هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس
هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس؟ وما سبب حبه له؟ ورد في بعض كتب أهل العلم قصة لإبليس مع أحد الأنبياء عرف منها حب إبليس لذلك النبي، ويجهل الكثيرين عن هذه القصة، فهي من القصص الغريبة وليست شائعة مثل باقي قصص الأنبياء، لذا من خلال منصة وميض سنتعرف على هذه القصة حتى يعلم المسلمون الإجابة هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس؟ في السطور القادمة.
هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس؟
هل بالفعل إبليس الملعون يحب أحد الأنبياء؟ ذكر الإمام السيوطي رحمه الله، في كتابه الدر المنثور قصة إبليس مع نبي الله موسى -عليه السلام- حيث قال:
“عن ابن عمر قال: لقي إبليس موسى فقال: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلمك تكليماً.. إذا تبت، وأنا أريد أن أتوب فاشفع لي إلى ربي أن يتوب علي، قال موسى: نعم، فدعا موسى ربه فقيل: يا موسى قد قضيت حاجتك، فلقي موسى إبليس، قال: قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك، فاستكبر وغضب وقال: لم أسجد له حياً أسجد له ميتاً؟ ثم قال إبليس: يا موسى إن لك عليّ حقاً بما شفعت لي إلى ربك، فاذكرني عند ثلاث لا أهلكك فيهن: اذكرني حين تغضب فإني أجري منك مجرى الدم، واذكرني حين تلقى الزحف فإني آتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأذكره ولده وزوجته حتى يولي، وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها”.
تحكي القصة عن طلب إبليس من موسى أن يشفع له عند الله جل وعلا، وقبل موسى ذلك الأمر، ولم يعترض عليه، وكلم الله -جل وعلا- وطلب منه أن يشفع لإبليس، ويتوب عليه، فأخبر الله موسى أنه قد قبل حاجته أي وافق على الشفاعة، ولكن بشرط أن يسجد إبليس لآدم عليه السلام، وعاد موسى إلى إبليس يخبره أن الله قد أمره أن يسجد لآدم.
فرد إبليس باستكبار، وقال له لم أسجد لآدم وهو حي، فهل أسجد له ميتًا؟! وهنا قد خسر إبليس فرصة أخرى ليقبله الله بسبب كبره، وغروره، ثم شكر إبليس ما قام به موسى لأجله، وأخبره بثلاثة أوقات عليه أن يستعيذ الله منه نوعًا من التعبير عن شكره، فأخبره أن يذكره حينما يغضب، فإبليس يوسوس في العبد وقت الغضب.
أخبره أن يذكره عند الزحف أي عند الجهاد ففي هذه اللحظة يأتي إبليس إلى الإنسان، ويذكره بعائلته، وزوجته، وأولاده ليترك الجهاد في سبيل الله، ثم قال له أنه حينما يجلس مع امرأة ليست من محارمه، فحينها ينزغ بينهما، ويكون ثالثهما، وفيما يلي سوف نتعرف على صحة القصة ضمن موضوع مقالنا هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس؟ لنتابع.
اقرأ أيضًا: حكم ومواعظ دينية مكتوبة قصيره
ما صحة شفاعة سيدنا موسى لإبليس؟
قصة سيدنا موسى -عليه السلام- مع إبليس ليس لها أصل من الصحة عند بعض أهل العلم، وذكر هذه القصة الإمام السيوطي في تفسيره لأية: (وَعَلَّمَ ءَادَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ أن كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (سورة البقرة: 31:33).
كما ذكرها السيوطي أيضًا في كتابه (الدر المنثور) ونسبه لابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان، وذكرها في الجامع الصغير وضعفها في فيض القدير 3/166، كما رواها ابن عساكر في كتابه (تاريخ دمشق)، وذكرها الغزالي في كتابه (الإحياء)، وتكلم عنها ابن الجوزي في كتاب (تلبيس إبليس)، وضعف هذه القصة الشيخ الألباني في كتابه (ضعيف الجامع الصغير) ص 326 حديث رقم 2213
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء
ما هي نصائح إبليس لموسى عليه السلام؟
رغم كفر إبليس، وتكبره إلا أنه يعلم أن الله حق وأن النار حق ويعلم عقاب الله جل وعلا، فلذلك أهدى نصائح إلى نبي الله موسى -عليه السلام- تكون له عونًا على آخرته، وهذه النصائح مهمة، ومهم تطبيقها في حياتنا جميعًا.
