كيف نبدأ العام الدراسي الجديد
كيف نبدأ العام الدراسي الجديد؟ وكيف تزيد من تحصيلك الدراسي؟ وذلك بعد انتهاء الإجازة الصيفية لنستفيد أكبر استفادة من المدرسة ونتجهز بنفسية مريحةٍ وأدوات كافيةٍ لنكون متميزين متعلمين نترك ما يضرنا ويؤخرنا، ونسعى إلى استثمار أوقاتنا في المدرسة، لا سيما إن فكرنا أن المدرسة ليست للتعليم الاعتيادي فقط، بل يمكن الاستفادة منها بطرائق شتى نتعرف إليها عبر منصة وميض.
كيف نبدأ العام الدراسي الجديد
قال سبحانه وتعالى في أول آية نزولًا من القرآن: (اِقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الْذِيْ خَلَقَ) العلق [1]، وذلك أفضل ما قد نبدأ به مقالنا نظرًا لأن الله تعالى أمر بالعلم ورفع من شأنه بذلك الأمر، فبعد ثلاثة أو أربعة أشهر من الراحة والخمول في البيت استمتاعًا بالإجازة وترويحًا عن النفس، يبدأ العام الدراسي الجديد للطلاب، سواءٌ للذين في الحضانة، المدرسة أو الجامعة، فالكل يريد أن يتعلم علمًا نافعًا، فكيف نستعد للعام الجديد؟ وكيف نضع خطةً واضحةً لنكون أفضل من السنة السابقة، إليكم بعض النصائح لفعل ذلك:
1- التفاؤل بالخير
التفاؤل والتفكير في الأمور الجميلة وتوقعها دائمًا وتفسير كل الأحداث على أنها جميلة، فقبل بدء العام الدراسي الجديد ينبغي للطلاب التفكير في أنهم هذا العام سيتعلمون أكثر وأتقن، وأن صبرهم على العلم سيجعله سهلًا.
اقرأ أيضًا: كيفية تنظيم جدول للدراسة
2- تنظيم الوقت
المقصود بتنظيم الوقت هو وضع خطة للأفعال اليومية، فمن يستيقظ وهو لا يدري ماذا سيفعل اليوم من بدايته إلى نهايته يُسمى فوضويًا، ولتنظيم الوقت فوائد منها:
أولا: إنتاج أكبر
فيمكن أن يتم تنظيم الوقت حسب الرغبة فيما تريد إنجازه أو المتاح والأهمية، فمثلًا دراسة فصل في مادةٍ ثم الانتقال إلى مادة أخرى، ثم القيام للعب، والعودة إلى الدراسة لمدةٍ قصيرة ثم النوم قليلًا، أو تنظم وقتك بما تشاء وحسب المتاح لك لكي تنتج الوقت الأكبر.
ثانيًا: توترٌ وضغطٌ أقل
من الأمور الهامة لأن عدم معرفة ماذا يريد المرء من يومه ومن نفسه بل ومن حياته تجعله غاضبًا متوترًا يريد فعل شيء ولا يستطيع، أما إن نظم وقته فسيضع لنفسه أهدافًا يصل إليها في مدة محددة.
ثالثًا: التوازن بإعطاء كل ذي حقٍ حقَّه
أي تعطي كلَّ شيءٍ حقه، فلن يُحرم المنظم وقتَه من اللعب والأكل ولا من التنزه، وفي ذات الوقت لن يهمل دروسَه ويؤخرَها، وصدق أو لا تصدق؛ بعد كل هذا سيجد متسعًا من الوقت يستطيع فعل أشياء إضافية فيه.
رابعًا: التركيز الذهني
الفوضويون إن أرادوا إتمام شيء سيكون تفكيرهم في شيءٍ آخر؛ لأنهم لا يدرون هل ما يفعلونه الآن هو المناسب، أو يجب عليهم فعل غيره، وما المدة التي يحتاجها كل فعل، وأسئلة أخرى بعيدة كل البعد عن منظِّم وقته؛ لأنه يحدد أهدافه وما الذي يريد الوصول إليه ومتى وكيف.
