كيف مات يزيد بن معاوية
كيف مات يزيد بن معاوية؟ وما قصته؟ يُعتبر يزيد هو سادس الخلفاء الراشدين، وثاني خلفاء بني أمية، ويُقال إنه تولى ما يقرب الثلاث سنوات، كما حدث الكثير من الأمور في حُكمُه أدت إلى تعدد الآراء حول كيفية موته، حيث كانت هناك حروب متصلة في عهده ومنها الواقعة التي استشهد فيها الحسين بن علي، وبسبب هذا حدث فجوة كبيرة أثناء موت معاوية من قِبل الشيعة، ومن خلال منصة وميض سنوضح كيف مات يزيد بن معاوية، عبر السطور التالية.
كيف مات يزيد بن معاوية؟
يزيد هو إبن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان وكانت مدة حكمه تتراوح ما بين “680-683” وكان له أثر كبير في هذه الفترة، كما أقيمت الكثير من الحروب والمناوشات في هذه الفترة ومنها الثورة التي حدثت في المدينة في ذلك الوقت وتعرُض الكعبة الشريفة للضرب من قِبل مسلم بن عقبة المري، حدثت الكثير من الحروب التي أدت لكثير من الكوارث.
كان منها موت الحسين بن علي والذي أتهم الشيعة يزيد بن معاوية بقتله في ذلك الأمر، على الرغم من وجود العديد من الروايات التي تتحدث عن تاريخ بن معاوية خاصةً في الكتب التي تحدثت عن تاريخ الخلافة الإسلامية ومحاولة الوصول إلى إجابة محددة عن كيف مات يزيد بن معاوية؟ إلا أنهم لم يتوصلوا إلى الرواية الصحيحة حتى الآن.
حيث ظلت الأقاويل متعددة ما بين أنه قد قُتل أو أنه مات بطريقة عادية كباقي البشر والبعض الآخر يقول إنه قد مات سكرانًا، على الرغم من وجود الكثير من الأقاويل المتناثرة حول فكرة كيف مات يزيد بن معاوية؟ إلا أنهم لم يملكوا دليل قاطع حول القصة الحقيقة، هناك بعض الروايات التي تكون إلى حدٍ ما الأقرب للحقيقة، ومن ضمن هذه الروايات:
1- الرواية الأولى
هناك بعض الروايات التي تحدثت عن الأمر بشئ أشبه بالخيال، حيث إنه لا يوجد دليل قاطع حول هذا الأمر، فقد شهدت هذه الرواية عن القرد الذي كان يرعاه يزيد فقد شهدت أحد الروايات أن يزيد قد اشتهر بالمعازف وإدمانه للخمر، حيث لم يكن يمر اليوم إلا وأن يكون مخمورًا، كما اشتهر أيضًا بحبه للغناء كموهبة فريدة وحبه لصيد الحيوانات.
كما أشتهر بمهارته في اتخاذ الغلمان والكلاب والقيان والنطاح بين الكباش، واحتفاظه بالدباب والقرود لتدريبهم، وكان يهوى أن يشد القرد على مسرجة الفرس بالحبال ويمشي به، ويهتم بتزيين القرد بقلانس الذهب ويهتم بالغلمان كذلك، كما كان يقيم المسابقات بين الخيل وإذا مات أحد الحيوانات التي يرعاها كان يحزن حزن شديد عليها خاصةً القردة.
من خلال ذلك قيل إنه أثناء حمله للقردة ونغزها قامت بعضه وكان مسكورًا في ذلك الوقت فلم يستطع إنقاذ نفسه، وقد ذكر كل ذلك على لسان إبن كثير والله أعلى وأعلم، وهناك قول آخر في رواية عضة القردة له مع الإختلاف في بعض تفاصيل الرواية حيث:
حكى أحد الشيوخ ذوي العلم من الشام أن سبب وفاة يزيد بن معاوية هو أنه ذات مرة قد قام بربط القردة على ظهر الأتان (أنثى الحمار) وقد كان حينها سكران كعادته وأخد يجري وهو يجري خلفها فتعرقلت قدمه وسقط أرضًا وقطع عنقه أو انقطع شيء ما بها وهذا ما سبب له الوفاة في وقتها، فلا شئ قد ينفي هذه الأقاويل فقد تعددت الروايات حول الأمر ولم يثبت أي منها دلائل ملموسة.
اقرأ أيضًا: من هو مؤسس الدولة الأموية
2- الرواية الثانية
يحكى في هذه الرواية أن يزيد بن معاوية قد قتل نتيجة الانتقام من أصحاب مذهب الشيعة في ذلك الوقت بسبب القيام بقتله للإمام الحسين بن علي، فقاموا حينها باستغلال الفرصة واقتنصوا منه عندما ذهب في أحد رحلات الصيد الخاصة به في دمشق وقد حاولوا إثبات ذلك الكلام من خلال بعض الدلائل ومنها:
عُرف يزيد بن معاوية في عهده بشغفه الشديد بالصيد في البرية فقرر في يوم من الأيام الخروج للصيد مصاحبًا لعشة آلاف من الجنود، وقد خطى بهم لبعد دمشق بقليل حتى لاح أمام ناظريه ظبية فأمر من معه أن يبقو في مكانهم وأخذ جواده أصبح يطاردها من وادٍ إلى آخر ومن مكان إلى مكان متتبعًا إياها حتى وصل لإحدى الجروف مهيب ومخيف لِمن يراه، فإذا بالظبية تختفي من أمامه ولم يعد لها أثر.
