دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين
تتعدد الصيغ الخاصة بدعاء الفرج والرزق وقضاء الدين، فمن غير الله نلجأ له في أوقات الكرب والهم والغم؟ فإلى الله نهرب هروب المحبين، ونلجأ له ونستعين به، والجدير بالذكر أن الدعاء بالرزق وتفريج الكروب ورفع الغموم والهموم إذا ما تبعهم الصبر يؤجرك الله عليهم، وعبر منصة وميض سنعرض لكم أجمل صيغ دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين.
دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين
قضاء الدين في الإسلام هو وسيلة لتفريج الهم على أخيك وجارك، ومعاذ الله أن يكون وقوفك بجانب من احتاجك لا أجر عليه أو يذهب أدراج الريح سُدى، فالدين في الإسلام لا يختص بالأمور المادية والنقدية فقط، ولكن الله تبارك وتعالى يُثيب من يساعد عباده الذين وقعوا في الأزمات بجنات النعيم وثواب عظيم لا ينقطع فضله.
على الجانب الآخر نجد الشخص الذي احتاج للدين وأقرضه أحد الصالحين هذا المبلغ بهدف تفريج كربه ومد يد العون له لإخراجه من بئر مشاكله مضطرٌ إلى سداد هذه النقود، فالدين لا يسقط في الإسلام على عكس القانون.
ففي حال ما كنت مديونًا لشخصٍ ما فإنك أمام مُفترق طرق له سبيلين لا ثالث لهما، الأول هو الدفع وإعطاء كل ذي حقٍ حقه، والثاني هو مُسامحة الدائن لمن أقرضه، والجدير بالذكر أن تأخير سداد الديون له إثم عند الله خاصةً في حال ما كنت تستطيع سداد أجزاء صغيرة منه بدافع رفع الحرج عنك وما يمكن وصفه بحفظ ماء الوجه.
هذا بدوره أن يتسبب في جعل من استدان واقترض المال بين مطرقة سداد الدين وسندان الدنيا التي لا تعرف الرحمة، ونتيجة لذلك يلجأ من ضاقت به الدنيا إلى استخدام الصيغ الخاصة بدعاء الفرج والرزق وقضاء الدين، ومن أمثلة هذه الأدعية ما يلي:
- “اللهم أنت ربي فمن لي غيرك ملاذ، أعوذ بك من ضعفي وقلة حيلتي، وأعوذ بك يا الله من غلبة الدين وقهر الرجال، فلا تُسلط عليّ يا الله جهد البلاء ودرك الشقاء وشماته من كانوا لي أعداء”
- “اللهم أنا عبدك وابن أمتك، اللهم إن ناصيتي بيدك فلا تُسلط عليَّ من لا يرحم وأجرني يا الله من تحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع صور وأشكال سخطك يا حنان يا منان، اللهم فرج لي كربي وارزقني فلا يمنع ولا يبسط الرزق سواك”
- “اللهم يا مالك الملك ونازعه ممن تشاء ومانحه لمن تشاء أصلح لي شأني كله يا الله، اللهم لا تبذل جاهي بالإقتار وصن وجهي باليسار، اللهم إني أسترزق طالبًا رزقك يا رزاق، وأستعطف شرار خلقك، فاللهم لا تجعلني خائب الرجاء وبدل كل منعٍ لي بعطاء فأنت ولي المنع وولي العطاء ولا يقدر على ذلك غيرك إنك على كل شيءٍ قدير”
ما تم ذكره أعلاه أمثلة بسيطة على صيغ دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين، وفيما يلي من سطور هذا المقال سنُعرفكم إلى العديد من الصور والطُرق التي من الممكن أن تستخدمها في تعظيم الخالق وطلب العون منه فهو المُجير والهادي البشير.
