صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب
صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب هي بالتأكيد الصفات التي يتحلى بها الصالحين والأبرار، فإن الله سبحانه وتعالى مثلما أنذرنا بالعقاب والنار، فهو أيضًا بشرنا بنعيم الجنة، فهناك من يدخلون الجنة دون أن ينظر إلى أعمالهم، فمن هم هؤلاء الناس، في منصة وميض سوف نتناول هذه الصفات التي يتحلى بها أصحاب الجنة.
صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب
في بداية حديثنا دعونا نقوم أن كل أمة محمد الموحدين بالله سبحانه وتعالى سوف يدخلون الجنة بإذن الله تعالى، فمن مات وهو يوحد بالله سوف يدخل الجنة بعد أن يحاسب على أعماله السيئة في الدنيا.
لكن قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أن هناك مجموعة من الناس سوف يدخلون الجنة دون أن يخضعوا إلى حساب أو عقاب، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث:
“عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النبيُّ معهُ الرَّجُلُ، والنبيُّ معهُ الرَّجُلَانِ، والنبيُّ معهُ الرَّهْطُ، والنبيُّ ليسَ معهُ أحَدٌ، ورَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فقِيلَ: هذا مُوسَى وقَوْمُهُ، ثُمَّ قيلَ لِي: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فقِيلَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، ومع هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ ألْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسَابٍ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ ولَمْ يُبَيَّنْ لهمْ، فَتَذَاكَرَ أصْحَابُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالوا: أمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا في الشِّرْكِ، ولَكِنَّا آمَنَّا باللَّهِ ورَسولِهِ، ولَكِنْ هَؤُلَاءِ هُمْ أبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: هُمُ الَّذِينَ لا يَتَطَيَّرُونَ، ولَا يَسْتَرْقُونَ، ولَا يَكْتَوُونَ، وعلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”رواه البخاري.
ففي الحديث السابق ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صفات الناس الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وفيما يلي بيان لتلك الصفات التي يتحلى بها هؤلاء الناس:
1- لا يسترقون
يقصد بأنهم لا يسترقون أي أنهم لا يطلبون الرقية من أحد، والجدير بالذكر أن الاسترقاء يعتبر أمر مشروع، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم أجازه لعائشة رضي الله عنها.
اقرأ أيضًا: هل يوجد تكنولوجيا في الجنة
2- لا يتطيرون
المقصود بتلك الصفة أنهم لا ينتابهم التشاؤم ولا يذكرون دائمًا أنهم غير مستقرين وينتظرون الأسوأ أن يحدث، فهؤلاء الناس يدخلون الجنة بغير حساب.
3- لا يكتوون
يقصد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة أنهم لا يستعينون بالكي في العلاج، والجدير بالذكر أيضًا أن العلاج بالكي مشروع في حالة الحاجة الشديدة إليه، وجاء ذلك دليلًا عما قاله الصحابي ابن عباس رضي الله عنه بأن الشفاء في ثلاثة أشياء كان الكي بالنار من بينهم.
4- على ربهم يتوكلون
استمرارًا في عرض صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فإن من يتوكلون على الله سبحانه وتعالى ويفوضون له الأمور كلها، من تلك الصفات التي تجعلهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب.
الأعمال التي تؤدي إلى دخول الجنة
انطلاقًا من صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب، دعونا نتعرف إلى تلك الأعمال التي تساعد المسلم في دخول الجنة، فإن تلك الأعمال تتعدد لما ينعم الله علينا من سهولة ويسر في الإسلام.
فمن رحمة الله سبحانه وتعالى عليها أنه جعل دخول الجنة برحمته ليس بأعمالنا، لكن الجدير بالذكر أن تباين درجات الجنة تحدد من خلال أعمالنا.
فقد جعل الله سبحانه وتعالى أسباب دخول الجنة متمثلة في بعض الأعمال البسيطة التي لا ترهق المسلم، ولا جعل له حجة لتركها، وفي الفقرات التالية سوف نتعرف إلى تلك الأعمال:
1- التوحيد بالله
إن أول وأهم شيء لا بد من أن يفعله المرء أن يوحد بالله سبحانه وتعالى ويؤمن بملائكته وكتبه ورسله، ويتبع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن هذا الأمر يعد السبب الرئيسي في دخوله الجنة.
ذلك لأن من يشرك بالله لن يرى إلا العذاب والنار، والجدير بالذكر أن الذهاب إلى الدجالين والسحرة من مظاهر الشرك بالله تعالى، وكذلك الذبح لغير الله، فلا بد من تجنب فعل تلك الأشياء خشية غضب الله عز وجل.
