دعاء الابتعاد عن الفواحش
دعاء الابتعاد عن الفواحش يساعد المسلمين على تجنب الوقوع فيها، حيث إن للدعاء تأثير كبير في رفع ومنع الابتلاءات عن المسلم في حياته الدنيا، ومن طبيعة الإنسان أنه يقع في الخطأ، ويرتكب الذنوب والمعاصي، وفي إطار عودته إلى بارئه عليه ترديد أدعية التوبة والابتعاد عن الذنوب والفواحش، ذلك ما نُعرفكم عليه عبر منصة وميض.
دعاء الابتعاد عن الفواحش
كل إنسان يُخطئ في حياته يكون بحاجة ماسة إلى الأدعية، والتي يتمكن من خلالها التوبة إلى المولى –عز وجل– والرجوع إليه من جديد، وسنوضح لكم دعاء الابتعاد عن الفواحش عبر النقاط التالية:
- اللهم أسألك أن تهدني لأحسن من أخلاقي أنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت العلي الكريم.. وأصرف عني سيئات نفسي أنه لا يصرف عني سيئاتها إلا أنت يا رحمن يا رحيم.
- اللهم إن الخير كله بيديك والشر ليس إليك.. تباركت وتعاليت يا غافر الذنوب ومُطهر الأرواح أبعد عني الفواحش وارتكاب المعاصي.. واجعلني دائم على طاعتك وفعل كل ما يُرضيك.. إنك أنت أرحم الراحمين.
- اللهم اغفر ليّ إن شئت.. وارحمني في دنياك إن شئت.. رب أغفر ليّ وتُب عليّ إنك أنت التواب الرحيم.. سبحانك ربي ما أعظم قدرتك ورحمتك.. اللهم اغفر لي وارحمني إنك أنت العلي العظيم.
- اللهم أيما عبدٌ تاب إليكَ وهو في علم الغيب لديك.. فأسألك أن تصفح توبته وعائد في ذنبه وخطيئته.. فإني أعوذ بك أن أكون كذلك.. فأسألك أن تجعل توبتي هذه توبة لا أحتاج بعدها إلى توبة.. وإن تكون توبة موجبة لمحو ومسح ما سلف وبدر مني.؟. وأسألك السلامة فيما بقي.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستغفار من ذنب كبير
أدعية التوبة عن الزنا من السنة
بعد النظر إلى دعاء الابتعاد عن الفواحش، فلا بد من توضيح مجموعة من الأدعية الأخرى التي وردت عن نبي الله –صلى الله عليه وسلم– في أحاديثه الشريفة الخاصة بالتوبة من الوقوع في الفواحش مثل الزنا، وسنذكرها عبر ما يلي:
- ورد عن شداد بن أوس –رضي الله عنه– أن سول الله صلى الله عليه وسلم قال إن سيد الاستغفار:
“اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ – أو: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ – وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ” (المصدر: صحيح البخاري). - روى عن أبي بكر الصديق –رضي الله عنه– أن نبي الله محمد –صلى الله وسلم– علمه دُعاء يدعو به في صلاته، وقال:
“قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ” (المصدر: صحيح البخاري). - ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يقول في سجوده:
“اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ” (المصدر: صحيح مسلم).
اقرأ أيضًا: دعاء يغفر الذنوب كلها
أدعية الثبات على التوبة من الزنا
بعد معرفة دعاء الابتعاد عن الفواحش، فتجدر الإشارة إلى الاطلاع أيضًا على الأدعية التي تساعد المسلم على الثبات على التوبة، وعدم العودة إلى ارتكاب الفواحش والمعاصي مرة أخرى، وسنوضحها خلال النقاط التالية:
- استخدم رسول الله –صلى الله عليه وسلم– الآية رقم 8 من سورة آل عمران في الدعاء بها، حيث قال تعالى:
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ). - ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها وأرضاها– أنها قالت:
“قلتُ: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إنْ علِمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ ما أقولُ فِيها؟ قال: قُولي: اللهمَّ إنكَ عفوٌ، تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي” (المصدر: صحيح الجامع). - روى عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه– أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– قال:
“اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى. وفي روايةٍ: وَالْعِفَّةَ” (المصدر: صحيح مسلم). - عن الحسن بن عليّ – رضي الله عنه – قال:
“علَّمني رسولُ صلَّى عليْهِ وسلَّمَ كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ، – قالَ ابنُ جوَّاسٍ: في قنوتِ الوترِ اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ” (المصدر: صحيح أبي داود).
اقرأ أيضًا: دعاء يغفر الذنوب ولو كانت مثل حبات الرمل
شروط التوبة الصادقة
بعد الاطلاع على دعاء الابتعاد عن الفواحش، فمن الجدير بالذكر توضيح أهم شروط تحقيق التوبة الصادقة حتى يتقبلها الله – سبحانه وتعالى – من الإنسان؛ لذلك سنعرض تلك الشروط عبر النقاط التالية:
- إن يكون نية الإنسان مُخلص لله تعالى وحده، حيث قال تعالى في كتابه العزيز:
(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) [النساء: 146]. - إدراك الوقت المخصص لقبول التوبة، وهذا يكون من قبل طلوع الشمس من المغرب، فإن التوبة مُتاحة للإنسان في أي وقت حتى قيام الساعة، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم–:
“إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا” (المصدر: صحيح مسلم). - الإقلاع والابتعاد عن الذنب، أي يقوم العبد بترك الفاحشة والمعصية التي كان يرتكبها، ويتقرب من المولى –عز وجل– بالصدقة والأعمال الصالحة.
- العزم الجازم على هجران الذنب، وعدم العودة إليه مرة أخرى في المستقبل، وأن الإنسان يعزم على إصلاح جميع الأمور التي بدرت منه في الفترة السابقة، ومن تقصير تجاه عبادة ربه.
إن للتوبة والدعاء فضل كبير وعظيم عند الله تعالى، ويكون قائم على مدى إيمان الإنسان بربه وبقدرته، وإن أفضل الأدعية دعاءً هي الابتعاد عن الفواحش في الحياة الدنيا، والتوبة لتحقيق رغبات الإنسان في الدنيا والآخرة أيضًا.