بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود
الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود رجل الصفقات الغامضة في تاريخ المملكة العربية السعودية، قدمت المملكة العديد من الشخصيات في مصاف المفاوضين بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الأمير بندر بن سلطان كان من أبرز هذه الفئة، مما دفع الكثير من الأشخاص الرغبة في معرفة المعلومات المختلفة عنه، لذا سنوضح من خلال منصة وميض معلومات عن الأمير.
بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود
يعتبر هذا الأمير من ممسكي خيوط الحركة السياسية في المملكة العربية السعودية فهو الحافظ لمصالح دولته القائم على خدمتها منذ نعومة أظافره حتى الآن، وللتعرف على حياة الأمير بندر نذكر بعض المعلومات المتنوعة عنه في الفقرات التالية:
حياة الأمير بندر وتعليمه
الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولد بتاريخ 2 مارس 1949م بالطائف أبوه الأمير سلطان بن عبد العزيز وأمه خادمة من اليمن تسمى خيزران، وعند ولادته كانت في السادسة عشر من عمرها، كانت ظروف ولادته (كونه ابن جارية) جعلته منبوذًا وسط الأشقاء والشقيقات الشرعيين.
عند وصوله سن السابعة لفت نظر أم أبيه حصة السديرية التي كانت السبب في تقربه من عمه فهد الذي سانده في خطوات صعوده؛ زوجته هيفاء الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، أولاده أربع: (خالد – عبد العزيز – فيصل – فهد) بناته أربعة: (لولوة – ريما – نورة – حصة).
تعلم الأمير بندر في السعودية دخل كلية الطيران وتخرج منها سنة 1969م برتبة ملازم أول، ثم التحق بالكلية الملكية للقوات الجوية بالمملكة المتحدة، ثم انضم لسلاح الجو السعودي 1968م كطيار مقاتل لمدة 17 عامًا.
لم يستطع إكمال عمله كطيار بسلاح الطيران السعودي لتعرضه لحادث تحطم طائرة أنهى مهنته، نتيجة الجروح الموجودة في ظهره من جرائها، ثم عمل في الكثير من القواعد العسكرية الأمريكية، وحصل على ماجستير في السياسة العامة الدولية من جامعة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة.
اقرأ أيضًا: الأميرة ريما بندر بن سلطان والمناصب الإدارية فقد شغلت عدة مناصب إدارية منها
المناصب التي شغلها
شغل الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود على مدار حياته العديد من المناصب التي جعلته من أحد الرجال المدون سيرتهم بين صفحات أوراق تاريخ العلاقات الخارجية السعودية في القرن الحالي، ومن أهم هذه المناصب ما يأتي:
1– مستشارًا عسكريًا
رفع الأمير فهد بن عبد العزيز ابن أخيه الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وجعله في هذا المنصب، لكونه أصبح البديل عن تركي الفيصل في المفاوضات مع أمريكا على إحدى صفقات شراء طائرةF15 في عهد جيمي كارتر، والتي ألحقها بصفقة (أواكس) أخرى مع خليفته ريجان، وقد قمت المملكة الكثير من الدعم لأمريكا مقابل إتمام هذه الصفقة.
2– سفير المملكة في أمريكا (1983 -2005م)
عقب نجاح صفقة أواكس التي قام بها الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، قام عمه فهد بترقيته إلى كونه سفيرًا للمملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية وأخذ ماجستير لإكمال متطلبات الوظيفة المرشح إليها من قِبل عمه.
تم تعيينه سفيراً للمملكة السعودية لدى واشنطن، وهو منصب مكث فيه ما يقرب من 23 سنةً، تحول خلالها عملياً إلى جزء بارز من أجزاء صنع القرار الأمريكي في عهدي (الرئيس بوش الأب – ريجان – كارتر – كلينتون – بوش الابن)، الذين سموه (بندر بوش) كما أنه كان صديقًا محببًا من نائب الرئيس ديك تشيني وزوجته لين تشيني على حسب الرغبة.
3– رئيس الاستخبارات العامة
بعد أن شغل الأمير بندر الكثير من المناسب، قدم استقالته من عمل السفير وعاد إلى المملكة، لكنه عين في عام (2005 -2018 م) في منصب الأمين لمجلس الأمن الوطني، وفي عام 2012م ومع عمله السابق أسند إليه منصب رئيس المخابرات العامة حتى عام 2014م.
كان الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود الساعي في اتفاق مكة الفلسطيني بين حركتي (حماس – فتح) وهو يقوم بالكثير من الجهود الكثيفة بين إيران والمملكة لإبعاد لبنان عن مخاطر الانفجار الكبير.
يلعب دورًا هامًا لمحاولة الوساطة بين واشنطن وطهران، كما أنه العضو الرئيسي المشرف على الملف الخاص بالعراق داخل الهيئة العليا للسياسة الخارجية، المكونة من قِبل الملك عبد الله والتي تكونت من الأمير بندر الأمير مقرن والأمير سعود الفيصل، ومستشاري الملك، إياد المدني، وزير الإعلام والشيخ إبراهيم العنقري.
