تعبير عن الصداقة في المدرسة
تعبير عن الصداقة في المدرسة يعكس المعاني والقيم النبيلة التي تتمثل في روح الصداقة خاصة في تلك فترة بالنسبة للطلاب وعلاقتهم ببعضهم، حيث إن المدارس ليست فقط مؤسسة تعليمية وإنما هي بيئة لتكوين العلاقات والصداقات، وتشكل تلك العلاقة جزءًا كبيرًا من حياة الشخص في هذا العمر، لذا نتناول هذا الموضوع من خلال منصة وميض.
تعبير عن الصداقة في المدرسة
تعبر الصداقة بوجه عام عن قيمة عظمى في حياة الإنسان، حيث إن المرء بطبيعته مخلوق اجتماعي يميل إلى تكوين العلاقات، وبالتالي يسعى دائمًا إلى التعارف والتآلف مع من حوله، ويعد هذا الميل فطري تمامًا.
إلى درجة أنه يبدأ في الظهور منذ الطفولة دون أن يلقنه أحد، ونجد ذلك في بيئات المدارس حيث يذهب كل طالب إلى فتح الأحاديث ومحاورة من حوله من الطلاب، شيئًا فشيئًا ويومًا بيوم نجدهم قد كوّنوا علاقات حقيقية وتزيد عمقًا بمرور الأوقات والأيام من خلال المواقف والضحكات والمشاركة في نفس الظروف الدراسية وغيرها.
فالمدرسة بيئة ومساحة رائعة تسمح لتكوين كم هائل من العلاقات، وإنما هي وسط يتيح الحصول على علاقة واحدة على الأقل أو أكثر وقوتها تعبر عن جوهر الصداقة.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الصداقة بالعناصر والاستشهادات
نص موضوع الصداقة في المدرسة
يعد الفرد غريبًا عن كل شيء في أيامه الأولى من المدرسة إلى أن يألف بعض من زملائه يومًا بعد يوم، مما يجعله يرغب في التقرب منهم أكثر ويتحقق ذلك بطبيعة الحال مع مرور الوقت.
فالصداقة نوع من العلاقات لا ينشأ من خلال اتخاذ قرار محدد في البداية، وإنما يجد الشخص نفسه متعمقًا غارقًا في علاقته بأحدهم ويشعر نفسه يرغب بشكل دائم في التواصل معه ومشاركته كثير من الأمور.
كما أن الحياة المدرسية بشكل عام تحتوي على العديد من المواقف والظروف المختلفة، سواء التربوية أو النفسية أو التعليمية وغيرها، وعندما يتشارك الطالب تلك الحياة مع زميل له يعيش نفس الظروف يكون وقعها أقل وطأة وأكثر متعة، وأحب إلى النفس.
يحتاج كل شخص إلى من يكون له داعمًا وشريكًا في الحياة، يتمكن من مقاسمته الهموم والأحزان والصعاب، التحدث معه عن المخاوف والآلام، البكاء على كتفه والضحك معه، من يدله في بعض الأوقات وينصحه ويرشده، يسانده ويمد له يد العون، كما يحتاج أن يجد من يقدم له هو الآخر تلك المعاني النبيلة وأن يشعر أنه ذا قيمة خاصة لدى أحد ما.
روح الصداقة تشجع على العلم والحياة
مما يشمله موضوعنا تعبير عن الصداقة في المدرسة، هو الروح التي تشكلها تلك العلاقة ومدى قيمتها في حياة الطالب، حيث إنها تمثل الزاد الذي يتغذى عليه في مسيرته التعليمية دون أن يدرك ذلك بشكل كامل في وقتها، فهي الروح التي تعطيه دافع للاستمرار بشكل يومي في الذهاب إلى المدرسة حيث يلقى أصدقائه وأحبته.
تجعلنا الصداقة مقبلين على الحياة بشكل عجيب، نحب ما نقوم به ونتنافس عليه بحب، نساند بعضنا في الارتقاء بأنفسنا، ونهون على بعضنا البعض مساوئ ومآسي الظروف التي نشترك في معايشتها جميعًا، فالصداقة هي روح تبعث الشعور بالأمان والهدوء وتلقي بمخاوفنا بعيدًا كما أنها تؤنس وحشتنا في العديد من الأوقات.
تحمينا كذلك من الشعور بكثير من الأحاسيس السلبية الموحشة، مثل الوحدة، القلق والخوف، أو حتى الانعزال والضعف، فينسى المرء كل ذلك بمجرد أن يرى ابتسامة صديق محب، كلمة ترحيبية ووجه بشوش نظرة مألوفة أو ضحكة تلقائية منطلقة لمجرد التقاء الصديقان.
