طريقة صلاة عيد الأضحى
ما هي طريقة صلاة عيد الأضحى؟ وما سنن وآداب هذا العيد؟ يحتار الكثير من المسلمين في كيفية صلاة العيد، وما إذا كان يفضل أدائها في المسجد أم في المنزل، حيث إنه في حال الرغبة في صلاتها في المنزل يرغبون في معرفة كيفية صلاتها والوقت المحدد لها أيضًا؛ لذلك من خلال منصة وميض نتحدث حول صلاة عيد الأضحى.
طريقة صلاة عيد الأضحى
اتفق علماء الدين في المذاهب الأربعة على أن المسلم يقوم بتأدية صلاة العيد بركعتين، ويقوم الإمام بإلقاء خطبتين بعد الصلاة مثل خطبتين الجمعة، ويُشير فيهما أحكام الأضحية والحج أيضًا، ولكن يوجد لكل مذهب رأي مختلف عن الآخر في طريقة صلاة عيد الأضحى؛ لذلك نوضح كيفية الصلاة لدى كل مذهب عبر السطور التالية:
1- كيفية صلاة العيد لدى الحنابلة والمالكية
اتفق المذهب المالكي مع المذهب الحنبلي في العديد من النقاط، ولكنهما اختلفا في بعض التفاصيل الخاصة بطريقة الصلاة، ومن تلك الاختلافات أن عدد التكبيرات في الركعة الأولى 7 تكبيرات مع تكبيرة الإحرام، بينما في الركعة الثانية فتكون 6 تكبيرات مع تكبيرة القيام.
بالإضافة إلى أن المالكية لا يحبذون رفع اليدين عند التكبير وذلك باستثناء تكبيرة الإحرام، وفي حال نسي المُصلي إحدى التكبيرات قبل الركوع، فأنه يأتي بها ويُعيد القراءة، إنما في حال تذكر التكبيرات بعد الركوع فيمكنه أن يكمل صلاته، ويتم صلاة سجدة السهو.
بينما يرى المذهب الحنبلي أنه من المُستحب رفع اليدين عند كل تكبيرة، وفي حال نسي المُصلي التكبيرات فهذا لا يُبطل صلاته.
اقرأ أيضًا: لماذا سمي عيد الأضحى
2- كيفية صلاة العيد لدى الحنفية
يرى مذهب الحنفية أنه لا بد أن يبدأ المسلم الصلاة بالنية في القلب واللسان، حيث إنه يقول “أصلي صلاة العيد لله تعالى، ومن ثم يقوم بتكبيرة الإحرام، وبعدها الثناء على المولى – عز وجل –، والتكبير 3 تكبيرات مع رفع اليدين في كل تكبيرة، ويصمت برهة بين التكبيرات يقوم فيها بالتسبيح أو الاستغفار، وبعد ذلك يقرأ سورة الفاتحة، ويليها سورة أخرى والتي من الأفضل أن تكون سورة الأعلى، ومن ثم الركوع والسجود”.
بينما في الركعة الثانية يبدأ المسلم بقراءة سورة الفاتحة، ويليها سورة أخرى والمُستحب أن تكون سورة الغاشية، ثم التكبير 3 تكبيرات مع رفع اليدين في كل تكبيرة، كما أنه يجوز التكبير قبل البدء في القراءة.
3- كيفية صلاة العيد لدى الشافعية
أن طريقة صلاة عيد الأضحى عند الشافعية تكون عبارة عن التكبير 7 تكبيرات في الركعة الأولى دون تكبيرة الإحرام، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، ويتم التكبير قبل البدء في القراءة.
بالإضافة إلى أنه في حال نسيان التكبيرات لا يتطلب سجود السهو، ومن المُستحب قراءة سورة ق أو الكافرون أو سورة الأعلى بعد سورة الفاتحة في الركعة الأولى، بينما في الركعة الثانية فمن الأفضل قراءة سورة الغاشية أو القمر أو سورة الإخلاص بعد قراءة سورة الفاتحة.
التعريف بصلاة عيد الأضحى
بعد معرفة طريقة صلاة عيد الأضحى لدى الأئمة الأربعة، ينبغي القول إن صلاة العيد تعد من أعظم شعائر المولى – عز وجل – وأنها شريعة كاملة لا تغفل عن أي جزء من الحياة الدنيا والآخرة، كما أن الله تعالى ميز بعض الأيام بتضاعف الأجر والثواب.
يعتبر يوم النحر من بين تلك الأيام العظيمة، حيث إنه يوم الحج الأعظم وأول أيام عيد الأضحى المُبارك، كما ورد عن عبد الله بن قرط – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
“ أعظمُ الأيامِ عندَ اللهِ يومُ النحرِ، ثمَّ يومُ الْقَرِّ” (المصدر: الجامع الصغير).
