كيف تحرق دم شخص يتجاهلك
كيف تحرق دم شخص يتجاهلك دون أن يؤذيك؟ وهل يلزم أن ترد إليه الإساءة؟ فإن التجاهل سببٌ في تدمير علاقتكما، والطبيعي أن تكون المعاملة بينكما متبادلةٌ ومبنيةٌ على الود والاحترام، لا التجاهل واللئام، والبرود المؤدي إلى الخصام، لذا سنعرف في مقالنا هذا في منصة وميض إجابة هذا السؤال وما يدور حوله.
كيف تحرق دم شخص يتجاهلك
يعد التجاهل إظهار الإهمال دون وجوده، أي أن الشخص يعرفك ويدّعي أنه لا يعرفك ليغيظك ويغضبك، وهذا الفعل مرفوضٌ دائمًا وأبدًا، فإما أن يرد عليك ويحترمك كما تفعل أنت، وإما أن يعتذر عن السكوت مؤقتًا أو إلى الأبد كما يشاء؛ المهم ألّا يصمت، لأن الصمت عند ضرورة الكلام ليس من الأخلاق السامية.
فلمعرفة كيف تحرق دم شخص يتجاهلك افعل ما في النقاط الآتية، فليست النصيحة الواحدة منها كفيلة بحرق دمه، بل ينبغي عليك تجرِبة أكثر من شيء لتصل إلى ما تريد، والطريقة التي سنذكرها لا تُفعل بالترتيب كالخطوات، بل تعد نصائح عامة اختر منها ما يلائمك، وهي:
1- الثقة بالنفس
الثقة بالنفس تعني أنك تعرف من أنت وما هي مهاراتك وقدراتك ومزاياك، وتذكِّر نفسك دائمًا بما عندك، فلست ضعيفًا ولا جبانًا ولا سينقص منك شيءٌ إن خسرت هذا أو ذاك، فوحدك تستطيع كفاية نفسك والاكتفاء بذاتك بعيدًا عن هذا الشخص؛ ولا أقول أن تعيش وحيدًا، بل أعني الابتعاد عن الشخص الذي يتجاهلك بالتحديد.
أما على وجه العموم فكلنا نحتاج إلى مؤنسٍ في الحياة، فالإنسان سُمي إنسانًا لأنه لا يستطيع العيش إلا بالأُنس بمن معه، وهم بقية الناس، والغرض المقصود من الثقة بالنفس لفهم إجابة كيف تحرق دم شخص يتجاهلك هو أن تعرف أنه ليس أفضل منك لتحزن على تجاهله لك، بل أن عندك الكثير لتفتخر به وتطوره.
فآمن بأهدافك وقراراتك واعلم أن تجاهل هذا الشخص لك ما هو إلا دافعٌ لك للعمل على طموحاتك وأهدافك، واجعل محاولة إيذائه لك دافعًا لك للعمل والاجتهاد، فثقتك بنفسك أساس قوتك والخطوة الأولى لحرق دمه؛ لأنه هذا الشخص يتمنى أن يراك ضعيفًا منكسرًا متوسًلا إليه، فلا تحققْ له أمنيّاته.
اقرأ أيضًا: كيفية الانتقام من أي شخص
2- برودة الأعصاب
من أهم ما يغيظ ويغضب من يتجاهلك أن تتعامل ببرود، والبرود هو الهدوء والسكينة في غير محلها المعتاد منك، فمثلًا من يتجاهلك يعلم أنك ستغضب من أفعاله معك وستصرخ عليه وتلومه مثلًا، لكن الآن لا، لن تفعل ذلك.
فحتى لو كنت من داخلك تريد فعل ما اعتدت عليه دائمًا، فحاول قدر استطاعتك أن تتظاهر بالبرود ولو أمامه فقط؛ لأن هذا يجعله يستغرب ويتساءل من أين لك هذا؟! فلم تكن هكذا من قبل، فسيغضب ويحاول التفكير في طريقة تغضبك، لكنك الآن واثق بنفسك مؤمنٌ بها تعلم كيف تحرق دم شخص يتجاهلك، فقط تعامل معه ببرود وهدوء وكأنه لم يفعل شيءٍ.
