هل حوريات البحر حقيقيات
هل حوريات البحر حقيقيات؟ وما هي أصل الأسطورة الخاصة بهم؟ من منا لم يسمع طوال حياته عن حورية البحر، سواء في الكرتون والأفلام الخاصة بالأطفال، أو ما يتوارد عن الأشخاص بخصوصها، لذلك سنعرض لكم الآن حقيقة حوريات البحر من خلال منصة وميض.
هل حوريات البحر حقيقيات
ظهرت الكثير من الادعاءات والأقاويل حول حقيقة حوريات البحر، والأساطير كذلك، وعند ذكر كلمة أسطورة، يجب علينا توضيح المفهوم الخاص بها، فهي عبارة عن خيال يختلط بالواقع.
حيث نتجت الأسطورة عن رواية الأشخاص لبعض الوقائع مع إضافة كل شخص منهم طريقة التعبير الخاصة به، فبعد أن كانت واقع صافي، أصبحت واقع يختلط بالآراء، فعند الحديث عن أصل حوريات البحر، نجد أنها تعود لعصور ما قبل التاريخ، تحديدًا من العصر اليوناني والروماني.
فقد تحدثت الميثولوجيا اليونانية والرومانية عنهن كثيرًا، فقد اعتقد الإسكندر الأكبر المقدوني” وهو من أعظم وأمهر القادة العسكريين في العالم القديم وكان من إقليم مقدونيا الذي يتواجد في شمال اليونان”.
أن أخته بعد وفاتها تحولت إلى حورية بحر، وكان يطلق عليها Nymph بالإنجليزية أو اللاتينية” لغة أهل إيطاليا القديمة”، وΝύμφηباللغة اليونانية القديمة، ومن الجدير بالذكر أن الأساطير اليونانية تقول إن الإلهة الإغريق كانوا يستخدمون الحوريات في الكثير من الأعمال من أهمها:
حراسة الجبال والتلال، حراسة البحر والمخلوقات البحرية، فقد كانت حوريات البحر ترتبط بعبادة الإلهة بوسيدون” هو إله البحار والمسطحات المائية والمحيطات “، وذلك لأن جميع المخلوقات التي تعيش في البحار كانت ترتبط به أيضًا ارتباطًا وثيقًا.
يجب علينا الذكر أن حوريات البحر كذلك في الأساطير لم تكن تختص بالبحار فقط، بل كان يوجد حوريات للأنهار والسهول كذلك، فكانت في الغالب تتبع عبادة الإلهة نيلوس” وهو إله النيل عند المصريين القدماء، ولكن بالمسمى اليوناني”، وعند الحديث عن الأعمال الخاصة بهم، فكانوا يقومون بحراسة ينابيع المياه والغابات والأشجار بشكل عام.
أما عند الحديث عن إجابة سؤال هل حوريات البحر حقيقيات، فيجب علينا التنويه أنه لا يوجد أي دليل مادي أو علمي على وجود الحوريات، بل ورد ذكرهم في الأساطير فقط كما سبق القول.
اقرأ أيضًا: هل حورية البحر من الجن
تصوير حوريات البحر
من خلال حديثنا حول هل حوريات البحر حقيقيات، وجب علينا أن نعرض لكم طريقة تصوير الحوريات على الآثار اليونانية القديمة، والتي دلت لنا على تواجدهم في الأساطير، فهي كانت تظهر في التصوير سواء على الفخار، أو العملات، أو التصوير الجداري وغيره من فروع الفنون الصغرى.
فقد كانت تُصور في أغلب الأوقات مع بعض الإلهة المُحددين، ومن أهمهم الإله بوسيدون Ποσειδών إله البحار والمحيطات، دويونيسوس إله الخمر والمرح والمجون Διώνυσος، والإلهة أفروديت Ἀφροδίτη إلهة الحب والجمال، والإلهة أرتميس Άρτεμις إله الأراضي المنزرعة وحامية المزارعين، سنذكر لكم الآن أسباب تصويرهم مع هذه الإلهة على وجه التحديد.
كانت تُصور مع الإلهة بوسيدون كثيرًا، وذلك لأنه إله البحار والمحيطات والمستنقعات المائية كلها، فبالتالي كانت ترتبط حياتها بهذا الإله كثيرًا، مثلها مثل سائر المخلوقات التي تعيش في المياه بشكل عام، أما بالنسبة للإله ديونيسوس إله الخمر والمجون، فقد كانت الحوريات تقوم بالترفيه على الإلهة.
فعلى سبيل المثال كان الإله زيوس كبير الإلهة اليوناني يُمارس العلاقة الحميمية مع بعض الحوريات التي نتج عنها فيما بعد إنه كان له ابن نصف إله، وكان من حورية، وهو هيراكليس البطل الأسطوري الشهير.
