تعريف النزعة العقلية في الفلسفة
تعريف النزعة العقلية في الفلسفة أمر يسعى الكثيرون إلى معرفته، والجدير بالذكر أن تعريف النزعة العقلية يختلف كثيرًا باختلاف الفلسفات الموجودة في المجتمعات المختلفة، حيث إن هناك أنواع فلسفة مرتبطة بالإنسان، وأخرى مرتبطة بالبيئة، بالإضافة إلى الفلسفة المرتبطة للطبيعة، ولذلك سوف نقوم في هذا الموضوع بتعريف النزعة العقلية في الفلسفة، من خلال منصة وميض.
تعريف النزعة العقلية في الفلسفة
يكمُن تعريف النزعة العقلية في الفلسفة على أنها عقيدة تحث على أن العقل البشري هو الحقيقة الوحيدة في الواقع، أما باقي الأشياء ما هي إلا بعض الجوانب المتكونة من وعي العقل، والجدير بالذكر أن الفلسفة المتعلقة بالعقل تعتبر نوع من أنواع الدراسات التي شأنها وصف طبيعة العقل.
بما يحتويه هذا العقل من خصائص، ووظائف عقلية، وايضًا بعض الأحداث، أما الأشخاص الفنانين هم الذين يُطلق عليهم عقلانيون، لما يظهرونه من مآثر عقلية متطورة ومختلفة عن باقي الأشخاص، وعلى سبيل المثال على تلك المآثر العقلية قدرتهم الهائلة في قراءة الأفكار الموجودة في العقل، وكذلك تمكنهم من عمل تخاطر مع الأخرين.
يجب العلم أن فن القدرات العقلية هذا يرجع إلى العصور القديمة، ومن الأمثلة على ذلك اليونانيون القدماء حيث إنهم كانوا بارعون في رؤية المستقبل، ومن أشهر الأشخاص الذين برعوا في ذلك الساحر اليوناني الشهير جيرولامو سكوتو.
حيث إنه تمكن من إبهار العالم كله من قدرته على عمل ألعاب خفة اليد والتي ظهرت في ذلك الوقت على أنها قوى خارقة، وهناك الكثير من التقارير التي تثبت تلك العروض الذهنية الخارقة.
اقرأ أيضًا: الإنسان مسير أم مخير في حكم الدين والفلسفة
النزعة العقلية في العصر العباسي
بعد أن تمكنا من معرفة تعريف النزعة العقلية في الفلسفة، يجدر بنا ذكر أن العصر العباسي يعتبر من العصور التي تميزت بالتقدم والازدهار في مجالات عديدة، كما أنها أثبتت كفاءتها في العديد من العلوم المختلفة المتعلقة بالعلوم الدينية والفلسفة والشعر وكذلك الأدب، الأمر الذي جعل هناك العديد من الأشخاص الذين ظهروا في العصر العباسي والذين استطاعوا استخدام العقل وتوظيفه في أمور مختلفة.
الأمر الذي جعل التفكير في علوم الفلسفة المختلفة في ذلك الوقت يطغو على العاطفة أو المشاعر الحسية، وكان هذا واضحًا جدًا في أشعارهم وكتابتهم الأدبية.
خصائص النزعة العقلية
في صدد الحديث عن تعريف النزعة العقلية في الفلسفة، سوف نتطرق إلى ذكر أهم الخصائص التي تميز بها الشعر في العصر العباسي والتي تشير إلى اعتمادهم الكلي على النزعة العقلية الفلسفية، وتتمثل تلك الخصائص في الآتي:
- استخدم الشعراء العباسيين في ذلك الوقت الفلسفة في إجراء الحوارات في الشعر، بالإضافة إلى أنهم تمكنوا من طرح بعض الآراء الجديدة التي كانت معتمدة اعتماد كلي على العقل أو تحديدًا القدرات العقلية الخارقة.
- الأبيات الشعرية التي كانت تكتب بواسطة العباسيين كان يطغى عليها منطق العقل أكثر من العاطفة، وكان هذا يعتبر غريبًا نوعًا ما لخروجه عن المألوف في تلك الفترة.
- بالإضافة إلى أن المعاني التي كانت تأتي في أبيات الشعر العباسي كانت غير مباشرة وأكثر غموضًا وعمقًا، الأمر الذي جعل هناك صعوبة في فهمها لدى الكثيرين.
