تقسيم الميراث بعد وفاة الأب
تقسيم الميراث بعد وفاة الأب من أكثر القضايا الشائكة في كافة المجتمعات والأنحاء والتي سوف نقدمها لكم عبر موقع وميض ، حيث أن قضية تقسيم الميراث بعد وفاة الأب كم من جرائم القتل قد ارتكبت من خلفها؟ وكم من صلات الرحم قطعت بسببها؟ بل كم من الزيجات قد فشلت وبيوت وصوامع خربت بسبب تلك القضية الشائكة ألا وهي الميراث.
اقرأ أيضًا: طريقة حساب نصيب الزوجة من الميراث
متى يستحق تقسيم الميراث بعد وفاة الأب؟
قبل البدء في عملية تقسيم الميراث بعد وفاة الأب يجب أن يقوم الورثة بأمرين في بالغ الأهمية، وهما:
- سداد جميع ديون الميت يجب أن يتم هذا الأمر الشديد الأهمية قبل دفن الميت.
- تجهيز الميت للدفن.
كيفية تقسيم الميراث بعد وفاة الأب ومستحقيه
قامت الشريعة الإسلامية الحنيف بذكر ذلك تفصيليا كالتالي:
- الزوجة لها ثمن التركة من الزوج لو كان لها ولد منه.
- إذا كانت الزوجة لم يكن لها أولاد من الزوج إذن فلها الربع من التركة.
- اذا كان الأب لديه بنت واحدة فإنها ترث النصف.
- كما إذا كان هناك أولاد إخوة للاب المتوفى فتقسم عليهم التركة للذكر مثل حظ الأنثيين.
- بنت الابن ترث النصف لو كانت وحيدة.
- لو كانت هناك أخت شقيقة للأب وكانت وحيدة فإنها ترث النصف.
- الأخت الشقيقة ترث الثلثين بالمشاركة.
حقوق الأب من الورثة عند تقسيم الميراث بعد وفاة الأب
إن للأب حقوق يجب مراعاتها منها:
- تنفيذ الوصية لغير الورثة إذا وصى بها الأب لأحد الأشخاص أو الهيئات إذا كان في حدود الثلث.
- تجنب الزائد أو البخل فيما يتعلق بشأن نفقات المتوفى.
- دفع ديون المتوفى وهذا هو الأهم كما ذكرنا في السابق.
- ودفع الرهن أو الزكاة عن المتوفى.
- تقسيم الورث حسب القرابة والنسب.
ما هي أهمية الميراث؟
- يحظى علم الميراث بأهمية قصوى في الشريعة الإسلامية وهو من أهم العلوم التي حث على تعلمها الدين الإسلامي بعد معرفة أركان الدين.
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإنها نصف العلم وهو أول شيء ينسى وهو أول شيء ينزع من أمنى”.
- ولقد اهتم صحابة رسول الله اهتماما شديدا بتعلم علم المواريث وظهر ذلك بشدة فيما روى عنهم من مناظرات ومناقشات وقد كان أعلمهم هو سيدنا زيد بن ثابت.
- هذا وقد تدرجت مسألة الميراث بعد وفاة الأب ومرت بالعديد من المراحل حتى قامت الشريعة الإسلامية بتفصيلها هذا التفصيل الواضح والصريح والحافظ للحقوق.
- ويجب علينا أن نمر سريعا على تدرج مسألة الميراث بعد وفاة الأب في الثقافات والشرائع المختلفة.
تقسيم الميراث بعد وفاة الأب عند المصريين القدماء
كانوا المصريين القدماء يساوون بين الذكر والأنثى وكانت الأنثى تحجب بذكر في درجتها.
تقسيم الميراث بعد وفاة الأب في الشرائع السابقة للإسلام
- اختلف نظام المواريث قبل الإسلام في الأمم المختلفة مثل البابليين والرومان واليونان واليهود والمسيحية باختلاف عاداتهم ونظامه الاجتماعي.
- ولكن الذى اشتهر به العرب قبل الإسلام هو توريثهم فقط للأبناء الشرعيين من الميراث على الرغم من انتشار تلك العادة وقتها ألا وهى عادة الإنجاب الغير شرعي.
- أما بالنسبة لليهود وهو قوم اشتهروا بحبهم الشديد للمال من أي طريق كان فقد اشتهروا بحرصهم الشديد على عدم ذهاب شيء من المال إلى غير الأسرة.
