دعاء التوبة من العادة
دعاء التوبة من العادة من شأنه مساعدة المسلمين في الرجوع لله، حيث إن العادة السرية تعتبر واحدة من أكثر الظواهر السلبية التي يفعلها العديد من الأشخاص، وبالرغم من اختلاف آراء الفقهاء في كونها مُحرمة أم مُباحة، إلا أنها شيء ضار بكل المقاييس، والله عز وجل نهانا عن إلقاء أنفسنا في التهلكة، لذا فمن الضروري الحرص على قول الأدعية التي تُهذب النفس وتُعيد الإنسان إلى الله تعالى، وهذا ما سنعرفه من خلال منصة وميض.
دعاء التوبة من العادة
من المعروف أن الإنسان ضعيف جدًا أمام شهواته، ولا شيء غيرها يمكنه أن يقع بالمؤمن الحق في معصية، لذا من الضروري الحرص على الرجوع إلى الله دائمًا، فهو وحده خالق النفوس وبإمكانه تقويمها، ومن رحمة الله عز وجل بعبادته أنه يفتح لهم باب التوبة دومًا.
حتى وإن كان الإنسان يوسوس له الشيطان أنه فعل هذا الذنب مرِارًا وتكرارًا ويجعله بشعر بالانكسار، إلا أن الله عز وجل دائمًا يقبل توبة عباده الصالحين، وسوف نتعرف على صيغ دعاء التوبة من العادة، من خلال النقاط التالية:
- ربي إنس ظلمت نفسي كثيرًا، أنت من خلقتني ووحدك قادرًا على تهذيبي، فأغفر لي يا أرحم الراحمين، وتقبل مني توبتي وألحقني بالصالحين.
- اللهم إني استغفر من كل ذنب فعلته ولم أفعله، فليس لي من دونك وليًا ولا نصيرا، فتقبل دعائي واجعلني من التائبين.
- اسألك اللهم التوبة النصوحة التي تعود فيها نفسي لك، فأجب لي مطلبي واجعلني كما تحب أن ترى عبادك المؤمنين.
- اللهم إني أعلم إني أعصيك، فلم يكُن هذا استخفافًا بك، ولكن غلبتني نفسي كثيرًا، فاجعلني في رعايتك وحفظك، ولا تجعلني من المعتادين.
- سبحانك اللهم إني استغفر من كل ذنب عظيم، فاغفر لي ما ظهر من ذنوبي وما بطن، ولا تجعلني مما لهتهم الحياة الدنيا عن الآخرة.
- ربي إني عبدك بن عبدك، أسألك بحق قول لا إله إلا الله أن تجعلني من التائبين، وأن ترحمني في الدنيا والآخرة.
- اسألك اللهم أن ترفعني عندك درجات في الجنة، وأن تجعلني من القوم الصالحين، وأن تتوب عليَ وتغفر لي ذنوبي، إنك أرحم الراحمين.
- اسألك اللهم أن تغنيني بحلالك عن حرامك، وأن تغفر لي ما سولت لي نفسي، وأصلح لي شأني ودبر لي أمري، فإني لا أُحسن التدبير، وأنت على كل شيء قدير.
- رب اغفر لي خطاياي، ولا تجعلني من القوم المعتادين، ووفقني لِما تحب وترضى، ولا تجعلني من الذين نسوا آخرتهم بدنياهم.
- اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي، واغفر لي سيئاتي، ولا تجعل ذنوبي تهلكني، فإنك أنت القدير العزيز.
- رب ارحم ضعفي وقلة حيلتي، وعافني في سمعي وبصري، وألهمني التقوى والعفو والمغفرة، فليس لي حول ولا قوة إلا بك.
اقرأ أيضًا: دعاء التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي
أدعية التوبة من القرآن والسُنة
إن باب التوبة يفتحه الله دائمًا أمام عباده، والعادة السرية واحدة من أكبر المساوئ التي قد يفعلها الشخص فتُشعره بتأنيب الضمير، لأن الإنسان بطبعه يميل إلى القوام، وعلى الرغم من أنه لم يرد دعاء التوبة من العادة السرية واضح أو صريح من القرآن أو السُنة النبوية المطهرة.
إلا أن هناك عدد كبير من الأدعية المتعلقة بالتوبة بوجه عام وردت في السُنة النبوية والقرآن الكريم، وسوف نذكر بعضًا منها، من خلال النقاط التالية:
- إن أدعية التوبة لله عز وجل واحدة من أكثر الأشياء التي كان يحرص عليها النبي، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعاً، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ)
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على قول أدعية التوبة، ومن بينها قوله (اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
- دعاء التوبة الذي كان لا يفارق الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ لك الحمدُ، أنتَ ربُّ السماواتِ والأرضِ. لك الحمدُ أنت قيمُ السماوات والأرض ومن فيهنّ. لك الحمدُ، أنت نورُ السماواتِ والأرض، قولك الحقُّ ووعدُك الحقُّ، ولقاؤكَ حقّ. والجنة حقٌ، والنارُ حق، والساعة حقٌ، اللهمًّ لك أسلمتُ، وبكَ آمنتُ، وعليك توكلت. وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت. فاغفرْ لي ما قَدّمتُ وما أخَّرت وأسررْت وأعلنت، أنتَ إِلهي لا إِله لي غيرك).
- بالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أشرف الخلق والمرسلين، إلا أنه كان حريصًا على التوبة، ويمكن الاستدلال على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم (ربِّ اغفرْ لِي، وتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أنتَ التوابُ الغفورُ).
- اللهم بحق قولك تعالى: (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا)، اسألك أن تغفر لي خطاياي، ووفقني لِما فيه الخير لي، ولا تجعلني من القوم المعتادين.
- اسألك اللهم بحق قول (رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ) أن ترحمنا، وتذهب أنفسنا وترشدها تقواها، إنك قادرًا على كل شيء، وليس لما من دونك حولًا ولا قوة.
- ربي أنت ولينا، وإني أعلم إني أعصيك، فاغفر لي ذنوبي وأبدلها حسنات وتقبل توبتي، بحق قولك (أَنتَ وَلِيُّنا فَاغفِر لَنا وَارحَمنا وَأَنتَ خَيرُ الغافِرينَ).
- اسألك اللهم التوبة النصوحة مما أنت به أعلم، فبحق قولك (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا) اسألك الجنة ونعيمها، والرحمة والمعفرة في الحياة الدنيا، إنك أنت التواب الرحيم.
اقرأ أيضًا: دعاء التوبة من العادة السرية
أنواع التوبة
إن الله عز وجل يحب عباده التائبين، وأكد العديد من الفقهاء على أن ممارسة العادة السرية واحدة من المُحرمات لكونها تعود بالأذى على الإنسان صحيًا وجسديًا، لذا فمن الضروري الابتعاد عنها والتوبة النصوحة لله عز وجل.
قبل أن يتساءل الكثيرون حول دعاء التوبة من العادة، يجب العلم أن التوبة أنواع مختلفة، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي كالتالي:
- التوبة النصوحة: تسمى أيضًا بالتوبة الأصح من الصحيحة لكونها تجعل العاصي يكره ما كان يفعل من قبل ويكون مُنزه تمامًا عن فعل ذلك الذنب أو الرجوع له مرة أخرى.
- التوبة الصحيحة: هذا النوع من التوبة هو أن يتوب العبد العاصي لربه من كل ذنب اقترفه توبةً صداقة من القلب.
- التوبة الفاسدة: هذه التوبة من أسوء الأنواع التي قد يقترفها العبد، لكونها توبة شفهية فقط، أي أنها التائب يكون ما زال لديه لذة الرجوع للمعصية مرة أخرى.
شروط قبول التوبة
حدد الفقهاء من خلال دراسة السُنة النبوية الشريفة، أن توبة العبد لله عز وجل يلزمها استيفاء العديد من الشروط الهامة، لذا فإن دعاء التوبة من العادة السرية لكي يُقبل، من الضروري أن تتوافر شروط التوبة لدى الإنسان، وهي على النحو التالي:
- ترك الذنوب تمامًا واستقباحها.
- طاعة الله عز وجل قولًا وفعلًا.
- الندم الشديد على الذنب الذي تم فعله في الماضي.
- إخلاص النية لله عز وجل، والرغبة في الفوز بنعيم الجنة.
- العزم على عدم الرجوع لمعصية الله عز وجل مرة أخرى.
- إرجاع كافة الحقوق لأصاحبها مرة أخرى سواء كانت تلك الحقوق أموال، أو أمانة.
اقرأ أيضًا: دعاء التوبة والرجوع إلى الله مكتوب
فضائل التوبة
إن التوبة لله عز وجل واحدة من أكثر الأشياء التي تعود على الإنسان بمنافع كثيرة، سواء كانت في الدنيا أو في الآخرة، والله تعالى يُحب عباده التائبين ويرفعه عنده درجات في الجنة، ولها العديد من الفضائل، والعادة السرية لكونها من العادات السيئة فإن التوبة منها تعود بالنفع على الإنسان كثيرًا، وفضائل التوبة تأتي على النحو التالي:
- التوبة هي سببًا من أسباب دخول العبد الجنة.
- يفرح الله عز وجل فرحًا كبيرًا بعباده التائبين.
- تنزل البركة على العباد التائبين توبة نصوحة لله عز وجل.
- قد تكون التوبة واحدة من الأسباب التي تجعل العبد يحظى بحُب الله تعالى.
- سببًا قويًا في النجاة من عذاب النار.
- تُعظم أجر العبد عند الله تعالى.
- تعلم على تحقيق الإيمان.
- التوبة هي سبب زيادة الخير والرزق والبركة في حياة التائب.
- ينال العبد دعاء الملائكة من التوبة.
- تعتبر التوبة واحدة من أسباب فلاح العبد في الدنيا.
- يُبدل الله سيئات العبد التائب بحسنات.
العادة السرية من أكثر الأشياء التي تتسبب للإنسان في ضيق الصدر، وقلة الرزق، لذا فإن التوبة منها شيء واجب ويعود على العبد بالعديد من الفضائل، ولكن ذلك بعد توافر شروط قبولها.