ما أريد إيصاله لك أن تجعله يرى أن كل ما يفعله من التجاهل ومحاولة استفزازك هي محاولات فاشلة لا فائدةً منها معك، فشعوره الداخلي بالفشل والضعف أمامك بسبب أنه لم يستطع إغضابك وإخراجك عن شعورك كافٍ في حرق دمه أشد حرقٍ، وثقب سقف غروره أعمق خرق.
مما يجعلك قويًا في إظهار برودك أن تتوقف عن إبداء مشاعرك والتفاعل مع كل ما يفعله، فكن أعمى البصر والبصيرة عن أفعاله، وفكر بنفسك ومشاعرك وذاتك فقط، واعتن بنفسك بعيدًا عنه حتى يعلم أنك لست قليلًا تحتاج إلى التكثير، ولا وحيدًا تفتقر إلى الأُنس الكثير.
3- الابتعاد الجميل
وصفته بالجميل لأنك لن تهجره أو هذا ما نظنه الآن، فعلى كل حالٍ وسواءٌ كان يتجاهلك مؤقتًا أم يريد تركك إلى الأبد؛ فابتعادك عنه حسب ما سأخبرك سيعود عليك بالنفع العاجل قبل الآجل، العاجل معه والآجل مع نفسك لأنك أعليت منها وجعلتها قويةً عزيزة.
كفانا من المقدمات ولأحدثْك عن الابتعاد؛ مَن يعمل على حرق دمك يعلم أنك ستتصل به وتطلب لقاءه، مع أنه سيرفض ويتحجج؛ هذا إن كان ما يزال يحترمك، وعلى الأغلب لن يرد عليك، بل سيكتفي بإغلاق كل الطرق في وجهك وكأنك لست بشرًا!
أنت الآن بعد ثقتك بنفسك وبرودة أعصابك لن تتصل به ولن تحاول الاقتراب منه وفهم سبب تجاهله، بل ستتجاهل أنت أفعاله، فإن لم يردَّ عليك من أول مرة اصبر ولا تتصل ثانية، اصبر بضعة أيام وأنا أضمن لك أنه سيتصل بك من نفسه، أو إن رأيته تصوَّره وكأنه هواءٌ لا يُرى، وماءٌ لا يُشَم.
فبعد ابتعادك عنه وتوقفك عن الركض خلفه، سيعلم أنه لم يستطع تجاهلك وحرق دمك، فأنت لم تظهر له أي رد فعلٍ يخبره بأنك غاضبٌ من تجاهله، حينئذٍ لن يحترق دمه فقط، بل سيثور كالبركان.
كما سيصاب بخيبة الأمل والعجز والانكسار الداخلي لأنك تغلبت عليه وكأنه لم يفعل شيئًا، بل الأسوأ أنه سيظل حائرًا مفكرًا: كيف أتجاهله وأفعل معه كل هذا وهو لم يحرك ساكنًا؟! الآن حرقنا دمه وجعلناه عبرةً ومثلًا، ولا يزال معنا المزيد من الإجابة عن كيف تحرق دم شخص يتجاهلك.
4- عِش حياتك
كثيرٌ من المشكلات النفسية الشخصية أو الاجتماعية سببها الفراغ واهتمام الشخص بغيره وربط حياته به كارتباط القطار بقضيبه الحديدي، فإن خرج عنه شبرًا توقف، والحق أننا لسنا ملزمين بأحدٍ، ولن تتوقف حياتنا على شيءٍ مهما كان هامًا مؤثرًا.
فاعتبر هذا عندما لم يكن الذي يتجاهلك في الوجود أصلًا، هل كنت تنقص شيئًا يمنعك من التنفس والأكل مثلًا؟! الإجابة: لا، كانت أيامك تسير على ما يرام، فَلِمَ توهم نفسك أن هذا الشخص يزيد منك ولو شعرةً؟
على فرض أنه سينفعك؛ الآن فهو يتجاهلك ويريد استفزازك، أنا وأنت اقتنعنا بأنه لا يصلح بل ولا يستحق أن يكون في حياتك، فلنحرق دمه إذن بطريقة غير مباشرةٍ، فما عليك فعله هو قضاء حياتك بأفضل ما يكون.
