دعاء السعي بين الصفا والمروة
دعاء السعي بين الصفا والمروة هو من الأدعية المحببة التي هي سنة مأثورة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وله أكثر من صيغة ورد بها، سنتعرف عليها خلال هذا المقال، الذي سنتعرف أيضًا من خلاله على حكم السعي بين الصفا والمروة للحاج والمعتمر، وعلى بعض الأدعية الأخرى المتعلقة بهذا العمل من خلال منصة وميض.
ومن هنا سنتعرف على: دعاء النوم باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه مكتوب كامل
ما هو السعي بين الصفا والمروة؟
هو من فرائض الحج وأركان العمرة التي لا تتم إلا به، ولا يصح للمسلم أن يدعه سهوًا أو جهلاً، ولاشك أن المسلم ملتزم بما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في أداء الفرائض والعبادات، ولا يصح له الزيادة أو النقصان فيها.
والسعي بين الصفا والمروة عبارة عن سبعة أشواط يؤديها المعتمر والحاج في واد بين جبلي الصفا والمروة تأسيًا بما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وفي ذلك تشبه بما فعلته هاجر أم إسماعيل عليهما السلام، عندما انقطعت بهما السبل فطافت سبعة أشواط بحثًا عن الماء وأخذًا بالأسباب.
دعاء السعي بين الصفا والمروة
وقد ورد دعاء السعي بين الصفا والمروة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حينما اعتمر قبل حجة الوداع في العام الذي انتقل فيه إلى الرفيق الأعلى، وهو دعاء من الأدعية المباركة التي يسن للمسلم المعتمر أو الحاج الدعاء به لما فيه من الخير الكثير.
فلما اقترب النبي – صلى الله عليه وسلم – من جبل الصفا قرأ قول الله – تبارك وتعالى -: (إن الصفا والمرة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بها، ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم)، ثم قال: “نبدأ بما بدأ الله به” ثم صعد إلى قمة جبل الصفا.
وأخذ يوحد الله ويكبر الله ويحمده ثلاث مرات، ثم أخذ يدعو فيقول: ” لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ، له المُلْكُ وله الحمدُ يُحْيِي ويُمِيتُ، وهو على كلِّ شيٍء قديرٌ، لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، أنجزَ وعدَه، ونصر عبدَه، وهزم الأحزابَ وحدَه” ثم دعا بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.
وأخذ يفعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك سبع مرات يرقي فيها جبل الصفا وينزل ويرقى ويدعو بهذا الدعاء حتى انتهت الأشواط السبعة ثم حلق أو قصر شعره.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: دعاء آخر يوم في رمضان وفضل الدعاء في العشر الأخيرة من رمضان
أدعية أخرى عند صعود الصفا
وهناك صيغ أخرى كثيرة وردت من دعاء السعي بين الصفا والمروة منها:
ما ورد عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم – أَنَّهُ قَالَ: “أَفْضَلُ مَا قَالَهُ هُوَ وَالنَّبِيُّونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ”[٧]، وصفة ذلك كالتالي: قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ يَقُولُ: “اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ثُمَّ يَدْعُو بِمَا اسْتَطَاعَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُكَبِّرُ ثَلَاثًا وَيُهَلِّلُ مَرَّةً كَمَا ذَكَرْنَاهُ، ثُمَّ يَدْعُو ثُمَّ يُعِيدُ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ يَفْعَلُ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَيَكُونُ إحْدَى وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً وَسَبْعَ تَهْلِيلَاتٍ وَالدُّعَاءُ بَيْنَ ذَلِكَ وَلَا يَدَعُ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”.
ومنها ما ورد عن عبدالله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما- حين صعوده على الصفا قال: “اللهُمَّ اعْصِمْنِي بِدِينِكَ وَطَوَاعِيَتِكَ وَطَوَاعِيَةِ رَسُولِكَ، اللهُمَّ جَنِّبْنِي حُدُودَكَ، اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِبُّكَ، وَيُحِبُّ مَلَائِكَتَكَ، وَيُحِبُّ رُسُلَكَ، وَيُحِبُّ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، اللهُمَّ حَبِّبْنِي إِلَيْكَ، وَإِلَى مَلَائِكَتِكَ، وَإِلَى رُسُلِكَ، وَإِلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، اللهُمَّ يَسِّرْنِي لِلْيُسْرَى، وَجَنِّبْنِي الْعُسْرَى، وَاغْفِرْ لِي فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَئِمَّةِ الْمُتَّقِينَ، اللهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وَإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، اللهُمَّ إِذْ هَدَيْتَنِي لِلْإِسْلَامِ فَلَا تَنْزِعْنِي مِنْهُ، وَلَا تَنْزِعْهُ مِنِّي حَتَّى تَقْبِضَنِي وَأَنَا عَلَيْهِ”.
