حقوق وواجبات الطفل
حقوق وواجبات الطفل من أهم القضايا التي يتم تناولها في المجتمع، كما إن الطفل رمز من أهم الرموز الموجودة في المجتمع، وله الكثير من الحقوق، ولأجله الكثير من الواجبات كذلك والتي سوف نتعرف عليها عبر موقع وميض .
اقرأ أيضًا: خاتمة عن حقوق الطفل
من هو الطفل؟
إن مصطلح طفل يعني الكلمة التي تطلَق على الإنسان المولود الرضيع، وتعمل الأمم المتحدة على تعريف الطفل بأنه هو الفرد الذي لم يبلغ الـ 18 عامًا.
يمر الطفل بالعديد من المراحل حتى يصل إلى سن الثامنة عشر، أول هذه المراحل في مرحلة الرضاعة، فيكون الطفل مكتوف الأيدي لا يستطيع مساعدة نفسه، ويعتمد على أمه دائمًا في أداء جميع النشاطات التي يقوم بها.
وبعد مرحلة الرضاعة يبدأ الطفل بالمحاولات المتعددة لأن يقوم بالمشي والوقوف بمفرده، بعد هذه المرحلة يصبح الطفل مؤهلا تأهيلًا كاملًا للذهاب إلى الروضة أو المدرسة، وبداية ممارسة حياته منفردًا بدون الاستعانة بأمه، إلى أن يصل إلى الـ 18 ويصبح كبيرًا يستطيع التعامل مع جميع جوانب الحياة.
حقوق وواجبات الطفل
من خلال البحث عن حقوق وواجبات الطفل وجدنا إن الطفل له الكثير من الحقوق خاصةً في السنين الأولى من عمره.
كما أنه أيضًا بعد تخطي بعض السنوات يصبح عليه الكثير من الواجبات اتجاه أسرته، ولا بد أن ينفذها اتجاههم، وهذه قائمة بأهم حقوق الطفل وواجباته:
1- حقوق الطفل
إن حقوق الطفل هي كل ما يلزم على الآخرين فعله اتجاه هذا الطفل، وهي ما سوف نسرده عبر سطور حقوق وواجبات الطفل كالتالي:
- إن الطفل له الحقوق المادية المختلفة في المنزل، فله الحق في المأكل، والمسكن، والملابس، والعلاج، والتعليم والترفيه، وممارسة الرياضة، وتلبية جميع احتياجاته المادية.
- كما أنه له حقوقًا معنوية مختلفة كأن يشعر الطفل بالحب والحنان، والرعاية النفسية له، وله الحق الكامل في اختيار خصوصياته على حسب رأيه المخصص له، كمثلا اختيار لون غرفته، أو اختيار ملابسه، كما أن له حق في التعبير عن رأيه ولو كان خاطئًا على الوالدين أن يفهمون الطفل ذلك بهدوء.
2- واجبات الطفل
بالرغم من أن الطفل يعتبر هو الشخص المكفول، الذي تُسأل عنه أسرته، وهي التي من الواجب عليها أن تراه ولكن الطفل أيضًا عليه الكثير من الواجبات اتجاه هذه الأسرة، وهي كالتالي:
- إن الطفل يتوجب عليه الطاعة للأب والأم منذ الصغر، ولا بد أن يُرَبَّى على ذلك.
- ألا يكون متكبرًا على غيره من المحيطين به.
- احترام الأشخاص الأكبر منه سنًّا، كما وصانا رسولنا صلى الله عليه وسلم.
- الطفل عليه أن يتعلم بأن عليه واجبات اتجاه وطنه وهو ألا يتعدى على أي ممتلكات من المال العام، وأن يحترم حق الطريق، فمثلا لا يحاول أن يلمس الأشجار ويقطف الأزهار منها.
- احترام الحيوانات في الشارع والاعتداء عليها بدون فهم منه عن حرمانية هذا الفعل مع الحيوانات.
- من واجبات الطفل في المنزل أيضًا أن يلتزم بترتيب أغراضه وجميع ممتلكاته الخاصة به.
- تأدية الصوات الخمسة وعمل الواجبات المدرسية.
- المشاركة في التنظيم والأعمال المنزلية مع الأم.
اقرأ أيضًا: أسس تربية الطفل في عمر سنتين
كيفية تعليم الطفل أداء واجبته
لا بد للطفل أن يتعلم جميع الحقوق التي تلزم منه أدائها اتجاه أسرته وعائلته والمجتمع، وإن حقوق وواجبات الطفل تعتبر هي مسؤولية الأهل الأولى، فإن حقوقه إلزامًا على الوالدين أدائها، وواجباته لا يتعرف عليها الطفل إلا من خلال تعليمها له.
وإلينا أهم الأساليب التي يُنصح كل من الآباء والأمهات على تنفيذها حتى يتلقاها الأطفال، ويعملون على تنفيذها على الفور:
1- اتباع أسلوب التقليد
نحن نعلم أن الطفل يعمل على تكرير الأشياء من حوله سريعًا، لذلك فإن اتباع طريقة التقليد سوف تعتبر من أفضل الطرق في تربية الطفل، فعلى الأم والأب أن يقومون بالإقدام على فعل هذا التصرف أمام الطفل الصغير.
