حقوق الأبناء على الوالدين في الإسلام
حقوق الأبناء على الوالدين كثيرة، وكما أن للآباء حقوق يجب على أبنائهم الوفاء بها، فإن للأبناء حقوق يجب على أبائهم توفيتها، وجميع حقوق الأبناء على أبائهم سوف نعرضها لكم في منصة وميض اليوم، تابع معنا..
حقوق الأبناء على الوالدين
الأطفال هم ثمرة الزواج، وزخرفة الحياة والصورة الجمالية للأسرة، وبذور الآباء بالحياة بعد فنائهم، ونعمة عظيمة من المولى عز وجل، فحث الإسلام ببعض حقوق الأبناء على الوالدين، فيقول النبي صل الله عليه وسلم:” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”، ويعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن للأبناء حقوق في حديثه الكريم” وإن لولدك عليك حقاً”.
وسوف نذكر لكم أهم حقوق الأبناء التي نص عليها الإسلام:
1- اختيار الزوجة الصالحة
اختيار الزوجة الصالحة والتقية لتكون أماً صالحة لتربية الأبناء فالأم هي المدرسة الأولى التي يكتسب فيها ابنه الكثير من المعرفة الحياتية ويلعب دورًا مهمًا في تربية الأبناء الأصحاء، وتعليمهم تعاليم الإسلام القويم، يقول رسول الله صل الله عليه وسلم ” تُنْكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالِها، ولحسبِها، ولجمالِها، ولدينِها، فاظفر بذاتِ الدِّينِ تربت يداكَ”
2- التسمية المناسبة
يجب على الآباء توخي الحذر الشديد عند اختيار الأسماء للأبناء، فهذه الأسماء ستمثل شخصيته وهيبته، لذلك من الضروري اختيار الاسم برعاية والابتعاد عن الأسماء السيئة، يقول سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ” تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ”.
للمزيد من الإفادة قم بالتعرف على معلومات أكثر حول معلومات عن بر الوالدين ومواضع البر في القرآن الكريم
3- حق التعليم
أحد أهم حق من حقوق الأبناء على الوالدين هو حقهم بالتعليم، لذا فإن تعليم القراءة والكتابة هو أول خطوة ليواجهوا الحياة، وأن ينالوا من سيرة النبي العطرة، ويتعلموا من أصحابه الغر الميامين.
نذكر ما رُوي عن الفاروق عمر بن الخطاب حينما كان أمير المؤمنين، “أنه جاء إليه رجلًا شكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد، وأنَّبه على عقوقه لأبيه فقال الابن: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن)، فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جُعْلاً، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: أجئت إلىَّ تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك”، فنرى مما قاله الفاروق للرجل أن من أهم حقوق الأبناء على الوالدين ثلاثة: انتقاء الأم الصالحة، وحسن اختيار الاسم، وتعليم الأبن من القرآن والعلم النافع.
4- أن يعول الأب أسرته
من حيث النفقة وتوفير متطلبات الحياة من مأكل ومشرب، ويوفر لهم الطمأنينة وأن يمدهم بالحب والود، فلأب هو السند للأسرة.
5- العدل
العدل بين الأبناء، ومعاملتهم دون تفرقة، وغمرهم بالحب والود دون تمييز، هو أساس قوام الأسرة، وأحد تعاليم الإسلام المهمة، يقول سيدنا محمد صل الله عليه وسلم:” اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم”
6- التربية والنُصح الحسن
دور الوالدين هو إرشاد الأبناء وتقوميهم على الأسس الدينية الصحيحة، وتربيتهم على تعاليم الإسلام السامية، فيجب على الأب أن يصادق أبنه وعلى الأم مصادقة ابنتها، وقطع المسافة بين الأبناء والآباء، لأن الأب لما يرافق ابنه لا يحط من مقامه ولا يقلل من هيبته، وكثير من الآباء يخطئون في هذا الصدد، فيربون أبناءهم بالسياط والإكراه والقوة والعنف وهذا ليس من شيم الإسلام، فنرى في آيات الذكر الحكيم ما يحث الآباء على ذلك عندما ذكر الله تعالى قول لقمان الحكيم- يقول عز وجل-” وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.
نذكر تعاليم النبي عن طريقة التربية الإسلامية الصحيحة، فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحدًا.! فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من لا يَرحم لا يُرحم”، فنتعلم بأن الرحمة والود والنصح الحب للأبناء هي من تعاليم شريعة الله.
7- تقيّد العقاب بالضرب
فهو مقيد ومضبوط في الشريعة الإسلامية، لذلك يجب مراعاة أسبابه وأهدافه وطرقه، وما لم تقتضيه الأدبيات فلا يجوز الضرب، ويجب أن يكون الأب نية تأديب الطفل فقط، لا الانتقام ولا يسيء إليه، فالضرب يجب ألا يكون مبرحاً ولا أثر له، ويجب أن سبب العقاب سبب حقيقي يستحق دون اضطهاد، فحرام أن يدخل في العقاب الحرق أو الضرب الشديد المسبب لنزيف، وينطبق أيضًا على الزوجة، لقول النبي صل الله عليه وسلم في تحريم الضرب حتى الدم” فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا”.
يرشح لك منصة وميض قراءة المزيد من المعلومات حول بر الوالدين بعد موتهما وأفضل دعاء للميت وأشهر الأحاديث الشريفة عن البر
ما نتيجة تحقيق حقوق الأبناء على الوالدين؟
أن الطفل سينشأ على تعاليم شريعة الإسلام التي ستجعل منه طائعًا لله، ومن ثم طائعًا لوالديه، ومُحب لنفسه وأسرته، ويحسن لمن حوله.
حقوق الوالدين على الأبناء
بعد أن تعرفنا على حقوق الأبناء على الوالدين سوف نتعرف على حقوق الوالدين على الأبناء:
1- الإحسان للوالدين
يقول الله عز وجل” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”. تلك الآية هي ناموس لمعاملة الأبناء لآبائهم، فبلاغة القرآن الكريم ذكرت شتى التعاليم في أعظم معاني، فتعلمنا الآية المعاملة الحسن، والصبر عليهم في الكِبر، ولا أتكلم بالسوء، وأنا ألزم الاحترام والقول اللين معهما.
2- بر الوالدين
هو مفتاح دخول الجنة، وسبب رئيسي في رضا الله عليك، يقول رسول الله صل الله عليه وسلم” رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة” ويقصد النبي-صل الله عليه وسلم- بقوله “رِغم أنف”: كالدعاء على العاصي لأبوية بالذل والضياع.
ملخص الموضوع في 6 نقط
- كما نصت شريعة الإسلام بحقوق الوالدين على الأبناء، فقد نصت أيضًا بحقوق الأبناء على الوالدين.
- مرافقة الأب للأبن لا يحط من مقامه ولا من هيبته، بل أنها تزيده وقارًا، وترفعه سموًا.
- اختيار الأم التقية التي تعرف الله حق المعرفة هي أحد أسس حقوق الأبناء على الأب، والعكس بالنسبة للأم.
- تعليم الأبناء شيء من كتاب الله له واجب على كل أم وأب.
- يجب العناية بحسن التسمية للأبناء من قبل الآباء.
- النصح الحسن والتلطف في المعاملة، وعدم الحاق الضرر عند العقاب حق أكيد من حقوق الأبناء.