قصة عن صدق الرسول للأطفال
قصة عن صدق الرسول للأطفال شأنها أن تساعدهم على فهم وإدراك صفة الصدق منذ صغرهم، يأخذ المؤمنون الرسول قدوة في حياتهم من خلال التحلي بصفاته الكريمة التي من أجملها صفة الصدق والأمانة سواء الصدق مع الناس أو مع الله، ويحتاج الأطفال بوجه خاص معرفة هذه الصفة الجميلة وكيفية التحلي بها حتى تتم نشأتهم على حب الله ورسوله لذلك سوف نقوم بذكر قصة عن صدق الرسول للأطفال من خلال منصة وميض.
قصة عن صدق الرسول للأطفال
اشتهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلقب الصادق الأمين نظرًا لصدقه وأمانته التي عُرف بها بين الناس قبل البعثة وبعدها، وكان يحث الرسول على الصدق في العديد من الأحاديث كذلك يمكننا تقديم قصة عن صدق الرسول للأطفال حتى يأخذوا الرسول قدوة لهم من صغرهم ويتم غرس تلك الصفة الجميلة فيهم.
كانت قريش قبل البعثة النبوية تذهب إلى الرسول وتضع عنده حوائجهم بل ويأتمنوه على أسرارهم، ولعل من أجمل القصص التي تدل على صدق الرسول وأمانته التي شهدت بها قريش هي قصة صعوده على الجبل بعد البعثة النبوية التي حدث فيها ما يلي:
عندما أمر الله عز وجل سيدنا محمد بالدعوة الجهرية صعد عليه السلام على جبل الصفا ينادي في قومه قائلًا: “أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟“ ردت عليه قريش ردًا دل على صدق الرسول الكريم معهم طوال حياته حيث قالوا: “نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا“.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا إبراهيم للأطفال
قصة عن صدق الرسول بعد البعثة
سوف نتطرق إلى قصة أخرى حدثت بعد البعثة النبوية تدل أيضًا على صدق الرسول مع قومه حيث كانت القبائل في المدينة يختلفون على مكان وضع الحجر الأسود الذي يقام عليه بناء الكعبة.
فكل قبيلة تريد أن تضعه في مكان غير الأخرى فلم يجدوا حلًا لهذا الأمر فعندئذ حكموا فيما بينهم أن أول شخص يدخل إلى الكعبة هو الذي يحدد مكان وضع الحجر الأسود.
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو لمن دخل إلى الكعبة وعندما رأته القبائل قالت: “هذا الصادق الأمين خير الآناس التي دخلت علينا، رضينا بما يحكمه لنا“، قدم إليهم رسول الله وقصت القبائل عليه ما حدث من خلاف بينهم.
فكان حكمه -صلى الله عليه وسلم- أن يأتوا له بثوب حتى يضع عليه الحجر الأسود ومن ثم تمسك كل قبيلة من طرف هذا الثوب ويقومون برفعها إلى المكان الذي حدده الرسول وبالفعل قامت القبائل بفعل ما أمرهم به رسول الله ثم أخذ الرسول الحجر الأسود ووضعه في مكانه وقام ببناء الكعبة الشريفة.
صدق الرسول الكريم كان في الأفعال وكذلك الأقوال حتى في وقت المرح مع أصحابه الذي يكذب فيه البعض لم يقل إلا صدقا، فقد روى عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يجلس بين أصحابه وأتى إليه رجل فاستحمله فقال له الرسول: “إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ“.
رد عليه الرجل متعجبًا وقال له: يا رسول الله ماذا أفعل بولد ناقة؟ فتطرق إليه الرسول قائلًا: “وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلاَّ النُّوقُ؟!“، فعلى الرغم من أن هذه فكاهة بين الرسول وأصحابه إلا أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكذب فيها وصدق في قوله، وتعتبر من أجمل قصة عن صدق الرسول للأطفال يُمكنها يرويها.
قصص من صدق الصحابة
استكمالًا لموضوع قصة عن صدق الرسول للأطفال سوف نقوم بذكر قصص الصحابة أيام الرسول الكريم التي تدل على صدقهم، ومن أشهر هذه القصص هي قصة أبي بكر الصديق الذي لُقب بلقب الصديق لأنه صدق رسول الله في كل شيء أتى به من عند الله وكان له خير صاحب.
روت عائشة -رضي الله عنها- في رحلة الإسراء والمعراج عندما انتشر خبر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- زار بيت المقدس ورجع قبل صباح اليوم أن المشركين ذهبوا إلى أبي بكر الصديق وقالوا له أن صاحبه يقول إنه أسرى به إلى بيت المقدس الليلة.