خامسًا: طريق النجاح
لا يختلف اثنان أن النجاح متعلقٌ تعلقًا وثيقًا بتعلم ما يميز الشخص عن غيره، فكلما تعلمنا أكثر في وقت أقل نجحنا وازددنا رفعةً، فمثلًا المُجيد لِلُغَةٍ ما ويرى أنه فعل ما يوجب العثور على عملٍ عوائده المالية مرتفعة، سيأتي غيره ويتعلم ثلاث لغاتٍ، هذا الأخير أفضل من الأول مع أنهما اعتنيا بالتعلم؛ لكن الثاني نظمه وقته فتعلم مهاراتٍ أكثر في وقتٍ أقل، مما جعله يتفوق على غيره محققًا النجاح.
اقرأ أيضًا: أهمية الوقت في حياة الإنسان
3- تجهيز الأدوات الدراسية
فقبل بدء المدرسة ينبغي للطالب أن يكتب في ورقة ما يحتاجه في الدراسة من شنطة أو اثنتين، والدفاتر التي سيطلبها المعلمون، والأقلام والألوان وغير ذلك مما يحبه أو سيحتاجه في المدرسة، حتى لا يذهب إلى المدرسة دون أن يكون معه ما يساعده على التحصيل والفهم.
4- تعرف إلى زملائك ومعلميك
للتعرف إلى المدرس فوائدُ منها إزالة الحواجز التي بين الطالب ومعلمه، مثل الخوف أو الظن بأن طبعه قاسٍ، وهذا يساعد الطالب فيما بعد على سهولة سؤال المعلم إن احتاج شيئا، أما التعرف إلى الزملاء ففائدته خلق جوٍّ مرحٍ طيبٍ متسامحٍ معهم، مما يجعل الطالب متشوقًا للمدرسة راغبًا فيها، ومن الطلاب من رُزق فهمًا أسرع من غيره، فيساعدهم إن احتاجوا شيئًا في الدراسة.
5- تحضير الدروس
كثيرٌ من المدارس تختبر الطلابَ قبل انتهاء العطلة ومن هنا يمكننا توضيح إجابة عن سؤال كيف نبدأ العام الدراسي بخطة دراسة المواد، فإن قرأ الطالب الدرس وحضَّره قبل شرح المعلم له سيفهمه أكثر بل وسيشارك زملاءه ما فهمه.
6- تعلم المهارات المختلفة
المدرسة عالمٌ كبير لا يقتصر الذهاب إليها على تعلم المواد الأكاديمية المعتادة، ولا أقول إنها غيرُ مفيدةٍ، فالمراد أن يسأل الطالب عن المواد الاختيارية والفصول الإضافية التي في المدرسة، مثل التكنولوجيا العملية، أو درس الإسعافات الأولية، أو نشاط الكشافة أو الجوالة، وذلك لكي يتعلمها ويزداد علمًا ومعرفة.
7- الحرص على النظام الغذائي والرياضة
بتناول الأطعمة الصحية والبعد عن الضارة والوجبات السريعة والمواد المصنعة وممارسة أي نوعٍ من أنواع الرياضة، فهو لا يقوي البدن فقط ويكسبه اللياقة والنشاط، بل ينعش الفكر والروح والعقل أيضًا، فيقوى عقله، ويصفو ذهنه، ليفهم ويدرك العلم الملقَى إليه، والطريق الدال عليه.
8- الصبر والمصابرة
فالصبر هو حبس النفس على ما تريد، فكلنا نريد الراحة والنوم والأكل والاستمتاع بالحياة، لكن الحياة ليست لكل هذا، بل هذه المحبوبات فواصل من الحياة تعين على إكمالها، وليست الغاية منها، فالهدف من العيش هو التعلم والنجاح بلا توقف.