أما بالنسبة للإلهة أفروديت إله الحب والجمال، فمن المتعارف عليه أن الحوريات كانت تتمتع بالجمال الشديد، وهن اللاتي تم تسميتهم على اسم حور الجنة الذي وعد الله الصالحين بهم، والإلهة أرتميس فهي كانت ترتبط بهم بسبب الحادثة الشهيرة لخطف ابنتها بيرسيفوني من قِبل إله العالم السفلي، حيث كانت تساعدها الحوريات.
صفات حوريات البحر طبقًا للأساطير
في إطار حديثنا حول هل حوريات البحر حقيقيات، وردًا على الإشاعات والأقاويل التي تقول إن حوريات البحر من الجن، فهذا الشيء غير حقيقي، فقد وصفتهم الأساطير اليونانية بأنهم من أجمل نساء العالم القديم بشكل عام.
حيث كانوا يتمتعن بالجمال الشديد، بحيث ينبهر كل من ينظر إليهن، ولا يتمكن من إشاحة النظر عنها ولو دقيقة واحدة، من شدة الجمال والحُسن، وبسبب هذا الشيء حدث الحادثة الشهيرة الخاصة بمسخ الجرجونة الميدوسا.
هي المرأة التي يتواجد في شعرها ثعابين سامة تجعل كل من ينظر إليها تحديدًا في عينيها يتحول إلى حجر في الحال، وكانت القصة كالتالي كانت الميدوسا إحدى الجرجونات الثلاثة” والجرجونات هم حوريات البحر الخاصين بالماء وكانوا يتمتعن بالجمال والبياض الشديد، والشعر الرائع”.
ففي يوم من الأيام كانت الإلهة أثينا” إلهة الحرب والحكمة وحامية الأبطال والمُحاربين” وهي لا تتمتع بالجمال بل دائمًا تظهر بالملابس الحربية الغير مُرتبة، تسير على إحدى الشواطئ التي تتواجد بها الميدوسا، وقامت بالتباهي على الإلهة أثينا بشعرها، فسمختها الإلهة بهذا الشكل البذيء، حتى لا يتمكن أي شخص بالنظر إليها حتى لا يتحول إلى حجر.
ظلت الجرجونة على هذا الحال، حتى تمكن البطل بيرسيوس” ابن إله البحر بوسيدون” من قتلها بحيلة بسيطة قام بها، وهي أنه جعلها تنظر إلى نفسها في المرآة، فتحولت لحجر، وتمكن من قطع رأسها بكل سهولة، بعد محاولات كثيرة منه ومن غيره لقتلها ولكن لم يتمكن أي شخص من القيام بهذا الأمر.
بالنسبة لبقية الصفات التي تتمتع بها الحوريات، فهي قدرتها الخارقة على القيام ببعض الأعمال التي لا يتمكن البشر من القيام بها، وهنا يأتي نفس السؤال السابق عرضه حديثنا حول هل حوريات البحر حقيقيات، ومن خلال هذه الروايات والأساطير السابق ذكرها يُمكننا القول إنها لم تكن موجود بالفعل بل هي ابتكار بعض الأشخاص.
اقرأ أيضًا: لماذا السمك يعيش في الماء
حورية البحر والعلم
يخلط الكثير من الأشخاص بين حورية البحر، وحيوان خروف البحر، وهو عبارة عن حيوان بحري له ذيل مسطح يشبه ذيل الحورية الأسطوري الذي تم وصفه في الأساطير الإغريقية، بالإضافة إلى أن يمتلك اثنتان من الزعانف التي تشبه اليدان القصيرتان التي تم ذكرها في الأساطير كذلك.
كما يوجد سبب آخر جعلنا نقول عن هذا الحيوان أنه حورية البحر، وهو أنه عندما يبدأ في العوم على البحر، يتمايل جسده مع الأمواج فيظهر جزء منه على السطح والجزء الآخر يكون في عمق البحر، مما يجعلنا لا نستطيع تحديد هوية.
لكن عند الحديث عن إجابة سؤال هل حوريات البحر حقيقيات، فيجب علينا الذكر أنه لا يوجد لدينا دليل علمي واحد على وجودهم في الواقع، أو حتى انقراضهم في وقتنا الحالي، والذي يُؤكد لنا صحة هذا الكلام هو عدم ذكر الحوريات في القرآن الكريم.
فمن المتعارف عليه أن القرآن الكريم أنزله الله عز وجل على رسوله- صلى الله عليه وسلم-، حتى يكون هُدى للعالمين، حيث يحتوي على جميع الحقائق والتساؤلات التي تخطر في بال أي شخص بشكل عام.
