الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر
الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر من الأمور التي يجب التعرف إليها، حيث إن هناك اختلاف واضح وفارق كبير بين كلًا من الماضي والحاضر، ونظرًا إلى أهمية معرفة تلك الفروق وبالأخص في العادات المشهورة كالزواج والمناسبات وما شابه، فسنحرص اليوم من خلال منصة وميض على عرض تلك الفروق.
الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر
بكل تأكيد مع مرور الوقت تتغير بعض العادات والتقاليد التي يفعلها الإنسان باستمرار، وفي النقاط التالية نتعرف إلى الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر:
- هناك فارق كبير أحدثته التكنولوجيا بين الماضي والحاضر حيث إن قديمًا لم يكن يوجد أي وسائل للتواصل الاجتماعي وبالتالي كان التواصل يتم من خلال الذهاب مباشرةً إلى الأهل والأصدقاء، وتدريجيًا أصبح التواصل يتم من خلال المهاتفات التليفونية حتى وصل إلا أن يكون من خلال المحادثات الكتابية وهذا بالتأكيد أحدث اختلاف كبير في العادات والتقاليد وبالأخص عند تقديم التهاني.
- كما أنه يوجد بعض العادات والتقاليد التي كانت تتقيد بها الفتاة قديمًا ولكن مع الوقت أصبحت تلك العادات تنحضر شيئًا فشيء حتى كادت تتلاشى فالمرأة الآن أصبحت حرة تمامًا فعليك أن تدرك هذا الفرق عند مقارنتها بين عدم خروجها من المنزل في خمسينيات القرن الماضي على سبيل المثال وبين تنصيبها اليوم لمناصب كبيرة ذات مكانة مرموقة وعديدة في الدولة.
- الجدير بالذكر أن عادات الاحتفال بالزاوج أصبحت مختلفة وكذلك التقاليد التي كان يتم التمسك بها قديمًا لم يُعد التمسك بها الآن فلكل وقت أوانه ولكل حقبة زمنية القواعد التي تُحدها.
اقرأ أيضًا: عادات الزواج الغريبه في افريقيا
مفهوم العادات والتقاليد
لكي تتمكن من التعرف إلى الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر يجب التعرف إلى مفهوم كلًا منهما، وهذه المفاهيم تتمثل في الآتي:
- العادات: هي الشيء التي أعتاد الناس على فعله في المناسبات الثابتة والمتكررة والأحداث الحياتية اليومية.
- التقاليد: هي تلك الأفعال التي يجب الالتزام بها على حسب القبيلة أو الفئة التي ينتمي لها الشخص وعلى الأغلب تكون تلك التقاليد واحدة في نفس البلد ومن الطبيعي أن تختلف من بلد لأخرى.
يتم اعتبار العادات والتقاليد بمثابة قواعد وقوانين تجعل المجتمع محكوم بإطار معين يتصرف الأشخاص داخله وألا يحيدوا عنه
الجدير بالذكر أن تلك العادات والتقاليد من الأمور الموجودة في المجتمع بشكل لا إرادي فيولد الإنسان ليجد مجموعة من العادات والتقاليد حوله أحيانًا تقيده وأحيانًا تكون سبب في إسعاده.
فلا يمكن القول أنهما أمر سيء طوال الوقت ولكن النفس البشرية بطبيعتها ترفض أن تكون مقيدة بشيء معين، والأمر الذي يجعلهم غير مُحبين لتلك العادات والتقاليد أن المجتمع يلقي اللوم على الشخص الذي لا يفعلها، وبالتالي يكون محط أنظار للجميع وكأنه فعل أمر كارثي.
العادات والتقاليد بين الماضي والحاضر
هناك بعض الأمثلة الواضحة التي نحرص على الاستعانة بها لتوضيح الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر، ومن أبرز هذه العادات ما يلي:
1- عادات وتقاليد الزواج
هناك اختلاف كبير بين عادات وتقاليد الزواج بين الماضي والحاضر، وهذا يتمثل في النقاط التالية:
عادات الزواج
عادات الزواج تختلف بصورة كبيرة بين الآن وقديمًا وهذا ما يتم تمثيله في النقاط التالية:
- قديمًا كان يتم تزويج الإناث في فترة مبكرة للغاية فكانوا يتزوجون في عمر الـ 14 أو 13 عام، ومع تطور الوقت أصبح الأمر مختلف تمامًا فأصبحت الأسرة أكثر نضجًا بل الفتاة نفسها أصبح لديها أحلام وطموحات بعيدًا عن فمرة فارس الأحلام والزواج.
