هل الأطفال يرون الملائكة والجن
هل الأطفال يرون الملائكة والجن؟ وهل للملائكة والجن تأثير على الأطفال؟ عالم الملائكة والجن هو عالم غيبي لا نعلم عنه إلا القليل من القرآن والسنة النبوية، لقد أخفاه الله عنّا لحكمة لا يعلمها سواه، وقد ورد ذكر رؤية الملائكة والجن في الحقيقة لبعض الأشخاص الصالحين والأنبياء مثل نبي الله لوط، وهذا ما تسبب في طرح سؤال هل الأطفال يرون الملائكة والجن أم لا، وسنتطرق لمعرفة ذلك من خلال منصة وميض في الفقرات القادمة.
هل الأطفال يرون الملائكة والجن؟
إن الملائكة خلقهم الله من نور وسواهم في أحسن صورة كما ذُكر في كتابه العزيز، وهم مؤمنين ومعصومين من الخطأ ويأمرون الناس بالخير فقط، وهم محفوظين من الشهوة، أما الجن فقد خلقهم الله من النار ولهم القدرة على التشكل بأي شكل يريده وجعل الله نسلهم من الماء.
منهم المؤمن الذي يفعل الخير ولا يشرك بالله ويستمع للقراَن الكريم كما في قوله تعالى في سورة الجن: “قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)“، ومنهم الكافر، ومنهم من يأمر بالخير ومنهم من يأمر بالشر، وهم مثل الإنس في الشهوة.
أختلف العلماء حول مسألة هل الأطفال يرون الملائكة والجن بالفعل أم لا، فمنهم من قال إن الأطفال الرضع يرون الجن والملائكة حيث يظهر ذلك في ضحكاتهم بدون سبب أو صراخهم بدون سبب، أما البعض الآخر قال ألا يوجد دليل علمي أو ديني ملموس على رؤية الأطفال للجن أو الملائكة.
كما لا توجد دراسات علمية حتى الآن يؤكد على رأي القول الأول، وعلى الرغم من كون الأطفال أكثر حساسية من البالغين والشعور بالمقربين لهم إلا أنهم لا يرون الملائكة أو الجن، أو أن صراخهم أو ضحكاتهم بدون سبب دليل على أنهم يرون الملائكة والجن، وذلك لعدم توافر الأدلة الكافية.
اقرأ أيضًا: علاج صفار الأطفال في البيت
مدى صلة الجن بالإنسان وأقوال العلماء في رؤيتهم
إن عالم الجن هو عالم غيبي لا يعلمه إلا الله مهما بلغت قوة البشر، أعطاهم الله القدرة على رؤيتنا، ولكن نحن البشر لا نستطيع أن نراهم وهذه حكمة الله في كونه كما ذكر في سورة الأعراف: “إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ”
يرى بعض العلماء أن البشر بإمكانهم رؤية الجن في حالة واحدة فقط وهي تشكلهم في هيئة بشرية، أو هيئة حيوانية، أي في غير صورهم الأصلية، ولكن لا يظهرون لكافة الناس، بل يظهرون لأفراد معينة يريدون الظهور له، وغالبًا هو الشخص المُرتكب للكثير من المعاصي ويفتقر إلى التقرب لله تعالى، والدليل على ذلك في الأدلة الصحيحة التي تثبت أن رؤيتهم حقيقة:
حديث أبي هريرة الذي وكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان – وذكر قصة طويلة – وفيها: “أن الشيطان كان يأتيه على صورة رجل فقير، يحثو من الطعام، حتى رفع أمره إلى الرسول وأخبره أن الذي يأتيه إنما هو شيطان”.
كما ذكر محمد رشيد في قوله إمكانية رؤية البشر للجن لفي هيئات مُختلفة: (فإذا تمثل الملك أو الجان في صورة كثيفة كصورة البشر أو غيرهم، أمكن للبشر أن يروه، ولكنهم لا يرونه على صورته وخلقته الأصلية بحسب العادة، وسنة الله في خلق عالمه وعالمها).
فظهر قبل ذلك الجن للكثير من الأنبياء منهم ابن مسعود، وفي كُل ظهور له كان بهيئة مُختلفة، فظهر له مرة على هيئة عجل، وأخرى كالنسر، ومرة في صورة رجل أسود البشرة ويرتدي الملابس البيضاء، كما ذكر ابن مسعود أنه في ذات مرة رأى الجن وكان الرسول يضربهم بعصاه شديده ويتلوا وراه القرآن.
أما البعض الآخر من العلماء يرون في مسألة هل الأطفال يرون الملائكة والجن أم لا، ورؤية البشر لهم بصفة عامة بعدم الإمكان، فلا يستطيع رؤية الجان إلا الأنبياء، ومنهم من ينفى تمامًا رؤية البشر للجان حتى الأنبياء.
اقرأ أيضًا: هل الخوف من الموت دليل على قربه
كم عدد الملائكة التي تحيط بالإنسان؟
جعل الله للإنسان ملائكة تكون معه في كل وقت حتى في وقت نومه، يحفظونه ويسجلون أعماله خيرها وشرها حتى مماته كما في قوله تعالى: “وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ“.، وقال الفقهاء أن عدد الملائكة التي تحفظ بالإنسان هم عشر ملائكة وهم كالتالي:
- ملكين لتسجيل الحسنات والسيئات على يمين الإنسان ويساره.
- اثنين لحفظه من الأمام ومن الخلف.
- ملكين على عينيه لحفظهما.
- اثنين على الشفتين يسجلان فقط الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ملك آخر على الشفتين لا يجعل الأذى يدخل إلى فم الإنسان.
- ملك على الجبهة لرفعة الإنسان إذا تواضع لله وذله إذا تكبر على الله.
من الضروري أن يعي الإنسان الفرق بين الملائكة والجان وأن عليه الإيمان التام بهم، وأن الأطفال لا تستطيع رؤيتهم لأنهم لا يظهرون إلا نادرًا في هيئات غير هيئتها الأصلية.