شعر عربي فصيح عن عزة النفس
شعر عربي فصيح عن عزة النفس يوضح قيمة الرفعة، فإن أنسب طريقة للتعبير عن مشاعر الشخص هي اللغة العربية، فيها بعض الكلمات القوية المعنى، التي تصف المشاعر بقوة ووضوح، كان ولا يزال الشعر هو الوسيلة الأنسب للتعبير عن دواخل الإنسان، فقد استخدم فيه الشعراء الألفاظ القوية البيان، لذا سوف نتطرق إلى عرض شعر عربي فصيح عن عزة النفس من خلال منصة وميض.
شعر عربي بالفصحى عن عزة النفس
عزة النفس من الأمور التي يفتخر بها الجميع، وهي من أهم صفات الرجولة واكتمال الشخصية، والتي هي بعيدة كل البعد عن التكبر أو التعالي على الناس، بينما هي المثال الذي يُحتذى به في عدم التذلل للآخرين أو الشعور بالحرج.
فكان الشعراء أكثر الناس إلمامًا بمكانتهم الاجتماعية، فقد افتخر أغلبهم بشخصهم، وبقدرتهم على التعبير عن مشاعرهم في بعض الأبيات التي لا يستطيع أحد ارتجال مثلها، لذا سوف نتطرق إلى عرض شعر عربي بالفصحى عن عزة النفس في الفقرات التالية لمختلف الشعراء:
1ـ شعر عربي بالفصحى عن عزة النفس لعنترة بن شداد
وبالأمسِ كنا نعد رجالاً ….. وكدنا نصدقُ تلك العلامة
فنزهو بطول الشوارب منا ….. وصوتٌ غليظٌ وعرضٌ وقامة
حتى أتيت فصُغت المعاني ….. فبدّل كلُ دعي كلامه
لأن الرجولة قول وفعلٌ ….. وأن الرجولة تعني الكرامة
في تلك القصيدة يوضح عنترة بن شداد مدى قيمة عزة النفس لدى الرجال، وأهمية أن تكون نفس الإنسان عزيزة، فلا تسمح بالذل أو التهاون في حقها، كما أوضح أن الرجولة تتضمن صفات أخرى كثيرة، فأكمل في أبيات أخرى وقال:
وأن الرجولة توحيد ربٍ ….. بكل العبادةِ ثم استقامة
وأن الرجولة حبٌ لدين ….. يكون الجهاد بأعلى سنامه
وأن الرجولة زُهد وتركٌ ….. لدُنيا وجاهٍ رفيع مقامه
وأن الرجولة عزمٌ وصبرٌ ….. على النازلاتِ وعسر الإقامة
وأن الرجولة كر وفرٌ ….. ونصرٌ منَ اللهِ يُرجَى تمامه
وأن الرجولة ثوب ولحية ….. ونور يفوقُ بياض العمامة
اقرأ أيضًا: شعر عن جمال العيون وسحرها
2ـ شعر عربي بالفصحى عن عزة النفس
ذَلَّ مَن يَغبِطُ الذَليلَ بِعَيشٍ
رُبَّ عَيشٍ أَخَفُّ مِنهُ الحِمامُ
كُلُّ حِلمٍ أَتى بِغَيرِ اِقتِدارٍ
حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ
مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ
ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
ضاقَ ذَرعاً بِأَن أَضيقَ بِهِ ذَر
عاً زَماني وَاِستَكرَمَتني الكِرامُ
واقِفاً تَحتَ أَخمَصَي قَدرِ نَفسي
واقِفاً تَحتَ أَخمَصَيَّ الأَنامُ
كان المتنبي من أكثر الشعراء مثالًا لعزة النفس والكرامة، فبدونهما لا يكون الشخص ناجحًا أو ذو قيمة في المجتمع، فقد أشار الله تعالى إلى أعزّاء النفس في كتابه الكريم كذلك، بأنهم أغنياء بعفتهم حتى وإن لم يكن لديهم الأموال.
كما قال المتنبي كذلك شعر عربي فصيح عن عزة النفس كان يمد فيه كافور الإخشيدي فقال:
كَفي بِكَ داءً أَنّ تَرى المَوتَ شافِيا
وَحَسبُ المَنايا أَنّ يَكُنَّ أَمانِيا
تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى
صَديقًا فَأَعيا أَو عَدُوًّا مُداجِيا
إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ
فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ
وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا
كما كانت مسيرة المتنبي الشعرية مليئة بالقصائد الجميلة عن عزة النفس، فقد كتب العديد من الأبيات التي توضح قيمة أن يتعز الشخص بنفسه، فقال في قصيدة أخرى عن عزة النفس:
أَينَ أَزمَعتَ أَيُّهَذا الهُمامُ
نَحنُ نَبتُ الرُبى وَأَنتَ الغَمامُ
نَحنُ مَن ضايَقَ الزَمانُ لَهُ فيـ
ـكَ وَخانَتهُ قُربَكَ الأَيّامُ
في سَبيلِ العُلى قِتالُكَ وَالسِلـ
ـمُ وَهَذا المَقامُ وَالإِجذامُ
لَيتَ أَنّا إِذا اِرتَحَلتَ لَكَ الخَيـ
ـلُ وَأَنّا إِذا نَزَلتَ الخِيامُ
كُلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديدُ
كما أن له بيت شعر عربي بالفصحى عن عزة النفس غاية في الروعة، حيث يوضح معناه أنه على الرغم من وجوده بين الناس وإن كانوا أذلاء فهو ليس منهم، فإن الذهب يتواجد بين حبات التراب.
