هل نزل جبريل على كل الأنبياء

هل نزل جبريل على كل الأنبياء؟ ومن هو جبريل؟ حيث يوجد عدد من الآراء المختلفة حول فكرة نزول الوحي على الأنبياء، وأشهر تلك المواضيع التي تتردد فيها قصة نزول الوحي هي قصة نزول سيدنا جبريل على سيدنا محمد، وهناك العديد من القصص الأخرى التي تروى حادث نزول سيدنا جبريل على الأنبياء وهو ما سوف نوضحه اليوم عبر منصة وميض.

هل نزل جبريل على كل الأنبياء

طرح بعض الأشخاص عبر أحد البرامج التليفزيونية الدينية، سؤال هل نزل جبريل على كل الأنبياء، وكان رد الإمام على هذا السؤال هو نعم، حيث إن هناك العديد من الأمور التي تؤكد ذلك من خلال تلك القصص التي تتكلم عن نزول الوحي من قبل سيدنا جبريل عليه السلام على الأنبياء، ليبلغهم برسالة ربهم العليا التي يجب أن ينشروها في أرجاء الأراضي والبقع المحيطة بهم حيث ذلك الوقت.

كما لا يوجد غير دليل على ذلك أفضل من آيات القرآن الكريم التي تروي قصص نزول الوحي على الأنبياء، وهو ما يرد بشكل مؤكد على سؤال هل نزل جبريل على كل الأنبياء، ويثبت ذلك قوله تعالى:

(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ، وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ)

[سورة النساء: الآية 163]

(قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا).

(وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ).

من خلال تلك الآيات يمكن القول بأن السنة والقرآن الكريم تؤكد على شمول نزول الوحي على جميع الأنبياء، بل وبعض أهالي الأنبياء حينما نزل الوحي على أم سيدنا موسي، بأن تلقيه في النهر وأنه بإذن الله سوف يرد إليها، بل وكان الوحي من خلال الإلهام لبعض الحيوانات والبهائم والحشرات، وهذا ما يعني أن الوحي قد أنزل بطر مختلفة منها ما توله سيدنا جبريل، ومنه ما تم من خلال الإلهام.

إذ إن سيدنا جبريل عليه السلام كانت رسالته هي نزول الوحي على الأنبياء لتبليغهم رسالة ربهم، التي سوف ينشرونها في الأمة.

اقرأ أيضًا: آيات قرآنية عن العلم مزخرفة

من هو جبريل عليه السلام

العديد من الأشخاص لا يعرفون من هو جبريل عليه السلام، بل قد يثير ذهن الأشخاص مجموعة من التساؤلات حول كونه بشر أم من الملائكة، وللتعرف على كافة التفاصيل يمكن الإشارة إلى من هو جبريل عليه السلام أو كما تذكر بعض الكتب جبرائيل، وهو أحد الملائكة السماوية، الذي اصطفاه الله تعالى لحمل الرسالة الإلهية إلى الأنبياء لنشر الاديان السماوية.

إذ أن البعض يعتقد أن جبريل قد أًنزل فقط على سيدنا محمد عليه الصلاة وأفضل السلام، وهذا ما يجعلهم يطرحون سؤال هل نزل جبريل على كل الأنبياء، والذي أجبنا عنه سابقًا بالتأكيد على ذلك.

حيث إن جبريل هو الوحي الذي ينزل على جميع الأنبياء والمرسلين بإذن الله تعالى، وهو أحد الأمور التي جعلته يلقب بالروح الأمين، لمدى أمانته في تبليغ الرسالة بصدق ما أمره ربه، وله الكثير من المواقف التي دارت من خلال حواره مع الأنبياء، منها ما ذكر عن الحوار الملائكي في قصة جبريل وعيسى ومريم عليهما السلام.

كما أن الآيات القرآنية قد ذكرت ذلك حينما قام سيدنا جبريل بإذن من ربه بتبشير السيدة مريم العذراء بسيدنا عيسى عليه السلام قبل النفخ فيه لبث الروح في جسده، وذلك في قوله تعالى:

(وَإِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصۡطَفَىٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلۡعَٰلَمِينَ (42) يَٰمَرۡيَمُ ٱقۡنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِي وَٱرۡكَعِي مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ (43) ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۚ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يُلۡقُونَ أَقۡلَٰمَهُمۡ أَيُّهُمۡ يَكۡفُلُ مَرۡيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ (44) إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ (45))

[سورة آل عمران: الآيات 41 حتى 45]

إذ إن تفسير تلك الآيات في قوله تعالى (ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ) هو تحديد نوع الجنس، وليس المقصود أن كل الملائكة قاموا بتكليمها، بل هو واحد منهم فقط، وفي الغالب هو سيدنا جبريل عليه السلام.

كما قد ثبت نزول الملائكة على النبي صلى الله عليه وسلم في حوادث كثيرة منها ما ورد في صحيح مسلم عن ابن عباس قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته. 

جدير بالذكر أن من رآه على حقيقته هو الرسول الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة وأفضل السلام، وكان ذلك مرتين، الأولى منهم كانت في بداية الوحي والثانية كانت عند سدر المنتهي، ويؤكد ذلك الآيات الكريمة في قوله تعالى:

(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴿٥﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴿٩﴾ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)

[سورة النجم: الآية 5 إلى 10]

(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴿١٥﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى)

[سورة النجم: الآية 13 إلى 16]

كما أن جابر بن عبد الله روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُحَدِّثُ عن فَتْرَةِ الوَحْيِ، فَقالَ في حَديثِهِ: فَبيْنَا أنَا أمْشِي إذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا المَلَكُ الذي جَاءَنِي بحِرَاءٍ جَالِسًا علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، فَجَئِثْتُ منه رُعْبًا، فَرَجَعْتُ فَقُلتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أيُّها المُدَّثِّرُ} إلى {وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ} قَبْلَ أنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ وهي الأوْثَانُ)

حيث إن هذا الحديث يثبت المرأة الأولى التي رأى سيدنا محمد جبريل على وهلته الحقيقية، وهو أحد الإثباتات التي تؤكد ثبوت الإجابة على سؤال هل نزل جبريل على كل الأنبياء

اقرأ أيضًا: من هم الرسل ومن هم الأنبياء

مهام جبريل عليه السلام من ربه

قام سيدنا جبريل عليه السلام بالعديد من الأمور التي أُمر بها من ربه سبحانه وتعالى، وقد ظهرت تلك الوظائف بوضوح في الآيات القرآنية والسنة، وهو ما يؤكد أهمية دوره في نشر الرسالات الدينية، حيث إنه قام بما يلي من مهام:

  • حمل رسالات المولى عز وجل وشرائعه من السماء إلى الأنبياء في الأرض
  • أمره الله سبحانه وتعالى بتعليم وتحفيظ الرسل الآيات السماوية
  • أيد الله سبحانه وتعالى النبي عيسى عليه السلام بسيدنا جبريل، حينما ورد أسمه بالقرآن الكريم (روح القدس)
  • ذكر في صحيحي مسلم والبخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان ابن ثابت: (اهجهم وجبريل معك)

[صحيح البخاري]

حيث أيد الله تعالى الأنصار بجبريل ومنها ما تم ذكره.

اقرأ أيضًا: هل يرى الميت ملك الموت
إن تثقف القصص الدينية سيساعدك في حل الكثير من التساؤلات، لذا كن دائمًا في سعي للتعرف على جميع قصص الأنبياء وما يخص المرسلين.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.