بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله
بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله من شأنه أن يكون مرجعًا جيدًا لمن يود أن يتعمق في الدين الإسلامي ليعرف من هم السبعة الذين سيتغمدهم الله برحمة منه وفضلًا، ويظلهم يوم لا ظل إلا ظله، حيث إن الشمس يوم الحساب سوف تكون فوق رؤوسنا، ولا نجاة من الهلاك إلا برحمة الله عز وجل، لذا دعونا نتعرف عليهم من خلال منصة وميض.
بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله
على الرغم من كثرة المشاعر الطيبة التي تنتشر في الحياة الدنيا، والتي تتشكل في حنان الأم على ولدها، ورحمة الأب بأبنائه، والشعور الطيب بين الزوج والزوجة، إلا أن تلك المشاعر الحانية ما هي إلا جزء من مائة جزء من رحمة الله عز وجل.
فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أبي هريرة: “لو يَعلَمُ المُؤمِنُ ما عِندَ اللهِ مِنَ العُقوبةِ؛ ما طَمِعَ بالجنَّةِ أحدٌ، ولو يَعلَمُ الكافِرُ ما عِندَ اللهِ مِنَ الرَّحمةِ؛ ما قنَطَ مِنَ الجنَّةِ أحدٌ، خلَقَ اللهُ مِئةَ رَحمةٍ، فوضَعَ واحِدةً بَينَ خَلقِهِ يَتراحَمون بها، وعِندَ اللهِ تِسعٌ وتِسعونَ رَحمةً” (صحيح).
من مظاهر رحمة الله -عز وجل- بعباده يوم الحساب أنه سوف يفيض بظله على الأناس الذين اتبعوا السبع خصال المذكورة في الحديث الشريف الذي سنهم بتفسيره من خلال الاسترسال في البحث عن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، والذي نبدأه معكم من خلال السطور التالية.
اقرأ أيضًا: بحث عن الزكاة كامل مع المراجع
عناصر البحث
- مقدمة البحث.
- معنى يظلهم الله في ظله.
- من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظله.
- التعرف على صفات أولئك السبعة.
- خاتمة البحث.
مقدمة البحث
على الرغم من أن الله شديد العقاب إلا أنه هو التواب الرحيم الذي من شأنه أن يغفر ويرحم يوم الحساب، فهو يعلم مدى ضعف الإنسان وقلة حيلته، لذا أخبرنا أنه هناك سبعة من الأشخاص سوف يكون لهم الأمن يوم المشهد العظيم، وسوف نتعرف عليهم بشيء من التفصيل من خلال كتابة بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله.
أملًا في أن نسير على نهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، كي نرتقي إلى أعالي درجات الإيمان ونكون من أولئك السبعة بأمر الله عز وجل.
معنى يظلهم الله في ظله
من خلال التعرف على أهم عناصر بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله، نجد أقوال العلماء قد اختلفت في الأمر، فمن المعروف أنه في يوم القيامة سوف تقترب الشمس كثيرًا من كوكب الأرض إلى أن تصبح فوق رؤوس الخلائق.
لا ندري حينها ما الذي من الممكن أن يحدث لنا، ولكن نأمل أن نكون من أولئك السبعة الذين سوف نذكرهم لكم تباعًا، إلا أننا الآن بصدد التعرف على الأقوال المختلفة التي فسرها العلماء على أنها معنى لعبارة يظلهم الله في ظله، حيث أتت التفسيرات المختلفة على النحو التالي:
1- الاستظلال بشيء مادي
فسر بعض العلماء الأمر على أن الله يوم الحساب سوف يخلق لمن كانوا من أولئك السبعة، عنصرًا كبيرًا سوف يستظلون به، كالشجرة اليافعة ذات الأغصان المتعددة، والتي من شأنها أن تحميهم يومها من حرارة الشمس.