اقرأ أيضًا: أشقاء الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود
علاقته الأمير بندر برؤساء أمريكا
نظرًا لمكوث الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود اثنان وعشرون عامًا في العمل الدبلوماسي، ساعده ذلك على تكوين روابط قوية مع الرؤساء المتعاقبين على حكم الولايات المتحدة الأمريكية، وللتعمق داخل هذه العلاقات نتطرق لذكرها في الفقرات التالية:
1– علاقة الأمير بندر بريجان وبوش الأب
قامت بريطانيا في عام 1985 بعقد صفقة شراء أسلحة مع الحكومة السعودية أخذت شهرتها بسبب ضخامة الرشاوي والعمولات المدفوعة فيها وتكونت من عقدًا لشراء عدد 72 مقاتلة يوروفايتر من طراز تايفون من إنتاج شركة BAE بمبلغ 8.84 مليار دولارًا أمريكيًا، مع وجود إمكانية شراء طائرات إضافية وعقود صيانة أخرى، ليصل مجموع قيمة العقد إلى 40 مليار دولار.
قد تم التأكد من أن الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، الذي لعب دور هامًا نيابة عن الجانب السعودي في صفقة اليمامة، كان قد أخذ أكثر من ملياري دولار على مدى عقد من الزمن كعمولات مقابل دوره في إتمام الصفقة، وعلى الرغم من نفى الأمير بندر تمامًا إساءة التصرف في وقت صفقة اليمامة.
كشف تحقيق لقناة بي بي سي أن الأمير بندر أخذ أموالًا بشكل خفي من أكبر شركة بريطانية تعمل في السلاح، وقت تفاوضه معها على الصفقة التي بلغت قيمتها 40 مليار جنيه إسترليني، كما نفت الشركة البريطانية نفس الأمر.
بموجب التحقيق الذي أجرته بي بي سي فقد قدمت شركة BAE Systems مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية للأمير بندر الذي يترأس مجلس الأمن القومي السعودي، لأكثر من عقد من الزمان، وقد تم تقديم الأموال بمعرفة وزارة الدفاع البريطانية معرفة كاملة.
ذكر توني بلير إن تحقيق هيئة مكافحة جرائم الفساد لو لم يتم وقفها لدمر العلاقات البريطانية السعودية لمكافحة الإرهاب وبخصوص الشرق الأوسط، كما أن مثل هذا التحقيق سيعمل على خسارة بريطانيا آلاف الفرص.
2– علاقة الأمير بندر بكلينتون
كانت إدارة كلينتون داعمة لتوحيد اليمن تحت قيادة علي عبد الله صالح، فيما كان سلطان يدعم حركة الانفصال الجنوبي، ظهر دور بندر في عهد كلينتون، لكن الإدارة لم تكن تنوي إغضاب الحليف النفطي لها غير أن فريق السياسة الخارجية في عهد كلينتون يعتقد أنه خُدع من قِبل بندر حول مقاصد حافظ الأسد قبل القمة الأخيرة المعقودة بين الطرفين وقتها.
اقرأ أيضًا: خالد بن بندر بن سلطان
3– علاقة الأمير بندر مع بوش الأبن
قضى الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز الكثير من السنوات في العمل الدبلوماسي في أمريكا وكانت مليئة بالنشاط والعمل الجاد لبناء علاقات قويّة لبلاده مع واشنطن، وصف بأنه من أقرب الدبلوماسيين إلى الإدارة الأمريكية الجمهورية ويحظى بثقة خاصة.
وصول جورج بوش إلى الرئاسة أسعد بندر، نظرًا لعلاقته القوية بالعائلة فهناك من يعتبر بندر جزء من عائلة بوش فهو يحضر احتفالات أعياد الميلاد واللقاءات السنوية في منتجع كنيپنكپورت مين، وقد يكون بوش الأب هو الذي أطلق تسمية بندر بوش عليه للدلالة على حبه.
يذكر بوش الأب أن بندر شارك في تدريب بوش الابن على أمور السياسة الخارجية أثناء حملته الانتخابية الأخيرة، لكنه كان قريبًا من الفريق المحافظ الذي أتى به بوش الابن إلى السلطة.
كانت له علاقات ممتازة بالرؤساء وكبار المسؤولين في الإدارات الجمهورية خلال وقت عمله الماضي، مما أعلى من أسهم المحبة بين السعودية وأمريكا ووقت حدوث أحداث 11 سبتمبر وتوترت العلاقات ظل الأمير بندر مدافعًا عن بلاده في مختلف المحافل والندوات والمناسبات مبينًا الفرق بين بن لادن وشعبه.
يعتبر الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود من أهم الرجال المحركين للواقع السياسي داخل وخارج المملكة يتولى المناصب أو بدونها، لهذا يعتبر من أهم الشخصيات الملفتة للنظر في