كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش
كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش؟ ومن سيحمل عرض الرحمن بعد نفخة الصور التي ستقضي على جميع المخلوقات؟ من أركان الإيمان في الإسلام الإيمان بالملائكة وهم مخلوقات مسخرة مكرمة لا يعصون الله عز وجل ولا يمكن وصفهم بالتذكير أو التأنيث، لذا من خلال الفقرات التالية في منصة وميض سنوضح إجابة سؤال كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش.
كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش؟
عالم الملائكة من العوالم الغيبية الغامضة الذي يجب الإيمان به، وخُلقت الملائكة من النور، وهم أحد مخلوقات الله التي لا تعرف الشر ووهي مخلوقات معصومة والتي تسبح الله عز وجل أناء الليل وأطراف النهار فحسب، وهم لا يشربون ولا يأكلون ولا ينامون أو يتعبون ولا يتكاثرون والدليل على هذا ما ذكر في القرآن الكريم: (لا يَعْصونَ الله ما أمَرَهُمْ، ويَفْعلونَ ما يُؤمَرونْ).
أما عن إجابة سؤال كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش فيمكن أن نستنبط إجابته من هذه الآية: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)، بالإضافة إلى قوله تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ).
خلق الله عز وجل الكثير من مخلوقاته الدالة على قوته وعظمته سبحانه، وقد يسر الله سبحانه الكثير من هذه المخلوقات لمن يشاء، أما عن سؤال كم عدد الملائكة الذين يحملون عرش الرحمن كما ورد في كتب التفاسير أنهم ثمانية.
قيل ثمانية ألف أو ثمانية صفوف، وهناك بعض الأقوال تقوم أنهم ثمانية أجزاء كل جزء منهم بعدد الإنس والشياطين والجن والملائكة وباقي المخلوقات، ولكن كل هذه الأقاويل لم يأتي بها قول صريح ولا يصح الاستناد عليها.
أما عن عرش الرحمن، فهو أول مخلوقات الله عز وجل، ولا يعرف مفهومه ودلالته إلا الله عز وجل، مع العلم بأن حملة عرش الرحمن باختلاف عددهم هم أعظم الملائكة وأقربهم إلى الله عز وجل.
اقرأ أيضًا: كم عمر سيدنا آدم عليه السلام؟ وتفاصيل حول خلقه ووفاته
وصف ملائكة العرش
بعد إجابة سؤال كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش قد يتبادر إلى الأذهان أسئلة تخص وصف هيئة هؤلاء الملائكة، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء في وصف ملائكة العرش: أُذِن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكةِ اللهِ، من حملةِ العرشِ: (أُذِن لي أن أُحَدِّثَ عن ملَكِ من ملائكةِ اللهِ عز وجل من حملةِ العرشِ، إن ما بين شحمةِ أذنِه إلى عاتقِه مسيرةَ سبعمائةِ عامٍ).
في قول النبي صلى الله عليه وسلم (أذن لي) دلالة على عزم وغرابة الكلام التالي على السامعين، فمن الممكن ألا يتخيله ويوافق عليه البعض ولكن كما قلنا فإن الإيمان بالملائكة من الأمور التي تتم الإيمان.
أما عن شحمة الأذن فهي المكان اللين الذي تنتهي به الأذن، وأما العاتق فالمقصود به الكتف من ظهره وحتى نهاية العنق الملتقي مع الذراع مسافة تصل إلى مئة عام من المشي، هناك بعض الأقوال التي تقول بأن ذكر هذه المسافة هو مجاز عن التطويل وعظم الجسد لا التحديد والله أعلم.
من الممكن أن يتساءل البعض أيضًا عن كيفية حمل العرض بعد النفخة الثانية من الصور وموت جميع المخلوقات بقدرة من الله عز وجل حتى ملك الموت، ولإجابة هذا السؤال لا يحتاج الإنسان لكثير من التفكير.
فسبحانه وتعالى القادر على خلق البشر وجميع المخلوقات الحية ورفع السماء دون أعمدة، قادر على بقاء العرش ساكنًا على هيئته دون وجود للملائكة، وهذا غير أن العرش من المخلوقات الغامضة التي لا يُعرف عنها الكثير لذا فإجابة السؤال قد تفوق تفكير العقل البشري.
من الأحاديث الشريفة التي ذكر بها لفظ عرش الرحمن، الحديث الشريف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت سعد بن معاذ: (قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَجَنَازَةُ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ بيْنَ أَيْدِيهِمُ اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ).
صفات الملائكة
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا).
بهذا فإن الإيمان بالملائكة من أساسيات الإيمان، وللملائكة العديد من الوظائف والأعمال يكلفهم بها الله عز وجل، من الممكن أن يتشكل الملائكة بالعديد من الأشكال فقد جاء جبريل عليه السلام إلى مريم رضي الله عنها على هيئة بشر يبلغها بعيسى عليه السلام، كما جاءت الملائكة لسيدنا إبراهيم عليه السلام في هيئة بشر، وكذلك جاءت إلى لوط عليه السلام بهيئة رجال حسنة المظهر.
كما جاء جبريل عليه السلام نبينا محمد صلى الله عليه على هيئة بشري وشاهده الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا عندما جاءه في صورة عربي يسأله عن الإحسان والإيمان ليعلم الصحابة دينهم.
كما أن من إحدى صفات الملائكة السرعة التي ميزهم بها المولى عز وجل، ولا تقاس السرعة الخاصة بهم بسرعة البشر، كما أن علمهم وفير وعلمهم إياه الله عز وجل، ولكنهم لا يتمكنون التمييز مثل البشر وهذا لما ورد في سورة البقرة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
كما أن الملائكة معصومين من الخطأ فهم لا يملكون القدرة على هذا، وهم يتميزون بالنظام في شؤون عبادتهم وأحوالهم، أما عدد الملائكة فهو من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله عز وجل، ومن الممكن اعتبار هذا الأمر إجابة على سؤال كم مقدار الملائكة الذين يحملون العرش.
