هل يحمل الحيوان من الإنسان
هل يحمل الحيوان من الإنسان؟ وهل من المباح التزاوج بين الإنسان والحيوان؟ تلك الأسئلة تحمل في طياتها الكثير من الأجوبة وهي بالفعل مداعاة للحيرة والتفكير العميق نظرًا لانتشارها على مجال واسع في العالم، سنجيب عن تلك الأسئلة بالتفاصيل الدقيقة من خلال منصة وميض كما سنتتبع التاريخ القديم لتلك الظاهرة الغير مألوفة.
هل يحمل الحيوان من الإنسان؟
إن الإجابة عن سؤال هل يحمل الحيوان من الإنسان هي لا بكل تأكيد وذلك لأنه من الممكن أن يحمل حيوان من سلالة بحيوان من سلاسة أخرى فينتج فردًا هجينًا، وهنا الشرط أن يكون كلا الطرفين من الحيوانات فمثلًا قد يتزوج الحمار من الحصان فينتج عن زواجهما ببعضهما حيوانًا هجينًا وهو البغل.
إن السبب وراء ذلك هو أن الإنسان يمتلك اثنين وعشرون كروموسومًا جسديًا بينما يملك زوجًا واحدًا فقط من الكروموسومات الجنسية وهي المسئولة عن تحديد جنس المولود، أما عدد الكروموسومات عند الحيوانات سواءً جسدية أو جنسية فهي لا تساوي الإنسان أبدًا.
لكل حيوان عدد كروموسومات مختلف عن الآخر ولا يوجد نوع منهم يشابه أو يقارب حتى عدد كروموسومات الإنسان، مما يجعل حمل الحيوان من الإنسان مستحيل، فعلى سبيل المثال عدد كروموسومات الماعز هي ستون كروموسوم أما الكلب فعدد الكروموسومات هو ثمانية وسبعون.
اقرأ أيضًا: ما الذي يحدد الجنس في الإنسان
ما هي الزوفيليا؟
إن من يسأل هل يحمل الحيوان من الإنسان أم لا في الغالب لم يسمع من قبل بلفظة زوفيليا، وفي الحقيقة إن الشذوذ والاضطراب الجنسي غير مقتصر على نوع واحد فقط، كالذي نراه في البشر مع الأسف بشكل مضاعف في هذه الحقبة الزمنية والذي يظهر في صورة المثلية الجنسية.
بل يوجد أكثر من ضرب للشذوذ والاضطراب الجنسي ولعل الزوفيليا من أسوأها وأكثرها وضاعة على الإطلاق، وذلك لأنه يعتمد على قيام الإنسان بممارسة الجنس مع الإنسان سواءً في علاقة كاملة أو ممارسة خارجية فقط، وجدير بالذكر أن هذه الممارسة ممنوعة ومحظورة وتعد جريمة فظيعة في قانون وعرف معظم دول العالم.
بالرغم من إن الزوفيليا معروفة منذ قديم ولقد كتبت عنها الكثير من السطور في كتب التاريخ اليوناني القديم، إلا أن العالم كرافت ابنيك هو أول من استخدم هذا المصطلح للمرة الأولى وكان ذلك في عام ألف وثمانمائة وستة وثمانين.
يجدر بنا الإشارة إلى أن الزوفيليا لم تظهر وتنشأ في العصر الحالي نتيجة للانفتاح السلبي وانتشار أفكار العلمانية وغياب الوازع الديني، بل لقد عرفت ووجدت منذ أمد بعيد ولقد ورد ذكرها في الكثير من كتب الأدب ولقد ثبت وجودها عند العرب القدماء، حيث كان شعراء العرب القدامى يعايرون القبائل الأخرى التي تمارس هذا السلوك الانحرافي.
كما قد وردت بعض الحكايات عن ممارسة الإنسان للجنس مع الحيوانات في كتب ألف ليلة وليلة، حيث قالت تلك الحكايات أن الإنسان كان يمارس الجنس مع الدببة والقردة، ومن الأدلة على وجود هذه الظاهرة الوضيعة منذ أمد بعيد العثور على المجسمات الهندوسية في معابد الهندوس القديمة وكذلك بعض المخطوطات اليابانية العتيقة التي تشير إلى وجود هذه الظاهرة منذ عهد بعيد.
اقرأ أيضًا: ابحث عن إحدى المشكلات البيئية التي تعاني منها بعض المدن
أسباب اللجوء إلى الزوفيليا
بما أننا أجبنا عن سؤال هل يحمل الحيوان من الإنسان أم لا يجدر بنا ذكر الأسباب الواضحة، التي قد تدفع الإنسان إلى اللجوء لممارسة هذا السلوك الحيواني البشع الذي لا تصدقه غالبية العقول، ويمكننا وضع الكبت الجنسي الحاد على رأس قائمة المسببات الرئيسية لظهور هذا السلوك.
