هل البكاء يريح القلب

هل البكاء يريح القلب؟ وما السبب وراء الشعور بألم أثناء البكاء؟ البُكاء فطرةٌ فينا، وأحد ردود الفعل البشرية الطبيعية شيوعًا على الإطلاق، فلا يوجد في هذه الدنيا من لم يبكِّ حتى وإن لم تره، بل ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى البكاء لا إراديًا، ويمكن أن يشعر الشخص بعد الانتهاء من البكاء بالراحة وأنه تخلص من حمل ثقيل، ومن خلال منصة وميض نعرف تأثير البكاء على القلب.

هل البكاء يريح القلب

إجابة ذلك السؤال ستختلف حسب الموقف الذي تعرض له الشخص ودرجة البكاء، فيمكن أن يكون البكاء مريح للقلب إذا كان عبارة عن جلسة واحدة طويلة، ولكن إذا استمر الأمر وزادت حدته ماذا يفعل حينها البكاء في القلب؟ في هذه الحالة قد يتسبب البُكاء إلى حد النحيب غير المُنقطع في ضعف وتقلصات عضلة القلب.

ينتج على إثر ذلك تمدد وتوسيع الأوعية الدموية، فيقوم القلب بضخ كميات كبيرة من الدم في جميع أجزاء الجسم، كما يؤثر على أداء عضلة القلب الذي بدوره يؤثر على أجهزة الجسم.

اقرأ أيضًا: أضرار البكاء بدون صوت

أسباب الشعور بوجع في القلب أثناء البكاء

بعد الإجابة بالإيجاب عن سؤال هل البكاء يُريح القلب وجب علينا القول إنه في بعض الأحيان يشعر الأشخاص بألم في الصدر أثناء البكاء، ويعزى ذلك إلى عدة أسباب استنتجها الطب النفسي وطب القلب، لتأتي تفاصيل الأسباب على النحو التالي:

1-  متلازمة انكسار القلب

من الأعراض الخطيرة التي تصيب الإنسان عند الشعور بالحزن الشديد والاكتئاب، حيث إن الجسم يبدأ في إطلاق نسبة عالية من الأدرينالين، والذي يؤدي إلى تلف أو ضمور عضلة القلب.

ثم يرتفع هرمون التوتر الذي يؤدي إلى انخفاض معدل ضخ الدم إلى الجسم، فيشعر الباكي بنغزات حادة في القلب وضيق التنفس وآلام في الصدر مع عدم انتظام نبضات القلب.

2- ضمور الشرايين الرئيسية في القلب

أحيانا قد يسبب الشعور بالحزن وجع في القلب، وهذا قد يكون علامة على حدوث ضمور في الشرايين، أو أحد الشرايين التاجية في القلب مما يؤدي إلى الوفاة.

ما لا تعرفه عن البكاء

يمكن تعريف البُكاء على أنه تعبير عن حالة ما أو مجموعة من المشاعر الداخلية التي يشعر بها الشخص في لحظة ما، ويكون الفعل عبارة عن سيلان مياه العين والذي يكون مالح بعض الشيء، وقد يكون أحد أنواع الاستجابة للحالة العاطفية التي يستشعرها الشخص.

اقرأ أيضًا: كيفية التخلص من الاكتئاب والوسواس

مراحل البكاء الأربعة في علم النفس

تشتهر مقولة للحب سبعة مراحل في علم النفس، وأيضًا للبكاء أربعة مراحل يمكننا أن نشرحها بالطريقة الآتية:

  • الأولى: البكاء بصوت عالي مع الكثير من الدموع، ويحدث ذلك من تأثير الصدمة.
  • الثانية: البكاء بصوت دون خروج دموع، وتلك المرحلة تكون أصعب من سابقتها.
  • الثالثة: تكون بكاء بدون صوت، أو خروج للدموع فقط بتعابير ملامح الوجه.
  • الرابعة: هي بكاء القلب، وأن يظهر المرء ملامح عادية فلا يخرج صوت، أو دموع، أو يرى على ملامحه أي أثر للبكاء.