أسطورة ظهور حورية البحر
من خلال حديثنا حول هل حوريات البحر حقيقيات، فتوجد بعض الأساطير التي تم معرفتها بسبب تواردها على ألسنة الكثير من الأشخاص، ولكنها ليست أساطير قديمة كما التي تحدثنا عنها في الفقرات السابقة، بل هي حديثة بعض الشيء، فيروي سكان قرية صغيرة تطل على أحد البحيرات.
أنه في الليل رأى شخص ما من سكان القرية نورًا ساطعًا يصدر من البحيرة التي كانت تتصل بالبحر من مسافة ليست ببعيدة، وكان يصدر في البحيرة أمواج كثيرة، وكأن البحر غضبان للغاية، فعند رؤية هذا الشيء هلع وخاف جميع أهل القرية.
حيث كانوا يظنون أنه يوجد قرش، أو حوت، أو أي حيوان مفترس سوف يخرج من البحيرة، ليلتهمهم جميعًا، فقد خرج الجميع ووقف يتساءل ما هذا الشيء، حتى حرج مخلوق يشبه فتاة فائقة الجمال، وكانت شبه عارية تشبه حورية البحر التي تتواجد في الأفلام الوثائقية الخاصة بالأطفال.
كانت عيناها ذهبيتان، وكام يبلغ طولها أكثر من 180 سم تقريبًا، وبدأت تخرج من الماء تدريجيًا بعض الشيء، حتى تمكنت من الخروج تمامًا، وكانت المفاجأة التي ذُهل لأجلها الناس جميعًا، وهي أنها تمتلك ذيل سمكة كبير في نهاية أقدامها.
ابتعد الجميع عن شاطئ البحيرة، وعلى الرغم من أنهم كانوا خائفين منها كثيرًا، وهي كذلك كانت خائفة منهم ومن ردة فعلهم، إلا أنهم انبهروا بشدة جمالها التي لم يروا لها مثيل من قبل ولن يروا أيضًا بعد ذلك مثلها، وكانت هذه الحكاية التي رد بها بعض العلماء عن توجيه له سؤال هل حوريات البحر حقيقيات أم لا.
اقرأ أيضًا: البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان
أقوال بعض العلماء عن حوريات البحر
من خلال حديثنا حول هل حوريات البحر حقيقيات، وجب علينا أن نعرض لكم بعض الأقوال الخاصة بأهل العلم، فهم يكونون على دراية كبيرة أكثر منا بهذه المسائل المجهولة، حيث قال العلامة زكريا بن محمد القزويني – رحمه الله – في كتابه: (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات):
“إنسان الماء: يشبه الإنسان، إلا أن له ذنبا، وقد جاء شخص بواحد منه في زماننا، في بغداد فعرضه على الناس وشكله على ما ذكرناه وقد ذكر انه في بحر الشام، ببعض الأوقات يطلع من الماء إلى الحاضر إنسان وهو ذو لحية بيضاء، يسمونه شيخ البحر، ويبقي أياما ثم ينزل فإذا رآه الناس يستبشرون بالخصب. وحكي أن بعض الملوك، حمل إليه إنسان مائي، فأراد الملك أن يعرف حاله فزوجه امرأة، فجاء منها ولد يفهم كلام الأبوين، فقيل للولد: ماذا يقول أبوك؟ قال: يقول أذناب الحيوانات كلها على أسفلها، ما بال هؤلاء أذنابهم على وجوههم؟”.
كما قال العلامة الشيخ: كمال الدين الدميري، رحمه الله، في كتابه: (حياة الحيوان الكبرى) في: (الجزء الأول) بعض الحقائق أيضًا عن هذه المخلوقات التي لا يعلم أي شخص عن حقيقة وجودها، حيث قال بالنص:
“ بنات الماء: قال ابن أبي الأشعث: هي سمك ببحر الروم، شبيهة بالنساء ذوات شعر سبط، ألوانهن إلى السمرة، ذوات فروج عظام وثدي، وكلام لا يكاد يفهم، ويضحكن ويقهقهن. وربما وقعن في أيدي بعض أهل المراكب، فينكحونهن ثم يعيدوهن إلى البحر. وحكي عن الروياني صاحب البحر، أنه كان إذا أتاه صياد بسمكة على هيئة المرأة، حلفه أنه لم يطفأها. وذكر القزويني أنه صيد لبعض الملوك رجل إذا تكلم، لا يفهم ما يقول، فزوجه بامرأة فرزق منها ولدا فصار يتكلم بلغة أبيه ولغة أمه، وقد تقدم هذا في باب الهمزة في إنسان الماء“.
عند الإجابة عن سؤال هل حوريات البحر حقيقيات، فيجب علينا العلم أنه لا يوجد أي دليل علمي ملموس أو حتى دليل من السنة أو القرآن بحقيقة هذه المخلوقات، فكل ما يتواجد في أيدينا هو أساطير تختلط بها الحقيقة بالخيال.