هل يمكن غسل الحرق بالماء

هل يمكن غسل الحرق بالماء؟ وما هي أفضل طريقة للتعامل مع الحروق من الدرجات المُختلفة؟ لا شك في كون الحروق تُعتبر من أكثر صور الحوادث التي تُصيب المرء ضراوة، فهي قادرة على التسبب في الكثير من الأذى، وما يجعل الأمر مُرعبًا هو كون آثارها قد تدوم العمر كله، فهل يمكن غسل الحرق بالماء؟ يُجيبكم منصة وميض عن هذا الاستفسار.

هل يمكن غسل الحرق بالماء

كثيرًا ما يتم وصف الحروق بكونها أكثر صور الإصابات المنزلية شيوعًا وانتشارًا، ومع الأسف نسبة كبيرة من مُصابي الحروق هُم في المقام الأول من الأطفال، وتمتاز الحروق بشكل عام بأن لها قُدرة كبيرة على إتلاف النسيج الجلدي بشكل كبير، هذا التلف يعني أن الأنسجة الخاصة بالجلد قد ماتت.

ما ينتج عن ذلك ندبة دائمة يكون من المُستحيل في الحالات المُتقدمة والحروق الغائرة شفاؤها من تلقاء نفسها دون تدخل طبي ورُبما جراحي قد يصل في بعض الحالات إلى عشرات العمليات الجراحية، وفي النهاية لا يعود شكل المرء إلى ما كان عليه الحال من قبل، ونحن هُنا نتحدث عن الحروق البالغة والكبيرة من الدرجات المُتقدمة بكل تأكيد.

الجدير بالذكر أن الغالبية العُظمى من مُصابي الحُروق يُشفون ويتعافون بدرجات متفاوتة من هذه الحالة المُهلكة، وكلما كانت درجات الحرق من مراحل أدنى، وكلما كان سبب هذه الإصابة في المقام الأول أبسط ارتفعت مُعدلات الشفاء.

فما هي درجات الحروق؟ وما هي إجراءات الإسعافات الأولية المُرتبطة بها؟ هُناك اعتقاد سائد بوجود ثلاثة أنواع ودرجات فقط من الحروق، وهذا الأمر غير صحيح، فهُناك درجة رابعة تُعتبر هذ الأخطر، ولكن قبل أن نقوم بالإجابة عن هذا السؤال علينا أن نتطرق إلى إجابة استفسار التعامل الأولي مع الحرق، فهل يمكن غسل الحرق بالماء؟

على الرغم من كثرة الأقاويل التي تُجيب بلا عن هذا السؤال إلا أن غسل الحرق بالماء يُعتبر من الخطوات الأساسية التي تُساهم في الشفاء من الحروق، فدائمًا ما يوصي الأطباء والأخصائيون بغسل الجلد المُصاب بالحروق والجروح الناتجة عنه بماء الصنبور والصابون، مع ضرورة التعامل برفق مع هذا الجلد المُتهيج.

فالنزيف في مثل هذه الحالات يُعتبر أمرًا شائعًا للغاية وسهل الحدوث ويجب وضعه في عين الاعتبار قدر المُستطاع.

اقرأ أيضًا: سبب عدم التئام الجروح بسرعة

درجات الحروق ومراحلها

هل الإجابة بنعم عن سؤال هل يمكن غسل الحرق بالماء تشمل كافة أنواع الحروق وصورها؟ أم أننا هُنا نتحدث عن الحالات البسيطة للحروق فقط؟ في سبيل الإجابة عن هذا السؤال بشكل تفصيلي وتوضيحي وجب علينا تعريفكم بكافة درجات هذه الحروق، أعراضها والأسباب المُحتملة للإصابة بها، وتشتمل هذه الدرجات على كُل ما يلي:

1- الدرجة الأولى للحروق

حروق الدرجة الأولى هي الإصابات التي تؤثر على الطبقات الأولى والعُليا للبشرة، وعلى الرغم من كون هذه الآثار مؤلمة إلا أنها تُعتبر طفيفة، فهي أقل الحالات الجلدية للحروق ضررًا، وعند إصابة المرء بها تظهر آثارها باللون الأحمر، وفي غالب الأحيان يُصاحبها تورم وانتفاخ مؤلم.

كثيرًا ما يتم تشبيه هذه الحروق بحروق الشمس البسيطة والخفيفة، وفي الكثير من الأحيان يكون السبب في هذه الحروق المياه المغلية أو الإمساك بشيءٍ ساخن نُسي سهوًا على الموقد، ولكن لا داعٍ للخوف، فلا ينتج عن هذه الحروق أيةُّ أضرار، ويتم علاجها بشكل بسيط في المنزل عن طريق بعض المُركبات التي يُمكن الحصول عليها من الصيدلية.

أما عن سؤال هل يمكن غسل الحرق بالماء فهذا النوع من الحُرق يُنصح بالتعامل معه باستخدام المياه والصابون.

اقرأ أيضًا: مراحل التئام الجروح بالصور

2- حروق السماكة الجُزئية أو حروق الدرجة الثانية

تتخطى أضرار هذه الحروق الطبقة الأولى للجلد، فهي تصل إلى الطبقات العميقة نسبيًا كالطبقة الثانية، ولاقترابها من النهايات العصبية يكون هذا النوع من الحروق مؤلمًا للغاية، كما أن الوصول إلى الطبقة الثانية للجلد والتي تُعرف باسم الأدمة ينتج عنه نزيف بسبب اختراق الشُعيرات الدموية.