2- لن يتأثر السبعة بالحرارة
إلا أن هناك بعض العلماء قد فسروا الحديث على أن من شأن أولئك السبعة ألا يشعروا باقتراب الشمس من الأرض، وبالتالي فإنهم لن ترتفع حرارتهم ولن يتعرضوا إلى الاحتراق كالكفار والآثمين، إلا أننا لا نعلم مدى صحة تلك التفسيرات.
فما هي إلا اجتهاد من العلماء، على أمر في علم الغيب لا يعلمه سوى الرحمن عز وجل.
3- ظل عرش الرحمن
من خلال البحث عن سبعة يظلهم الله في ظله، قد نجد أن ذلك هو القول الراجح، وهو أن يظلهم الله -عز وجل- في ظل عرشه الممتد الذي لا يمكن للعين أن تأتي بأوله من آخره.
حيث نسب الظل في الحديث إلى الله عز وجل، ولكن ذلك من أجل التشبيه المعنوي، كون الله -عز وجل- منزه من أن يكون له صفة بشرية مثل الظل الذي يظهر للإنسان أو أي من المخلوقات التي خلقها الله عز وجل.
4- ظل الجنة
أيضًا لا نعلم مدى صحة ذلك التفسير، إلا أنه من الممكن أن يكون المقصود هو ظل من الجنة منجاة لهم من هول المشهد يوم القيامة.
اقرأ أيضًا: بحث جاهز كامل عن الطلاق
من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظله
أولئك السبعة هم من أخبرنا عنهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من رواية، حيث قال في إحدى الروايات عن أبي هريرة رضي الله عنه:
“سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمَامُ العَادِلُ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فَقَالَ: إنِّي أخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ، أخْفَى حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ” (صحيح).
كما حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أخرى قائلًا:
“سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تحتَ ظلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ: إمامٌ مُقْسِطٌ، ورجلٌ لقِيَتْهُ امرأةٌ ذاتُ جمالٍ ومَنْصِبٍ فعرضتْ نفسَها عليهِ فقال: إني أخافُ اللهَ ربَّ العالمينَ، ورجلٌ قلبُه مُعَلَّقٌ بالمساجدِ، ورجلٌ تَعَلَّمَ القرآنَ في صغرِه فهو يتلوهُ في كبرِه، ورجلٌ تصدقَ بصدقةٍ بيمينِه فأخفاها عن شمالِه، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ في بَريَّةٍ ففاضتْ عيناهُ خشيةً من اللهِ عزَّ وجلَّ، ورجلٌ لَقِيَ رجلًا فقال: إني أُحِبُّكَ في اللهِ فقال له الرجلُ: وأنا أُحِبُّكَ في اللهِ” (صحيح) رواه أبو هريرة.
إلا أن الأمر لا يختلف كثيرًا في الروايتين، لذا ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على كل من أولئك السبعة بشيء من التفصيل، حتى نكون منهم بأمر الله عز وجل، فنأمن أن نتعذب من حرارة الشمس يوم المشهد العظيم.
في سياق كتابة بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله علينا أن نتناول كل منهم على حدة من أجل التعرف على كافة صفاتهم، كي نقتدي بهم في الحياة الدنيا، ويكون لنا النصيب في أن نكون منهم في الآخرة بأمر الله عز وجل، حيث أتت صفاتهم على النحو التالي:
1- الإمام العادل
الإمام العادل هو من يتولى الحكم في أمر المسلمين فلا يظلم ولا يجور، حيث ينصر صاحب الحق على الباطل، ويعمل على إنصاف الضعيف، ولا يرد السائل، ويقدم النصح لعامة المسلمين، فالأمر لا يقتصر على إمام المسجد أو القاضي فقط.
فكل من له الحكم والولاية من شأنه أن يكون إمامًا عادلًا، حتى يفيض الله عليه من رحمته، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية عبد الله بن عمر:
“كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فالإِمامُ راعٍ وهو مَسْئُولٌ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِهِ وهو مَسْئُولٌ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها وهي مَسْئُولَةٌ، والعَبْدُ راعٍ علَى مالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْئُولٌ، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ” (صحيح).