فمثلًا يطلب الوالد من الطفل أن يحضر له كوبًا من الماء، ثم يقول له: شكرا، بهذا الأداء سوف يتعرف الطفل على هذا السلوك الحسن وهو (الشكر).
أو أن تعمل الأم مثلا أمام الطفل على الاستئذان قبل دخول غرفة أخرى يجلس فيها والده، وتدق الباب عليه حتى يصرح لها بالدخول، بهذه الطريقة أيضًا سوف يتعلم الطفل السلوك، تلقائيًّا.
واتباع هذه الطريقة تعد من أفضل الطرق في التعامل مع الطفل؛ لأن الأطفال عادةً ما يتصفون بالعند، وعدم السهولة في تلقي الأوامر من الأب أو الأم، لذلك فإن النصح من خلال الأمر سوف يؤدي إلى طريقة عكسية تمامًا، بخلاف أداء السلوك أمام الطفل والاعتماد على السمة التي توجد عند الأطفال بغزارة، وهي دقة الملاحظة والتقليد.
2- اتباع أسلوب التحفيز
وهذا الأسلوب من أهم الأساليب أيضًا، ولكن نجاحه يتطلب الالتزام بالوعود، فمثلا لا تخبر الطفل بأنه إذا قام بسلوكٍ ما معين أنك سوف تكافؤه من خلال شراء لعبة معينة.
وعندما يتبع هذا السلوك لا تفي بالوعد الذي أخذته مع الطفل؛ لأنه في المرات القادمة سوف يهمل هذا الأمر وينكره ولن يلتزم به.
3- تقديم المعلومات من خلال القصص
القصص القصيرة لها أهمية كبيرة جدًّا يجعلها الكثير من أولياء الأمور، فهي تعمل على تنمية مدارك الطفل، وتعتبر طريقًا غير مباشرًا في توصيل المعلومات وتغذية الطفل بجميع المبادئ والواجبات التي من الواجب عليه فعلها.
وخاصةً إذا قامت الأم أو قام الأب باستغلال إحدى الشخصيات الكرتونية التي يحبها الطفل، في أن يتم تأليف قصة حولها.
وإيهامه بأن هذه الشخصية التي يحبها تقوم بهذا السلوك الحسن، مما يجعل الطفل يقوم بتقليد الشخصية ويتبع أسلوبها لأنه يفضلها.
4- إشراك الطفل في الآراء والالتزامات المنزلية والخارجية
هذا الأمر من أهم الأمور في مرحلة التربية، فإن هذا يعزز من الحديث بين الآباء والأمهات وأطفالهم، مما يجعل بينهم لغةً كبيرة من الحوار، وتنشأ بينهم علاقة من الثقة غير محدودة الأفق.
فإن إشراك الطفل في الآراء، وفي أخذ القرارات يكون له شخصيته المستقلة، ويجعله أكثر التزامًا بأداء الواجبات الملزَمة منه.
فعندما يشعر بالمسؤولية، وبأهمية اتخاذ القرارات والمشاركة في مشاكل المنزل أو أداء بعض الالتزامات كأن يرتب غرفته مثلًا، أو يرتب ألعابه في مكانها فإن هذا سيعزز لديه الالتزام بأداء الواجبات، وسوف يقوي من شخصيته.
اقرأ أيضًا: 7 حقوق للأبناء على الوالدين في الإسلام
أهمية تعليم الطفل التزاماته الواجبة عليه
إن في الحديث عن حقوق وواجبات الطفل يظن الجميع بأن الطفل ليس عليه واجبات، فقط له كامل الحق في التربية والرعاية، وهو يتم خدمته فقط بدون تعليمه مبادئ الالتزام بأداء الواجبات.
وهذا هو أكثر أمر خاطئ على الإطلاق؛ لأن الطفل عندما يتحمل مسؤوليات الالتزام بعمل الواجبات، يصبح أقوى من حيث الشخصية، وهذا سوف يعزز من تربيته الصالحة ويظهر لنا في المجتمع إنسانًا سويًّا ناجحًا كبيرًا.
فإن لتعليم الطفل الالتزام بالواجبات الكثير من الخصال الإيجابية، التي تتمثل في الآتي:
- تعليم الطفل بأن لديه واجبات يشعره بكيانه، وبأنه شخص مهم في الأسرة.
- هذا الأمر يجعله متحملًا للمسؤولية منذ صغره، ويصبح قادرًا على التكيف مع جميع الظروف الخارجية الصعبة التي من الوارد أن يوجهها خارج المنزل، ويرافقه هذا السلوك حتى بعد تخطي مرحلة الطفولة، وهذا ما يجعله إنسانًا سويًّا متحملًا للمسؤولية.
- هذا السلوك يساعد على بناء شخصية الطفل القوية.