بشكل عام لا تُشكل هذه الحروق مخاوف، ولا ينتج عنها أضرار مُزمنة أو جسيمة، وفي غالب الأحيان تحتاج فترة تتراوح من أسبوع وحتى ثلاثة أسابيع للوصول إلى الدرجة المُثلى من التعافي، وعلى الرغم من ذلك قد تترك هذه الحروق بعض الاختلافات في لون الجلد، وهو ما لا يرقى لاعتباره ندبات.

بعض حالات الحروق من الدرجة الثانية قد تحتاج إلى تدخل جراحي في حال ما لم تكُن تُشفى وتُعافى بالنهج الطبيعي لها، كما أن عملية العلاج فيها تشتمل على برنامج تُشكل كُل من المراهم والضمادات أركانًا رئيسية فيه.

بالرجوع إلى موضوعنا والحديث عن سؤال هل يمكن غسل الحرق بالماء فهذا النوع من الحروق لا يُنصح فيه استخدام المياه إلا بشكل بسيط للغاية وبدون تسليط المياه بشكل كبير على الجرح، كما أن فرك الجرح بالصابون عند غسله سيكون كابوس لا يُحمد عُقباه.

3- حروق السماكة الكاملة أو الحروق من الدرجة الثالثة

هذا النوع من الحروق يُعتبر كارثة مُكتملة الأركان دون أدنى مُبالغة، فحروق الدرجة الثالثة تصل حتى العظام مُخترقةً طبقتي الجلد السطحية والثانية أو الأدمة، وفي الكثير من الأحيان يُصاب المرء إثر هذه الحروق بتلف العضلات، الأوتار والأعصاب ككل.

من أبرز أعراض هذه الأضرار هو تحول لون الجلد إلى اللون الأبيض، الأسود أو الرمادي بينهما، ويبدو على الجلد الجفاف بشكل كبير، وما يكون مُرعبًا في هذا النوع هو الوصول إلى درجة من الضرر لا يشعر فيها المرء بالألم.

وجب التنويه هُنا إلى كون الشعور بالألم هو النظام الذي يتبعه جسدك في سبيل تحذيرك بالمخاطر والأضرار، وعدم الشعور بهذه الآلام يعني أن ضرر هذه الحروق أتلف بشكل كُلى الأعصاب الحسية، وفي الكثير من الأحيان يُصاب المرء بعدها بعدوات التهابية بكتيرية.

الإجابة عن سؤال هل يمكن غسل الحرق بالماء بالنسبة لحروق الدرجة الثالثة هي لا بلا أدنى شك، فأي ميكروب أو بكتيريا موجودة في الماء قد تتسبب في عدوى كبيرة ومخاطر لا يُحمد عُقباها، فهذه الجروح ناتجة عن بعض المواد الكيماوية أو ألسنة اللهب الشديدة.

يتم علاج هذه الحروق بترقيع الجلد عن طريق سلسلة من العمليات الجراحية يتم فيها استئصال قطع من الجلد من منطقة سليمة ووضعه على المناطق المُصابة تحت التخدير الكُلي، فعدم القيام بهذه الخطوات قد يوصل هذه الحروق إلى مرحلة لا تتعافى منها أبدًا، والناجون من هذا الحرق قد يُعانون من أضرار الحروق بدرجتيها الأولى والثانية على حدٍ سواء.

اقرأ أيضًا: أغذية تساعد على التئام الجروح العميقة

الإسعافات الأولية للحروق

بعد الإجابة عن سؤال هل يمكن غسل الحرق بالماء وجب علينا التطرق إلى الإسعافات الأولية، فما هو أول ما علينا القيام به عندما نتعرض نحن أو أحد أفراد دائرة معارفنا إلى الحروق؟

في واقع الأمر هُناك بعض الخطوات الروتينية التي يُعد القيام بها ضروريًا في حالات حروق المياه المغلية وغيرها من الحروق المنزلية البسيطة نسبيًا، وفي سبيل تطبيق هذه الطريقة للعناية بالحروق اتبع ما يلي من خطوات بشكل مُرتب:

  1. اعمل على تبريد جروح الحروق عن طريق استخدام المياه الجارية، فذلك يعمل بشكل كبير على تقليل الألم والالتهابات، كما يُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالندبات فيما بعد، وكُلما زادت فترة التبريد وكانت فورية بعد الإصابة بالحرق زادت نسبة التحسن السريع والشفاء.
  2. تغطية الجلد المُصاب باستخدام الأكياس البلاستيكية، والابتعاد قدر المُستطاع عن الأقمشة والقُطن، فقد تلتصق بالجلد، أما البلاستيك فيعمل على الوقاية من الآلام الناتجة عن احتكاك الهواء بسطح الجلد المُتضرر.
  3. قُم بطلب الرعاية الصحية أو اتصل بأحد مُقدميها، ويمكن في الحالات البسيطة اللجوء إلى الصيدلي في سبيل الحصول على المراهم أو العلاجات التي تُساهم في تطبيب وتضميد الجروح والعلامات.

عند الإصابة بالحروق احذر اتباع الوصفات الشعبية أو التُراثية التي لا علاقة لها بالطب، فالأضرار التي قد تنتج عنها تفوق في الكثير من الأحيان ضرر الحروق ذاتها، فتوخى الحذر ولا تتسرع وتُقدم على القيام بخطوةٍ غير مدروسة.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.