ومن دعاء السعي بين الصفا والمروة ما ورد عن عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلَاثًا وَيَقُولُ: “لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَيَدْعُو وَيَصْنَعُ عَلَى الْمَرْوَةِ مِثْلَ ذَلِكَ”.
دعاء ختام الصفا والمروة
هناك دعاء يستحب للحاج والمعتمر أن يختم به سعيه بين الصفا والمروة وينهي به مناسك العمرة إن كان معتمرًا وهو أن يقول: “اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، حملتني على دابتك، وسيرتني في بلادك، حتى أدخلتني حرمك وأمنك، وهذا بيتك، وقد رجوتك رب فيه بحسن ظني بك، أن تكون قد غفرت لي، فإن كنت رب غفرت لي، فازد عني رضاً، وقربني إليك زلفاً، وإن كنت رب لم تغفر لي، فمن الآن رب اغفر لي، قبل أن ينأى عني بيتك” دعاء المرور بين الصفا والمروة أن يدعو بما ورد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه كان يدعو به أثناء الطواف بين الصفا والمروة، ويستحب الدعاء به، وهو: “رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك تعلم ما لا أعلم إنك أنت الله الأعز الأكرم”.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: تفسير دعاء اللهم إني اسألك العفو والعافيه في ديني ودنياي
ما حكم ترك دعاء الصفا والمروة؟
دعاء السعي بين الصفا والمروة سنة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – لا يأثم الإنسان بتركه، بخلاف السعي نفسه لأن السعي ركن تفوت العمرة بتركه، أما الدعاء فيه فسنه إن شاء قاله وأخذ الأجر، وإن شاء تركه ولا إثم عليه.
الأدعية المستحبة في الحج والعمرة
بعد أن تعرفنا على دعاء السعي بين الصفا والمروة فمن المستحب كذلك أن نتعرف على أفضل الأدعية المشروعة في الحج والعمرة المأثورة، ومنها:
- الدعاء عند نية العمرة: ومن المستحب عندئذٍ عند نية العمرة أن يقول: “لبيك اللهم عمرة” ويقولها المسلم عند العزم على أداء العمرة”.
- الدعاء عند التلبية: من المستحب قبل التلبية أن يدعو المسلم فيقول: “لبَّيْكَ اللَّهمَّ لبَّيْك لا شريكَ لك لبَّيْكَ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلْكَ لا شريكَ لك”.
- عند رؤية الكعبة: ومن المستحب عند رؤية الكعبة أن يدعو المسلم بهذا الدعاء: “اللهمَّ أنت السلامُ ، ومنك السلامُ ، فحَيِّنَا ربنا بالسلامِ”.
- عند رؤية المسجد الحرام: ويستحب للمسلم عند رؤية المسجد الحرام أن يدعو بهذا الدعاء فيقول: “بسمِ اللهِ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذنوبي وافتَحْ لي أبوابَ رحمتِك، وإذا خرج قال: بسمِ اللهِ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذنوبي وافتَحْ لي أبوابَ فضلِك”.
- قبل بداية الطواف حول الكعبة: ويستحب للمسلم قبل بداية الطواف حول الكعبة أن يدعو فيقول: “اللهمّ ربّنَا آتِنَا في الدُنْيا حسنَةً وفي الآخرة حسنَة وقِنَا عذاب النار”.
- عند استقبال الحجر الأسود: ويسن للمسلم عند استقبل الحجر الأسود أن يستقبله ويقول: “اللهمَّ تصديقًا بكتابِكَ وسنَّةِ نبيِّكَ”.
- عند الوقوف بعرفة: عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ قَبْلِي عَشِيَّةَ عَرَفَةَ: “لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ”.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: بر الوالدين بعد موتهما وأفضل دعاء للميت وأشهر الأحاديث الشريفة عن البر
وفي ختام هذا المقال عن دعاء السعي بين الصفا والمروة نكون قد تحدثنا عن أفضل الأدعية التي يدعو بها المسلم لدى سعيه بين الصفا والمروة في الحج أو العمرة، وكذلك تعرفنا على حكم من ترك هذا الدعاء، وعرفنا أفضل الأدعية في مناسبات ومواقف مختلفة من الحج أو العمر.