شروط إفطار المسافر في رمضان
شروط إفطار المسافر في رمضان ما هي؟، حيث أن الله قد كتب علينا صيام رمضان، ولكن أيضاً أباح الله لنا الإفطار في حالات معينة فقط، ومنها عند السفر لمسافة معينة فعندها يجوز إفطار المسافر، ولكن ما هي كافة الشروط المطلوبة للإفطار هو ما سوف نقدمه عبر موقع وميض .
اقرأ أيضا: من يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء
شروط إفطار المسافر في رمضان
هناك شروط إفطار المسافر في رمضان قد اتفق عليها العلماء، وهناك شروط قد اختلف عليها العلماء:
شروط إفطار المسافر في رمضان المتفق عليها
ومن الشروط المتفق عليها:
- إفطار المسافر في رمضان، حيث اتفق العلماء على أنه يجب أن يكون هذا السفر مما يباح ويجوز فيه للمسافر أن يقصر الصلاة، أي أن هذا له علاقة بالمسافة لا بالمشقة.
- الشرط الثاني لإباحة إفطار المسافر في شهر رمضان أنه لا يكون عاقد النية على الإقامة وقت طويل في البلد المسافر إليها واختلفت هذه المدة عند الفقهاء.
- فقد اتفقت آراء الشافعية والمالكية أن هذه المدة 4 أيام مع ليالي هذه الأيام، بينما هذه المدة عند الحنابلة الزيادة عن 4 أيام والحنفية حددوها بـ 15 يوماً.
شروط إفطار المسافر في رمضان المختلف عليها
من الشروط التي اختلف عليها العلماء أنه:
- يجب أن يكون المسافر قد سافر لغرض غير معصية الله تعالى واتفق على هذا الشافعية والمالكية والحنابلة واختلف الحنفية.
- الشرط الثاني لرخصة إفطار المسافر في رمضان أن يشرع في السفر قبل أن يطلع الفجر، واتفق على ذلك الشافعية والمالكية والحنفية واختلف معهم الحنابلة.
- من الشروط المهمة أن يكون المسافر يتضرر من السفر ويصاب بالتعب والمشقة، أما إذا كان دائما ما يسافر فلا يباح له الإفطار وهذا ما اشترطه جمهور الشافعية.
- وهذه هي شروط إفطار المسافر في رمضان سواء اختلف عليها العلماء أم اتفقوا.
اقرأ أيضا: حكم إزالة شعر الإبط والعانة في نهار رمضان
أيهما أفضل صيام المسافر أم إفطاره في رمضان؟
أيضاً اختلف العلماء في ذلك فهناك من فضل إفطار المسافر وهناك من فضل إفطاره وانقسموا في ذلك إلى قولين:
الرأي الأول
- القول الأول، اتفق جمهور الشافعية، والمالكية، والحنفية على أنه إذا لم يشق السفر على المسافر ولا يصاب بالتعب فالأفضل له الصيام واستدلوا على ذلك.
- واستدلوا برواية أبي الدرداء:
(خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة)
- واستدلوا أيضا برواية أبي السعيد الخدري رضي الله تعالى عنه:
(لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر).
الرأي الثاني
- أما القول الثاني فهو رأي جمهور الحنابلة الذين خالفوا الرأي الأول وذهب إلى أفضلية إفطار المسافر في شهر رمضان وأيضا استدلوا على ذلك.
- قاموا بالاستدلال برواية جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه، حتى نظر الناس إليه ثم شرب، فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة، أولئك العصاة).
- أيضاً قد استدلوا برواية جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إنه ليس من البر أن تصوموا في السفر، وعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها).
متى تنتهي رخصة الإفطار للمسافر؟
- تنتهي رخصة الإفطار للمسافر إذا لم يعد يتصف بصفة السفر، أي أنه نوى الإقامة في مكان ما فمتى وصل مكان إقامته فقد انتهت هذه الرخصة بالنسبة له.
- ولكن يشترط أن يصل المسافر إلى مكان إقامته قبل طلوع الفجر وأن يعقد نية الصيام فقد قال الله سبحانه وتعالى:
(فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
ما هي المسافة التي إذا قطعها المسافر جاز له الإفطار؟
- من المتفق عليه أن للمسافر رخصة الإفطار عند سفره والدليل على ذلك قول الله تعالى:
(فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر).
- ولكن اختلف الفقهاء على مسافة السفر التي بموجبها يمكن للمسافر الإفطار، وقد تم تحديدها بالتقريب أنها 80 كيلو متراً وقيل 84.
- وقال بعض الفقهاء أنه لا يتم تحديد المسافة بالكيلو مترات فإن كل سفر قد أجيز فيه قصر الصلاة فهو يسمى سفراً يجوز فيه للمسافر الإفطار.