حيث إن بعض المناطق الريفية وكذلك الدولة المتأخرة تصل عقوبة الممارسة الجنسية الغير مشروعة إلى التعنيف الشديد أو ربما القتل في بعض الأحيان، وفي نفس الوقت يرى بعض هؤلاء الناس أن ممارسة الجنس مع الحيوان نكت سخيفة إلا أنه كشخص مكبوت، قد يدفعه كبته إلى استكشاف هذه النكتة بنفسه من باب الفضول إلى جانب الرغبة في إشباع شهوته المكبوتة.
إلا أن الكبت الجنسي لا يعد السبب الأساسي الوحيد حيث نجد أن بعض الفئات من الغرب يقومون بممارسة هذا السلوك الغير آدمي، بالرغم من انتشار الانفتاح والعلمانية في هذه البلاد ولقد فسر علماء النفس أن تلك الممارسات هي الرغبة في خوض التجارب الجديدة ومخالفة الأعراف السائدة وكذلك التمرد والخروج على السلوك الجنسي البشري الطبيعي.
هذا إلى جانب عوامل نفسية أخرى مثل الاضطراب الجنسي الناتج عن مشاكل أخرى نفسية مثل من يتعرض إلى الاغتصاب ذات مرة مثلًا، قد يلجأ إلى ممارسة الجنس مع الحيوانات لكي يولد في نفسه شعورًا بالسيطرة على طرف آخر لا يمكنه الدفاع عن نفسه أو الرفض والمقاومة.
كما أكد علماء النفس أن الإنسان الذي يتبع الشذوذ الجنسي مع الحيوانات من المستحيل أن يبقى هكذا، دون إخضاعه للعلاج النفسي لأنه لن يستطيع أن يعيش حياته بصورة طبيعية، لان الممارسة الجنسية باتت عنده عبارة عن عملية تعتمد على بناء التخيلات والأوهام المترسخة في ذاكرة الجسد.
اقرأ أيضًا: هل الشذوذ ابتلاء من الله
مخاطر زواج الإنسان من الحيوانات
إن كل ما يخترق قوانين الطبيعة والفطرة التي خلق الله الإنسان عليها ينقلب في النهاية إلى ما هو ضد مصلحة البشرية بالكامل، وممارسة الإنسان للجنس مع الحيوانات تعد من أبشع الجرائم التي تنتهك حرمة لإنسانية وقوانين الطبيعة البشرية الفطرية للإنسانية بالكامل، لذا من الطبيعي جدًا أن ينتج عنها عدة نتائج لا تحمد عقباها أبدًا.
من أبرز مخاطر الممارسة الجنسية النصف إنسية مع نص حيوانية هو أن الحيوانات بطبيعة حال تتبع سلوكًا عنيفًا في ممارستها، مثل النبش بالمخالب والعض بالأنياب من أجل استثارة الطرف الآخر أو مداعبته، وهذا السلوك عندما يمارس مع الإنسان قد ينتج عنه إصابته بجروح بالغة الخطورة أو انتقال أمراض وفيروسات وأوبئة قاتلة له.
هذا إلى جانب أن تركيبة الأعضاء التناسلية لدى الحيوان مختلفة كل الاختلاف عن تلك التي توجد عند الإنسان، مما قد ينتج عنه إصابة الإنسان بجروح خطيرة إلى جانب احتمال حدوث نزيف قوي ولقد سجلت الصحف العالمية حوادث كثيرة من هذا النوع، خاصةً عندما يقوم الإنسان بتلك الممارسات مع الحيوانات الكبيرة الضخمة مثل الأحصنة.
كذلك الكلاب أيضًا لكون العضو الذكري لدى الكلاب قد يسبب جروحًا بالغة الخطورة في المهبل لدى الإنسان أو في منطقة الشرج، كما أن المخاطر الناتجة عن العنف الجسدي والصحي هنا كثيرة جدًا، فعلى سبيل المثال ينتج عن ممارسة الإنسان للجنس مع الحيوانات انتقال أمراض قد تفتك بالإنسان وتؤدي إلى حتفه.
من أبرز مخاطر ممارسة الجنس بين الإنسان والحيوان هو ما أكدته الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية، هو إصابة الإنسان بسرطان القضيب ولقد أكدت الإحصائيات أن نسبة ثماني بالمئة من المصابين بسرطان القضيب، يرجع السبب وراء إصابتهم به هو الممارسة السابقة للجنس مع الحيوانات.
لقد كرم الله الإنسان ورفعه لأعلى المراتب والدرجات في الحياة ولا يليق به أن ينحدر إلى هذا الدرك الأسفل من الوضاعة، فالله لم يحرم عليه شيئًا في هذه الدنيا إلا لمصلحته حرصًا عليه من الهلاك والضياع والمعاناة.
من خلال التعرف إلى الإجابة عن سؤال هل يحمل الحيوان من الإنسان بات من الواضح أن كل الأديان السماوية ومعظم الوضعية ترفض وتحرم بشدة هذه الممارسات.