وما أنا منهم بالعيش فيهم … ولكن معدن الذهب الرغام
3ـ شعر عربي فصيح عن عزة النفس لأبو الحسن الجرجاني
من ضمن الشعراء الذين كان لهم قصائد ذات أبيات بألفاظ عربية قوية، وتعبر عن قيمة عزة النفس والرفعة لديهم، هو أبو الحسن الجرجاني، حيث قال في قصيدة شهيرة عن عزة النفس:
يقولون لي: فيك انقباض …. وإنما رؤوا رجلًا عن موقف الذُّلِّ أحجما
يوضح الشاعر في ذلك البيت أنه يتعجب من اتهامات الناس له، بأنه يحب العزلة والابتعاد عن الناس، فلن يتخيلوا سبب انعزاله ذلك، حيث يكمل في الأبيات التالية:
أرى الناسَ من داناهم هان عندهم ومن أكرمتْهُ عزَّةُ النفسِ أكرما
إذا قيل: هذا مشربٌ، قلتُ: قد أرى ولكنَّ نفس الحرِّ تحتملُ الظَّما
ولم أقض حقَّ العلم إن كنتُ كلَّما بدا طمعٌ صيرتُهُ لي سلَّما
ولم أبتذلْ في خدمةِ العلم مهجتي لأخدمَ من لاقيتُ لكنْ لأُخدما
فأوضح الشاعر في الأبيات أن سبب انعزاله عن الناس فيه راحة وعزة لنفسه، بينما مخالطتهم تجلب الإهانة وعدم الاحترام، فإن نفسه عزيزة عليه وحرة، ويمكن أن يتحمل الظمأ ولا يلجأ إلى الناس أو يرضى بهوان النفس.
اقرأ أيضًا: شعر المتنبي في الحكمة ومميزات شعره وأهم خصائصه
4ـ شعر عربي فصيح عن عزة النفس لأسامة بن منقذ
قد كان لأسامة بن منقذ أبيات شعرية جميلة، استخدم فيها ألفاظ فصحى قوية يعبر بها عن عزة نفسه وأهميتها بالنسبة له، فقال:
وقاُلوا: تَوَصَّلْ بالخضوع إِلى الغِنى … وما عملوا أن الخضوعَ هو الفقرُ وبيني وبين المالِ بابان حرَّما …. عليَّ الغنى: نفسي الأبيةُ والدهرُ
5ـ شعر عربي فصيح عن عزة النفس لعيسى الناعوري
يا دمعة الإخلاص لا تنضبي … أنت بقايا العزة الضائعة
الحب والثورة قد جمعا … فكونا ك جمرة لاذعة
كم دمعة مثلك قد أهرقت … من مقلة مقروحة جازعة
6ـ شعر عربي بالفصحى عن عزة النفس لأبو فراس الحمداني
قد قال أبو فراس الحمداني بعض الأبيات الشعرية في عزة النفس، ففيها أوضح قيمة أن يعتز الإنسان بنفسه، ويحفظها من الهوان أو الإهانة، فقد أوضح في الأبيات أن من يعزّ نفسه يعزّه الله تعالى، فالمذلة لغير الله تعالى مشقة.
ومن لم يوق الله فهو ممزق … ومن لم يعز الله فهو ذليل
ومن لم يرده الله في الأمر كله .. فليس لمخلوق إليه سبيل
7ـ شعر عربي بالفصحى عن عزة النفس
لا تَسقني ماءَ الحياةِ بِذِلَّةٍ
فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أطيب منزل
من ضمن الأبيات الشعرية الجميلة لعنترة بن شداد، التي توضح مدى حبه واعتزازه بنفسه، فقد شبّه سقي الماء بالذل بأنه كالشرب من جهنم، كما شبّه المكان السيء أو الغير حسن بأنه أطيب مكان، إن كان الإنسان فيها عزيز النفس.
اقرأ أيضًا: كلمات في مدح الرسول وعبارات جميلة وشعر الشافعي
8ـ شعر عربي بالفصحى عن عزة النفس للأخطل الصغير
من ضمن الأبيات الجميلة التي توضح قيمة عزة النفس للشخص، هي الأبيات التالية حيث إنها تضم أقوى الألفاظ الفصحى التي يسهل على الشخص فهمها، والتمعن في معناها:
كلابٌ للأجانبِ همْ … ولكنْ على أبناءِ جلدتهمْ أسودُ
كما قال في بيت شعري آخر عن عزة النفس:
نفس الكريم على الخصاصة .. والأذى في الفضاء مع النسور تحلق
المروءة هي الصفة التي يجب تحلي المرء بها في حياته، فنفس الإنسان ما إن عزّت عزّ عليها وهان أي شيء في الدنيا، فقد قال الإمام الشافعي: “ والله لو علمت أن شرب الماء يلثم مروءتي ما شربته طول حياتي”.