قلة حركة الجنين في الشهر السابع
كثيرًا ما تُلاحظ السيدات قلة حركة الجنين في الشهر السابع، وفي واقع الأمر هُناك العديد من المُبررات التي قد ينتج عنها ذلك، فعلى الرغم من كون هذا الأمر مُخيفًا بشكلٍ كبير بالنسبة للسيدات وخاصةً من يخُضن منهُن تجربة الحمل للمرة الأولى إلا أن هذه الظاهرة شائعة، وعبر منصة وميض سنتعرف على أبرز أسبابها وما تعنيه.
قلة حركة الجنين في الشهر السابع
الشهر السابع من شهور الحمل يُعتبر بداية المُنعطف الأخير، فهو الشهر الأول تقريبًا من الثُلث الثالث للحمل، وتكون الأم فيه على أعتاب وضعها لجنينها، ونتيجةً لذلك تكون التحضيرات في أقصى مستوياتها في سبيل استقبال نتاج الشهور الطويلة التي عانت فيها الأم الأمرين.
الشهر السابع من الحمل هو الأسابيع من الخامس والعشرين وحتى الثامن والعشرين تقريبًا، أي قبل نهاية الحمل بعشرة أسابيع ليس إلا، وهذه الفترة تشهد العديد من التغيرات والتطورات التي تطرأ على الجنين، وهذا يؤثر بشكلٍ كبير على حركته، ولكن لا ينبغي في أي حالٍ من الأحوال أن يُصبح مُعدل حركته أقل من ذي قبل.
إذن ما هو سبب قلة حركة الجنين في الشهر السابع؟ في واقع الأمر من ضمن أبرز التغيرات التي تطرأ على الجنين في هذه الفترة كونه يبدأ في النوم بشكل مُنتظم للمرة الأولى في دورة حياته القصيرة التي يقضيها في جوف والدته، لذا لا يُمكن القول إن حركته أصبحت أقل، وإنما مُلاحظة الأم للحركة هي التي تقل.
فمن الجدير بالذكر هُنا كون الطفل الصغير لا ينام في نفس الوقت الذي تنام فيه والدته، إذ أثبتت الأبحاث العلمية والدراسات كون الجنين يخلد إلى النوم في الصباح ويستيقظ في الليل، مع العلم أنه ينام لفترات تتراوح من 20 وحتى 40 دقيقة للمرة الواحدة، مع إجمالي نوم ساعة ونصف في الصباح على فترات.
يرجع السبب وراء ذلك إلى كونه يُعاني من الدوار صباحًا بسبب حركة الأم، وذلك على عكس الليل الذي يكون هادئًا إلى حدٍ كبير، ما يجعل السيدة الحامل تشعر بقلة حركة الجنين في الشهر السابع على الرغم من كونه يتحرك بمُعدل طبيعي تقريبًا.
كما أثبتت الأبحاث كون أكبر فترات نشاط الأطفال تكون بعد الظهيرة، في المساء بالإضافة إلى أوقات تناول الأم لطعامها بكل تأكيد، ولكن هُناك أسباب أخرى توجه إليها أصابع الاتهام في قلة حركة الجنين في الشهر السابع، ومن أبرزها:
1- زيادة حجم الجنين
من أبرز ما قد يتسبب في قلة حركة الجنين في الشهر السابع هو انعدام المساحة التي يستطيع التحرك فيها بكل بساطة، فمع التقدم في الحمل يزداد حجم الجنين ووزنه بشكل كبير، وهو ما يجعل المساحة التي يقوى على التحرُك فيها صغيرة للغاية، فلا يُمكنه حينها الدحرجة والتقلب بالشكل الذي اعتدتِ عليه.
ينتج عن ذلك اختلاف شعور الأم بركلات جنينها، ففي غالب الأحيان تُصيب أقدامه الصغيرة بطن الأم بشكلٍ مؤلم، ولكن بالنظر إلى نصف الكوب المُمتلئ نجد أن أقدام الجنين تكون ظاهرة بشكلٍ كبير على البطن وتستطيع جعلها تتموج بسبب القوة الزائدة للحركات.
هُنا وجب علينا التنويه إلى كون عدد الركلات في الساعة أو حتى اليوم لا يُهم، فالجنين قد وصل إلى حجمٍ أصبحت فيه الحركة صعبة، كما تختلف هذه الركلات من طفلٍ لآخر، لكن يتعين على الأُم التركيز على النمط الطبيعي لحركة الطفل.
فهذا سيُساهم كثيرًا في معرفة ما إذا كان أصابه مكروه أو ما تشعر به من قلة حركة الجنين في الشهر السابع ناتجة عن أمر صحي غير مُعتاد.
