تعريف مجزوءة الوضع البشري مفهوم الشخص
تعريف مجزوءة الوضع البشري والمقصود بها، وقد تتداخل في الأذهان بين تعريف مجزوءة الوضع البشري وبين الوضع البشري ذاته، وهو ما يخلق ارتباك عميق داخل الانسان، وهو من الأمور التي تتسبب في تداخل وتشابك الأمور بعضها البعض، مما ينتج أوضاعًا عميقة ومعقدة، إلا أن الأمر يحتاج إلى تعريف مجزوءة الوضع البشري بالتفصيل، ومعرفة أوضاعه بالتفصيل من خلال موقع وميض.
تعريف مجزوءة الوضع البشري
- تعتبر المنهجية الخاصة بالوضع البشري من الأمور التي تتعامل مع الإنسان باعتباره على قدر كافي من الوعي، تحمل مسؤولية قراراته، أفكاره، ومعتقداته أيضًا، وبناءً على هذا التعريف، تبين لنا امتلاك الإنسان إلى عدد من الخصائص التي ربما تكون نسبية إلى حدٍ ما، إلا أنها تتآلف لتكوين هويته البشرية وشخصيته.
- الجدير بالذكر أن هناك عدد من الصفات الجانبية المسؤولة عن منح الإنسان القيم الكبرى، التي لا بد من معرفة مصدرها، ومن الأمور التي أضيفت؛ كون الإنسان مخلوق حر، وهذا ما تقوم سلوكياته بالإفصاح عنه، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذه النقطة، بل ازداد ليشمل حتمية البحث عن الأمور التي تحد الحرية، ليأتي هنا دور العالم ديكارت بشأن الهوية البشرية والذي ينص على:
- إذا رغبت في فهم المبدأ الخاص بالنظرية، أو الفكرة الخاصة بديكارت، قم بالرجوع إلى واحدًا من أشهر الكتب الذي يسمى “التأملات الميتافيزيقية” حيث يقوم بالتأكيد على كون الفكر هو أساس الهوية الفردية، وأن هذا هو الأمر المطلق الوحيد غير القابل للتغيير أو الشك، حيث أن التفكير كان وما زال أحد الثوابت أو المسلمات، فهو الأساس المسؤول عن الهوية الشخصية.
- الجدير بالذكر أن ديكارت قام من خلال هذا الكتاب “التأملات الميتافيزيقية” بتأسيس المنهج المعتمد في أصوله على منهجية الشك، وهذا ما تم طرحه ومناقشته بأول الكتاب من قبله، حيث تناول كافة المبررات الخاصة بالشك، دوره في خداع حواس البشر، خطأ العقل، وبناءً عليه قرر أنه طالما أن الحواس تخدع، وذلك كما يحدث بالسراب والحلم.
- والعقل البشري ربما يخطئ في إنجاز بعض من العمليات الرياضية، وهو ما يحتم وجوب ممارسة منهجية الشك، حتى الوصول إلى عين الصواب والبقاء على يقين، فاليقين هو الأرض الثابتة التي يتم تأسيس أي وكل شيء عليها، حيث رأى ديكارت أن كل شيء يحيط بنا قابل للتشكيك، وهذا هو الشك نفسه، فالشك قابل للاثبات إذا ما استخدمت حدسك أو البديهيات المسلم بها.
- الشك في أصله هو نوع من التفكير، حيث أن كل ما يثبت صحته من عدمه عبر الشك ما هو إلا فكر، ثانيًة التأمل، والهدف منه هو الوصول لإثبات الهوية الخاصة بـ الأنا المفكرة، وبناءً عليه باستخدام هذه النظرية فأنا أفكر تعمي أنا موجود، فأساس كل شخص وجوهره هو التفكير وَحده، وهوية البشر قابلة للتحديد عبر عدد من الأفعال المجردة والأفكار النقية التي تعتمد فقط على الفكر، التحليل، التدبر، التصور، والفهم.
- الأفعال المذكورة هذه غير قابلة للانفصال عن الهوية الشخصية، فهي حجر الأساس للكيان البشري، فلا إثبات لوجود إنسان دون فِكره، وتوقف أي إنسان عن التفكير تعني توقف عن الوجود، فالبشر ذوات مفكرة، إلا أن الفكر هنا مدلوله كونه خالص، أي مجرد تمامًا، منفصل كل الإنفصال عن أي من التجارب الحسية.
شاهد أيضا: رابط طباعة شهادة دورة تدريبية وطريقة التسجيل
الموقف الخاص بشوبنهاور حول تحديد الأساس الخاص بالهوية الشخصية
في غضون تعريف مجزوءة الوضع البشري يمكننا القول أن كل ما هو بشري له آراء غاية في القوة والأهمية، حيث:
- قام العالم شوبنهور بتحديد أن الهوية الشخصية أساسها الإرادة، مع نفي أي تحديد للهوية يعتمد على الهيئة أو الجسم، باعتبار كلاهما قابل للتغير بصورةٍ مستمرة، وقام بالتأكيد عبر كتابه، كون العالم مجرد إرادة، حيث أن الإرادة هي حجر الأساس للهوية الفردية، فهي ثابتة لا تتغير بمرور الوقت، وعبر الإرادة يمكن تحديد رغبتك من عدمها.
