موضوع للنقاش عن الحياة

يستحق موضوع للنقاش عن الحياة أن نولي إليه جانبًا كبيرًا من الاهتمام، وذلك لما تمثله هذه الحياة بالنسبة إلى كل إنسان، فليس كل شخص يقدرها أو ينظر إليها نفس النظرة من نفس الجوانب، إلا أن هذا لا يفند حقيقة أن لها جوانب وحقائق ثابتة لا تتغير أبدًا بتغير الناس وتتابع الأجيال وتعاقب الأزمان، وسوف نتطرق إلى النقاش بشكل موضوعي حول هذا الأمر من خلال منصة وميض.

موضوع للنقاش عن الحياة

إذا أردنا أن نخلق موضوع للنقاش عن الحياة فإن ما يمكننا المناقشة حوله هو طبيعة الحياة وسماتها بوجه عام وبعض ما تحويه للإنسان، وللتعرف أكثر إلى الحياة من خلال هذه المناقشة، يجب أن نقسم كل شيء ونتناوله بالتفصيل على حدا، ويمكن تقسيم موضوع للنقاش عن الحياة على النحو التالي:

1- الحياة مدرسة أبدية

إن أول ما يمكن أن نتطرق إليه في الحديث ضمن إطار موضوع للنقاش عن الحياة هو وصفها، ولا وصف لهذه الحياة أدق من أنها مدرسة لا يمكننا أن نتخرج فيها أبدًا، لأن هذه الدنيا مجموعة من الاختبارات التي لا نهاية لها، فالإنسان في امتحان مطوّل على طول حياته لا ينتهي هذا الاختبار إلا بموته.

لا أحد في هذه الحياة صغير على التعلم أو كبير على الخطأ، فسنة الحياة التي قد فطرنا الله عليها قضت بأن كل بن آدم خطاء، بمعنى أن الإنسان كلما سعى جاهدًا من أجل تجنب الخطأ زعمًا منه أنه لم يعد صغيرًا على الخطأ، كلما كان أكثر خطًأ وأكثر تعثرًا وسقوطًا.

لا عيب في أن يتعلم شخص كبير وناضج بعض السلوكيات والأخطاء من طفل صغير قد يكون حفيده حتى، فكلما كان الشخص مدركًا لحقيقة أن الحياة هي مدرسة مفتوحة ولا حدود لها، كلما كان أكثر ارتياحًا في حياته وأكثر هدوءً وتصالحًا مع نفسه ومع كل من حوله.

لأن الحياة مدرسة تضم كل المراحل وتجمع الأشخاص من كل الفئات والأجناس والأعمار، يجب أن نتلقى دروسها ونحفظها عن ظهر قلب، لكي نتجاوز المرحلة الحالية وننتقل لما بعدها، وأن نستذكر كل تلك الدروس جيدًا لأنها سوف تساعدنا كثيرًا في جميع المراحل التالية.

اقرأ أيضًا: مواضيع حلوة للنقاش مع الزوج

2- الدنيا مكان للاستضافة

كلما كان تعامل الإنسان مع الحياة أكثر تعشمًا وأكثر ثقة وثباتًا وتعلقًا، كلما زادت مشقته وعنائه فيها، فتلك الأرض التي كتب علينا نحن كبشر أن نعمرها هي مجرد مكان يستضيفنا لمدة بقائنا على الأرض، وهنا يجب على الإنسان أن يحدد موقفه إما أن يكون ضيفًا خفيفًا إيجابيًا ذو تأثير وإضافة فعالة، أو أن تثقل الحياة به ويثقل هو بها.

من الطبيعي أن يكون الإنسان متعلقًا بكل ما هو جميل وبكل ما يحبه في هذه الحياة، إلا انه يجب أن يكون موقنًا بأن كل جميل تعطيه الحياة له هو شيء مؤقت كما هي مؤقتة، وهو مجرد واجب للضيافة يقدمه مكان الاستضافة الذي يقضي به الإنسان ما كتب له عن الله من عمر، ثم يرد إليه مرة أخرى لكي يحاسب بالثواب أو العقاب على سلوكه وتصرفاته خلال فترة الاستضافة.

3- للحياة مذاقين

سبق وأشرنا في بداية موضوع للنقاش عن الحياة أن الله قد سن من الاختلاف فطرة على هذه الأرض، وهكذا هو الأمر فيما يخص كل شيء بالحياة فهي مليئة بالمتناقضات، يوجد بها كل شيء وعكسه ولقد أوضح الله لذلك للإنسان وصارحه به منذ أن خلقه، فلم يصدمه بشيء ولم يعز عليه شيء.

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)

[سورة الحديد، الآية رقم 20]

هذه الآية الكريمة هي خير دليل على تلك الحقيقة، والتي تشير وتؤكد أن الحياة تحمل في طياتها الزينة والسعادة والبهجة والمتعة، وفي نفس الوقت فيها من المشقة والتعب الكثير، فلا يجب على الإنسان أن يألف اللهو والترف فيها ويهمل مشقتها أو لا يحسب حسابها، كما لا ينبغي عليه أن يرهق نفسه في متاعبها على الدوام دون الاستمتاع بخيراتها.