- أما بالنسبة للشريعة المسيحية فلم يكن لها نظام خاص ولكنها استمدت أحكامه من النظام اليهودي والقانون الروماني وبعض الشرائع الأخرى.
تقسيم الميراث بعد وفاة الأب في الشريعة لإسلامية بالتفصيل
- أدلة مشروعية الميراث والحكمة من تشريعه هناك العديد من الأدلة التي وردت في القرآن
فقد قال تعالى: وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ۚ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)
كما قال تعالى: لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (7) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ واليتامى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
- وفى هذه الآية الكريمة خص الله بالذكر النساء ليرفع بذلك الظلم عنهم حيث أنه قبل نزول الشريعة الإسلامية قد كانوا قديما يحرمون الصغير والمرأة من الميراث.
- بعد وفاة الأب بحجة عدم ركوبها للخيل والزود عن القبيلة وحيازة الغنيمة فأبطل الإسلام الحنيف كل هذا الأفك.
تقسيم الميراث بعد وفاة الأب كما ذكرها القرآن الكريم
تحدثنا فيما سبق بإيجاز عن تقسيم الميراث بعد وفاة الأب وفيما يلي تفصيلا لتوزيع الميراث بعد وفاة الأب كما ذكره القرآن:
- فقد قال تعالى:
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
- وهذه الآية ذكرت فيما لا يدع لمشكك واحد أن يتحدث في حقوق أي طرف من الأطراف المستحقة لميراث الأب بعد وفاته.
- فقد ذكرت بكل تفصيل ووضوح حقوق الجميع ضاربة عرض الحائط ما نجده.
- هذه الأيام في بعض المناطق من حرمان التركة لأحد الوارثين بحجة أنها امرأة وأنها متزوجة من خارج العائلة أو ما شابه.
- وكل هذا باطل وينزل على من يقوم به غضب الله وسخطه بحرمانه لابنته أو أخته من ميراث الأب المتوفى.
- وقد تحدث أيضا نبينا المعظم عن موضوع التركة في حديثه الشريف:
“ايما مؤمن من مات ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتنى فأنا مولاه”
- وقد تحدث أيضا الإسلام عن ميراث ابن الزنا في حالة وجوده فقد ذكر لك رسول الله قائلا:
“ايما رجل عاهر بحرة أو أمة فالولد ولد زنا فلا يرث ولا يورث “.
- نفهم من ذلك أن ابن الزنا لا حق له في ميراث الأب المتوفى.
- وقد تحدث أيضا الشرع عن حالة وجود ابن كافر لأب مسلم فقد قال في ذلك رسول الله:
“لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم”
- وأيضا ذكرت الشريعة حالة قتل الابن للاب وهى قطعا حالة نادرة ولكنها قد تحدث فما حق الابن القاتل في الميراث من الأب المتوفى وقد ذكر الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ذلك في قوله:
“ليس لقاتل ميراث”
وصية الأب في حالة ميراث الأب المتوفى
- الوصية هي كما قال العلماء هبة الرجل ماله لشخص آخر أو أشخاص بعد موته.
- قد تكون الوصية شفهية أو كتابة في حالة عدم المقدرة على التحدث من قبل الأب.
- وهناك شروط الوصية فيجب على الموصي أن يكون بالغا وعاقلا وكذلك اشترط العلماء الرضا فيجب أن يكون الموصي راضيا عن وصيته تلك.
- ولم يشترط الإسلام في الوصية أن يكون الموصي مسلما فتجوز وصية غير المسلم للمسلم وكذلك المرتد عن الدين.
- ولا تجوز الوصية المدين فيجب أن يكون الوصية غير مدينا بديون.
- وكذلك هناك شروط للموصي له فيجب أن يكون موجودا وان تكون الوصية ليست في معصية لله عز وجل.
موضوعنا اليوم هو تلك القضية الشائكة صاحبة الجدال الواسع ألا وهى قضية الميراث وقد تناولت كافة الجوانب المتعلقة بتقسيم الميراث بعد وفاة الأب ومن يستحق وكيف يستحق وإلى وكيف يستحق وجوانب أخرى متعددة متعلقة بقضية الميراث بعد وفاة الأب .