دعاء تحصين النفس من كل شر

تحرير: عمرو في 4 يونيو 2023 0

تُعد معرفة صيغ لدعاء تحصين النفس من كل شر أمرًا في غاية الأهمية، ويرجع السبب في ذلك إلى كثرة المخاطر والأضرار التي قد يُصاب بها المرء على مدار حياته الدُنيا، وفي واقع الأمر يُعد التحصين والرُقية من السُنن التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مُداومًا عليها، لذا عبر منصة وميض سنُعرفكم على أبرز صيغ هذا الدُعاء.

دعاء تحصين النفس من كل شر

في ديننا الإسلامي الحنيف هُناك العديد من السُبل والوسائل التي يُمكن للمرء اللجوء إليها في سبيل تحصين نفسه وأُسرته من الشرور، ومن الضروري أن نعتمد في كافة هذه الوسائل على إيماننا بالله تبارك وتعالى ونستعمل ما جاء في كتابه الحكيم القُرآن الكريم وسُنة نبيه المُصطفى مُحمد صلى الله عليه وسلم.

فنجد في هذه المصادر العديد من صيغ دعاء تحصين النفس من كل شر وغيرها من الطُرق الأخرى للوقاية من مخاطر الحياة الدُنيا بإذن الله وفضله، لكن من الضروري في سبيل تحقيق كُل ذلك أن يكون المرء مؤمنًا بالله وعالمًا علم اليقين كون الخير والشر والرزق والابتلاء كُله لا ينزل على المرء إلا بإذن الله.

كما أنه لا يُمكن لشيءٍ أو أحدٍ في الحياة الدُنيا أن يُفيد المرء أو يضره إلا بإذن الله، ومن أجمل وأبرز ما جاء من صيغ لهذه الأدعية كُل مما يلي ذكره:

اللهم إني تحصنت بمن لا إله إلا هو، اللهم إلهي وإله كُل شيء، ربي ورب كُل شيء، قني اللهم من فتنة وشر كُل شيء، اللهم إني لا أتوكل إلا على الواحد الأحد والحي الذي لا يموت، اللهم احفظني واحفظ أُسرتي وأحبتي من شر ما أنزلت وارزقنا الخير كله.
اللهم إنك حسبي ووكيلي من مخلوقاتك وشرورها، اللهم إن بيديك الكريمتين ملكوت كُل شيء، اللهم عليك توكلت ربي ورب العرش العظيم.
اللهم إني أعوذ بك من المُضلات والفتن، وأعوذ بك من الشر والابتلاء، وأعوذ بك من فترات القحط والكروب والعناء، اللهم لا تردني حاشاك وأنا عبدك الضعيف خائب الرجاء.
اللهم إني أعوذ بك وذُريتي ومن أُحب من عذاب النار، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من الكروب والمُشكلات والفتن في الحياة الدُنيا والبرزخ والآخرة ما ظهر منها وما بطن.

اقرأ أيضًا: دعاء تسخير الزوج الظالم

أجمل أدعية لتحصين ووقاية النفس من الشرور

يُعتبر الدُعاء من صور العبادات التي يتفنن فيها العبد ويُطلق العنان لخياله وسرده فيها قدر ما استطاع، وعلى الرغم من ذلك لا يجب أن يكون في الدُعاء تكلُف، فأنت تُكلم خالقك وبارئك الذي يعلمك عن ظهر غيب دون أن تتحدث أو حتى تُفكر فيما ترغب في القول فيه.

