف في السطور القادمة على نصاب كلًا من الإبل، والبقر، والغنم، وذلك في إطار موضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة:
1- نصاب زكاة الإبل
حتى نيسر لكم معرفة نصاب الإبل بشكل أفضل سوف نعرض لكم جدولًا موضحًا فيه نصاب زكاة الإبل وفقًا لعددها، وذلك استكمالًا لموضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة.
عدد الإبل | الزَّكاة الواجبة عليهم |
من 1 إلى 4 | ليس فيها شيء. |
من 5 إلى 9 | فيها شاة. |
من 10 إلى 14 | فيها شاتان. |
من 15 إلى 19 | فيها 3 شياه. |
من 20 إلى 24 | فيها 4 شياه. |
من 25 إلى 35 | فيها بنت مخاض. |
من 36 إلى 45 | فيها بنت لَبُون. |
من 46 إلى 60 | فيها حِقَّة. |
من 61 إلى 75 | فيها جذعة. |
من 76 إلى 90 | فيها بنتا لَبُون. |
من 91 إلى 120 | فيها حِقَّتان. |
من 121 إلى 129 | فيها 3 بنات لَبُون. |
من 130 إلى 139 | فيها حِقَّة وبنتا لَبُون. |
من 140 إلى 149 | فيها حِقَّتان وبنت لَبُون. |
من 150 إلى 159 | فيها 3 حقاق. |
من 160 إلى 169 | فيها 4 بنات لَبُون. |
ينطبق ذلك في كلِّ أربعين بنت لَبُون، وفي كل خمسين حِقَّة. |
2- نصاب زكاة البقر
نصاب زكاة البقر يبدأ من 30 بقرة فأكثر، وسوف نوضح لكم نصاب زكاة البقر في الجدول الآتي ضمن موضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة:
عدد البقر | الزَّكاة الواجبة عليهم |
من 1 إلى 29 | لا شيء فيها. |
من 30 إلى 39 | فيها تَبيع أو تبيعة. |
من 40 إلى 59 | فيها مُسنَّة. |
من 60 إلى 69 | فيها تَبيعان أو تبيعتان. |
من 70 إلى 79 | فيها تبيع ومُسنَّة. |
من 80 إلى 89 | فيها مسنَّتان. |
من 90 إلى 99 | فيها 3 أتبعة. |
من 100 إلى 109 | فيها تبيعان ومسنَّة. |
من 110 إلى 119 | فيها مسنَّتان وتبيعة. |
من 120 إلى 129 | فيها 4 أتبعة أو 3 مسنَّات. |
يطبق ذلك في كلِّ ثلاثين تَبيع أو تَبيعة، وفي كلِّ أربعين مسنَّة. |
3- نصاب زكاة الأغنام
سنعرض لكم جدولًا موضحًا فيه زكاة الأغنام بالتفصيل، وفقًا لعددها، ومقدار الزكاة التي تخرج عليها، وذلك ضمن موضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة:
عدد الأغنام | الزَّكاة الواجبة عليهم |
من 1 إلى 39 | لا شيء فيها |
من 40 إلى 120 | فيها شاة |
من 121 إلى 200 | فيها شاتان |
من 201 إلى 399 | فيها ثلاث شياه |
من 400 إلى 499 | فيها أربع شياه |
من 500 إلى 599 | فيها خمس شياه |
يطبق ذلك في كلِّ مئة شاةٌ |
اقرأ أيضًا: كم عدد مصارف الزكاة في القرآن الكريم؟
ما هو النصاب؟
في إطار موضوعنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة؟ علينا أن نعلم ما هو النصاب؟ النصاب هو شرط من شروط إخراج الزكاة، وهذا ما أجتمع عليه جمهور العلماء، والفقهاء، والنصاب يقصد به مقدار المال الذي يجب عنده إخراج الزكاة، وهو شرط من شروط الزكاة، إذ لا يجوز أداء الزكاة دون بلوغها النصاب.
استدل العلماء على ذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: (ليسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ، وليسَ فِيما دُونَ خَمْسِ أوَاقٍ مِنَ الوَرِقِ صَدَقَةٌ، وليسَ فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الإبِلِ صَدَقَةٌ) حديث صحيح.
شروط وجوب الزكاة
حتى يتقبل الله زكاة العبد عليه أن يتبع شروطًا أساسية لصحتها، وإن خالف شرطًًا منها فلا تصح زكاته، ومن خلال موضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة؟ سنتعرف على الشروط اللازمة لوجوب الزكاة.
- الزكاة واجبة على المسلمين فقط، فلا يجوز لكافر أن يخرجها، وقال العلماء في أن المرتد على الإسلام يخرج زكاة ماله إذا حال عليه الحول قبل أن يرتد، وقال الإمام الشافعي أن المرتد لا يجوز له إخراج الزكاة حال ردته، سواء مضى الحول على أمواله أم لا.