علاوة على ذلك فإن العيد يٌعيد الفرح والسرور إلى قلوب المسلمين، ويحتوي على العديد من عوائد فضل الله – سبحانه وتعالى – على عباده، وأن صلاة العيدين شُرعت في السنة الثانية من الهجرة، حيث ورد عن ابي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أنه قال:
“كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ…” (المصدر: صحيح البخاري).
اقرأ أيضًا: بطاقات تهنئة عيد الأضحى المبارك
سنن وآداب عيد الأضحى
بعد التطلع إلى طريقة صلاة عيد الأضحى في كل مذهب، من الجدير بالذكر أن نوضح السنن الخاصة بعيد الأضحى وآدابه أيضًا، حيث إنه من الأفضل أن يتم أداء الصلاة عند دخول وقتها، والتوقف عن الأكل قبل الصلاة، وأن يأكل المسلم من الأضحية، ونذكر باقي السنن عبر النقاط التالية:
- من المُستحب الاغتسال قبل الخروج إلى أداء صلاة العيد.
- التكبير والتحميد والتهليل والدعاء للمولى – عز وجل – إلى آخر يوم من أيام التشريق، كما أن المذاهب الأربعة اتفقوا على جواز الجهر بالتكبير عند خروج المسلمين في طريقهم إلى مصلى العيد.
- ارتداء أفضل الثياب وأجملها، حيث إن هذا الأمر سنة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –.
- تجنب تناول الطعام بعد العودة من صلاة العيد، والانتظار حتى يتم الأكل من الأضحية.
- يتم أداء صلاة العيد في المصلى وليس في المسجد، كما كان يفعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم –.
- التوجه إلى أداء صلاة العيد من طريق، وعند العودة يسير المسلم من طريق آخر، حيث إن ذلك سنة عن نبي الله – صلى الله عليه وسلم –.
- من السنة أن يتم تأدية صلاة العيد في جماعة، والتكبير حيث إنه سنة مثل دعاء الاستفتاح، ومن السنة أيضًا أن يرفع المسلم يديه مع كل تكبير، حيث ورد عن بكر بن سوادة – رضي الله عنه – قال:
“أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه كان يرفَعُ يدَيْهِ مع كلِّ تكبيرةٍ في الجِنازةِ والعِيدَيْنِ” (المحدث: النووي).
- من المُستحب الوقوف بين كل تكبيرتين بقدر آية.
- تبادل التهاني بالعيد بين المسلمين وبعضهم.
- من السنن التي تُميز عيد الأضحى عن عيد الفطر هو ذبح الأضحية بعد صلاة العيد، وتعتبر من أعظم وأكبر الشعائر الإسلامية، حيث إنه ورد في كتاب المولى – عز وجل – بالنحر، وقال:
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر: 2].
وقت صلاة عيد الأضحى
بعد التحدث حول طريقة صلاة عيد الأضحى عند الأئمة الأربعة، لا بد من ذكر الوقت الخاص بتأدية صلاة عيد الأضحى أيضًا، حيث إنه يبدأ من أول ارتفاع الشمس بحوالي رمح أي بعد الشروق بـ 15 دقيقة، وتستمر حتى زوالها أي اتجاها نحو الغرب.
بينما في حال لم يعلم المسلم بالعيد إلا بعد زوال الشمس، فيجوز له تأدية الصلاة العيد في اليوم التالي، ولا يجوز تأدية الأضحية إلا بعد انتهاء الصلاة.
اقرأ أيضًا: حكم الأضحية في عيد الأضحى
حكم صلاة العيد
من الجدير بالذكر أن المذاهب الأربعة اختلفوا في حكم صلاة العيد، وانقسموا إلى 3 أقوال، ونذكر تلك الأقوال عبر النقاط التالية:
- قال المالكية والشافعية: إن صلاة العيد من السنن المؤكدة في الشريعة الإسلامية، واستدلوا على أنه ورد عن طلحة بن عبيد الله – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
“خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ…” (المصدر: صحيح البخاري).
- قال الحنابلة: إن صلاة العيد فرض على الكافية، حيث إنه استدل بقول المولى – عز وجل – في كتابه العظيم:
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر: 2].
- قال الحنفية: إن صلاة العيد واجبة، واستدلوا على هذا أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد داوم عليها، ولم يتركها منذ مشروعيتها.
من المهم أن يحرص كل مسلم على تأدية صلاة العيد في وقتها المحدد، ومن المُستحب صلاتها في المسجد وليس المنزل، وأن من يقدر على أن يذبح الأضحية فليذبح، ويقوم بأخذ جزء وتوزيع الباقي.