أنواع البكاء

استكمالًا للحديث عن هل البكاء يريح القلب وجب القول إنه قد أوضح علماء النفس في دراسات عديدة أن هناك أنواع للبكاء، ويمكن حصرهم في التالي ذكرهم:

1-  البكاء الشفاف

أول من تكلم عن هذا النوع هو أرسطو في كتاباته، ووصفه أنه يعد أحد أصعب أنواع البكاء، وهنا تكون معتقدات الشخص وكافة مبادئه على طاولة النقاش، ويكون هذا البكاء عادة مستخدم في المآتم، أو إذا لامس شيء ما من فيلم أو كتاب مشكلة حقيقية.

يمكن القول إن الأمر يبدأ بتنهدات طويلة وعميقة يصعب السيطرة عليها، ثم يبدأ الشخص بالانهيار وتذرف الدموع لعدة أيام، وينصح بالتوجه إلى الطبيب النفسي في حال استمرارها أو زيادتها.

2- بكاء الفرح

دومًا ما نسمع ان الأمهات تحديدًا في المناسبات السعيدة يبكين، ولكن هل تم البحث حول هذا النوع من قبل؟ نعم قامت مجموعة من الأطباء النفسيين بتحليل الأمر ورأوا أنه من النوع اللطيف الذي لا يسبب مشاكل نفسية أو جسدية، وينتج نتيجة المشاعر الفياضة التي تشعر بها الأم أو أي شخص بوجه عام بسبب حدوث شيء لم يكن في الحسبان.

3- بكاء الغضب

هذا النوع يعرف عند الأطفال أكثر منه للبالغين، ويتم حدوثه كوسيلة ضغط من أجل تنفيذ طلب معين، وفي حال استمرار الموقف على هذا المنوال تزداد نوبات غضب الأطفال، وعادة قد يقوم الأطفال بهذا الفعل في الأماكن العامة من أجل لفت الانتباه كوسيلة للحصول على المطلوب، وفي أغلب الأوقات تكون تلك الوسيلة ناجحة مع العديد من الآباء.

4- بكاء الألم

بعض الأشخاص قد لا يتحملون الألم، وبالتالي يكون رد فعلهم الأول هو القيام بالبكاء بمجرد الشعور بالألم في أي مكان، ويكون الشخص هنا غير قادر على التحكم بدموعه أو بنفسه بشكل عام، ويتم التعبير عن مدى شدة الألم بمدى شدة البكاء.

5- بكاء التلاعب

يلجأ مجموعة من الناس إلى اصطناع البكاء حتى يستطيع الهروب من موقف ما، أو يمكن أن يحدث بسبب عدم الالتزام باتفاق محدد، أو كسب تعاطف كل من حوله، وقد يكون أحد أنواع الوسائل لتجنب العقاب والتغاضي عن الأخطاء ويصدر من الأطفال والبالغين، ولكن من الأطفال أكثر.

اقرأ أيضًا: أسباب الخوف والقلق بدون سبب

فوائد البكاء

في نهاية الإجابة عن سؤال هل البكاء يريح القلب قد يتعجب العديد من إمكانية أن يكون هناك فوائد للبكاء، ولكن مجموعة من الدراسات تم عملها أثبتت فوائده، والتي نستعرضها بالشكل التالي:

1- الوقاية من الأمراض

أشارت الدراسات الأخيرة في علم النفس قدرة البكاء على رفع معدلات الأيض بالجسم، الأمر الذي يساعد في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي، فالبكاء يمكن أن يساعد في تحفيز بروتين الألبومين، والوقاية من مختلف الأمراض التي يمكن الإصابة بها، ومنها السكري، واضطراب ضغط الدم، والسمنة.