فتسعى الإناث الآن لتكون سيدات مجتمعة وناجحات في الحياة العملية وذلك بجانب وجود شريك للحياة فبهذا أصبح الزواج في عمر الـ 26 كحد أدنى بل أكثر من ذلك حتى أنه أحيانًا يصل إلى ما بعد الثلاثين ويكون الأمر غير مُزعج للأهل أو للبنت نفسها على الرغم أن هذا قديمًا كان يعتبر أمر كارثي.
- أما بالنسبة لمسؤوليات الزواج فاختلفت تمامًا بين الآن وقديمًا، فالآن أصبحت الظروف الاقتصادية أكثر تعقيدًا وهذا ما جعل المرأة تحمل ركن كبير من أركان الزواج مع الشخص الذي تتزوجه، فلم يستطع الرجل أن يتحمل تكاليف الزواج وحده، وهذا بكل تأكيد يحدث من خلال إبرام اتفاق بين أهل كل من الطرفين.
- قديمًا كان يتم طلب قطع كثير من الذهب كشبكة للعروس، ولكن الآن أصبح الأمر مختلف تمامًا نظرًا لارتفاع أسعار الذهب، وأصبح أهل العروس يتركون الأمر على العريس بأن يشتري ما يستطيع ويرغب ولم يعد ملزم بشيء معين.
تقاليد الزواج
هناك بعض التقاليد التي يتم التقيد بها من أجل إتمام الزواج والتي اختلفت بشكل كبير بين الآن وقديمًا، وهذا يمكن تمثيله فيما يلي:
- قديمًا لم يكن الرجل متمكن من اختيار الفتاة التي يتزوجها فكانت الأم من تختار ذلك، ولكن الآن أصبح الأمر مختلف تمامًا فأصبح يتعرف على الفتاة التي يرغب في الزواج منها بل وتُقام بينهما علاقة حب ومن ثمَّ يتم الذهاب إلى أهلها لطلب الزواج منها.
- أما بالنسبة لحفل الزفاف نفسه فأصبح هناك اختلاف بين الآن وقديمًا فالعريسين اليوم يقيمون الزفاف في أفخم الفنادق وأصبح هذا شيء أساسي على عكس ما كان يتم قديمًا فكانت تتم الحفلات في المنزل.
- أصبح الكثير من الفتيات يصرفون مصاريف باهظة على الزفاف ما بين فستان للزفاف ومستحضرات التجميل وخلافه من الأمور التي يمكن الاستغناء عنها والتي كان يتم الاستغناء عنها بالفعل قديمًا حيث كانت البساطة هي التي تغلب على الفتاة وليس تلك المظاهر الخادعة.
اقرأ أيضًا: كلام عن الماضي والحاضر والمستقبل
2- عادات وتقاليد المناسبات الرسمية
هناك بعض النقاط التي توضح الفرق بين الماضي والحاضر في طريقة الاحتفال وهذه النقاط تتمثل في الآتي:
- من ضمن الاحتفالات التي اختلف الاحتفال بها بين الآن وقديمًا هي أن قديمًا كان يتم إقامة حلقات الذكر وذبح المواشي وإقامة الولائم، أما الآن فأصبح الأمر مختلف تمامًا وذلك لأن الاحتفال به أصبح من خلال شراء الحلوى كل عام في وقت المولود ومن أشهر تلك الحلوى “عروسة المولد”.
- كما أن في الأعياد كان هناك طقوس قديمة تتمثل في خروج الأطفال في فرحة عارمة إلى الشارع ليلعبون ويلهون معًا ولكن الأمر الآن أصبح مختلفًا بعض الشيء فالأطفال أصبحوا يستخدمون الهواتف الذكية في التصوير وتسجيل الفيديوهات ومشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لم يعد الأمر كما كان يتم قديمًا، فكان وقتها يتسم بالبساطة.
- كما أن قديمًا كان يتم الذهاب إلى الأهل والأصدقاء لمعايدتهم في المنزل أم الآن أصبح الأمر مختلف بعض الشيء فهناك من يتحدث مع أهله عبر خاصية “الفيديو كول” وهناك من يذهب بمفرده دون اصطحاب أسرته معه لمعايدة الجد أو الجدة، وهناك من لا يذهب تمامًا.