لكن قد غلبه العطش فأخذ يبحث عن وادي يشرب من خلاله فلم يجد ومن ثم بعدها يرى رجل يجول في الأجواء بحوذته شربة ماء فطلب منه يزيد أن يعينه شربة من الماء وأخذ، يستسقى من الرجل بعدها قال يزيد “لو علمت من أنا لازددت في كرامتي وثنائي” فرد الرجل بالسؤال عن هويته فقال ”أنا يزيد بن معاوية” أمير المؤمنين.
فرد عليه الرجل بانزعاج قائلًا: “لا والله فإنك قاتل الحسين بن علي -عليه السلام- ياعدو الله” ومن ثم رمى به من مستتر فتعرقلت رجله في الحصان وكان كلما رآه الحصان وهو متعرقل برجله من الخلف ينفر بسرعة ويظل وراه حتى تمزقت أعضائه ولقى حتفه، وقد شهد على هذه الرواية إبن طاووس في قتلى الطفوف وثبتت عليه الأدلة هذه من حينها والله أعلى وأعلم.
اقرأ أيضًا: كيف مات زكريا عليه السلام
3- الرواية الثالثة
هناك بعض من الأقاويل التي تدور حول كيف مات يزيد بن معاوية، حيث حاول الكثير من العلماء البحث عن السيب كمحاولة يائسة منهم للحصول على أقرب إجابة مفيدة للأمر، ومن ضمن هذه الروايات الشائعة حينها أن معاوية في ليلة من الليالي كان سكرانًا كعادته كل ليلة وقد أصيب فاقدًا لوعيه حينها بسبب كثرة ترنحه فلم يستطع تمالك نفسه وسقط.
كما المعتاد في الروايات محاولة بعض الأشخاص الحصول على الدلائل في إدانة يزيد بن معاوية وأنه السبب في موته، ومن ضمن الدلائل التي توصلوا إليها حول حقيقة الأمر هي:
قيل عن إبن حبان في ذلك الأمر: “وتوفّي يزيد بن معاوية بحوارين (قرية من قرى دمشق) لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوَّل سنة أربع وستين، وهو يومئذ ابن ثمان وثلاثين، وقد قيل: إن يزيد بن معاوية سكر ليلة، وقام يرقص فسقط على رأسه، وتناثر دماغه فمات” فثبتت عليه الأدلة من حينها والله أعلى وأعلم.
اقرأ أيضًا: كيف مات موسى عليه السلام
4- الرواية الرابعة
تعتبر هذه الرواية من أصدق الروايات التي ذُكرت حول طبيعة موت يزيد بن معاوية حيث إنه لا يوجد دلائل التي تثبت صحة أي من العبارات المعروفة، كما تخلو كتب التاريخ من أي شواهد قد عاصرت قصة يزيد بن معاوية لكي يتم الأخذ بشهادتهم في عين الإعتبار، وظلت الأقاويل تتردد حتى وقتنا الحالي دون أي إثبات، من أشهر الروايات قال عنها العلماء أنها تعتبر أصدق ما قيل عن حقيقة كيف مات يزيد بن معاوية؟
تنص هذه على أن يزيد قد مات بشكل طبيعي كبقية الخلق دون اللجوء لأي سبب واضح، وقد حدث ذلك الأمر في الثلاثاء الموافق 14 من ربيع الأول عام 683م في مدينة “حوارين” في دمشق في عمر يناهز الثمانية وثلاثون عامًا بعد توليه الخلافة لأكثر من ثلاثة سنوات متتالية، كما ذكر التاريخ أن بعد موته مباشرةً قد تخلى إبنه عن كرسي الخلافة ولم تذكر الأسباب المحددة.
مثل باقي الروايات قد ظهر بعض من الدئل التي تحاول إثبات صحة القضية حول موت يزيد بن معاوية الطبيعي، والذي ينص فيه عبد الرحمن بن أبي معذور على: “وروي عبد الرحمن أبي معذور أن آخر ما نطق به يزيد بن معاوية هو: حدثني بعض أهل العلم قال: آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه ولم أرده”.
كما أضافت كتب التاريخ أن في ذلك الوقت قد قام أهل المدينة بشن ثورة ضد يزيد لخلعه عن الولاية الإسلامية بسبب كثرة أخطائه، ولكن أرسل لهم يزيد جيش كبير حتى يقاتلهم ومن ثم أمرهم بالتوجه إلى مكة لقتل ” الزبير”، ولكن هذا الفعل ما زاد الأمر إلا سوءًا وثار أهل المدينة بشكل أكبر متعللين بأن أخطاء يزيد بن معاوية قد زادت عن الحد.
تُعتبر قصة خلافة يزيد بن معاوية من أكثر القصص التي تحير فيها كتب التاريخ بسبب عدم ظهور أي من الأسباب الواضحة عن كيف مات يزيد بن معاوية.