هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة
هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة؟ وهل يغني الغسل عن الوضوء؟ الوضوء والغسل من الطهارة التي يجب على المسلم القيام بها حتى يطهر من النجاسات، فالوضوء يختص بالطهارة من الحدث الأصغر، والغسل للطهارة من الحدث الأكبر وبهما أمرنا الله وأخبرنا به نبينا الكريم، نجيب عن سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة من خلال منصة وميض.
هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة
الوضوء من باب الطهارة ويختص بغسل أعضاء مخصوصة فقط ولا يتم تعميم الجسد فيه بالماء، ويختص بالطهارة من الحدث الأصغر، أما الاغتسال فهو غسل جميع البدن بالماء وإيصاله لجميع أطرافه وله موجبات، والجنابة من موجبات الغسل.
الحكم في المسألة أن الوضوء لا يغني عن غسل الجنابة ومن فعل ذلك متعمدًا فقد ارتكب إثمًا مبينًا وعليه التوبة عن الأمر لشناعته والتطهر بالطريقة الصحيحة
اقرأ أيضًا: هل الاستحمام يغني عن غسل الجنابة
الدليل على الحكم من القرآن
الدليل من القرآن على سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة فقد بين الله تعالى في كتابه طريقة التطهر من الجنابة وتكون عن طريق الغسل فقط لا الوضوء فيقول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) [النساء: 43].
وجه الدلالة من الآية الكريمة
فالحكم من الآية الكريمة أن الله أوجب التطهر على المسلمين قبل القيام إلى الصلاة كلٌ على قدر حدثه، وأن الله فرض الغسل للتطهر من الجنابة وهي الحدث الأكبر، والوضوء للتطهر من الحدث الأصغر وهو التبول أو الغائط أو خروج الريح، ومن خالف فقد خالف أمر الله.
الدليل من الحديث
لم يثبت عن النبي صلَّ الله عليه وسلم غير أنه عندما كان جنب كان يتوضأ لينام فعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم (إذا أتيتَ مَضجَعكَ فتوضَّأْ وُضوءَك للصَّلاة).
وحديث عائشة رضي الله عنها قالت (كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا كان جُنبًا فأراد أن يأكُل أو ينام، توضَّأ وضوءَه للصَّلاة)
فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ((كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا اغتسل من الجَنابة يبدأ فيَغسِلُ يديه، ثمَّ يُفرِغُ بيمينِه على شِمالِه فيَغسِلُ فرْجَه، ثمَّ يتوضَّأُ وضوءَه للصَّلاة، ثمَّ يأخُذُ الماء فيُدخل أصابعَه في أصولِ الشَّعْرِ، حتى إذا رأى أنْ قد استبرَأَ، حفَن على رأسِه ثلاثَ حَفَنات، ثم أفاض على سائِرِ جَسَدِه، ثمَّ غسَل رِجلَيه).
وقد ثبت من خلال دلالات الحديث أن الوضوء لا يجزئ عن رفع الجنابة وإنما يجب الغسل حتى تتم الطهارة للبدن.
إجماع علماء المسلمين
فقد أجمع علماء الأمة الإسلامية في الإجابة عن سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة وتوصلوا إلى وجوب التطهر من الجنابة عن طريق الغسل بل إنها من موجباته أيضًا وذهب بعضهم إلى تكفير من استحل الصلاة بالوضوء من بعد جنابة ونبين آرائهم في النقاط الآتية:
- كفر بعض أئمة الحنفية من صلى وهو جنب وهو على علم بالحكم لأنه استهان وأهمل في أمر معلوم من الدين متعمدًا.
- ذهب بعض الأئمة بتأثيم الجنب الذي تطهر بالوضوء بغير عذر يمنعه عن الغسل.
- قال ابن تيمية أن من يصلي وهو محدث سواء كان الحدث الأكبر أو الأصغر بدون أن يتطهر تبعًا للطهارة الشرعية ولديه علم بها فهو كافر ويستحق عقوبة شديدة.
- من فعل ذلك على جهل منه وبعد ذلك علم بالحكم فعليه أن يسرع بالتوبة إلى الله عما قدم وعليه أن يعيد الصلوات التي صلاها وهو جنب.
- كما أوجبت فتاوى اللجنة الدائمة بقضاء الصلوات حتى إن كان جاهلًا لعدم تقصية الحقيقة خلف تلك المسألة الشائكة.
هل يغني الغسل عن الوضوء
بعد الإجابة عن سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة وجب البحث في عكس المسألة حتى نفرق بين المسألتين في الحكم، فالغسل هو نشر الماء على جميع الجسم بحيث يصل إلى كل جزء فيه، ويشتمل الغسل على الوضوء، فإذا اغتسل الإنسان من الجنابة وتوجه للصلاة فلا حرج في ذلك مادام لم يحدث ما ينقض الوضوء أثناء الغسل لقوله تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) [المَائدة: 6].
- اشترط بعض الفقهاء النية بأن ينوي الإنسان قبل الشروع في الغسل التطهر من الحدثين حتى يستطيع أن يصلي بالغسل دون وضوء واستدلوا بحديث رسول الله (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
- الوضوء في الغسل سنة وليس فرضًا، فمن قام به فقد أحسن قول بن عمر رضي الله تعالى عنه قال لرجل أخبره بأنه يتوضأ بعد الغسل (لقد تعمقت).