- وجوب الحرية فلا يجوز لعبد أن يخرج زكاة ماله، لأن ماله يكون تابع لسيده، فلا يحق له التصرف فيه، والدليل على ذلك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حكم إخراج الزكاة من العبيد قال: (مَنِ ابْتاعَ نَخْلًا بَعْدَ أنْ تُؤَبَّرَ فَثَمَرَتُها لِلَّذِي باعَها، إلَّا أنْ يَشْتَرِطَ المُبْتاعُ، ومَنِ ابْتاعَ عَبْدًا فَمالُهُ لِلَّذِي باعَهُ، إلَّا أنْ يَشْتَرِطَ المُبْتاعُ) حديث صحيح.
- يجب بلوغ النصاب على ما سيخرج به الزكاة، والنصاب هو المقدار الذي حددته الشريعة الإسلامية الذي وجب إخراج الزكاة فيه، ويختلف وفقًا لكل نوع من أنواع الزكاة.
- يجب أن يمر على نصاب الزكاة حولان الحول أي ما يعادل سنة قمرية كاملة، أي مقدار 354 يومًا، وتوجد بعض أصناف الزكاة لا تحتمل أن تبقى حولًا كاملًا، مثل الحبوب، والثمار، فهنا وضح العلماء أن إخراجها واجب متى يتملكها الشخص.
- يرى الإمام أبو حنيفة في مذهبه أن الزكاة تجب على البالغ العاقل فقط، فلا تجب على الصغير، أو المجنون، ويرى بعض العلماء خلاف ذلك، حيث يرون أنها واجبة على الصغير، والمجنون، حيث وليهما الزكاة لهم.
- تخرج الزكاة وفقًا لأصناف حددتها الشريعة الإسلامية، مثل الذّهبُ، والفضةُ، والنّقود الورقيّة، وعروض التّجارة، والأنعامُ، والبقر، والغنم، والمعادنُ، والرّكاز.
شروط المال في الزكاة
إذا أراد الشخص أن يخرج زكاة ماله فعليه أن يلتزم بعدة شروط، حتى تصح زكاته، وسوف نوضح لكم تلك الشروط في السطور الآتية ضمن موضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة:
- يشترط أن يكون المال ناميًا، فلا يكون متوقفًا عن الزيادة كل فترة، سواء كل عام، أو كل شهر أو كل سنة.
- تخرج الزكاة إن كان صاحبها يملك المال ملكًا تامًا، فليس لشخص غيره.
- يشترط عدم وجود مانع من إخراج الزكاة، مثلًا إن كان الشخص عليه دينًا لأحد فيجب أن يقضيه قبل أن يخرج الزكاة من ماله.
- يجب ألا يكون المال كافيًا للشخص فقط، بل يجب أن يكون في زيادة عن حاجته، فإن كان المال على قدر حاجته، فلا يجب عليه إخراجه.
- يجب أن تكون الأموال تجيب الزكاة وأصنافها مثل الذّهبُ، والفضةُ، والنّقود الورقيّة، وعروض التّجارة، والأنعامُ، والبقر، والغنم، والمعادنُ، والرّكاز.
اقرأ أيضًا: ما هو تعريف الزكاة لغةً واصطلاحًا والأدلة الشرعية لها
حكم مانع الزكاة
ضمن موضوع مقالنا كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة؟ سوف نتعرف على حكم من ترك أداء الزكاة، فإن الزكاة فرض على كل مسلم، لذلك فإن مانع الزكاة أقر العلماء أنه قد ارتكب كبيرة من الكبائر، وأن من منع إخراج الزكاة عمدًا قال عنه بعض العلماء أنه قد كفر بما أنزل على محمد، وارتد عن الدين الإسلامي.
قد توعد الله -تعالى- بعذاب عظيم لمن لا يخرج زكاته إلى الفقراء، والمساكين، وفيمن يبخلوا بإيتاء الزكاة في قوله تعالى: (ولا يحسبنّ ٱلّذين يبخلون بمآ ءاتـٰهم ٱللّه من فضله هو خيراً لّهم بل هو شرٌّ لّهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم ٱلقيـٰمة وللّه ميراث ٱلسّمـٰوٰت وٱلأرض وٱللّه بما تعملون خبيرٌ).
كما وضح لنا ربنا -سبحانه وتعالى- عقوبة شديدة لمن يحتفظ بالمال لنفسه، ولا يخرج منه زكاته، حيث قال سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ).
توعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من يكتم زكاته سينال من الله عذابًا عظيمًا في النار، حيث قال: (ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ، لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ، صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ) حديث صحيح.
الزكاة فرض على المسلمين، ولم يفرض لنا الله شيئًا إلا بحكمة منه، وقد فرض الزكاة لنطهر بها أنفسنا، من الذنوب والآثام، وليعطي الغني منا الفقير فلا يتفضل أحد على الآخر.