فلا يمكن وصف روحها بكلمات عادية وإنما هي حالة يمكن كتابة ملايين من الكتب للتعبير عنها وعن أهميتها في الحياة كما أنها قد لا تكفي، فمن منا يتمكن من نسيان تلك العلاقة وما أوجدته في نفوسنا من مشاعر أقل ما يقال عنها غاية الدفء والروعة.
أظن أن الشخص الذي حُرم الصداقة إنما هو غير مدرك كثير من متاع الحياة، كما أنه يعيش صعابها أضعاف مضاعفة مما يعيشها من يمتلكون علاقات حقيقية من الصداقة، فأشفق من كل قلبي على من حرم تلك النعمة وروحها التي تمنح طيف من السعادة مهما اشتدت عواصف الظروف من حولنا.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن اختيار الصديق الحقيقي بالعناصر والمقدمة
كيفية تكوين الصداقة
إكمالًا لكتابة تعبير عن الصداقة في المدرسة فمن العناصر الهامة هي كيف يمكن إذًا تكوين تلك العلاقة الرائعة، وهل هناك معايير لتكوينها، فعلى الرغم من أن تكوين الصداقة مع شخص بعينه لا يكون من خلال قرار وإنما هو شيء يأتي تلقائيًا؛ إلا أن الشخص قادر تمامًا على التحكم في علاقاته وانتقائها، وكذلك مراعاة المعايير الأساسية التي ينبغي على أساسها إنشاء علاقاته، وذلك من خلال وضع الأطر الرئيسية.
فعلى كل شخص أن يكون لديه معايير تتشابه مع شخصه والطبقة التي يرغب في إحاطة نفسه بها، لذا عليه أن يراعي أن ينتقي من الأصدقاء من يمتلكون الأساسيات الأخلاقية والقيم المجتمعية والدينية التي تتوافق معه.
كذلك من يتمتعون بنفس طيبة وخيّرة، والذين يتمكنون من الارتقاء به الشخص لا العكس، حيث يدفعون بعضهم البعض إلى الخير من الأعمال والتعاون على البر والتقوى لا الإثم والعدوان.
ففي الواقع يعد اختيار الأصدقاء بوجه عام عامل هام جدًا في تكوين جزء كبير من الشخصية والسلوك والتوجهات، وبالتالي على الشخص أن يسعى في اختيار من يكملونه بشكل أفضل وعلى نحو راقي ينهضون به لا العكس، فكما يقول المثل المعبر عن حقيقة فعلية الصاحب ساحب، أي أنه يجعل المرء على شاكلة أصدقائه.
فبمجرد أن يتحقق في الشخص الذي يتم الاختلاط معه جزء كبير من المعايير الأساسية يتمكن المرء بناءً على ذلك تطوير علاقته معه، وتكوين الصداقة الحقيقية، وذلك من خلال التقرب من هذا الصديق وتقديم معاني الصداقة والمقصود بها واجبات الصديق.
يترتب عليها الحصول على ردود فعل مشابه وهكذا إلى أن تستقر العلاقة معه وتصبح تلقائية أكثر فأكثر، كما أنها تتخلى عن التكلف حتى تكون طبيعية تمامًا.
الصداقة واجبات وحقوق
من أهم المرتكزات التي يعتمد عليها موضوعنا تعبير عن الصداقة في المدرسة هي الحقوق والواجبات التي تقوم على أساسها علاقة الصداقة، فعلى الرغم من أنها علاقة تبدو وكأنها أقل مسؤولية من غيرها، كما أنها ليست ملزمة بالعديد من الأمور إلا أنها علاقة لا يمكنها الاستمرار دون المحافظة عليها وعنايتها وتغذيتها.
ذلك لا يكون إلا من خلال رعاية الحقوق والواجبات، والتي غالبًا ما تكون طبيعية لا يشعر المرء بعبء مسؤوليتها إلا في ظروف ضيقة، وهي التي تعمل على حماية الصداقة فلا يمكن أن تقوم العلاقة من خلال تضحيات وتقديمات شخص في سبيل الأخرى دون الحصول على مقابل، فهي علاقة أخذ وعطاء ولا تتحقق روعتها وقيمتها إلا من خلال ذلك.
كذلك كما هناك حقوق لا بد وأن هناك واجبات على المرء أن يقدمها لصديقه بمشاعر صادقة وحقيقية، وذلك ما يمنح العلاقة رونقها ويزيد من عمرها، حتى فيما بعد انتهاء فترة الدراسة، كما أن الصداقة في المدرسة إنما هي عبارة عن نموذج مصغر يتعلم من خلاله الشخص تحمل مسؤولية العلاقات التي يكون طرفًا فيها ويدرك معنى وقيمة التبادل فيها.
