سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم من أفضل الأذكار التي من الممكن أن يقوم المسلم بترديدها على مدار اليوم من أجل أن يمن الله عليه بفيض من الحسنات، علاوةً على فضل ذلك الذكر الذي من شأنه أن يهدئ من روع المؤمن إن أصابه مكروه، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف كل ما يخص ذلك الذكر الجليل.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
التسبيح لله عز وجل هو الذكر الوحيد الذي يمكن لكافة المخلوقات أن يقوموا بترديده، كل على حسب لغته التي يعلمها الله وحده، حيث قال تعالى في سورة الإسراء الآيتين رقم 43، 44:
“سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا * تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا“.
كذلك قال الله تعالى في سورة الجمعة الآية رقم 1: “يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ“، فالتسبيح من أفضل أنواع الذكر الذي من شأنه أن يقرب العبد من ربه ويكون سببًا في أن يحصل المسلم على الثواب الأعظم، خاصةً إن كان بأفضل صيغة له، والتي تتمثل في قول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
لذا دعونا نتعرف على كل ما يخص تلك الصيغة الجميلة من صيغ التسبيح من خلال السطور الفقرات التالية، وذلك بعد أن نتناول المعنى الشامل للتسبيح لله عز وجل، والذي من الممكن أن يكون سببًا في أن ينعم الإنسان ببركات من الله ورحمة في الحياة الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مكتوب
معنى التسبيح لله
التسبيح لله عز وجل تقدست أسماؤه هو تنزيهه عن كل مالا يليق بعظمته وشأنه الذي لا يمكن أن يضاهي أحد من الخلائق، فالله عز وجل لم يكن له صاحبة أو ولد أو أي من الشركاء، لذا جاءت صيغ التسبيح التي تبدأ بعبارة سبحان الله لتخبرنا أنه أعلى من أن يقترن اسمه مع أحد أو أن يقارن بأحد.
فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة طه الآية رقم: “فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى“، وكذلك أخبرنا الله عز وجل من خلال سورة النحل أنه منزه عن أي من الخلائق حين قال لنا في محكم التنزيل في الآيات من رقم 1 إلى 5:
” أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ * خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ“.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سبحان الله وبحمده عدد خلقه
فضل قول سبحان الله وبحمده
في سياق التعرف على ذكر من أجمل الأذكار الدينية التي ينبغي على المسلم أن يحرص على أن يكون مردد لها بشكل دائم كي يطمئن قلبه، وينال خير الدنيا والآخرة وهو ذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، نجد أن الشق الأول من الذكر له عظيم الثواب، فقد جاء في رواية عائشة أم المؤمنين أنها قالت:
“كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ مِن قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ قالَتْ: فَقُلتُ يا رَسولَ اللهِ، أرَاكَ تُكْثِرُ مِن قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ؟ فَقالَ: خَبَّرَنِي رَبِّي أنِّي سَأَرَى عَلَامَةً في أُمَّتِي، فَإِذَا رَأَيْتُهَا أكْثَرْتُ مِن قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ، فقَدْ رَأَيْتُهَا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والْفَتْحُ} [النصر:1]، فَتْحُ مَكَّةَ، {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ اللهِ أفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إنَّه كانَ تَوَّابًا} (صحيح).
من خلال ما سبق يمكننا أن ندرك أن النصف الأول من الذكر له عظيم الأثر في الحياة الدنيا على المسلم، حيث ييسر له الأمر ويعمل على جعل الأمور المتعسرة من أيسر ما يكون، وكذلك في الآخرة فإن فضل ذلك الذكر عظيمًا، فمن ذا الذي يمجد الله عز وجل ولا يفيض عليه من بركاته، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أنس بن مالك:
” من قال سبحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ غرسَ اللَّهُ لَهُ ألفَ ألفِ نخلةٍ في الجنَّةِ أصلُها ذَهبٌ” (صحيح)، وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عمرو:” من قال: (سبحان اللهِ وبحمدِه)؛ غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنَّةِ، لذا مما سبق يمكننا أن ندرك أن ذلك الذكر من أفضل وأهم الأذكار التي يجب على المسلم المداومة عليها حتى يمن الله عليه بالخير في الدارين.
فضل قول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أما عن الفضل الذي يعود على المسلم حين يقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فإنه بالغ الأجر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عمر:
“جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فشكا إليه فقرًا أو دَينًا في حاجةٍ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأين أنت من صلاةِ الملائكةِ وتسبيحِ الخلائقِ وبها ينزلُ اللهُ الرزقَ من السَّماء قال ابنُ عمرَ فقلتُ وما ذاك يا رسولَ اللهِ قال فاستوى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قاعدًا وكان متكِئًا فقال يا ابنَ عمرَ يقولُ من طلوعِ الفجرِ إلى صلاةِ الصبحِ سبحان الله وبحمدهِ سبحان اللهِ العظيمِ وأستغفر اللهُ مائةَ مرةٍ تأتيكَ الدُّنيا راغمةً ذاخرةً ويخلقُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ من كلِّ كلمةٍ يقولُها ملَكًا يسبحُ له لكَ ثوابُه إلى يومِ القيامة” (صحيح).
فما أجمل ديننا الحنيف الذي من الممكن أن يقوم فيه الرجل بترديد بعض الكلمات البسيطة التي لا تحتاج إلى الوقت أو المجهود، فيجد أن الله عز وجل قد سخر له الدنيا بين يديه، فمن لطف الله وكرمه، أنه لا يمكن أن يتقرب إليه عبد من عباده يرجوه أن يقف إلى جواره في أمرٍ ما.
فيدعوه أو يسحبه، فيرده منكوس الرأس، فالله عز وجل أحن على العباد من أمهاتهم، هو خالقهم ويدري ما الذي يؤلمهم ويسعدهم، كذلك أباح الله للمسلم أن يسبح الله على أي وضع دون الحاجة إلى الوضوء أو القيام بأي من الأعمال المسبقة تيسيرًا له وتسهيلًا عليه.
الجدير بالذكر أن قول سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم من أجمل الأذكار التي يحبها الله عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
” كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ” (صحيح)، لذا حري بالمسلم أن يكون حريصًا على المداومة على ذلك الذكر الرائع الذي يطمئن به القلب، وتهدأ به الروح وتسمو إلى عنان حب الله عز وجل.
اقرأ أيضًا: التفكر في خلق الله وأثره
أثر تسبيح الله عز وجل على العباد
بعد أن تعرفنا على فضل ذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، علينا أن نتعرف على أثر ذكر الله وتسبيحه على المسلم، حتى لا ينقطع عن ترديده متى سنحت له الفرصة، فقد تمثل طيب أثره فيما يلي:
- محو السيئات واستبدالها بالحسنات التي لا تُعدّ ولا تحصى.
- يغفر الله لمسبحه كافة صغائر الذنوب إن كان عازمًا على ألا يعود إليها مرة أخرى.
- يكون المسلم في معية الله وعنايته، حيث قال الله تعالى في سورة الفرقان الآية رقم 58:” وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا“.
- تطمئن نفس المسلم وتهدئه كلما ذكر الله عز وجل أو قام بتسبيحه.
- التسبيح من صفات أهل الجنة، لذا فإن كان المرء مسبحًا فإنه لا يمكن أن يكون من أهل النار، حيث قال الله تعالى في سورة يونس الآيتين 9، 10: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.
لذا حري بالمسلم ألا يتوقف أبدًا عن ذكر الله عز وجل، حتى يكون من المسبحين الذين ينالون الخير في الدنيا، ويفوزون بجنة الخلد في الآخرة.