لتوضيح أكثر الحياة تحتاج إلى إنسان لين ومرن في طباعه وفي تفكيره وإدراكه، لكي يكون أكثر تفهمًا لوضعها وطبعها وحقيقتها، فيكون أهلًا للتعامل والتعايش معها، فلا يحزن ويكون بائسًا طول مداها، ولا يكون كالذين أسكرهم الخمر سكر لا يفيقون منه إلا عند موتهم، فلا يدركوا ما فاتهم ولا يلحقون ما بقيّ لهم.

4- الحياة حافلة بالنماذج الإيجابية والسلبية

الإنسان جزء لا يتجزأ عن الحياة ولا يمكن أن نجزأ الحياة عنه فهو منها وهي منه، وتتسم الحياة بأنها تحمل الخير والشر في آن واحد، ولا تعني كثرة النماذج السلبية من الأشخاص والأحداث أن نتغاضى أن الجانب المشرق منها، ولا تعني أيضًا غلبة الجانب الإيجابي أن الجزء السلبي قد تم محوه ولا وجود له.

أي أن الإنسان يجب أن يحسب حساب الأمرين وأن يتعايش مع فكرة الصدمات العاطفية التي يتعرض لها مهما كانت قوية، فيكون مدركًا أنها تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل شخصيته وتقوية وتثبيت أساسه في الحياة، فإن الإنسان كلما تعامل مع نماذج سلبية ومر بظروف عصيبة، كلما كان أكثر قوة وأكثر ذكاء وسرعة في الفهم وإدراك ماهية وحقيقة المحيطين به.

اقرأ أيضًا: قصص واقعية من الحياة مؤثرة

5- لا حياة بلا الدين

نرى البعض يعتنق مبدأ أنه لا دخل للدين بمسائل الدنيا ولا يجب الخلط بين الأمرين أو إقحام الدين في الدنيا، وهذا بالطبع معتقد ورأي خاطئ بالمرة، فإن الدين مهم جدًا لكي يعيش الإنسان حياته بطريقة صحيحة قويمة، والدنيا مهمة جدًا لكي يتمكن الإنسان من إقامة شعائر دينه فيربح دنياه وآخرته.

لا طعم لهذه الحياة بالنسبة إلى الإنسان إذا لم يكن يشعر بأن هناك من يتولى أمره ويهتم به ويرعى كل شيء يخصه طالما كان فيه الخير، فنجد أنه كلما كان بعيدًا عن ربه وغير مكترث بدينه أيًا كان، كلما كانت حياته مظلمة وبائسة ولا طعم لها، وكأنه يعيش فيها نكرة لا قيمة ولا وجود له.

هنا بالتحديد لا نعرف هل الحياة هي التي تفرض الدين عليها وعلى الإنسان، أم الدين هو الذي يمتلك ذلك المفعول والتأثير الفارق ويفرض نفسه بنفسه، إلا أن الحقيقة الوحيدة المؤكدة في هذا الأمر هو أن الحياة لا قيمة لها إذا كان الإنسان يحياها من دون دين، أي من دون قلب وعقل وآدمية وشعور إنساني تجاه نفسه وتجاه من حوله.

اقرأ أيضًا: أشعار حزينة عن الحياة

6- الحياة مسؤولية

كان الله صريحًا مع الإنسان منذ بدء الخليقة ومنذ اللحظة الأولى له في الحياة، فهذه الدنيا مشقة وعناء مستمر لا ينتهي ولكنه يختلف في مراحله ودرجاته ومدى قوته، فلقد أتى الإنسان لهذه الدنيا لكي يعمل ويشقى ويتعب فيها لكي يضمن لنفسه مساحة ونطاقًا للعيش فيها، بكل ما أوتيَ من قوة ومقدرة حتى يقضي الله به أمرًا كان مفعولا.

(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) [سورة البلد، الآية رقم 4]

تعني هذه الآية الكريمة أن الإنسان لم يخلق في هذه الدنيا لكي يكون منعمًا مترفًا ومرفهًا، بل خلق لكي يحمل المسؤولية ويجد ويجتهد لكي يكون قادرًا على تحمل مواجهة تحديات هذ الدنيا، أي أنه لم يخلق مزودًا ومحملًا بتلك المسؤوليات إلا رحمة به، فيصبح أكثر قوة وأكثر ثباتًا لكي يجتاز اختبار هذه الحياة في نجاح.

إن تناول موضوع للنقاش عن الحياة يستلزم نطاقًا وساعًا وعقلية أكثر تحضر، ونفسية أكثر قابلية للاستيعاب والإدراك، لكي يتمكن الإنسان من فهم مداركها فيسلكها وهو آمن مطمئن.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.