كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي
كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي؟ وما أسباب الانفعالات لدى المراهقين؟ فهناك عدة مشكلات تواجهها الأم في التعامل مع ابنها المراهق ومن بينها العصبية بل وتُعد المشكلة الأكبر في هذا السن، ونظرًا لحيرة الأم وعدم قدرتها على التوصل إلى الطريقة الصحيحة التي تساعدها على تخطي تلك المشكلة سوف نقوم بعرض حلولًا لها من خلال منصة وميض.
كيفية التعامل مع الابن المراهق العصبي
في البداية وقبل طرح أية حلول يجب أن نوضح بعض الأمور الهامة، وهي كون الأمر غير مُقتصر على سلوك يتبعه الابن فحسب، وإنما بكل تأكيد هناك سبب أدى إلى حدوث تلك المشكلة، لذا يجب وقبل سلك طريقًا خاطئ في التعامل التعرف على السبب الرئيسي الذي أدى به إلى ذلك السلوك وهناك أسباب عدة.
بجانب أن هناك بعض ردود الأفعال الخاطئة التي يجب أن تحذر منها الأم عند مواجهة الابن في تلك المرحلة، والتي تُشكل أهمية كبيرة في التأثير على حالة الابن إما بالإيجاب أو السلب، وبعد أن نُجيب عن كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي فسوف نوضح تلك التفاصيل البسيطة صاحبة التأثير القوي، ومن طرق التعامل ما يلي:
1- عزز ثقة الابن بنفسه
من أبرز الطرق نجاحًا في التعامل مع الابن العصبي هي التركيز على العامل النفسي، وشكل الابن أمام نفسه، وما تلك الصورة التي يظهر بها أمام نفسه، فهل هي كافية ليرى نفسه في أفضل مكانة، أم أنها مشوشة ومهزوزة تُقلل من ثقته بنفسه.
فإذا فقد الابن المراهق ثقته بنفسه سوف يؤثر ذلك على سلوكه، ويحاول تعويض شعور النقص الذي يكمن بداخله من التيقن بشأنه القليل من خلال تلك الأفعال التي قد تبدو لك أنها انعكاس للتربية الخاطئة.
لا دخل للتربية في ذلك الأمر، ولا يتعلق إلا بما يشعر به من داخله ويعكسه بالصراخ والصوت المرتفع، والذي قد يحدث على أشياء لا تستدعي ذلك، لذا بمجرد ملاحظة تغلب الصوت العالي على الابن في جميع مواقف حياته فعليكِ بتعزيز ثقته بنفسه ومدحه والتوضيح له كم هو من الشخصيات المحبوبة الذكية التي لها فائدة كبيرة في المجتمع.
بكل تأكيد هذا السلوك سوف يقوّم من سلوكه العصبي، بل وسيساعدك على التقرب منه، في ذلك الحين يعلم الابن جيدًا أن شانه مرتفع ولا يبدو بتلك الصورة الضعيفة أمام الجميع والمسيطرة على عقله سيطرة تامة.
اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ
2- تقديم الدعم والحب للابن
يجب عليك العلم كون ابنك عصبيًا فإنه لم يجد الدعم الذي يبحث عنه فيمن حوله، فاقد للحب والحنان والدعم، فما مهمتك في حياته ما دام قد وصل إلى تلك المرحلة؟ الحب والحنان يجب أن يستمدهم الابن من أبيه وأمه يجب ألا يشعر الاحتياج لهم، فهذا من الأمور الكارثية التي لا تأخذ به إلى العصبية فقط، وإنما تأخذ به إلى الكثير من الطرق الغير مشروعة.
المراهق هو أكثر الأشخاص احتياجًا للدعم والحب، بل والاحتواء أيضًا، فإذا شعر بالاطمئنان استطاع مصاحبتك بل وإخبارك بجميع الأحداث التي يمر بها، وبذلك سوف يستطيع تخطي جميع العقبات السلبية في حياته دون أن يحتاج إلى اللجوء لذلك السلوك العصبي السيئ.
3- اللجوء إلى المعاقبة بعض الأحيان
لا تلجأ إلى تلك الطريقة إلا عندما يخترق المراهق جميع الحدود المسموح له بتعديها ولكن بنسبة مُحددة، فالصمت طوال الوقت يكون سبب في فساد المراهق بنسبة أكبر، لذا اتبع طريقة العقوبات ولكن احرص على تغيير شكل العقوبة من آنٍ إلى آخر.