يعني ذلك أن كافة صيغ الدُعاء مثل دعاء تحصين النفس من كل شر ما هي إلا اجتهادات بشرية في غالب الأحيان يصل إليها المرء في سبيل تعبيره عما يرغب فيه وما يُعاني منه، ومن أبرز صور هذه الأدعية ما يلي:

اللهم إنك القوي الجبار، خالق الجنة والنار، اللهم إنك مُنزل كُل الخير وكافة الشرور، فامنع عني يا الله شرور خلقك ما ظهر منها وما بطن، اللهم إني بك تحصنت، وبرسول الله صلى الله عليه وسلم آمنت، وبالقُرآن الكريم وقولك الحكيم تمسكت، فكُن معي يا الله ونجني من كُل كربٍ وهمٍ وغم.
اللهم إني أعوذ بك من شرور الحياة الدُنيا والآخرة، اللهم إني أعوذ بك من شر كُل شخصٍ وكُل شيء، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، اللهم عافني في بدني، اللهم إنه لا يضر مع اسمك شيءٌ في السماء ولا في الأرض إلا بإذنك، فامنع عني اللهم الضرر وقني عذاب النار.
اللهم إني حصنت نفسي وأهلي ومالي وعرضي بالحي القيوم، اللهم إن غيرك باقٍ ولا يدوم، اللهم ارفع عنا الأذى وقنا من الضرر والسوء، اللهم إني بنعمتك وفضلك عليَّ أبوء، فاجعلني يا الله مُقيمًا لصلاتك راضيًا بقضائك.

أدعية للتحصين اليومي من الشرور والمساوئ

تحصين النفس يقي من شرورٍ جمة، ففي الحياة الدُنيا هُناك شر الحسد، الحقد، الخوف، الجوع، الموت، المرض والآلاف غيرها من الشرور والابتلاءات المُتفاوتة، ولكن ما يُشترك بينها هو كونها جميعها لم ولن تُصيبك إلا بإذن الله وفضله، فتوجه إلى الله واثني عليه وادعه بقولك:

اللهم إني حصنت نفسي باسمك الأعظم، اللهم إني وأهلي ومالي وعرضي نستعيذ بأسمائك التامات من والدعوات المُستجابات من عين الإنس ووساوس الجان.
اللهم إني أتحصن بحصنك الحصين، اللهم إني أعوذ بك من كيد الكائدين، اللهم قني من ظُلم الظالمين وحسد الحاسدين، اللهم اجعلني أتمسك أبد الدهر بحبلك المتين، اللهم لا تبتلينا في ديننا ولا في أنفسنا وأنت الغني عن ذلك وأنت أكرم الأكرمين.
اللهم إنك الواحد الأحد رب العرش العظيم الذي لم يولد وليس له ولد، اللهم إنك الأول والآخر والظاهر والباطن والغني العزيز الكريم، اللهم إني أتحصن بكُل اسم هو لك أنزلته في كتابك الكريم وقولك الحكيم أو علمته لأحدٍ من رُسلك وعبادك، اللهم قني شرور الدُنيا والآخرة، اللهم قني فتن الحياة وفتن الممات وفتنة المسيح الدجال وأعتق بدني من النار.
اللهم إني أسألك وأنت ربي العظيم وأنا عبدك الضعيف أن تحفظ لي اهلي وبيتي وأولادي ومالي وعرضي وكُل أحبتي بقُدرتك وفضلك ونعمتك علينا من كُل شرٍ وكُل سوء.
اللهم إني أعوذ بك من أن أُفتن، اللهم إني أعوذ بك من أن أضل، اللهم قني عذاب الدُنيا والآخرة، اللهم جنبني أن أفتِن أو أُفتَن، اللهم لا إله إلا أنت سُبحانك إني كُنت من الظالمين، اللهم سخرنا إليك واجعلنا كما تُحب وكما تُريد واجعل كُل الشر والسوء عنا بعيد.

سُبل التحصين من سُنة الرسول الأمين

ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إرثًا تتوارثه الأُمة الإسلامية إلى يوم يُبعثون، وهذا الإرث يُعتبر سبيل النجاة في الحياتين الحياة الفانية في الدُنيا وحياة الخلود في الآخرة والتي نسأل الله أن نكون فيها وإياكم من الفرحين في جنات النعيم.