كما أن طاعة النبي واتباع سنته من أهم الأشياء التي تؤدي إلى دخول الجنة والاستمتاع بنعيمها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، “كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى”رواه البخاري.
معنى هذا الحديث أن من يعصى أوامر النبي صلى الله عليه وسلم يكون بذلك قد رفض دخول الجنة، حيث أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن كل أمته -أي كل المسلمين- سوف يدخلون الجنة بإذن الله إلا من عصاه.
اقرأ أيضًا: الحيوانات التي لا تدخل الجنة
2- أداء الفرائض
في نطاق ذكر صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فإن أداء كافة الفرائض الواجبة على المسلم تعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى دخوله الجنة، فلا بد أن يجاهد المرء من أجل أداء كافة الأمور التي أمر بها الله سبحانه وتعالى.
من أهم تلك الفرائض أداء الصلاة وهي ثاني أركان الإسلام بعد التوحيد بالله عز وجل، فقد وعد الله سبحانه وتعالى من يقيمها بدخول الجنة والتمتع بنعيم الفردوس وعدم الخروج منها أبدًا فقال تعالى في كتابه الكريم:
“وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” المؤمنون: 9-11.
ذلك إلى جانب القيام بكافة الفرائض الأخرى والالتزام بأركان الإسلام، من الصيام وأداء الزكاة، كذلك حج بيت الله.
مع ضرورة الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى في بر الوالدين، وكذلك صلة الرحم، فإن كل تلك الأشياء تعين المسلم على الوصول إلى الجنة بّن الله تعالى.
3- طلب العلم
لا يمكن إغفال أن طلب العلم من الأشياء التي تساعد المرء على دخول الجنة، فإن من يطلب العلم ونيته خالصة لوجه الله تعالى، يمهد الله له الطريق إلى الجنة بإذن الله.
4- الجهاد في سبيل الله تعالى
في إطار الحديث عن صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فلا شك أن الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى من الأعمال التي تعين المرء على الاقتراب من الجنة، ولا بد من معرفة أن الجهاد في سبيل الله تعالى يمكن أن يكون جهادًا بالمال أو بالنفس.
5- حسن الخلق
لا يوجد شك أن حسن الخلق والسيرة الطيبة من العوامل التي تساعد المرء على دخول الجنة، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن كل من يتحلى بالصفات الحسنة الطيبة الذي يتصف بالقلب الطيب اللين لن يدخل النار أبدًا.
فقال صلى الله عليه وسلم “ألا أخبركم بمن يحرم على النار، وبمن تحرم عليه النار؟ على كُلِّ قريب هيّن سهل” رواه الترمذي.
6- التقوى
إن تقوى الله سبحانه وتعالى تعني الخوف منه وخشية غضبه والاجتهاد في البعد عن فعل المعاصي، فإن التقوى تعد من الأسباب التي ذكرت في القرآن الكريم تؤدي إلى دخول الجنة بإذن الله.
فقال الله تعالى “إن المتقين في جنات وعيون” [ سورة الحجر : 45]
، وجاءت تلك الآية من أجل التأكيد على دخول المتقين الجنة.
7- التوبة
إن التوبة تعني الإقلاع عن فعل ذنب أو معاصي تغضب الله سبحانه وتعالى، وقال الله في كتابه الكريم:
“إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلون شيئا” [ سورة مريم :60].
فإن تلك الآية تعتبر دليل على أن الله سبحانه وتعالى جعل التوبة والاستغفار من الأشياء التي تؤدي إلى دخول الجنة والعيش في نعيمها.
8- بناء المساجد
في إطار التعرف إلى صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فيمكن القول إن بناء المساجد يعتبر من الأعمال التي تؤدي إلى دخول الجنة بإذن الله.
ذلك لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف يشير إلى أن من يبني مسجدًا لوجه الله تعالى، فإن الله سوف يبني له مسجدًا في الجنة بإذن الله.
اقرأ أيضًا: حديث الجنة تحت اقدام الأمهات
9- قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة
إن آية الكرسي من أعظم ما يمكن ذكر الله به في اليوم، ولا شك أن قراءتها بعد كل صلاة تعتبر من الأعمال التي تساعد المرء في التقرب إلى الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت“]رواه الطبراني[.
فإن في هذا الحديث دليل على أن من ينتظم على قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، فإنه لن يكون هناك عائق بينه وبين دخول الجنة سوى الموت.
إن ضمان دخول الجنة ليس أمرًا صعبًا فإن الله سبحانه وتعالى سهل علينا الأعمال التي تعيننا على فعل ذلك، كما أنعم علينا بفرصة دخول الجنة بغير حساب إذا اتصفنا بالصفات التي تم ذكرها.