هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل
هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل؟ وما هي الأمور التي توجب الغسل على كل من المسلم والمسلمة؟ حيث إن الأحكام الدينية التي فرضها الله -عز وجل- على المسلم لا تقبل التهاون، خاصة وإن تعلق الأمر بالاغتسال والطهارة، لذا ومن خلال منصة وميض سنتعرف سويًا على حكم الدين في ملامسة الذكر لعضو المرأة التناسلي في الإسلام من ناحية الاغتسال.
هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل
شرع الله -عز وجل- أن يستمتع كلًا من الزوج والزوجة أثناء العلاقة الحميمة كيفما شاء أي منهما، طالما لم يصيبها أي من الأمور التي حرمها الله تعالى عز وجل، وذلك استنادًا لقوله تعالى في سورة البقرة الآية رقم 187:
“هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ“.
لذا فإن المداعبات بين الرجل وزوجته من الأمور المشروعة والتي من الممكن أن تكون مستحبة إن كانت تحت الضوابط الشرعية الإسلامية، ومن المداعبات التي قد تحدث بين المرء وزوجته ملامسة العضو الذكري لفرج المرأة، وتلك المداعبة لا تستوجب أن يقوم أي منهما بالاغتسال طالما لم يحدث هناك إنزال سواء من قبل المرأة أو الرجل.
على أن يكون الإنزال للمني وليس المذي، وهو الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية علي بن أبي طالب: “كُنتُ رجُلًا مَذَّاءً، فسأَلْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: أمَّا المَنيُّ ففيه الغُسلُ، وأمَّا المَذْيُ ففيه الوُضوءُ” (صحيح).
هنا نكون قد تعرفنا على جواب سؤال هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل أم لا، حيث إنه لا ينبغي أن يغتسل كل منهما إن لم يكون هناك خروجًا للمني وهو الذي سنتعرف على الفرق بينه وبين المذي فيما بعد، أما إن خرج ماء الرجل أو حدث قذف للمرأة، فإنه في تلك الحالة يجب عليهما الاغتسال.
اقرأ أيضًا: هل يجب الغسل بعد المداعبة
الفرق بين المني والمذي
في إطار التعرف على جواب سؤال هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل، وبعد أن عرفنا أن الأمر قد يوجب الغسل إن كان هناك إنزال، إلا أن الإنزال أيضًا يحتمل أمرين، فإما أن يكون مذيًا، وهو ما لا يوجب الغسل، وإما أن يكون منيًا.
ففي تلك الحالة يجب على المرأة والرجل الاغتسال حتى وإن لم يحدث جماعًا كاملًا، لذا سوف نتعرف على الفرق بين كل منهما من خلال ما يلي:
1- علامات خروج المني
المني الذي يخرج من المرأة له الكثير من العلامات، والتي من الممكن أن نتعرف عليها استنادًا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي رواه أنس بن مالك حيث قال:
“أنَّ أُمَّه أُمَّ سُلَيمٍ سألْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالت: المرأةُ تَرى في مَنامِها ما يَرى الرَّجُلُ؟ فقال: إذا رأتْ ذلك في مَنامِها فلْتَغتسِلْ. فقالت أُمُّ سَلَمةَ زوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واستَحْيَتْ: أوَ يَكونُ هذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: نعَمْ، فمِن أين يَكونُ الشَّبَهُ؟! ماءُ الرَّجُلِ أبْيَضُ غَليظٌ، وماءُ المرأةِ أصفَرُ رقيقٌ، فمِن أيِّهما سَبَقَ -أو عَلا- يَكونُ الشَّبَهُ” (صحيح).
ففي حالة خروج المني يتوجب الغسل حتى تصح الصلاة، حيث يعتبر الرجل والمرأة في تلك الحالة جنبًا، وحتى وإن لم يكن هناك جماعًا كاملًا، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 43:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا“.