فقد جاء على لسان الصحابي الجليل أبو هُريرة رضي الله عنه وأرضاه في أصول الأحكام بتحديث إمام الإسلام ابن حزم رحمه الله وطيب ثراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“إنِّي قد خلَّفْتُ فيكم شيئَيْنِ لن تَضِلُّوا بعدَهما أبدًا ما أخَذْتُم بهما، أو عمِلْتُم بهما: كتابَ اللهِ، وسُنَّتي، [ولن] يتفرَّقَا حتَّى يَرِدَا علَيَّ الحوضَ” [صحيح المسند].
يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الشريف أعلاه أن سُبل ووسائل النجاة في الحياة الدُنيا ونيل الخير في الآخرة تتمثل بشكلٍ رئيسي في التمسك بسُنة الهادي البشير وكتاب الله الحكيم.

لك أن تتخيل أن هذان الكنزان باقيان إلى يوم الدين حتى يُمران على الحبيب المُصطفى في الحوض، وهو نهر الكوثر الذي وهبه الله لرسوله في الجنة حتى يسقي منه الواردين عليه من المؤمنين، فاللهم اجعلنا منهم، ومن أبرز ما جاء في سُنة رسولنا الكريم فيما يخص صيغ دعاء تحصين النفس من كل شر ما يلي:

1- حديث أنس بن مالك في صحيح النسائي

جاء في صحيح النسائي بتحديث الإمام الألباني رحمه الله أن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه قال:
“أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ كان يقولُ اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الفقرِ، وأعوذُ بك من القِلَّةِ والذِّلَّةِ، وأعوذُ بك أن أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ” [مُتفقٌ عليه].
كانت أكثر الشرور التي يستعيذ منها خير البرية وسيد الكونين في الحياة الدُنيا الفقر، القلة والذلة والظُلم سواء ما كان يُطبق عليه أو هو من يقوم بفعله، وهذا الحديث الصحيح يُعتبر بلا أدنى شك من أبرز صور وصيغ دعاء تحصين النفس من كل شر.

2- حديث خليفة المُسلمين بتحديث الألباني

جاء في صحيح أبي داوود حديثٌ حدثنا به الشيخ الألباني رحمه الله، وهذا الحديث ورد على لسان الصحابي الجليل عُثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه ثالث الخُلفاء الراشدين وأحد العشرة المُبشرين بالجنة، وقد قال فيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر دُعاءً لتحصين النفس قال فيه:
“من قال: بسمِ اللهِ الذي لا يَضرُ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمِ. ثلاثُ مراتٍ، لم تصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبحَ، ومَن قالها حينَ يُصبحُ ثلاثَ مراتٍ لم تُصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمس” [مُتفقٌ عليه].
اقرأ أيضًا: دعاء لحفظ النفس من المعاصي

3- حديث ابن حميد العبسي في صحيح التُرمذي

ورد في صحيح الألباني بتحديث الإمام التُرمذي كون الصحابي الجليل شكل بن حميد العبسي رضي الله عنه وأرضاه قال حديثًا فيه صيغة وصورة من صور دُعاء تحصين النفس من كُل شر وخاصةً شر النفس على النفس، وقد جاء هذا الدُعاء في قصةٍ تلاها ابن حميد قال فيها:
“أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني تَعوُّذًا أتعوَّذُ بِهِ. قالَ: فأخذَ بكفي فقالَ: قُل: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن شرِّ سمعي، ومِن شرِّ بصَري، ومِن شرِّ لِساني، ومِن شرِّ قلبي، ومن شرِّ مَنيِّي يَعني فرجَهُ” [صحيح المسند].
الدُعاء من العبادات الجميلة التي يتضرع فيها المرء بشكلٍ كبير إلى خالقه وبارئه، فقُم بتأدية هذه العبادة كيفما تستطيع، فمن غير الضروري الدُعاء بأبهى الأساليب اللغوية، فالله يفهمك، وقد جاء أن رجلًا مر بالنبي وقال له لا أعرف غير الدُعاء بالجنة والتعوذ من النار، فقال له خير الأنام “حولها نُدندن“.