آية تدل على الخيرة فيما اختاره الله
آية تدل على الخيرة فيما اختاره الله تبُث الرضا في نفوس البشر، حيث إن هناك العديد من الآيات التي تؤكد على أن الخير موجود دائمًا في الذي يختاره المولى لعباده، فهو وحده من يعلم الغيب؛ لذلك من المهم الصبر على نظنه الآن بلاء وما هو ألا خير لنا، وسنعرض تلك الآية من خلال منصة وميض.
آية تدل على الخيرة فيما اختاره الله
إن مقولة الخيرة فيما اختاره الله لنا هي صحيحة من حيث المعنى، وتُشير إلى أن خير المولى موجود دائمًا، سواء كان في السراء أو الضراء، فكله خير للإنسان، وسنوضح آية تدل على الخيرة فيما اختاره الله عبر النقاط الآتية:
- قال تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص: 68]، فهي تؤكد على أن قدر الله دائمًا يحمل الخير للإنسان في كل شيء يُصيبه.
- قال المولى عز وجل في كتابه العزيز:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍۢ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36].
الخيرة فيما اختاره الله والتواكل
بعد الاطلاع على آية تدل على الخيرة فيما اختاره الله، فلا بد من معرفة أنه يجب عدم التقاعس، وأداء المطلوب من الإنسان من عمل، فلا تعنى أبدًا مقولة الخيرة فيما اختاره الله والتوكل أن يتكاسل المرء عن القيام بأي شيء، حيث إنه يُسلم أمره كله إلى الله، ولكن ينبغي الحرص على الآتي:
- إن التوكل على المولى يتم عبر أخذ الأسباب، بجانب وجود يقين تام في قلب المؤمن بأن ما يختاره الله هو الأفضل، ويحمل الخير له.
- لا يقوم الإنسان بالتواكل على الله بحجة أنه هو الذي سيُحدد له طريقه المكتوب، وما يُلائمه دون بذل أي جهد منه أبدًا، بل يتوكل على المولى وهو يسعى بكامل جهده في الوصول إلى طريقه الصحيح.
- إن التوكل على الله -سبحانه وتعالى- والتسليم بحسن ما يكتبه للمرء يجعل المسلم يكتسب الكثير من الصفات والخصال الجيدة، مثل التحلي بـ: (الصبر، اليقين، الإيمان، الرضا، الطمأنينة).
- على عكس التواكل فهو يجعل الشخص يكتسب الضعف والكسل عن أداء أي عمل، بجانب وجود السلبية واللامبالاة في تصرفاته، ولا يتمتع بالعزيمة والإرادة التي تُميز المسلمين.
اقرأ أيضًا: آيات عن العوض من الله
حديث نبوي شريف عن الخيرة فيما اختاره الله
بعد النظر إلى آية تدل على الخيرة فيما اختاره الله، فتجدر الإشارة إلى أن هناك حديث ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء فيه إن الله إذا أصاب أحد المسلمين بما لا يُرضيه كالمصائب والأمراض، فهذا يعي أنه أراد لعبده الخير من هذا البلاء، ونذكر هذا الحديث خلال النقاط التالية:
- روى صهيب بن سنان الرومي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
“عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له” (المصدر: صحيح مسلم).
تُعتبر المصائب والآفات عبارة عن ابتلاء يُصيب الله به عباده، مثل امتحان لهم؛ وهذا حتى يظهر مدى صدق وقوة إيمان الصادقين، ويرى كذب وزيف الذين يدعون الإيمان بظاهرهم فقط.
قصص عن الخيرة فيما اختاره الله
بعد معرفة آية تدل على الخيرة فيما اختاره الله فمن الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من القصص الواقعية، والتي حدثت بالفعل مع بعض الأشخاص حول فكرة الخيرة، حيث إن تلك فحوى المقولة تحدث بصورة يومية مع الكثير من الأفراد في كافة بقاع الأرض، وسنذكر بعضها خلال السطور الآتية:
1- قصة المزارع
يقول أحد المزارعين أنه كان يعمل في إحدى المزارع، ولكنه لا يعرف الكتابة أو القراءة، وفي يوم ما أراد صاحب المزرعة طرد بعض العمال للتخفيف من الحمل عنه، فطلب منه أن يترك العمل ويذهب لأنه لا يعرف الكتابة.