قدم إبليس إلى موسى ثلاث نصائح مهمة، وسواء كانت القصة كاذبة أم صادقة فيجب الأخذ بتلك النصائح الثلاث، وسوف نعرضها عليكم في إطار موضوع مقالنا هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس؟ فيما يلي:
- النصيحة الأولى: يجب الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في وقت الغضب، فحينها يكون الشيطان طامعًا في كفر العبد وقت غضبه، وقد نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الغضب بسبب ذلك، حيث قال (لا تَغضَب، فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارًا وكلُّ ذلِك يقولُ: لا تغضَبْ) حديث صحيح روته جارية بن قدامة السعدي، مصدره الصحيح المسند.
- النصيحة الثانية: هي الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وقت الجهاد في سبيل الله، فحينما ينوي العبد الجهاد في سبيل الله يأتيه الشيطان، ويقنعه بالبقاء مع أهله، وأبنائه، ويترك فضل الجهاد العظيم.
- النصيحة الثالثة: هي الاستعاذة من الشيطان الرجيم إذا خلا الرجل في مكان مع امرأة لا تحل له، أو ليست من محارمه، فحينها ينزغ الشيطان في أنفسهم، ويدفعهم إلى الزنا، والحرام، والعياذ بالله، حيث روى عمر بن الخطاب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يخلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ فإن الشيطانَ ثالثهما) حديث صحيح، مصدره مجموع فتاوى بن باز.
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي ابتلعه الحوت
فوائد عامة من قصة النبي الذي يحبه إبليس
سواء كانت القصة صحيحة، أم ضعيفة فيجب علينا أن نأخذ منها بعض النصائح المهمة، والدروس المستفادة، سوف نعرض لكم بعض فوائد القصة في إطار موضوع مقالنا هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس؟ في النقاط التالية:
- يجب أن نكون طيبين مع أعداءنا رغم شرورهم، وهذا ما وجدناه في رد موسى -عليه السلام- مع إبليس، فبالرغم من كفر إبليس، واستكباره إلا أن موسى ذهب إلى ربه جل وعلا، وطلب منه أن يشفع لإبليس.
- عدم اليأس من رحمة الله جل وعلا، وعدم الخضوع لأمر الشيطان.
- الله يتوب على كل عباده، فمهما بلغت ذنوبك ومعاصيك عنان السماء، فهناك رب يغفر ذنوبًا أكثر من ذلك، ولولا رحمة الله -جل وعلا- ما قبل شفاعة موسى -عليه السلام- لإبليس اللعين، ولكن بشروط عرضها عليه، فكذلك للتوبة شروطًا.
- أعظم ذنب هو التكبر والتعالي على الله جل وعلا، فإبليس طرد من رحمته، ولعن في الدنيا، والآخرة بسبب تكبره، وسمي إبليسًا لذلك.
- إذا غضب الإنسان فذلك يعني بداية تدخل الشيطان فيه، لذلك وجب تجنب الغضب، وهذا ما أوصانا، وحذرنا منه النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما روى أبو هريرة قال (أنَّ رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ) حديث صحيح، مصدره صحيح البخاري.
- إذا توجه العبد لقضاء شيء في سبيل الله، يجب ألا يخاف ويعود إلى أهله فعليه أن يعلم أن الله -جل وعلا- يحفظهما له.
- يجب الحذر من الخلو بمرأة ليست من المحارم في مكان ما، فهذا يدفع الشيطان ليوسوس في أذن العبد ليقوم بعصيان الله جل وعلا، لذلك يجب تجنب ذلك حتى لا يتمكن الشيطان، وهذا ما حذرنا منه النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (لا يخلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ فإن الشيطانَ ثالثهما) حديث صحيح، رواه عمر بن الخطاب، مصدره مجموع فتاوى بن باز.
رغم ضعف قصة موسى -عليه السلام- مع إبليس إلا أنها تذكرنا بأن الله -جل وعلا- يرأف بعباده، وهو الذي يقبل التوبة عنهم، ويعفوا عن سيئاتهم، فقد قبِل شفاعة موسى لإبليس وفق شروط محددة.