- وعندما كان الصحابة رضوان الله عليهم يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم قالوا كان فينا الصائم وكان فينا المفطر ولم يعب بعضنا على بعض أبداً.
اقرأ أيضا: هل معجون الأسنان يفطر الصائم
اختلاف العلماء في أفضلية الصيام والإفطار
- كما ذكرنا أنه قد اختلف العلماء في ذلك حتى فصل عمر بن عبد العزيز الأمر بقوله إن أفضلهما أيسرهما أي أن كل شخص يفعل ما يجده يسيراً غير مشق عليه.
- وفي ذلك رواية أبي داود عن حمزة بن عامر الأسلمي أنه قال:
(قلت يا رسول الله إني صاحب ظهر أي صاحب ركوبه أعالجه وأسافر عليه، وإنه ربما صادفني هذا الشهر وأنا أجد القوة، وأنا شاب.
وأجدني أن أصوم يا رسول الله أهون على من أن أؤخر فيكون ديناً على أفأصوم يا رسول الله أعظم لأجري، أم أفطر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شئت ذلك يا حمزة).
- وهذا الحديث يؤكد قول عمر بن عبد العزيز فقد خيره الله سبحانه وتعالى عن مشيئته ورغبته وعما يراه مناسباً ولا يشق عليه.
- وهناك أيضاً رواية تدل على ذلك أن النسائي قد ذهب وقال للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
(أجد قوة على الصيام في السفر فهل على جناح؟ قال هي رخصة الله لك فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه).
- ولكن إذا استمتع المسافر بالرخصة وقام بالإفطار فإن هذه الأيام لن تسقط عنه، ويجب قضائها حتى تسقط عنه ويحسب له صوم هذه الأيام.
أدلة الإفطار في السفر
روى جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قد شاهد رجلا قد ظلل عليه في سفره واجتمع الناس حوله فقال: من هذا؟ فرد، عليه الناس أنه صائم، فقال صلى الله عليه وسلم:
(ليس من البر الصيام في السفر).
اقرأ أيضا: هل تحليل الدم يفطر الصائم؟
أحوال الصوم والإفطار بالدليل
- روى يوسف بن الحكم قال سألت ابن عمر عن الصوم في السفر فقال عمر:
(أرأيت لو تصدقت على رجل بصدقة فردها عليك، ألم تغضب؟ فإنها صدقة من الله تصدق بها عليكم).
روي عن أيوب رضي الله عنه فقال:
(حدثنا عروة وسالم أنهما كانا عند عمر بن عبد العزيز إذ هو أمير على المدينة فتذاكروا الصوم في السفر، قال سالم: كان عمر لا يصوم في السفر، وقال عروة: وكانت عائشة تصوم، فقال سالم: إنما أخذت عن ابن عمر، وقال عروة:
إنما أخذت عن عائشة، حتى ارتفعت أصواتهما، فقال عمر بن عبد العزيز: اللهم عفواً، إذا كان يسراً فصوموا، وإذا كان عسراً فأفطروا).
وعن خيثمة أنه قال:
(سألت أنس بن مالك عن الصوم في السفر فقال: قد أمرت غلامي أن يصوم فأبى، قلت: فأين هذه الآية ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر؟ قال:
نزلت ونحن يومئذ نرتحل جياعاً وننزل على غير شبع، وإنا اليوم نرتحل شباعاً وننزل على شبع).
قد سئل مجاهد عن الصوم في السفر فقال:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تارة يصوم وتارة يفطر ويقول: إنما هي رخصة، وأن تصوم رمضان أحد إلى).
- ذهب العلماء على أن من قام بالإفطار خلال سفره فهذا لا كفارة عليه، أما من كان ينوي الصيام في السفر ثم قام بالإفطار فعليه كفارة حينئذ.
- بينما قال بعض الفقهاء بأنه إذا قام بالإفطار بعد نيته للصيام فإن ذلك لا يوجب عليه الكفارة لأن الأكل والشرب من أسباب الحياة وليست شهوة أو رفاهية.
وسيلة السفر وجواز الإفطار
- إن نوع وسيلة السفر لا يتوقف عليه جواز الإفطار أم لا، فيجوز الإفطار للسفر نفسه، فالمسافر له الاختيار إما إكمال صيامه أم التمتع بالرخصة والإفطار.
- لمعرفة الله تعالى بتطور وسائل المواصلات في المستقبل قد قال سبحانه في كتابه الكريم:
(والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون).
اقرأ أيضا: هل يجوز صيام القضاء متقطع
فبهذا قد ذكرنا في المقال شروط إفطار المسافر في رمضان وأن هذه رخصة الله له فعليه اختيار الأيسر له وفعله سواء الإكمال في الصوم أو الإفطار وعلمنا أن نوع وسيلة السفر لا تؤثر على جواز الإفطار فجواز الإفطار إنما هو للسفر فقط.