فشعر الفلاح بالحزن الشديد لأنه فقد مصدر رزقه، وظل يسير في طريقه يبحث عن أي مزرعة أو محل لبيع الطعام، فلم يجد حوله أي محل، فخطرت على باله فكرة أن يقوم بإنشاء محل يبيع فيه بعض الأطعمة الخفيفة، خاصةً وأن المكان لا يوجد به الكثير مثل تلك المحلات.
بالفعل بدأ بتنفيذ فكرته، وأقام المشروع، ونال نجاح وشهرة كبيرة في المكان والبلدة بأكملها في وقت قليل من فتح المحل، وبعد ذلك فتح أكثر من محل تجاري وتمكن من ربح أموال كثيرة.
فذهب حتى يضع ماله في البنك وطلب منه الموظف التوقيع على بعض الأوراق، وقال له المزارع أنه لا يعرف الكتابة والقراءة، وشعر الموظف بالتعجب وقال له تملك كل هذا المال ولا تعرف الكتابة حقًا.
فأجابه المزارع أنه لو كان يعرف القراءة والكتابة لما استطاع جني هذا الربح، وظل يعمل في المزرعة، ولكن هذا ما يقولون عنه الخيرة فيما اختاره الله.
اقرأ أيضًا: آيات قرآنية عن جبر الخواطر
2- قصة السفينة
كان هناك سفينة تسير في البحر ذات يوم؛ وفجأة هبت عاصفة شديدة للغاية أدت إلى غرق السفينة بالكامل، ولم يستطع النجاة منها سوى عدد قليل من الموجودين عليها، ومن بينهم رجل رمته الأمواج إلى خارج السفينة.
فعندما أفاق الرجل وجد أنه على سفينة بالقرب من جزيرة ما، ولا يوجد عليها أي شخص غيره، فجلس فيها يأكل من ثمارها، وكان يذبح أي أرنب يقابله في طريقه ويتغذى عليه، ويشرب من الماء الجاري داخل الجزيرة، وكان يوجد كوخ صغير في الجزيرة ينام فيه هذا الرجل ليحتمي من البرد.
في مرة رغب الرجل أن يُشعل بعض النيران لكي يطهو بعض الطعام ويدفئ المكان قليلًا، فلم ينجح، واشتعلت ألسنة اللهب لتحرق الكوخ، فشعر الرجل بحزن شديد وقال” لماذا يحدث هذا يا رب معي؟ لأن هذا الكوخ كان المأوى الوحيد الذي يحميني من البرد لما أحرقته يا رب”.
بعد مرور القليل من الوقت رأى الرجل أن هناك قارب يقترب منه على الجزيرة حتى ينقذه، فشعر بالتعجب من قدومه وكيف عرفوا مكانه؛ لذلك سألهم كيف عرفتم أن هناك شخص موجود على هذه الجزيرة؟
فأجابوه أنهم رأوا نار تحترق والدخان يتصاعد وفهموا أن هناك أحد الأشخاص يستغيث ويطلب المساعدة، ومن هنا فهم الرجل أن الخيرة فيما اختاره الله بالفعل وأنه لا يفعل أي شيء عبثًا حاشاه.
اقرأ أيضًا: آيات عن التأمل في خلق الله
علاقة الزواج بقول الخيرة فيما اختاره الله
بعد الاطلاع على آية تدل على الخيرة فيما اختاره الله نقوم فيما يلي بتوضيح وجود علاقة كبيرة بين الزواج وتلك المقولة، فإن الرجل أو المرأة قبل الموافقة على الزواج وقبل اختيار شريك الحياة المناسب لهم، يقومون باستخارة المولى -عز وجل- ويسلمون أمرهم إلى ما يختاره لهم من خير، فعلى سبيل المثال:
- بعد أن تتم الخطبة يشعر الشريكان بالراحة لبعضهما البعض بعد استخارة الله، ويكون هناك نوع من التيسير في أمور زواجهما، حيث إن اختيار الله هو الخير والتوفيق دائمًا.
- يمكن أن يرى المرء الخير في أمر ما، ولكن ما يحمله في باطنه هو الشر الكبير له، فيمكن أن يعتقد الزوج أن كرهه لزوجته والابتعاد عنها هو الخير، ولكن هذا لا يكون خير له في الكثير من الأحيان.
يجب على كل إنسان مؤمن مُسلم أن يثق في اختيارات الله -سبحانه وتعالى- له، وعدم الاعتراض على قضائه أيًا كان؛ لأننا البشر لا نعلم الغيب وما يمكن أن يُصيبنا عندما نصل إلى ما نُريد، ولا بد المعرفة أن الحياة الدنيا عبارة عن ابتلاء وامتحان للمرء، وما هي إلا دار اختبار.