هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي
هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ وما هي الأعراض التي يعاني منها المريض في الحالتين؟ جميعنا نواجه العديد من المواقف والأحداث اليومية التي تسبب لنا الضغط النفسي الذي يمكن أن يتطور إلى مرض، وهو الأمر الذي ينتج عنه العديد من المشكلات والمخاطر على حياة المريض، لذا سنعرض لكم من خلال منصة وميض إجابة سؤال هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ بشيء من التفصيل.
هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟
يشعر العديد من الأشخاص بالقلق وخاصةً الذين يعانون من الأمراض النفسية من أن يتسبب ذلك في التأثير السلبي على الصحة العقلية، حيث يوجد مصطلح يطلق عليه في الطب اضطرابات الصحة النفسية، ويشمل هذا المصطلح المرض العصبي والعقلي والنفسي.
لذلك يتساءل العديد من الأشخاص هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ بالرغم من أن المرض النفسي يختلف عن المرض العقلي من حيث الأعراض الذي يعاني منها المريض وطرق التشخيص والعلاج أيضًا، لكن قد يتسبب إهمال المرض النفسي وعدم الاهتمام بعلاجه إلى التأثير على الصحة العقلية للمريض.
بالتالي يتحول إلى مرض عقلي، نتيجة لتطور الأعراض النفسية وعدم القدرة على السيطرة عليها، ومن أهم الأمراض النفسية التي تتحول إلى مرض عقلي الاكتئاب والوسواس القهري، لذلك يساعد التشخيص المبكر للمرض وعلاجه بشكل سريع على تجنب العديد من المخاطر على صحة المريض.
اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض ثنائي القطب؟ و4 طرق لعلاج هذا الاضطراب
الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي
لكي نعرف بالتحديد هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ وكيف يحدث ذلك؟ لابد من معرفة الفرق بين كلٍ من المرض النفسي والعقلي، ونوضح هذا الفرق من خلال السطور التالية:
1- الأمراض النفسية
هي عبارة عن تراكم العديد من المشكلات التي يواجهها المريض سواء ضغوط وأحداث وغيرها، تصاحب تلك المشكلات العديد من الأعراض، يعاني المريض من اضطرابات عديدة في كلٍ من الأفكار والعواطف، مما يتسبب في عدم قدرة المريض على السيطرة عليهم، ومن أمثلة هذا المرض الوسواس القهري، الاكتئاب، القلق وغيرها من الأمراض.
2- الأمراض العقلية
تتمثل في الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة التي تتسبب في الكثير من المخاطر على العقل، وبالتالي يؤثر ذلك على الصحة العقلية للمريض، فيجعل الشخص يعاني من مشكلة عدم القدرة على التركيز على الأمور بشكل صحيح أو إصدار قرارات سليمة.
كما لا يمكنه فهم ما يحيط به من أحداث وغيرها بشكل دقيق، كل هذه الأمور ناتجة عن الاضطرابات البيولوجية الذي يعاني منها المريض في الدماغ لذلك يطلق عليها الأمراض الذهانية.
أسباب الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية
بعد التطرق إلى معرفة هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ نتطرق الآن إلى معرفة أسباب الإصابة بكلا المرضين، فمن المعروف أنه عبارة عن حدوث العديد من الاضطرابات التي تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية، وتتمثل الأسباب في:
- تعرض المريض لبعض الصدمات الشديدة مثل الاعتداء الجسدي والعاطفي.
- عدم القدرة على التواصل بشكل سليم مع الآخرين.
- معاناة المريض من وجود العوامل الوراثية التي تلعب دور كبير في الإصابة بالأمراض النفسية، حيث إن وجود فرد مصاب من العائلة بأي نوع من الاضطرابات النفسية، يزيد من فرصة انتقاله إلى باقي أفراد الأسرة.
- الإصابة ببعض العيوب في الدماغ، أو المعاناة من بعض الإصابات الدماغية تتسبب في العديد من الأمراض النفسية.
- إذا كان المريض يقوم بتعاطي المخدرات سوف تزداد فرصة إصابته بهذا الأمراض، لأن من شأنها التسبب في الإصابة البارانويا والقلق وغيرها من الأمراض النفسية الأخرى.
- قد يكون السبب أيضًا هو سوء تغذية المريض الذي يتسبب في المعاناة من نقص العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية في جسمه، بالتالي تكون سبب رئيسي في الإصابة.