كذلك يرغب المرء في أن يكون صديقه معينًا له وقت حاجته عليه أن يكون عونًا هو الأخر في حاجة صديقه، أن يتشاركان الأحزان والأفراح سويًا، وأن يعايدوا بعضهم في المرض أن يحتفلوا بنجاحات بعضهم، وهكذا فلا طرف يقوم بفعل دون الآخر، وإنما فعل ورد فعل.
لكن على الرغم من أنها علاقة تستند على الأخذ والعطاء كما أوضحنا إلا أن هناك ظروف يتحمل فيها الآخر أكثر ويصبر على صديقه ويتحمله ويلتمس له الأعذار في تقصيره، والعكس صحيح عند انتكاسته هو نفسه فإن صديقه يتحمله كذلك، فهي ليست درب من دروب الحسابات وإنما بالشعور العام والقيمة الكلية التي يمثلها كل طرف للآخر.
أقوال عن الصداقة
أهم العناصر التي يلزم أن تتواجد في تعبير عن الصداقة في المدرسة هي الأقوال والاستشهادات، فمن أهم الدلائل على قيمة الصداقة ومركزيتها في الحياة، وأنها علاقة لا بد منها هو أنه تحدث عنها أعظم الخلق وأفقه الناس وكبار الرجال والعقول على مر الزمان، العلماء والفنانون وما فوقهم من الأنبياء والرسل ـ عليهم السلام ـ، فضلًا عن كلام خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنها، وما هو أعظم وأجل قول الله عز وجل، ونتناول أهم ما قيل عن الصداقة فيما يلي:
- “يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (٢٨)“ [سورة الفرقان].
تشير الآية القرآنية هنا إلى أهمية اختيار الصديق، حيث إنه من أهم موجهات الإنسان في حياته وهو الدليل أنه الساحب له، وبالتالي على المرء أن يراعي تحري الصديق الصالح.
- عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ “المرءُ على دينِ خليلِهِ، فلينظُر أحدُكُم مَن يخالِلُ“ [حديث حسن].
في هذا الحديث عن رسول الله ما يشير إلى أن الصديق هو مرآة لصديقه؛ لذا على المرء أن يعتني باختيار الصديق الذي يرغب أن يكون شبيهًا له وعلى دينه.
- “سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَا”. – الإمام الشافعي.
- رجل بلا صديق كرجل بذراع واحدة.
- صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث النّدامة.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الصداقة وصفاته وأهميتها في حياتنا
أشعار عن الصداقة
إن الاستشهاد ببعض الأبيات الشعرية الجميلة البيان عن قوة الصداقة وقيمتها يعزز من موضوع تعبير عن الصداقة في المدرسة، ونتناول أبرزها فيما يلي، فنبدأ شعر حسان بن ثابت في الصداقة:
أَخِلاَّءُ الرِّجَالِ هُمْ كَثِيرٌ
وَلَكِنْ فِي البَلاَءِ هُمْ قَلِيلُ
فَلاَ تَغْرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخِي
فَمَا لَكَ عِندَ نَائِبَةٍ خَلِيلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفِيٌّ
وَلَكِنْ لَيسَ يَفعَلُ مَا يَقُولُ
سِوَى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدِينٌ
فَذَاكَ لِمَا يَقُولُ هُوَ الفَعُول
كما قال شعر أبو فراس الحمداني:
لي صَديقٌ عَلى الزَمانِ صَديقي
وَرَفيقٌ مَعَ الخُطوبِ رَفيقي
لَو تَراني إِذا اِستَهَلَّت دُموعي
في صَبوحٍ ذَكَرتُهُ أَو غَبوقِ أَشرَبُ الدَمعَ مَع نَديمي
بِكَأسي وَأُحَلّي عِقيانَها بِعَقيقِ.
أما الشاعر الكبير المتنبي فقال:
أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ
وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ وَأحْلُمُ عَنْ خِلّي
وَأعْلَمُ أنّهُ متى أجزِهِ حِلْما على الجَهْلِ يَندَمِ
خاتمة تعبير عن الصداقة في المدرسة
المدرسة نعمة كبيرة يحظى فيها الإنسان على العلم في المقام الأول، ولكن ليست القيمة الوحيدة منها، وإنما أيضًا هي حقل يكتسب منه الشخص الأصدقاء الحقيقيون، أشخاص يبقون العمر بكامله ويشكلون جزءًا كبيرًا من روحنا وشخصياتنا.
كتابة موضوع تعبير عن الصداقة في المدرسة يعتمد على معرفة الشخص قيمة الصداقة بالفعل، ويتمكن من نقل مشاعره ومفاهيمه حول القيمة الحقة التي تشكلها تلك العلاقة، ويبرز من خلالها المعاني الجوهرية لها.