فرد عليهم أبي بكر قائلًا: أو قال ذلك؟ فقالوا: نعم، قال أبي بكر: لئن قال ذلك لقد صدق، فتعجب المشركين من رد أبي بكر الصديق عليهم بأنه يصدق أن الرسول ذهب إلى بيت المقدس ورجع قبل الصباح فتطرق إليهم أبي بكر قائلًا جملته الشهيرة: “نعم، إني لأصدقه ما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة”.
كان الصحابة يصدقون الحديث مع الله عز وجل في أوقات الغزوات، فقد روى إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قصة حدثت مع أبيه وعبد الله بن جحش تدل على صدقه مع الله حيث قال:
أن في يوم غزوة أحد قال عبد الله بن جحش للصحابة قبل الغزوة هلموا ندعو الله فأجتمع الصحابة في ركن يدعون الله أن ينصرهم في أحد.
فكان سعد بن أبي وقاص يدعوا الله بأنه يلقي رجل شديدًا في الغزوة يظل يقاتله حتى ينتصر عليه ويقتله فسمعه عبد الله بن أبي جحش وقد أمن على دعائه ثم دعا الله هو الآخر بأنه يلقي رجلًا شديدًا يقاتله ويجدع أنفه وأذنه وتطرق قائلًا: “فإذا لقيتك سألتني فيما جُدعت في أنفك وأذنك يا عبد الله قلت فيك وفي رسولك الكريم فتقول لي: صدقت”.
بالفعل نال عبد الله بن جحش ما دعا به الله حيث تطرق سعد في روايته تلك لابنه بأن دعوة عبد الله كانت أصدق من دعوته لأنه قد شاهده ليلًا بعد الغزوة وكان أنفه وأذنه بهما جرح ومعلقان في خيط.
على الرغم من أن الإسلام حث على الصدق وعدم الكذب سواء في الأقوال وفى الأفعال وقد بين ذلك رسول الله من خلال القصص التي تم ذكرها إلا أنه يجب على المرء أن يصدق حديثه مع الله أيضًا في جميع أموره الدينية والدنيوية فإن ذلك أعظم الصدق.
اقرأ أيضًا: سبب وفاة النبي يوسف
فضل الصدق في الإسلام
بعد أن تعرفنا على قصة عن صدق الرسول للأطفال سوف نتعرف الآن على فضل الصدق في الإسلام وما يناله الصادقين جزاء صدقهم في الدنيا والآخرة مع دلالة بعض الآيات من القرآن الكريم التي تدل على عظم مكانة الصدق عند الله عز وجل حيث يكمن فضل الصدق فيما يلي:
1- الصدق يؤدي إلى الإخلاص
إن الرجل الصادق الذي لا يقول إلا صدقًا ولا يعرف طريقًا للكذب فقد اجتمع في قلبه صفة الإخلاص لله تعالي لأنه يفعل ذلك ابتغاءً لمرضاة الله ويقينه التام بأنه سوف يحاسب أمام الله عن صدق حديثه مع الناس وصدق نيته مع الله، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب الآية من :7:8
“وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ﴿٧﴾ لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ“.
2- الصدق يؤدي إلى النجاة يوم القيامة
من أعظم ثواب الصدق يوم القيامة أنه يؤدي إلى النجاة من النار ونيل رضا الله فإن الشخص الذي يكون صادقًا في الدنيا مع نفسه ومع الناس وفى أفعاله مع الله يجزي بذلك خيرًا في الآخرة كما جاء في قوله تعالى في سورة المائدة الآية 119:
“هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم“ فلا يوجد شيء أعظم من هذا يجعل المؤمنين يخشون الكذب ويحبون الصدق متبعين بذلك أخلاق رسول الله طامعين في النجاة يوم القيامة.
اقرأ أيضًا: قصة خيالية قصيرة عن القمر والفضاء للأطفال
3- الصدق يؤدي إلى الطمأنينة
الأشخاص الذين يصدقون القول والفعل سواء مع الناس أو مع الله لابُد وأن يكون لديهم طمأنينة عند حدوث كل شيء لا يأتي على هواهم لعلمهم بأن الله هو المدبر ويفعل كل ما هو خير، ويؤدي الصدق أيضًا إلى الثبات عند قول الحق وفعل الأشياء التي يأمرنا بها الله حتى لو كان يستخف الناس بما نفعل.
فيزال المؤمن مطمئنًا لا يخشى شيئًا في حياته نظير صدقه والدليل على ذلك ما جاء في الحديث الشريف: “ دعْ ما يُريبُكَ إلى ما لا يُريبُكَ فإنَّ الصدقَ طُمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبَةٌ” صحيح الترمذي.
صفة الصدق من أجمل الصفات التي يجب أن يتم غرسها في الأطفال منذ صغرهم حتى يتعلمون قول الحق ويخشون عذاب الله عند الكذب.