لذا على الإمام أن يحرص أن يكون عادلًا حتى ينال نصيبًا من رحمة الله عز وجل، وعليه أن يقتدي بالخلفاء الراشدين كونهم أعدل من خلق الله تعالى، فهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتبعوه في كافة الصفات ومنهم الفاروق عمر بن الخطاب.
حيث كان يخشى أن يسأله الله -عز وجل- عن دابة في بلدة أخرى إن تعثرت قدمها، كونه حاكم البلاد في تلك الفترة.
2- شاب نشأ في طاعة الله
يعلم الله -عز وجل- أن أضعف الفترات التي يمر بها الإنسان في حياته هي فترة الشباب، فمن شأن الشاب أن يفتن ويقع في الشهوات، لذا إن كان حريصًا على نيل رضا الله عز وجل، عليه أن يقوم في تلك الفترة على الأخص بالتمسك بالفرائض، والابتعاد عن الشهوات المحرمة.
كما عليه أن ينتظر إلى أن يحصل على كل ما يريد بالطرق الشرعية، فمن شأن مرحلة الشباب أن تحدد مصير المؤمن طوال فترة حياته، فالله يعلم مدى صعوبة الأمر لذا سيكافئ من يقوم بذلك بأنه سوف يكون في معيته -جل شأنه- يوم يفر المرء من أخيه.
لذا حري بالشاب أن يكون أقوى من الفتن ومن الشيطان، وألا يتبع خطواته ويقي نفسه الشبهات، امتثالًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية النعمان بن البشير:
“سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: وأَهْوَى النُّعْمانُ بإصْبَعَيْهِ إلى أُذُنَيْهِ، إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهاتِ وقَعَ في الحَرامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ مَحارِمُهُ، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ“ (صحيح).
3- رجل قلبه معلق بالمساجد
لا يقصد بالرجل الذي قلبه تعلق بالمسجد أن يكون مقيمًا للصلاة فقط، بل من شأنه أن يكون من يذكر الله فيها ويعمل على عمرانها، بدلًا من أن تترك بيوت الله خاوية، فقد قال الله -عز وجل- في محكم التنزيل في سورة التوبة الآية رقم 18:
“إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ“.
فبيوت الله من أكثر بقاع الأرض أمانًا، حيث يشعر من يجلس فيها بأن الدنيا ما هي إلا متاع الغرور، فهو في قطعة من قطع الجنة، مؤتنسًا برحاب الله -عز وجل- وذكره، حتى تعلق قلبه بالمسجد، فأصبح لا يمكنه المكوث يومًا كاملًا دون أن يذهب إليه ويقضي فيه الساعات الطوال.
بين الصلاة وذكر الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وقول أذكار الصباح والمساء، وأيضًا التدبر في سير الصحابة -رضوان الله عليهم- أجمعين، فأولئك الأشخاص من قال فيهم الله تعالى في سورة النور الآيات من 36 إلى 38:
“في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصلاةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ والأبصار* لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يشاء بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
اقرأ أيضًا: بحث عن جابر بن حيان
4- رجلان تحابا في الله
في سياق البحث عن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، نجد أن منهم رجلين تحابا في الله، أي أنهما قد تعاونا على البر سويًا ولا تربطهما أي من العلاقات الدنيوية المغرضة، فهما ليسوا أصحاب عمل أو دراسة من شأنهما أن تنتهي صداقتهما بمجرد الانتهاء من تلك الفترة.
الجدير بالذكر أن المتحابين في الله لا يكون مسار حديثهما إلا في الخير، فهما لا يغتابان أو ينمان على خلق الله، حتى لا تكون جلستهما محملة بالآثام، بل هما من يعينان بعضهما البعض على تقوى الله عز وجل، وإن أصاب أحد منهما مكروه شعر به الآخر وتألم لألمه.