اقرأ أيضًا: دعاء جبريل عليه السلام
أعمال الملائكة
قبل خلق الإنسان كانت الوظيفة الوحيدة للملائكة هي التسبيح وذكر الله عز وجل، ولكن بعد خلق البشر توزعت العديد من المهام على الملائكة، وأعلى الملائكة مكانة هو جبريل عليه السلام، وهو المسؤول عن الوحي منذ أن خلق آدم عليه السلام، وهو من أنزل الوحي على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
كما يوجد ملكين لا يفارقان الإنسان منذ ولادته وحتى يوم مماته يسجلان كل أفعاله حلوها ومرها لتسجيل الحسنات والسيئات وهذا لقوله تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)).
لكن بشكل من التفصيل واستكمالًا لإجابة سؤال كم عدد الملائكة الذين يحملون العرض فتنقسم أعمال الملائكة إلى أربعة أقسام رئيسية هي:
- الوظائف مع البشر بشكل عام.
- الوظائف مع الصالحين والمسلمين من البشر.
- الوظائف مع العصاة والكافرين.
- وظائف خاصة ببقية مخلوقات الله عز وجل.
من أعمال الملائكة بعثهم الله عز وجل إلى النطفة في رحم الأم لتكون الجنين وهذا لما جاء عن أبي ذر الغفاري عن الرسول الله عليه وسلم: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً، فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: أي رب: أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك).
كما أن من الملائكة من يحرس الإنسان، ومنهم من وكل من الله عز وجل وكان مراسلًا إلى الرسل وأنبياء الله، ومن وظائف الملائكة بعث الخيرات في نفوس الإنسان فلكل شخص في الحياة قرين من الجن وقرين من الملائكة يحثه على أعمال الخير والصلاح.
من ضمن المهام الموكلة للملائكة هي قبض أرواح البشر في لحظة الموت، وهذا ما وضحته الآية الكريمة: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ).
مهام الملائكة مع المؤمنين والفاسقين
تتعدد مهام الملائكة تجاه المؤمنين، فمن الواجب على الملائكة حب المؤمنين والتأمين على دعواهم، كما تصلي الملائكة على من يعلم الناس الخير، والمنتظمين على صلاة الجماعة والذين يتسحرون ويسدون فراغ الصفوف في المسجد خلال صلاة الجماعة، ويصلون على من يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.
كما تستغفر الملائكة للمؤمنين، وتسجل حضورهم لصلاة الجمعة وهذا لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر).
كما يبلغ الملائكة الرسول صلى الله عليه وسلم عن أمته وأحوالها، ويقومون بإعانة المؤمنين وتثبيتهم في الحروب والمعارك، كما يشهدون ويحضرون بجنازة الصالحين من البشر، أما عن عمل الملائكة مع الفاسقين والكفار فيتمثل في إنزال العذاب عليهم كما فعل جبريل عليه السلام بآل لوط ولعن الكفرة، ومن الممكن أن تلعن الملائكة العاصين وإن كانوا مسلمين.
أما المهام المتعلقة بالمخلوقات الأخرى فنجد حاملي عرش الرحمن الثمانية بالرغم من أن دلالة رقم ثمانية لا يعلمها إلى الله عز وجل، كما يوجد ملائكة موكلة بالجبال والأمطار والنباتات، وملائكة مسئولة عن السحب وهو الرعد لقوله صلى الله عليه وسلم: (الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله).
اقرأ أيضًا: كم مرة هدمت الكعبة وعلى يد من؟
المذكورين من الملائكة بشكل صريح
بعد إجابة سؤال كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش، والإلمام بأهمية الإيمان بهم فمن من الملائكة عرفوا بشكل واضح من خلال القرآن والسنة؟ أشهر الملائكة هو جبريل عليه السلام، وقد ذكر لفظ اسم جبريل عليه السلام في أكثر من موضع في آيات القرآن الكريم أو تمت الإشارة إليه بلفظ الروح.
هو الملك المسؤول عن الوحي، وقد أرسله الله لأنبيائه ورسله لتبليغ الوحي ومن الملائكة رفيعة المكانة لدى الله عز وجل، بالإضافةً إلى بعض الملائكة الأخرى وهم:
- إسرافيل: وهو الملك المسؤول عن النفخ في الصور عند قيام الساعة.
- مالك: وجاء اسم مالك صراحًا في آيات القرآن الكريم وهو خازن النار، وهذا لقوله تعالى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ).
- ميكائيل: واحد من الملائكة الذي جاء اسمه صريحًا في آيات القرآن الكريم، ووفقًا لتفسيرات بن كثر فهو الملك الموكل بأعمال المطر والنباتات.
- منكر ونكير: هما الملكان المسئولان عن سؤال العبد في القبر، هذا لما جاء في العديد من الأحاديث الضعيفة.
- رضوان: وهو خازن الجنة، وهذا لما جاء في بعض الأحاديث الضعيفة.
- هاروت وماروت: وقد جاء اسمهما صريحًا في الآية 102 من سورة البقرة: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ…).
- حملة العرش: وهم الملائكة المسئولون عن حمل عرش الرحمن.
- الرعد: هو الملك المسؤول عن السحاب.
- ملك الموت: وجاء لفظ ملك الموت صراحًا في آيات القرآن الكريم.
الملائكة من الكائنات الغيبية التي خلقها الله عز وجل ولا يصح إيمان العبد دون الإيمان بهم، وهي مخلوقات معصومة مسخرة لطاعة الله عز وجل القيام بالمهام الموكلة إليها.