حيث إن الطالب إن سلم نفسه لأهوائه ولم يصبر على العلم فلن يحصد خيرًا، وسيجني عواقب سيئة مما فعل، وكما يقال: “صبر ساعة، ولا كل ساعة”، أي لنصبر ساعة على إزالة الجهل والعادات السيئة خيرٌ من أن نظل طوال العمر في نفس الحالة السيئة التي لا تدل إلّا على الجهل والخيبة.
9- العناية بجودة النوم
خلق الله سبحانه النوم لنرتاح فيه، وقدَّر للنوم وقتًا وهو الليل، فإن حاول الإنسان قلب موازين النوم وقواعدَه لتدهورت صحته وقل تركيزه ولم يجنِ ما أراده من المدرسة، فيجب على الطالب أن ينام في ساعات الليل الباكرة ليأخذ حاجته من النوم، وليترك النوم في ساعات متأخرة ولو لنفس المدة.
10- مراجعة الدروس القديمة
العلوم لا تتجزأ ولا تنتهي، فما درسناه في السنة الأولى سنحتاجه حتمًا في السنة الثانية، وهكذا كل مرحلة دراسيةٍ ترتكز على ما قبلها، فمن الإجابات الهامة على سؤال كيف نبدأ العام الدراسي الجديد مراجعة الدروس والقواعد التي سبقت دراستها؛ هي أن نفهم الدروس الجديدة جيدًا دون خللٍ في الفَهم والاستيعاب.
اقرأ أيضًا: خطوات تنظيم الوقت
أمور ابتعد عنها أثناء الدراسة
بعد الإجابة عن سؤال كيف نبدأ العام الدراسي الجديد فمن المهم أن نعلم أن التعليم عملية متكاملة، ويُهتم أيضًا بل وأكثر بتجنب ما يضره ويعيقه عن مطلبه وهو النجاح، بل وقد تؤدي بعض الأفعال به إلى ترك الدراسة كلها والاتجاه إلى منحنيات خطيرة، والأفعال التي تبطئه عن التحصيل الدراسي هي:
1- اختيار الصحبة الخاطئة
إن الأصدقاء عامل مهم في نجاح وفشل الطالب؛ لأنهم يؤثرون عليه في تفكيره وحضوره ودراسته، فلو كانوا ناجحين سيكون مثلهم، وإن كانوا فاشلين سيتأثر بهم ولو لم يردِ ذلك.
2- إدمان الإنترنت
ليس الإدمان إدمان المواد المخدرة فحسب، بل الإدمان هو تعود المخ على فعلٍ والاعتقاد بأن تركه مستحيل، والاستمرار فيه فوز ليس له مثيل! فجلوس الطالب ساعات طوال أمام الشاشات دون فائدة تذكر يشتته في حياته كلها، فكل ما شاهده على الإنترنت يشغل باله، فعند دراسته لن يحصَّل شيئًا.
اقرأ أيضًا: طرق المذاكرة الصحيحة وعدم النسيان
3- التسويف والتكاسل
هذا السبب من أهم ما يجب أن يفكر به المتعلم إجابةً لسؤاله كيف نبدأ العام الدراسي الجديد، فالطلاب كل يوم يتعلمون ما لا يقل عن ستة دروس، وكل درس منها يحتاج إلى دراسة وتطبيق ومراجعة، ولفعل هذا فلا بد من الدراسة اليومية، فتأجيل هذه الدراسة وخداع النفس بأن ما زال في الوقت متسعًا يؤخره عن التحصيل الجيد، ثم عند اقتراب الامتحانات يسارع سرعة البرق في حفظ أي شيء لينجح! مما يجعله غير قادر على الاستفادة.
ينبغي إدراك أن للتعلم متعةً لا يدركها إلا من صبر عليه وجاهد نفسه لبلوغ المعالي به، فهو لا يُصنع في يوم وليلةٍ، بل يُبنى مع الأيام والليالي، وينبغي ترك الكسل والتعالي، لذا فلنحرص عليه لنرفع الجهلَ عن أنفسِنا، وتسموَ بالعلم روحُنا، ونعمُرَ الأرض بجهدِنا.