العب وامرح وابنِ علاقاتٍ جديدة، هذا سيرغمه على توجيه انتباهه إليك والتعجب؛ كيف أنه يسعى جاهدًا إلى تجاهلك والانتقاص منك وأنت لا تعير له انتباهًا، ولا تلقي له بالًا، بل وتزداد حياتك جمالًا.
أما إن كنتما تجتمعان في عمل أو دراسة أو بيت عائلةٍ وتريان بعضكما دائمًا؛ فاظهر سعادتك وحريتك وجمال حياتك أمامه أكثر مما تظهرها وهو غائبٌ، فهذا سيغيظه ويحرق دمه، وقد حققتَ المعادلة الصعبة السهلة في آنٍ واحد: فثقتك بنفسك وبرودك تجاه تجاهله وابتعاده عنك واستمتاعك بحياتك، كل هذا حرق دمه وجعله يموت غيظًا في داخله.
اقرأ أيضًا: النرجسي والانتقام إذا خرج الضحية من حياته
أسباب تجاهل الشخص لك
بعدما عرفنا كيف تحرق دم شخص يتجاهلك نرغب بمعرفة تجنب تجاهل الناس لنا فيما بعد؛ لئلا يتكرر نفس الفعل في العلاقات القادمة، والأخطاء التي تجعل الناس يتجاهلونك هي:
1- الاهتمام الزائد
الاهتمام أجمل ما في العلاقات بل هو أساسها القويم، وعمادها المستقيم، حيث يُشعر الطرفين بقربهما الدائم، وحبهما القائم، لكن زيادة هذا الاهتمام عن حده يقلبه عليك غمًا وَوَبالًا، فيشعر أنه أعلى منك؛ لأنك تعتني به أكثر مما يعتني بك، ومرة بعد مرةٍ سيقل سؤاله عنك ليصل إلى التجاهل.
2- لا تشعره أنك باقٍ ولن تفارقه
مهما كنت تحبه وتقدر وجوده في حياتك فيجب أن تجعل بينك وبينه فاصلًا تخبره فيه أن في علاقتكما حدودًا فإن تجاوزها فلن تستمر معه، وأنك إن تركته فستعثر على من هو أفضل منه بكثير، فعلاقتكما مبنيةٌ على ما تقدمانه، لا على مجرد الحب والتفاهم، هذا سيجعله حريصًا على الحفاظ عليك وعدم تجاهلك.
اقرأ أيضًا: فن التجاهل في الحب
2- لا تتسرع
اعلم أن الحياة وإن كانت قصيرة فإن معك الكثير من الوقت للتعرف إلى الشخص الآخر، فافهم عقليته وطباعه وحياته قبل أن تُقدِم على خطوة مِفصلية هامة قد لا تستطيع التراجع عنها، فتمهلك على علاقتك معه سيعطيك مساحةً لتقييمه ورسم صورةٍ لحياتك، أو لحياتكما إن اخترته.
أما إن تعجلت في اتخاذ القرارات واستباق الخطوات دون مهلة كافيةٍ لك أو له، ستجعله ينظر إليك نظرةً دونيةً وكأنك لست واثقًا بما تفعله وتريد فقط أن تسير بسرعة في العلاقة، مما ينزِل كلامك وقراراتك منزلةً لا قيمة لها، فيتجاهلك لأنك لا تعرف ما تفعله.
العلاقات الإنسانية معقدةٌ وميسرة في آنٍ واحد، وما يجعلها تميل إلى السهولة أو الصعوبة هو التوازن بين العقل والقلب فيها، والتأني في كل خطوةٍ، والأهم من هذا كله التهيئة النفسية والعملية للدخول في علاقةٍ إما أن ترفع مَن فيها إلى السماء، أو تهوي به في وادٍ أعمق من جوف الماء.