- عندما يعاني المريض من بعض المشكلات منذ الولادة، مثل المعاناة من نقص الأكسجين، أو الإصابة نمو الدماغ الجنيني المبكر، وهذه العوامل تزيد من فرص الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية وخاصةً مرض التوحد الذي يعاني منه نسبة كبيرة من الأطفال.
- الإصابة بالالتهابات مثل التي تصيب المكورات العقدية والتي ينتج عنها مرض الوسواس القهري، حيث يتطور المرض بتطور تلك الالتهابات.
- معاناة المريض من مشكلة الإهمال من قبل الأشخاص المحيطين به، وخاصةً الوالدين.
- تعرض المريض إلى العديد من الضغوط الناتجة عن موت أحد المقربين أو الطلاق وغيرها من المشكلات.
- إذا كان الشخص نشأ في جو أسري قائم على التوتر والخوف والمعتقدات الخاطئة.
أنواع المرض النفسي والعقلي
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ نتعرف من خلال هذه الفقرة على أنواع المرض النفسي على الرغم من أن المرض العقلي هو تطور للمرض النفسي، وتتمثل تلك الأنواع في:
1- المرض النفسي
يوجد العديد من أنواع الأمراض النفسية الذي يعاني منها المريض، وتتمثل تلك الأنواع في:
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطراب القلق.
- الإصابة بنوبات الهلع.
- المعاناة من الرهاب الاجتماعي.
- اضطراب الاكتئاب.
- الإصابة باضطراب ثنائي القطب.
2- المرض العقلي
ينقسم هذا المرض إلى عدة أنواع ولكل نوع أعراض خاصة به، وتتمثل تلك الأنواع:
- الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
- المعاناة من القلق الاجتماعي.
- اضطراب الفصام العاطفي.
- الفصام الذهاني.
- اضطراب اكتئاب حاد.
- الإصابة باضطراب ثنائي القطب في مراحله المتقدمة.
أعراض المرض النفسي
بعدما قُمنا بتوضيح الإجابة على سؤال هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ يجدر بنا ذكر الأعراض الشائعة للإصابة بإحدى الأمراض النفسية، وتتمثل في:
- يلاحظ أن المريض يعاني من الحزن بشكل مستمر.
- عدم القدرة على التركيز والتفكير بشكل سليم.
- الرغبة الدائمة في الانعزال عن العالم والجلوس بمفرده.
- انعدام الرغبة في المشاركة في الأنشطة الجماعية والألعاب وغيرها من الأمور التي تتطلب وجود عدد كبير من المرضى.
- المعاناة من العديد من الاضطرابات في الحالة المزاجية.
- فقدان الطاقة مما يجعله غير قادر على القيام بأي من الأعمال، والشعور بالتعب بالرغم من عدم القيام بأي مجهود.
- زيادة مرات التفكير في الانتحار، كما أن بعض المرضى يقومن بتجربة تلك الأفكار في الواقع وليست مجرد أفكار وهمية.
- يلاحظ أن المريض عادةً يشعر بالغضب، كما أن بعض المرضى يتسمون بالعنف.
- يواجهون بعض الصعوبات في الفهم والتعامل مع الآخرين.
- معاناة المريض من العديد من الاضطرابات في الدوافع الجنسية.
- وجود العديد من الاضطرابات في النوم، حيث يلاحظ أن العديد من المرضى يعانون من الأرق.
أعراض المرض العقلي
توجد مجموعة من الأعراض يعاني منها المريض وتكون دليل على إصابته بأي من الامراض العقلية، لابد من توضيحها بعد ذكر إجابة هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ وتتمثل تلك الأعراض في:
- يعاني المريض من الأوهام، حيث تتكون في عقل المريض العديد من الأفكار الغير صحيحة.
- وجود العديد من الاضطرابات والتغيرات في سلوك وعواطف المريض.
- كما يلاحظ أنه مصاب بجنون العظمة.
- التفكير في الانتحار بشكل مستمر.
- يستمع المريض إلى أصوات لا يمكن أن يسمعها غيره وهو ما يطلق عليها الهلاوس.
- وجود بعض التغيرات في كلام المريض.