3- عادات وتقاليد السفر
يوجد اختلاف يبرز الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر فيما يخص السفر، وهذه الاختلافات تتمثل فيما يلي:
- الفتيات قديمًا كانت لا تتمكن من السفر بمفردها حيث إن الأمر كان يرفضه الأهل تمامًا، أما الآن فهناك حرية للفتاة بأن تذهب في رحلة كاملة لعدة أيام مع أصدقائها أو حتى بمفردها، ويمكن القول أن العامل الأكبر في ذلك هو أن أصبحت الفتيات أكثر وعيًا وإدراكًا لكافة الأمور التي تحدث حولها وباتت تعرف كيف تتصدى لما قد تتعرض له من مضايقات.
- كما أن السفر قديمًا كان يعتبر بمثابة انفصال لفترة زمنية طويلة عن الأهل وكان يتم التواصل من خلال الرسائل الورقية إرسالها في البريد، ولكن أصبح اليوم عالمنا بمثابة قرية صغيرة يمكن التواصل فيها في ثوانٍ معدودة من خلال استخدام الواتساب وغيره من وسائل التواصل المختلفة، وهو الأمر الذي جعل عادات السفر تختلف وأصبح أكثر سهولة.
4- عادات وتقاليد الأسرة
عادات وتقاليد الأسرة المصرية على وجه الخصوص اختلفت اختلاف كبير بين الآن وقديمًا فتجد الفرق واضح في هذه النقاط:
- الأسرة كانت قديمًا تجلس سويًا على طاولة الفطور والغداء والعشاء يتسامرون ويتحدثون في الأحداث اليومية وفي شئون الحياة المختلفة وكان هذا يجعل الأسرة أكثر ترابط وتجمعهم ألفة ومحبة كبيرة، أما اليوم فأصبح كل شخص في الأسرة منفصل بهاتفه لا يتحدث مع من حوله وهذا ما خلق فجوة كبيرة بين أفراد الأسرة.
- قديمًا كانت الأسرة تجتمع يومًا في الأسبوع كإجازة أسبوعية يجلسون مع بعضهم البعض ويتشاركون في كل شيء أو يذهبون سويًا للتنزه ولكن اليوم اختلفت تلك العادات والطقوس فأصبح يوم الإجازة الأسبوعية يفعل فيه كل شخص ما يحلو له بعيدًا عن الآخر.
5- عادات وتقاليد الإنجاب
يعتبر الإنجاب من أبرز الأمور التي يظهر فيها الفرق الكبير في تفكير الأشخاص والمجتمعات بين اليوم وقديمًا، حيث إن أبرز النقاط التي توضح ذلك ما يلي:
- قديمًا كان يتم الضغط بصورة كبيرة من قبل الأهل على أبنائهم بأنه من الضروري أن ينجبوا بعد زواجهم مباشرةً خوفًا من كلام الناس بأن يكون الزوج أو الزوجة بهما عيب يمنعهم من الإنجاب.
- أما الآن فأصبح الأمر مختلف فلم يعد كما كان وأصبح للأزواج الحرية التامة في اختيار الوقت الذي يرغبون في بالإنجاب، حيث إنهم هم الوحيدون الذين يتمكنوا من تحديد الموعد الذي يكونوا مستعدين فيه لفعل ذلك.
اقرأ أيضًا: العادات والتقاليد في الإمارات
تأثير العادات والتقاليد في حياة الفرد
في إطار التعرف إلى الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر، سنهتم بعرض تأثير تلك العادات والتقاليد في حياة الفرد والتي تتمثل فيما يلي:
- في كثير من الأحيان تكون العادات والتقاليد مصدر للفخر والاعتزاز بتاريخ البلد أما البلاد الأخرى التي تختلف كل الاختلاف في الثقافات.
- كما أنها تكون سبب في رسم شخصية الفرد ووضع الخطوط العريضة التي تجعله ذو هوية سليمة وتبعده عن الانجراف وراء التصرفات الغريبة.
- لكل وطن العادات والتقاليد التي تميزه، حتى أنه يكون له زي رسمي مختلف يتم إدراجه من ضمن عادات وتقاليد المجتمع.
الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر كبير، حيث إن لكل زمن العادات والتقاليد الخاصة به قد تتطور إلى الأفضل وقد يتم طمث الأفضل مع الوقت، فهو أمر نسبي ولا يمكن تحديد إذا كان الفرق بين الماضي والحاضر أفضل أم لا.