خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم
خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم قد تم ذكرهم في السنة النبوية والأدلة القرآنية، وعلى المسلم أن يعلمهم جيدًا ليتحرى أين يُخرج ماله وزكاته ولكي يأخذ الثواب والأجر كاملًا، لذا فيما يلي نتناول ذلك عبر منصة وميض لكي يُعطى كل ذي حق حقه.
خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم
إن الزكاة من العبادات المالية التي فرضها الله تعالى عمن هو قادر ولديه قدر معين من المال يقوم بإخراج جزء منه صدقة لكل مسكين أو فقير وعدد من الفئات التي حددها الله تعالى، وفي تلك الحالة تسمى بزكاة المال، وكذلك هناك زكاة الفطر التي تكون واجبة على كل مسلم قادر وبالغ ومسؤول عن رعية.
فمن الهام أن يتحرى المسلم المكان الذي يُخرج فيه زكاته كي يكون أجره كاملًا ولا يشوبه شيء، فقد قال تعالى في كتابه الكريم موضحًا الفئات التي تأخذ الزكاة:
(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ) [سورة التوبة: الآية 60].
على هذا فأولئك هم أهل الزكاة ومن يجب إخراجها لهم، وما دون ذلك لا يجوز، وفيما يلي نتناول الخمس الذين لا يجب دفع الزكاة إليهم كما جاء في السنة النبوية والتعاليم الدينية:
1- الغير مسلمين
من أولى الفئات التي لا يجب دفع الزكاة إليهم هم الكفار والغير مسلمين، أو المرتدين والمحاربين للإسلام، وهذا ما يجب الانتباه له لمن يخرج زكاة المال أو الفطر، ولكن أوضح الفقهاء أنه في حالة كانت نية إخراج المال من باب التحبيب في الإسلام وزيادة الإقبال عليه لا من باب الفقر وحاجتهم فإنه جائز.
أما بالنسبة للتصدق على غير المسلم فهو من الأمور الجائزة، فقد قال تعالى في كتابه الكريم:
(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [سورة الممتحنة: الآية 8].
اقرأ أيضًا: مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة
2- الأغنياء وأصحاب المال
قد ذهب أئمة المذاهب الأربع إلى أنه لا يجوز إخراج الزكاة لمن يمتلك المال بالفعل والقادر على أن يكتسب قوت يومه، فإن كان مكتفي بما لديه فيحرم أخذه للصدقة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال:
“لا تحلُّ الصَّدقةُ لغَنيٍّ، ولا لذي مِرَّةٍ سوى” [صحيح النسائي].
فالمرة في الحديث النبوي تعني القادر والقوي الشديد، ومن حكمة وتعاليم ذلك الحديث أن النبي ينصح المسلمين بالعزة والكرامة وكسب القوت بالكد والاجتهاد، فأوضح أنه من يقوى على العمل وبذل الجهد لا يستحق الزكاة والصدقة.
3- بني هشام ومواليهم
من ضمن الفئات التي لا يجوز دفع الزكاة لهم هم بني هاشم وعائلة سيدنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث إن الزكاة عبارة عن تطهير للنفس والمال من الذنوب وللنفس من إثم البخل فتكفر الخطايا وتدفع البلاء.
4- الأب والزوجة أو الأولاد
إكمالًا لعرض خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم فمن الواجب العلم أن أهل المنزل أو الأسرة والوالدين ومن يكونون من القرابة من الدرجة الأولى لا يجوز دفع الزكاة لهم، بل يجب أن يكون الإنفاق عليهم من المال الخاص لا مال الزكاة.
5- الشخص الفاسق
من ضمن خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم هو الشخص الفاسق، وذلك لأن الزكاة لن تكون معينة له على طريق الله تعالى ولكن سوف تجعله يعصيه، كأن يأخذ تلك الأموال ويشتري بها الخمر أو يقوم بها بفعل محرم، ولا يعان بمال الله تعالى على معصيته.
لذلك من الواجب التأكد إن كان يستحق أم لا، وإن كان لهذا الشخص زوجة أو أبناء فمن الممكن أن يتم إعطاء الزكاة لهم دون وجود مشكلة ولا ذنب عليهم أو على المتزكي.
اقرأ أيضًا: هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين
حكم إعطاء الزكاة للأقارب
بعد معرفة من هم خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم، فمن الجدير بالذكر أنه قد أوضح الفقهاء أن حكم إعطاء الزكاة للأقارب كالأخت، الأخ، العمة، العم والخال والخالة وغيرهم من الأمور الجائزة، ولكن على شرط أن يكون من يدفع الزكاة غير مسؤول عن نفقاتهم.
فالواجب هو سد حاجة القريب وتفريج كربه وصلة رحمه والوفاء بحقه على المسلم، ولا مانع أن يكون له نصيب من الزكاة في حالة كان لا يملك قوت يومه أو في حاجة إليها.
حكم مانع الزكاة
إن الزكاة ركيزة من ركائز دين الإسلام، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمس، وتتطلب الإيمان بصدق من قبل المسلم، لذا فهي واجبة على كل مسلم في حالة كانت زكاة الفطر، أما زكاة المال على من يمتلك أموالًا مجمدة.
ففي حالة تم منع الزكاة من قبل المسلم وهو يعلم بحكمها وأنها واجبة فهو يعد من المرتدين ويأثم لذلك وعليه أن يدفع تلك الزكاة على الفور، ويعزز بأن يتم أخذ جزء من ماله، فقد توعد الله تعالى لمن لم يخرج الزكاة بالعذاب وهو ما لا يقوى عليه مسلم.
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ:
“مَن آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ له مَالُهُ يَومَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أقْرَعَ له زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَومَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بلِهْزِمَتَيْهِ – يَعْنِي بشِدْقَيْهِ – ثُمَّ يقولُ أنَا مَالُكَ أنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلَا: (لَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) الآيَةَ” [صحيح البخاري].
كذلك في حديث نبوي آخر قد جاء عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ على لسان أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن من يمتلك من المال والذهب والفضة ويكتنزهم ولا يقوم بإخراج زكاته فإن مثواه يكون النار والعياذ بالله، وفيها يكوي على جباهه وجنبه وظهره، كما أن الله تعالى في الدنيا يُسلط عليه الغضب والفقر والمرض، بل ولا يجد البركة في المال المكتسب.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الزكاة والصدقة
على من تجب الزكاة
إن زكاة المال من الفرائض على كل مسلم لديه من المال ما مر عليه حول كامل، وهي على كل من الذهب، الفضة، الماشية أو ما يقوم مكانهم من الأوراق النقدية والعروض التجارية.
فعن نافع مولى بن عمر:
“ لا يجبُ في مالٍ زكاةٌ حتى يحولَ عليه الحولُ” [صحيح ابن الأثير].
أما عن النوع الثاني من الزكاة وهو ما لا يجب أن يمر عليه حول، كالثمار، الحبوب والركاز أو المعادن، وهو ما يجب إخراج زكاة بمجرد وجوده، ولا يتم إخراجها مرة أخرى لقوله تعالى في كتابه الكريم:
(وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ) [سورة الأنعام: الآية 141].
إن الزكاة حق لكل فئة قد ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم من الغني ومن يكتنز من الفضة والذهب، ويجب أن يتحرى المسلم فيما يُخرج ماله حتى يجتنب الوقوع في الإثم دون علم، أو أن يعطي حق مسلم لآخر لا يستحق.