- اتباع أسلوب تعليم الطفل المسؤولية يجعله شجاعًا قادرًا على تخطي الصعاب، فيستطيع المدافعة عن نفسه والتحدث بدون خجل، والتعبير وعدم الخوف من الآخرين على الإطلاق.
- هذا السلوك أيضًا يشعره بالانتماء إلى البيئة والمجتمع، ويزداد تمسكه بأسرته وترابطه بها وحبه لها.
- تنمية مهارات التواصل الاجتماعي للطفل، وخاصةً أن الطفل الصغير يكون مهتزًّا في الحديث بسبب نشأته الصغيرة، وخبراته الضئيلة في التعامل مع المحيط الخارجي.
اقرأ أيضًا: بحث عن حقوق الإنسان كامل مقدمة وعرض وخاتمة 2022
حقوق الطفل في الدين
دائمًا ما يتميز ديننا الإسلامي الحنيف بعرضه لجميع القضايا في حياتنا، ومن أهم هذه القضايا هي قضية حقوق وواجبات الطفل، حيث إن الدين الإسلامي يخبرنا بأهم هذه الحقوق الواجبة علينا اتجاه أطفالنا، وهي كالتالي:
- إن الدين الإسلامي يحفظ حق الطفل منذ بث الروح فيه وهو جنين في بطن أمه، ويحرم إجهاضه وقتله قبل أن يولد، باستثناء بعض الحالات المرضية التي يحددها الطبيب فقط.
- حماية حق الطفل في الميراث إذا توفى والده أو والدته، فيصبح له الأحقية في الورث ذكرا كان أم أنثى على حسب ما قسمه الله عز وجل من الحقوق، فيأخذ حقه مثله مثل الفرد البالغ تمامًا باختلاف فقط أن والدته تكون هي الواصية على ماله حتى بلوغه لسن الرشد.
- حماية حقوق الأطفال في الدين في حال الطلاق، فإن الدين والقانون يقف في صف هذا الطفل ويلزم الأب بتلبية جميع احتياجات الطفل من المال والملابس والمأكل والمشرب وإلى غير ذلك.
- يحمي الدين حق الطفل من خلال الزواج الشرعي المباح الذي يتم من خلال الإشهار حتى يكون لهذا الطفل حق العيش مرفوع الرأس بين أسرة مترابطة تسعى إلى تنمية الهدف الديني الأساسي من الزواج وهو الإعمار في الأرض.
- يحافظ الدين على حقوق الأطفال أيضًا حيث يحثنا على اختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة، حتى يكون كلا منهما أهلا لتربية هذا الطفل الجديد القادم إلى الدنيا.
- الاهتمام الديني بالطفل أيضًا يرخص للمرأة الحامل الإفطار في نهار رمضان، حرصًا على سلامة الطفل، ونموه نموًا سليمًا، بما في ذلك أيضًا حفظًا على حقوق المرأة الحامل، وعدم التثقيل بالإجهاد عليها.
- من أبرز صور الاهتمام بالطفل في الإسلام هي سنة العقيقة التي تذبح للمولود، لما في ذلك من الأجر والثواب، والتقدير لهذه الروح الجديدة القادمة للدنيا.
- كما أن الدين يحث الأبوين على حسن معاملة الطفل وتربيته تربية صالحة تليق بدينه الإسلامي الذي ولد عليه، ويحثهم على تعليم أبنائهم الدين الإسلامي وحثهم على الصلاة منذ الصغر، لأن الدين هو الذي سوف يحفظهم ويرعاهم.
حقوق الطفل في القانون
إن القانون أيضًا يبحث عن مصلحة الطفل حيث نرى في المادة رقم 12 من القانون لسنة 1996 مادة تنص على الحقوق المختلفة للطفل، التي لا بد للدولة أن تتكفل بها وتوفرها للأطفال، على أن يتم ذكر حقوق وواجبات الطفل كما يلي:
- ينص القانون على أن الطفل له الحق في الحياة بين الأسرة وجميع أبناء المجتمع، وتسعى على مساعدة الآباء والأمهات في حل المشاكل بينهما للحفاظ على تربية الطفل بين أسرة مستقرة متماسكة.
- حماية الطفل من التنمر بين زملائه أو أي من الأشخاص المختلطين به في المجتمع.
- إلزام الوالد على دفع نفقة الطفل في حال حصول الانفصال بين الأب والأم، وإلزام الأم الحاضنة على أن يتم رؤية الأب لابنه حرصًا على سلامة هذا الطفل ومحاولة تغذيته بعطف الأب المحروم منه.
- إلزام الأم والأب بتسجيل الطفل على شهادة ميلاد حكومية موثقة، وهذا يضمن له مستند قانوني يثبت أحقية وجوده في الحياة، ويثبت نسبه وحياته في الوطن.
اقرأ أيضًا: عبارات عن يوم الطفل العالمي مكتوبة
إن حقوق وواجبات الطفل من أهم المواضيع التي يتم تداولها بين الناس، وهذا لأن الطفل الصغير هذا له شأن كبيرٌ جدًّا في المجتمع، ولا بد من الاهتمام بواجباته وحقوقه.