اقرأ أيضًا: هل الحالة النفسية تؤثر على القدمين
تشخيص المرض النفسي والعقلي
بعدما ذكرنا هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ والتعرف على كافة الأمور التي تدور حول كلا المرضين، نتوجه إلى ذكر الطرق المُتبعة من قِبل الأطباء لتشخيص المرض من أجل علاج المريض، وتتمثل في الآتي:
- فحص التاريخ المرضي والوراثي للطبيب، للتأكد من عدم وجود أي جينات وراثية قد تتسبب في هذا المرض، أو أي إصابات جسدية ومرضية سابقة.
- كما يمكن أن يطلب الطبيب عمل بعض الاختبارات التي توضح صحة الغدة الدرقية ووظائفها، ونسبة الهرمونات التي تقوم بإفرازها.
- إجراء اختبار دم لفحصها لمعرفة إذا كان المريض يقوم بتعاطي المخدرات او شرب الكحوليات.
- عمل فحوصات على مستوى الفيتامينات والمعادن في الجسم، لأن نقص أي منها قد يتسبب في الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية.
- آخر خطوة يقوم بها الطبيب هي التحدث إلى المريض للتعرف على الأعراض الذي يعاني منها ونوع الأفكار التي تسيطر عليه، والسلوكيات التي يمارسها، لكي يساعده ذلك على تقديم تشخيص دقيق.
علاج المرض النفسي والعقلي
بعد ما يقوم الطبيب بتشخيص حالة المريض، ومعرفة نوع المرض الذي يعاني منه، سوف يقوم بتحديد العلاج المناسب لحالة المريض، وتتمثل طرق العلاج في:
1- العلاج الدوائي
يلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية إذا كانت حالة المريض تتطلب القيام بهذا الأمر، وتتمثل تلك الأدوية في:
- أدوية مثبطات مزاجية، تساعد في تحسين الحالة المزاجية للمريض.
- عقاقير طبية مضادة للقلق والاكتئاب.
- قد يلجأ الطبيب على وصف مضادات الأمراض الذهانية.
2- العلاج النفسي
يعد من أكثر طرق العلاج فاعلية لأنها تساعد المريض بشكل كبير على التخلص من الضغوط التي يعاني منها من خلال التحدث مع الطبيب المختص، حيث يتوصل الطبيب من خلال هذا النوع من العلاج إلى التعرف على الأفكار الذي يعاني منها المريض.
كذلك مدى الاضطرابات التي يواجهها في مشاعره، مما يساعد ذلك على مساعدة الطبيب للمريض لتحديد طرق تعمل على التحكم في تلك الأعراض، وينقسم العلاج النفسي إلى:
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج الأسري.
- العلاج السلوكي الجدلي.
- العلاج الديناميكي النفسي.
- العلاج النفسي الداعم.
3- تغيير نمط الحياة
هذا العلاج قائم على مساعدة المريض في التغيير من روتين الحياة الذي يعيشه، واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كافة الأطعمة والمشروبات الصحية الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم.
كما يجب في هذا العلاج الإقلاع عن المخدرات، والتوقف عن شرب الكحوليات، لأنها تزيد من حدة الأعراض الذي يعاني منها المريض.
اقرأ أيضًا: السورة التي تشفي من الأمراض النفسية
الوقاية من الأمراض النفسية والعقلية
سنوضح بعض النصائح التي تساعد على التقليل من فرصة الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية، ويجب الالتزام لها، بعد ما ذكرنا إجابة سؤال هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟ نتطرق إلى ذكر تلك النصائح فيما يلي:
- لابد من التحكم في الضغوط التي تواجها ولا تجعلها تسيطر على أفكارك، بل فكر في حلول للمشكلات، مجرد التفكير في التخلص منها يساعدك في تخطيها.
- لابد من الاهتمام بالحصول على فترة راحة كل فترة، والنوم لساعات كافية خلال اليوم.
- اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الأطعمة والمشروبات الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم.
- لابد من القيام بالفحوصات الطبية بشكل دوري ولا تنتظر تفاقم الأعراض، لتجنب العديد من المخاطر.
- التركيز على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة وتجنب القيام بها.
- الابتعاد عن المواقف والأشخاص الذين يتسببوا في الضغط عليك.
لابد من معرفة مدى خطورة المرض النفسي ومدى تأثيره السلبي على العقل، ويجب التوجه إلى الطبيب على الفور عند ملاحظة أي من الأعراض، لكي يقوم بالتشخيص المبكر للمرض.