- وعن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه (كان لا يتوضأُ بعدَ الغسلِ).
- ويرى بعض العلماء أن الوضوء داخل في الغسل ويصح بنية واحدة لأن موجبات الغسل أكبر من موجبات الوضوء، لذلك اكتفوا بنية واحدة فقط.
اقرأ أيضًا: كيفية الغسل من الجنابة والطريقة الصحيحة للاغتسال
هل يغني الاستحمام من الجنابة عن الوضوء
ذهب الفقهاء إلى أن الاستحمام من الجنابة يغني عن الوضوء لقوله تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)، ويتحقق الاستحمام الصحيح بوصول جميع الماء لأجزاء البدن، حتى إذا استحم في بركة من الماء ونوى بذلك التطهر من الجنابة أجزأه ذلك عن الغسل والوضوء بشرط المضمضة والاستنشاق من بركة الماء.
هل يغني الاستحمام لصلاة الجمعة عن الوضوء
فإذا استحم المسلم بنية القيام بسنة أو للنظافة في العموم وجد فيها خلاف عند العلماء ونبين ذلك في النقاط الآتية:
- من استحم بنية النظافة وليس على سبيل الوجوب لم يجزئ ذلك عن الوضوء ولا بد له من الوضوء قبل إقامة صلاته.
- الغسل أو الاستحمام ليوم الجمعة أو بغرض تبريد الجسم من الحر، فلا يجزئ عن الوضوء وعليه الوضوء قبل الصلاة، وذلك لعدم قيامه بالترتيب الذي هو فريضة من فرائض الوضوء.
- وذهبوا لعدم الإجازة عن ذلك بأنه لا يوجد فريضة كبرى لدمج الفريضة الصغرى فيها، مثلما يحدث في الغسل أو الاستحمام من الجنابة.
تعريف الوضوء
بعد الإجابة عن سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة وجب التعريف بالوضوء وموجباته وما ينقض الوضوء للتفريق بين الغسل والوضوء، حيث إن تعريف الوضوء في اللغة يُعني الوضوء من الوضاءة وهي من الجمال الناتج عن النظافة، أما تعريفه اصطلاحًا يُعني غسل أعضاء مخصوصة بكيفية مخصوصة.
فضل الوضوء
للوضوء فضائل عديدة ذكرت في الأحاديث النبوية الشريفة نذكرها فيما يأتي
- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم (مَن توضَّأ فأحسَنَ الوضوءَ، خرجتْ خطاياه من جَسَدِه، حتَّى تخرُجَ من تحت أظفارِه)، فالوضوء يعد من مكفرات الذنوب.
- الوضوء نصف الإيمان لقوله صلَّ الله عليه وسلم (الطُّهور شَطرُ الإيمان).
فرائض الوضوء
للوضوء فرائض يجب القيام به وإذا تم الإخلال بها على المتوضئ إعادة وضوؤه مرة أخرى نذكرها فيما يلي:
- غسل الوجه.
- كذلك غسل اليدين إلى المرفقين.
- مسح الرأس.
- غسل الكعبين.
- النية.
- الترتيب.
- الموالاة أي المتابعة فلا يجوز غسل اليدين ثم الذهاب لعمل شيء ما ثم العودة وإكمال المضمضة.
- التدليك والتخليل. تدليك اليدين والقدمين جيدًا والتخليل بين الأصابع في اليد والقدم وتخليل اللحية.
سُنن الوضوء
للوضوء سنن أخبرنا عنها النبي صلَّ الله عليه وسلم وعلينا الالتزام بها كونها سنة مؤكده نذكرها فيما يأتي:
- البدء بالبسملة.
- المضمضة ثلاثًا.
- الاستنشاق ثلاثًا.
- استخدام السواك قبل الوضوء.
- مسح الأذن.
- عدم الإسراف في الماء
مكروهات الوضوء
هناك بعض الأمور التي يجب علينا وضعها في عين الاعتبار أثناء الوضوء هي:
- الإسراف في استعمال الماء حتى ولو توضأت من نهر جاري.
- الوضوء في مكان تشمله النجاسة.
- يكره التحدث أثناء الوضوء حيث إن الوضوء من العبادات التي نتقرب بها إلى الله تعالى.
- ضرب الوجه بقوة أثناء الوضوء.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد الغسل بدون وضوء
أشياء تُنقض الوضوء
تتعدد الأشياء التي تُنقض الوضوء، وتتمثل في الآتي:
- من مُنقضات الضوء النوم، لقوله صلَّ الله عليه وسلم (إنَّ العَينَ وِكاءُ السَّهِ، فمَن نام فليَتوضَّأْ).
- ما خرج من السبيلين القبل أو الدبر سواء أكان بول أو غائط أو ريح أو مذي أو ودي، أما المني يوجب الغسل لأنه ينقض الوضوء.
- مس الفرج بشهوة أو غير شهوة.
- غياب العقل أو الإغماء أو الجنون.
- الشك ينقض الوضوء إذا غلب عليه عدم التأكد.
الوضوء لا يُغني عن غسل الجنابة وإن أسبغ في الوضوء لعدم تحقق الطهارة المرجوة من الحدث الأكبر وهي تعميم جميع الجسد بالماء ووجب التحذير من عقوبة فاعل هذا الأمر عن عمد.