- كما نقد شوبنهور جميع المواقف التي يمكن أن تمثل رابط بين الشعور و الهوية، مؤكدًا على كون الهوية الفردية يتم تحديدها عبر الإرادة ولا شيء سوى الإرادة، أما الشعور فهو قابل للتغيير وكذلك التجديد بمرور الزمن، فبإمكان أي شخص إجراء التعديلات على الشعور الخاص به، أما الإرادة فلا تقبل التغير فَخضوعها للزمان لَة الفرد.
- ودائمًا ما يفشل الإنسان في التصرف بشأن هويته وذاته الشخصيين، حيث لا يمكنه فعل أي شيء إضافي فوق ما يقوم بفعله، كما أنه وفقًا لرأي شوبنهور فالإرادة أساسية وجوهرية، تمنح للشخص أولويته على عقله، فالعقل لم يخلق سوى للإرادة للتمكن من تقديم كافة خدماتها وتنفيذ جميع أوامرها.
شاهد أيضا: دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية والمؤسسات الأخرى التي تؤثر فيها
ما هو تعريف مجزوءة الوضع البشري؟
- المقصد من مصطلح الوضع البشري هي مجموعة الصفات وكذلك السمات التي تدخل في تحديد الذات البشرية، ومن مميزات هذه الصفات كونها متشابكة، ومتداخلة، وهو ما يزيد من تعقيد وتشابك الأمر، بحيث يصعب الوصول إلى أعمق نقاطه، وهذه المصاعب من الأمور التي يكثر تعرض الشخص وذاته لها في طريقه لاكتشاف الأمر.
- فَتلمجزوءة الخاصة بالوضع البشري تتألف من عدد من المكونات التي يساهم بها كل ما تربطه أي علاقة بالذات، حيث تقوم بتوضيح العلاقة بين الزمن، وكذلك الآخرين، بسياقٍ آخر كل ما يتعلق بالزمان أو المكان ويمكن الربط بينهما، يعد ذاتًا قابلة لإدرَاك ذاتها الأساسية.
- كما تقوم أيضًا بتوفير تعريف شامل ووافي للخصوصيات الخاصة بها، وذلك عبر الشعور، الإحساس، أو الوعي الخاص بها، والمجزوءة الخاصة بالوضع البشري قامت بطرح أحد الأمور الخاصة علينا، والمتعلقة بإشكالية وجودم، ولك عبر إخضاعه لعدد من الأمور الضرورية والحتمية التي لا مجال للفرار منها، نظرًا لكونها من محددات الوجود، وكذلك المدى الذي يمكنه التعالي إليه.
- باستغلال ذلك، وقدرَتتا على معرفة مدى وعيه الذاتي، قدرته على التمييز بين كل من الأوضاع الطبيعية والبشرية، وهذا بتقديم تعريف يكفي لتوضيح كل منهما، وتوضيح كافة الفروق المنطقية اللازمة للتمييز بين كل منهم.
شاهد أيضا: التسجيل الذاتي الجامعة الأردنية وكيفية تعيين كلمة السر الخاصة
التقديم الخاص لمجزوءة الوضع البشري “مفهوم الغير”
إن لِمفهوم الغير أثر كبير في طريقة تعريف مجزوءة الوضع البشري حيث وضحت:
- التعريف الخاص بمفهوم الغير، الذي هو مفهومًا من مفاهيم عصرنا الفلسفي، التي لاقت مركزًا عاليًا لدى الفلسفة الخاصة بالعالم “هيغل” وحده، حيث اقتصرت اهتمامات باقي الفلاسفة على كون المفهوم الخاص بالغير يتمحور حول “الذات” فالذات بإمكانها إنتاج الأفكار غير الصحيحة التي تتعلق بأي من الموضوعات غير الداخلية كنتيجةٍ حتمية لخِداع الحواس.
- ونتيجة لهذا الأمر فإننا نتسرع إلى الشك حول المفهوم الخاص بالغير، ولهذا يتعين علينا معرفة ما قد ينشأ عن هذا، كما يجب معرفة أن الغير تتميز بالتميز، والتفرد، وكونها غير منتجة أصًت، إلى جانب تنوع وكثرة العلاقات مع الغير عامةً، وهو ما يثبت شكوك ديكارت بكل شيء.
- إلا أنه لم يقوم بالشك حول إمكانية وجود الغير، وهذا لأن الذات واعية ومفكرة، فالذات بإمكانها أيضًا ممارسة عمليات الشك، وباعتباره قادرًا على ممارسة عمليات الشك، إذن فهو يفكر، وهذا التفكير هو ما يساعده في إدراك وجوده، ليصبح على دراية بكونه ذات مفكرة وكذلك واعية، حيث أن الأنا لدى ديكارت أمر مسلم لا مجال للشك به.
ملخص المقال
- ما دمت تفكر فأنت موجود.
- الفكر والإرادة هما أساس الهوية الفردية لكونهم ثابتين عبر الأزمان.
- الهيئة والجسد لا يمكن اعتبارهما أساس للهوية الفردية كونهم قابلين للتغير والتجديد.
- ديكارت صاحب مبدأ التشكيك في كل شيء، والتشكيك في أصله تفكير.
قمنا بتوضيح تعريف مجزوءة الوضع البشري، الأساس الخاص بالهوية الفردية على مر الأزمان، توضيح مدى وعي الأنا والذات، وكونها ذات باحثة مفكرة، التشكيك والتفكير هما دليلان وجود الفرد، فأنت موجود ما دمت تبحث وتفكر فقط.