- كذلك تعتبر أبيات الشعر في ذلك الوقت من الأبيات التي كانت تتميز بذكر حقائق علمية لم تكن اكتشفت بعد في ذلك الوقت، الأمر الذي يؤكد أنهم كانوا يعتمدون على النزعة العقلية في حياتهم بشكل كبير.
- تأثر شعراء العصر العباسي كثيرًا بالثقافات اليونانية والفارسية وايضًا الهندية، وذلك لما كانت تحتويه تلك الثقافات على علوم مختلفة.
اقرأ أيضًا: هل يحاسب الإنسان على ما يقول في نفسه
عوامل الاعتماد على النزعة العقلية
تعتبر النزعة العقلية عبارة عن اتجاه فكري يعتمد عليه الإنسان في جميع المواقف التي تواجهه في حياته، كما أنه يقوم بتفسير جميع الظواهر التي تحدث من حوله من خلال النظر إلى النزعة العقلية ولكن من خلال منظور أو منطق إسلامي، وكان لهذا الأمر العديد من العوامل التي اعتمد عليها العباسيون، وتتمثل تلك العوامل في الآتي:
- كان الإقبال على المدارس وحلقات العلم المختلفة في المساجد زائد كثيرًا، وكان هذا بغرض تحفيز الناس على تعلم العلوم المختلفة والتي تتوقف على القدرات العقلية.
- بالإضافة إلى الانتفاع بجميع العلوم التي كانت موجودة في ذلك الوقت ودراستها بشكل وافي.
- أيضًا من أهم العوامل التي اعتمد عليها العباسيون استفادتهم من الحضارات التي سبقتهم مثل الحضارتين الفارسية والهندية، ومالوا إلى الحكمة والعقل في فهم كل تلك الحضارات.
- من ضمن العوامل أيضًا ترجمتهم للكتب والذخائر النفسية التي قاموا باقتباسها من الحضارات الأخرى التي كانوا يعتزون بها إلى درجة كبيرة.
- كذلك قاموا بنقل الكثير من العلوم من الحضارات الأخرى والتي كانت تعتمد على النزعة العقلية أيضًا، ومن أشهر تلك الحضارات حضارة اليونان وحضارة الفرس.
نتائج الاعتماد على النزعة العقلية
ظهرت نتائج الاعتماد على النزعة العقلية بشكل كبير في العصر العباسي في تطوراتهم التي حدثت في الشعر، حيث إن الشعر في العصر العباسي كان يهدف إلى التعليم، والجدير بالذكر أن الشعراء الذين كانوا يعملوا معلمين كانوا يقصدون وضع أصول اللغة في الأبيات الشعرية.
علاوة على ذلك فإن النثر في ذلك الوقت نمى بشكل كبير وتخطى العديد من الخطوات المتقدمة، وكان كل هذا التقدم يرجع إلى اهتمامهم الكبير بالنزعة العقلية، والأحداث السياسية التي كانت تحدث في تلك الآونة.
اقرأ أيضًا: من هو مؤسس علم الاجتماع
أنماط النزعة العقلية في الشعر
كان الشعر العربي يتأثر كثيرًا في ذلك الوقت بالثقافات الأخرى، وخير مثال على تأثرهم أو ترجمتهم للثقافات الأخرى، قول الشاعر العباسي بهجاء زهير:
قل لزهير إذا حدا وشدا أقلل وأكثر فإنك مهذار
سخنت من شدة البرودة حتى صرت عندي كأنك النار
لا يعجب السامعون من فتي كذلك الثلج بارد حار
تثبت هذه الأبيات مدى تأثر الشاعر بالثقافات الأخرى مثل الثقافة الهندية، حيث إن هذا النص الشعري كان يخلو من العاطفة والتي كانت من الأمور التي يجب اتباعها في الأبيات الشعرية، ولكن تأثر الشاعر هنا بالظاهرة العلمية التي تنص على أن الأشياء التي تبرد بشكل كبير تعود حارة ومؤذية، وكان هذا خير دليل على تأثرهم بالنزعة العقلية التي تسعى إلى ذكر الحقائق العلمية والنظريات الفلسفية بدلًا من التأثر العاطفي.
تعتمد النزعة العقلية بشكل أساسي على التفكير في الأشياء التي تحدث من خلال العقل فقط، ولا يمكن الحكم على أي ظاهرة كونية عن طريق القلب، ولعل العصر العباسي يكون أول العصور التي سعت إلى استخدام النزعة العقلية.