2- التخلص من المشاعر السلبية

البكاء له قدرات سحرية على التخلص من الطاقات السلبية والمشاعر السيئة، ذلك بسبب احتواء الدموع على مادة الأوكسيتوسين، والتي تساعد في تحسين النفسية، وطرد المشاعر السلبية على وجه التحديد.

3- التقليل من حدة التوتر

في بعض الأحيان يتعجب العديد من الأشخاص من فكرة أن يمكن أن يساعد البكاء في إطلاق هرمونات السعادة، والتقليل من الشعور بالتوتر أو القلق، ولكن حسب التجارب الأخيرة فإن هذا الأمر صحيح، وتجد الكثير من الأشخاص يضحكون في أكثر لحظات الحُزن عُمقًا.

اقرأ أيضًا:

4- حماية العين

يساعد البكاء العين على وقايتها من الجراثيم والأتربة، فهو يعمل على طردها إلى الخارج، والحد من تواجدها، وذلك نتيجة التعرض للهواء، كما أن الدموع تساعد بصورة كبيرة في التخلص من الأجسام الغريبة التي قد تصيب العين.

5- انبعاث الهدوء النفسي والاسترخاء

في بعض الأحيان يشعر الأشخاص بالهدوء والراحة، وأنه تم إبعاد ثقل كبير من على القلب، وأكدت مجموعة من الدراسات الأجنبية أن البكاء قد يساعد في استرخاء الجهاز العصبي، وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء.

6- التقليل من الضغط العصبي

في بعض الأحيان يكون فائدة البكاء هو إفراغ الكبت الذي يشعر به المرء بسبب مروره بمجموعة من المواقف الصعبة، كما أنه يمكن أن يكون بسبب اختلال في مجموعة من المواد الكيميائية، فقد يكون نتيجة تحفيز الغدد الكظرية للمساعدة في تقليل الإجهاد العقلي.

7- يساعد على النوم

في دراسة أجريت عام 2015 تم إثبات كون البكاء قد يساعد على النوم بشكل أسرع، وتم عمل مجموعة من التجارب على الرضع، وحسب الدراسة جاء كون بكائهم لدقائق معدودة يمكن أن يساعدهم على النوم أكثر، وأيضًا قلة فرص استيقاظهم ليلًا بدون هدف.

اقرأ أيضًا: هل يمكن علاج القلق نهائيًا

تفسير علماء النفس لسرعة البكاء

بعد الإجابة على سؤال هل البكاء يريح القلب وجب القول إن بعض الأشخاص نجدهم يبكون بطريقة سريعة جدًا دون إدراك السبب بعد، ويعزى ذلك علماء النفس إلى مجموعة من التفسيرات الناتجة من الأبحاث التي تم العمل عليها مطولًا، ذلك لتكون التفسيرات هي:

  • تدل سرعة البكاء في علم النفس على أن صاحبها يبحث عن الأمان والهدوء الذي لا يجده في المحيط القريب منه.
  • أسرع الطرق التي من الممكن أن يقوم بها الشخص، والتي تعمل على تعزيز المزاج وكذلك للإسراع من التخلص من الضيق، والتعب الذي قد يشعر به الشخص.
  • في الغالب يقوم مجموعة من العلماء بالتأثر والقول إن الشخصيات سريعة البكاء تكون عاطفية وحنونة وسريعة التأثر بما حولها.
  • قد يكون البكاء السريع دلالة على احتياج الشخص إلى الدعم الاجتماعي من الأشخاص المقربين منه.
  • يمكن القول إن البكاء في علم النفس يعني شدة حساسية الشخص ورقة مشاعرهم.

ليس من المحرج أن نقوم بزيارة أو استشارة الأطباء النفسيين لذلك يجب علينا أن التوجه إليها والتعرف على النفس أكثر بل ولا نخجل من البكاء، فهو يمكن اعتباره من العادات الصحية النفسية للتنفيس عنها.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.