اقرأ أيضًا: كيف أزيد حركة الجنين في الشهر السابع
2- انخفاض حركة الجنين بسبب الأم
في بعض الأحيان ترتبط قلة حركة الجنين في الشهر السابع ارتباطًا مُباشرًا بما يُصيب الأم من حالات واضطرابات مرضية، كما أن هُناك بعض النشاطات والأفعال التي في حال ما قامت بها الأم ينتج عنها اضطرابات قد تؤدي إلى انخفاض مُعدل حركة الجنين أيضًا، ومن أبرزها:
- تناول الأم للعقاقير والأدوية التي لها أثر مُسكن أو مُخدر، لذا يجب استشارة الطبيب المُختص قبل الإقدام على القيام بذلك.
- سوء تغذية الأم وعدم ابتاعها لحمية غذائية صحية يُعد من أبرز أسباب قلة حركة الجنين في الشهر السابع.
- خطأ الأم في حساب فترة الحمل، فذلك يجعلها تُقدر الشهور بشكل مغلوط.
- إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم قد يُساهم بشكل كبير في بطء حركة الجنين وضعفها.
- شعور الأم بالإجهاد يُعتبر من أبرز أسباب قلة حركة الجنين في الشهر السابع والثُلث الأخير من الحمل بشكلٍ عام.
- زيادة وزن الأم قد تتسبب في تراكم النسيج الدُهني تحت الجلد وخاصةً في منطقة البطن، وهو ما يحول دون شعور الأم بحركة الجنين ما يجعلها تشعر وكأن حركة جنينها أصبحت أقل.
- إصابة الأم بالالتهابات والعدوى داخل الرحم.
- اتباع السيدة الحامل لبعض استراتيجيات ووسائل تحفيز الحمل والمخاض.
- انخفاض نسبة السُكر في الدم لدى السيدة الحامل بشكل كبير.
- إصابة الأم بالنزيف.
كما أنه يشيع عدم قُدرة الأم الحامل على تمييز حركة الجنين، فيُخيل لها أنها تُعاني من توعك أو تلبك معوي، ما يجعلها تشعر بقلة حركة الجنين في الشهر السابع على الرغم من كونها في المُعدل الطبيعي لها.
اقرأ أيضًا: هل سكر الحمل يؤثر على حركة الجنين
3- اضطرابات الجنين في جوف والدته
هُناك بعض الاضطرابات التي يُعاني منها الجنين أثناء تواجده في الرحم قد تكون من أبرز أسباب قلة حركة الجنين في الشهر السابع، وعلى الرغم من كونها حالات ليست بمرضية إلى حدٍ كبير إلا أنه قد ينتج عنها بعض المُضاعفات، ومن أبرز وأكثرها شيوعًا هذه الاضطرابات كُل ما يلي ذكره:
- نقص السائل الأمنيوسي الذي يتواجد في كيس الحمل حول الجنين.
- اضطراب نمو الجنين بسبب المُعاناة من بعض العوامل والأمراض الوراثية، وكثيرًا ما يتم توجيه أصابع الاتهام إلى هذه العوامل في التسبب بقلة حركة الجنين في الشهر السابع.
- التفاف الحبل السُري للجنين حوله، فهذا يُعيق من حركته بشكل كبير وملحوظ، ويرجع السبب في ذلك إلى قلة نسبة الأُكسجين التي تصل إلى الجنين.
- كثافة البطانة الداخلية التي تحمي الجنين واقترابه من الجهة الخلفية للرحم قد يتسبب في انخفاض قُدرته على الحركة بشكل ملحوظ.
- قصور المشيمة واضطراب وظيفتها.
- احتمالية الولادة المُبكرة للأم، وفي غالب الأحيان تشعر السيدة الحامل على إثر هذا الموضوع بآلام المخاض والطلق.
- انخفاض وزن الجنين.
كما أن هُناك عوامل تتسبب بشكل كبير في قلة حركة الجنين في الشهر السابع لدرجةٍ لا تشعر فيها الأم الحامل بالحركة على الإطلاق، ومن أبرز هذه الأسباب والعوامل كُل مما يلي:
- تموضع الجنين في الجُزء الخلفي للمشيمة بدلًا من أن يكون أمامها، وذلك يتسبب في خلق حاجز بينه وبين بطن الأم يؤدي إلى بطء حركته وضعفها لدرجة لا تشعر بها الأُم.
- انعكاس وضعية الجنين رأسًا على عقب، فينظر إلى ظهر السيدة الحامل تقريبًا، ما يجعل ركلاته تؤثر على جُزء قوي من الجسم على عكس النسيج الخاص بالبطن.
اقرأ أيضًا: انا في الشهر التاسع وحركة الجنين قوية
من الضروري في حال ما شعرتي بقلة حركة الجنين في الشهر السابع أو غيرها من الفترات التوجه إلى أقرب مُستشفى تخصص لحالات الحمل والولادة في سبيل التيقن من سبب هذا الشعور والتأكد من حقيقته في سبيل الاطمئنان على الطفل وإنقاذه في حال ما كان يُعاني من أزمة صحية ما.