هؤلاء من قال فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية النعمان بن البشير: “مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى”.
5- رجلًا دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله
لعله من أهم العناصر التي نذكرها عبر بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، هو ذلك الرجل الذي تدعوه امرأة لممارسة الفحشاء معها، إلا أنه يتقي الله فيرفض، كونه يعلم أنه بذلك سوف يكون أصاب إحدى الكبائر التي من شأنها أن تكون سببًا لهلاكه، إن لم يقبل الله توبته.
فالله -عز وجل- هو من خلق البشر، ويعلم ما تسول لهم أنفسهم، لذا فهو يعلم كم أن الأمر بالغ الصعوبة، لذا كانت المكافأة على قدر مقاومة الإنسان للفتن، ولعل أفضل قصة نستشهد بها في ذلك الأمر هي قصة يوسف عليه السلام، حيث قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة يوسف الآيات من 22 إلى 30:
“وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ* وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ*…
…وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ* كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ* فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ*…
…يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِين* وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ“.
6- رجلًا تصدق بصدقة فأخفاها
الإنفاق في سبيل الله من أهم السبل التي يمكن أن يتبعها المسلم لنيل رضا الرحمن، فهو بذلك يشعر بأخيه المسلم ويعطيه من فضل الله -عز وجل- عليه، فما أجمل أن يكون المجتمع متآخي، فلا يشعر الغني بالتكبر وعلو الشأن مما يجعله يمن على الفقير إن قام بإعطائه من رزق الله.
كذلك لا يشعر المحتاج أنه مهان في مجتمع لا يعرف قلبه الرحمة، لذا من خلال بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، نجد أن منهم من ينفق الأموال في سبيل الله دون أن يتباهى أمام الناس بما بفعل، بل دون أن تعلم يساره ما أخرجت يمينه، كما أنه سينال فيضًا من الحسنات.
حيث قال الله تعالى في سورة البقرة الآية رقم 261: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.
لذا حري بالمسلم أن يقوم بالإنفاق في سبيل الله عز وجل، فهذا نصيب الفقراء والمحتاجين، قد من الله به على المسلم كي ينال ثواب إعطاءه لهم.
7- رجلًا ذكر الله في الخفاء ففاضت عيناه
مما لا شك فيه أن المسلم من شأنه أن يذكر الله في السر والعلانية، إلا أنه يقوم بذلك حبًا في المولى عز وجل، وليس رياءً، إلا أن الله قد وعد من يقوم بذكر الله في الخفاء بعيدًا عن أعين الناس، ثم بكى من خوفه من الله عز وجل، بأن يتغمده بفضل منه ورحمة يوم القيامة.
حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: “ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ* حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ* ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ* لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ” سورة الحج الآيات من 30 إلى 33.
لذا حري بالمسلم أن يستلذ بطاعة الله -عز وجل- في الخفاء بعيدًا عن أعين الله ويتذكر ملكوته وجبروته ويدعوه أن يكون من السبعة الذين سوف يظلهم في ظله يوم القيامة.
اقرأ أيضًا: ابحث عن إحدى المشكلات البيئية التي تعاني منها بعض المدن
خاتمة البحث
إن الله -عز وجل- أرحم من أن يعذب عبدًا شهد بأنه لا إله إلا الله، لذا علينا أن نجتهد ونسعى إلى أن نكون من أولئك الذين ذكرناهم في بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله، حتى نأمن العذاب الأليم، فمن ينظر الله إليه بعين الرحمة لا يعذبه أبدًا.
إن الله أعلم بمن خلق، لذا لم يصعب عليهم الأمر، بل أتاح لنا من خلال ديننا اليسير الكثير من الأمور على ألا ينفذها المسلم بنحو خاطئ، فتكون النتيجة أن يحرم نفسه من أن يكون أحد أولئك من ذكرناهم في بحث عن سبعة يظلهم الله في ظله.