حيث يوجد الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها معاقبة المراهق، ومن بينها منع المصروف عنه، منعه عن الهاتف إذا كان مُتعلقًا به بشكل كبير، امنعه عن الرياضة المحببة إليه أو رؤية أصدقائه فترة، ولكن احرص على عدم تكرار العقاب.
4- وضع حدود للعصبية
اعلم جيدًا أن تلك المرحلة واردة الحدوث مع جميع المراهقين، ولا بُد لهم أن يمروا بها، لذا يجب الحرص على وضع الحدود الغير مسموح بتخطيها للمراهق في الغضب.
فهو من الأشخاص الأكثر وعي في المجتمع ومن السهل التفاهم معه ولكنه يحتاج إلى التعامل معه بشيء من الرفق واللين، لكن عند تخطي الحدود لا بُد من تذكيره بها ومعاقبته على ما قام بفعله.
مثلًا من ضمن السلوكيات السيئة التي تعبر عن تخطي المراهق حدوده الحديث ببعض الكلمات البذيئة أو التعنيف عند الحديث أو صدور أي تصرف يبدو خارجًا من وجهة نظرك ولا يليق له التعامل به، فهنا يستوجب الأمر التنبيه في المرة الأولى بمدى خطأ تلك السلوكيات ومن ثم تبدأ في المعاقبة.
اقرأ أيضًا: تجارب شفيت من الاكتئاب
5- التقليل من عالم التكنولوجيا
عالم التكنولوجيا يُعد نعمة ونقمة في الوقت ذاته حيث إن هناك الكثير من الأشخاص الذين يستخدمونه بطريقة خاطئة، ولا نقصد بقولنا ذلك هو الأفعال المحرمة والعياذ بالله، وإنما ما نقصده هو تعلم السلوكيات وردود الأفعال العنيفة والألفاظ السيئة التي أصبحت منتشرة بكثرة على مواقع التيك توك وما شابه من تلك المواقع.
فإن المراهقة لا يسمح بالانفتاح على هذا العالم كل الانفتاح دون رقابة، فالانخراط معه يبعد عن التواصل الشخصي في الواقع، ويجعل الشخص في حالة من العزلة والانطواء على نفسه.
شجع طفلك على مشاركة المجالس العائلية لمساعدته على التعرف على ما هو جيد وما غير ذلك، لمعرفة ما يتناسب مع البيئة التي نشأ وترعرع بها وما يتعارض معها لتجنبها، فليس الجميع على دراية وعلم كافي بذلك.
6- تكريس وقت للابن
كيف استطعت أن تسأل عن كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي وأنت لا تخصص له جزء من يومك، أنت العامل الرئيسي في التأثير عليه، ويجب أن تؤثر عليه وترسخ كل قواعد تربيتك الحميدة في عقله.
هذا الوقت سوف يسمح لك بسماعه، ومعرفة ما يمر به من ظروف خارج المنزل تجبره على التعامل بهذا الشكل الهمجي، أنت فقط من يستطيع السيطرة على الأشياء السيئة التي يفعلها ابنك المراهق ولكن إذا شعر بالطمأنينة تجاهك.
خذه واذهب معه في نزهة اخرجوا سويًا وحدثه عن مدى افتخارك به لكونه يظهر أمامك في صورة الابن الأمثل، وما يمر به من أوقات سيئة ما هي إلا لحظات يستوجب عليه المرور بها في حياته؛ لكي يتعلم منها ما هو السلوك الجيد الذي يجب أن يتبعه طوال حياته وما السلوك السيئ الذي يجب عليه التعلم منه.
اقرأ أيضًا: مشاكل سن المراهقة للأولاد
7- التقرب منه ومحاولة فهمه
قد يشعر المراهق بأنه شخص سيئ لمجرد أن والديه لا يمنحاه القليل من الوقت له، ولا يعتدون لوجوده في حياتهما، فلا يظهر منهما الاهتمام به، ولا يحاولان الجلوس معه للتفاهم ومعرفة السبب وراء تلك العصبية الزائدة.
التقليل من شأن الابن والاستخفاف بالحالة التي يمر بها لها عامل رئيسي في التأثير على شخصيته، لذا حاولوا التقرب من أبنائكم، فقد يكون في قربكم علاجًا للعصبية الزائدة، تفهموا السبب وقوموا بمعالجته.