2- علامات خروج المذي
أما إن كان السائل الذي خرج من الرجل أو المرأة مذيًا، وهو الذي لا يحتوي على أي من العلامات التي سبق ذكرها في الحديث الشريف، فإنه يجب على المسلم حينها الوضوء فقط، ولا يستوجب خروج المذي الاغتسال الكامل.
من أهم علامات المذي الذي يخرج من الرجل أو المرأة، أنه يعقب التبول في الكثير من الأحيان، كما أن رائحته ليست كرائحة المني النفاذة التي تظهر بشكل واضح أثناء القذف، كما أنه ليس بلزج قدر السائل المنوي أو مني المرأة.
فقد قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية سهل بن حنيف: “كنتُ ألقى من المذيِ شدةً فأكثر منه الاغتسالَ فسألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال إنما يجزيك من ذلك الوضوءُ قلتُ يا رسولَ اللهِ كيف بما يصيب ثوبي قال إنما يكفيك كفٌّ من ماءٍ تنضح به من ثوبَك حيث ترى أنه أصابَ” (صحيح).
لذا على الرجل والمرأة أن يتنبها إلى ذلك الأمر حتى لا يختلط عليهما، ويقعا في حد من حدود الله -عز وجل- دون أن يكونا على علم به.
اقرأ أيضًا: هل المذي يسبب الحمل للعذراء
موجبات الغسل في الإسلام
بعد أن تعرفنا على كل ما يخص جواب سؤال هل ملامسة الذكر للفرج يوجب الغسل، علينا أن نعرف أن هناك من الأمور العديدة التي تستوجب الاغتسال الكامل لكل من المرأة والرجل، حيث أتت موجبات الغسل في الدين الإسلامي على النحو التالي:
1- ممارسة العلاقة الزوجية
من أهم الأسباب التي توجب الغسل لكلا من الرجل والمرأة هو الجماع الكامل، والذي ينتج عن التقاء الختانين، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية سعيد بن المسيب: “أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ وعُثمانَ بنَ عَفَّانَ وعائشَةَ زوجَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانوا يَقولونَ: إذا مَسَّ الخِتانُ الخِتانَ فقد وجَب الغُسلُ” (صحيح).
2- الاحتلام أو الاستمناء
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا استيقظ أحدُكم من نومِه فرأى بللًا ولم يرَ أنه احتلم اغتسل، وإذ رأى أنه قد احتلم ولم يرَ بللًا فلا غُسلَ عليه” صحيح روته عائشة أم المؤمنين.
لذا على المسلم أن يعلم أنه يجب عليه أن يقوم بالاغتسال إن احتلم وخرج منه المني، حتى لا تكون صلاته باطلة، أما إن لم ير خروج ماء الاحتلام فلا اغتسال عليه.
اقرأ أيضًا: حكم المداعبة الفموية في رمضان
3- انتهاء فترة الحيض أو النفاس للمرأة
فترة النفاس هي التي تعقب الولادة وقد تستمر نحو 40 يومًا، وهي تستوجب الغسل من أجل مواصلة الشعائر الدينية، وكذلك فترة الطمث الشهري، والتي تأتي للمرأة في الموعد الذي تتوقعه على أن كون دم الحيض الذي اعتادت عليه.
ففي كلتا الحالتين على المرأة أن تغتسل غسل الحدث الأكبر، لما جاء في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية معاذ بن جبل:
“لا حيضَ دونَ ثلاثةِ أيامٍ، ولا حيضَ فوقَ عشرةِ أيامٍ: فما زاد على ذلك فهي مُستحاضةٌ، تتوضأُ لكلِّ صلاةٍ، إلا أيامَ أقرائِها، ولا نفاسَ دون أسبوعَين، ولا نفاسَ فوقَ أربعينَ يومًا، فإن رأتِ النُّفَساءُ الطهرَ دون الأربعِين صامَتْ وصلَّتْ، ولا يأتيها زوجُها إلا بعد الأربعِينَ” (صحيح).
لذا على المسلم والمسلمة أن يكونا ملمين بأحكام الدين الإسلامي، حتى لا يقعا فريسة للشيطان الذي يضلهما فلا تتقبل أعمالهما الصالحة.