أسباب عصبية المراهقين
كما ذكرت لكم في الإجابة عن كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي أن السبب هو العامل الرئيسي لظهور رد الفعل هذا الذي يتسبب لكم في الانزعاج، فهل حاولتم اكتشاف السبب؟ إليكم بعض الأسباب فيما يلي:
- حدوث تغيرات هرمونية في الجسم يحدث بموجبها اضطراب في المشاعر والحالة النفسية وهي ما ينتج عنها تلك الحالة من الهياج العصبي، وفي ذلك الأمر إجبارًا من الأهل على التحمل بل وتفهم عدم قدرة الابن عن السيطرة على تلك المشاعر المتضاربة والتي قد يكون كارهًا لها.
- المرور بحالة من الاكتئاب، وهنا يكمن الحل في التقرب من الابن والتحدث معه لمعرفة الظروف التي يمر بها، ومحاولة إيجاد حلًا لمشكلته التي تسببت له في تلك الحالة النفسية السيئة.
- التعرض إلى صدمة في حياته مثل الانخداع بصديق قريب منه، وهذا ما يجعله غير متقبل للتعامل مع من حوله، بل ويميل إلى الانفصال والانعزال عن أحب الأشخاص إلى قلبه.
- طلب الاهتمام بطريقة غير مباشرة، حيث إن إهمال الأهل للمراهق هو ما يجبره على فعل سلوكيات لا يميل لها لكي يكسب اهتمام من حوله به.
- الإصابة بتوتر بأمر شيء ما، ففي حالة التوتر قد لا يشعر الابن بما يقوم بفعله من سلوكيات سيئة لذا يجب الاحتواء، خاصةً وإن كان هذا السلوك مختلف عن الطبيعي لمراعاة الظروف التي يمر بها والبحث عن كيفية إخراجه من حالة القلق تلك.
- مواجهة بعض المشكلات الأسرية التي تؤثر بشكل نفسي سيئ على الابن في هذا السن، ففي حال مرور العائلة بمشكلات لا تنتظر محافظة ابنك على ثباته الانفعالي، ويتوجب عليك عدم خلق تلك المشكلات أمامه حتى لا تكون عادة ملازمة له طوال مراحل حياته.
اقرأ أيضًا: نموذج دراسة حالة طالب عدواني
أخطاء التعامل مع الابن المراهق
توجد بعض السلوكيات الخاطئة الصادرة عن الآباء بشكل شخصي، والتي تظهر في الحياة بوجه عام، وبالإجابة عن كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي يتوجب علينا الأمر توضيح تلك الأفعال الخاطئة، ومنها:
- مسايرة سلوك العصبية الصادر عنه مما يدفعه إلى التمادي به، فلا تظهر خوفك على شكله أو شعوره في حال كانت العصبية طبع ولا يوجد سبب لها يمكن معالجته، ولا تنفذ ما يطلبه الابن في حالة العصبية لتفاديه بل صر على قرارك.
- التعامل معه ببرود وهدوء وقد يكون ذلك عكس شخصيته، وخاصةً أن هناك بعض الآباء الذين يتبعون تلك الطريقة وقت عصبية الابن ظنًا منهم أنها تجني لهم فائدة تغيير ذلك السلوك، ولكنه اعتقاد خاطئ، لأنه يُثير استفزازه وعدوانيته مما يدفعه إلى العصبية الزائدة.
- رد الفعل العنيف الناتج عن العصبية، وهذا من أخطر الأمور التي يمكن فعلها، ويُفضل مكافأة الابن عند الحد من تلك العصبية والتوقف عن ذلك السلوك، وهي أحد الطرق التي يمكن الإجابة بها عن كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي.
- التعامل معه وكأنه طفل صغير يحتاج إلى الإرشاد والتوجيه، على عكس ما يحتاجه المراهق في هذا السن وهو مشاركة الرأي.
- عدم ترك مساحة شخصية له ومحاولة السيطرة عليه في جميع أفعاله، دع ابنك المراهق يخطئ ليتعلم من خطأه ولا تقرر له أفعاله دعه يخوض التجربة.
إذا اتبعت جميع الطرق التي أجبنا بها عن كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي ولا تجد جدوى منها، فعليك استشارة مختص تقويم سلوك.