اقرأ أيضًا: هل الضيق من علامات استجابة الدعاء
طلب العطاء من رب العطاء
في الواقع صيغ دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين لا حصر ولا نهاية لها، ولا يقتصر الأمر على هذه الأدعية، فأيُ أمرٍ يرغب المرء فيه يمكنه أن يتوجه بطلبه من مالك الملك بأي صيغة كانت، فالله يعلم ما نُبديه وما نسره، ويعلم ما نرغب في قوله قبل قوله، ومن صيغ دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين الشائعة بين الناس ما يلي:
- “اللهم أنت الأول والأخير فليس هناك قبلك ولا شيء بعدك، وأنت الظاهر وليس هناك باطن سواك فليس من فوقك شيء وليس هناك دونك، اللهم كون العون لنا في لحظات الفقر واغننا منه، وكن لنا المدد في وقت الدين واقضه عنا وابعدنا عنه”
- اللهم أنت رب السماوات السبع والأراضين ورب العرش العظيم فالق الحب والنوى، اللهم أعوذ بك من كل شيءٍ أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت منزل التوراة والإنجيل، وحافظ الفرقان إلى يوم الدين، فلا يصعب عليك حفظ أموري يا رب العالمين فاقضي لي يا الله ديوني واغفر لي وارحمني ولا تُسلط عليَّ أشرار الدنيا وسخط رب الدنيا من ضيقٍ في الرزق وتأخُرٍ في الفرج فلك المولى وأنت خير نصير”
- “اللهم أنت خالقي، أبوء لك بضعف حيلتي وقلة قدرتي وضعفي، فاللهم اغنني بفضلك عمن سواك، واكفني يا الله بحلالك عن حرامك، وصبرني اللهم وقوني لمواجهة عظيم اختباراتك وأقدراك”
- “اللهم أنت فاتح أبواب جنان الآخرة لعبادك وباسط الرزق لمن تشاء منهم، فاللهم افتح لي أبواب رزقك وفرج عني يا الله بكرمك كل كرب وهم وغم بيدك الفضل كله ولا إله سواك يا حي يا قيوم يا رب العالمين”
أدعية لتفريج الهم ورفع الغم والبلاء
تبجيل الخالق دائمًا ما يكون السبيل والوسيلة لاستجابة أي دعاء، وقد جاء على لسان أشرف الخلق النبي العدنان أنه قال “ إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ“ فبعد الثناء على الله تبارك وتعالى صلي على أشرف الخلق آخر المرسلين وخاتم النبيين ومن ثم قم بالدعاء بصيغ دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين الآتي ذكرها:
- “اللهم إني أتوجه لك بالسؤال والدعاء فأسألك ربي بأسمائك الحُسنى التي أسميتها لنفسك فأنزلتها في كتابك أو علمتها لأحدٍ من عبادك، وأتوجه إليك ربي بصفاتك العُلا ما عملنا منها وما لم تسعنا قدرتنا على إدراكه ومعرفته بعد أن تجعل لنا فرجًا لكل الهموم، ومخرجًا من كل ضيق، ورزقًا بعد كل فترة قحط، فلا تدع لنا الله دينًا إلا قضيته، وإذا كان هناك ذنب يحول بيني وبين رزقي فلا تردني خائب الرجاء واغفره لي”
- “اللهم أنت ملجأي وملاذي، فأشكوا لك يا الله ضعف قوتي وقلة حيلتي، اللهم أنت خير معين ورب الناس إلى من تكلني سواك، اللهم إن لم يكن ضيق الرزق ومنع الفرج من غضبك عليَّ فلا أُبالي وسأكون من الصابرين الراضين إلى يوم الدين فاغفر لي وارحمني وارفع اللهم البلاء والشقاء والعناء عني”
- “اللهم اجبر قلبي جبرًا يليق بعفوك ورضوانك وعظيم فضلك وعطائك، اللهم جبرًا اللهم جبرًا اللهم جبرًا، اللهم اجبر خاطري واحلل عقدتي وفرج عني فرجًا وجبرًا يتعجب له أهل السماوات والأرض وأصحاب الحيل ممن لم يمدوا لي يد العون، فاللهم لا تذلني ولا تجعلني أحتاج سواك”
- “ربي إن الدنيا ضاقت بي فانقلني من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك، ومن ضيق رزقي وهمي وغمي إلى واسع فضلك ونعمتك، فاللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله لي، وإن كان رزقي في الأرض فأخرجه لي، وإن كان رزقي بعيدًا عني فقربه، وإن كان قريبًا مني فمهد طريقي له ويسر بلوغي له”
سُبل وطُرق طلب العون من الله
فضل الله وكرمه الذي يمد من خلاله عبده باليمن والخير والبركات لا ينقطع ولا ينضب إلى أبد الآبدين، لذا وجب على العبد التقرب من الله للتأكد من عدم منع الله للخير عن عبده بسبب ما عليه من ذنوب وما يحمله من أوزار في روحه وقلبه.
الجدير بالذكر هو كون الدعاء من العبادات العظيمة التي لا بد وأن يقوم بها المرء، فالدعاء يقرب العبد من ربه ويجعله مُديم الذكر شاكر الفضل، ومن صور دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين ما يلي:
- “اللهم اجعل لي بعد كل عُسرٍ يُسر واتبع بعد كل دين فرج وقضاء، اللهم إنك على كل شيءٍ قدير، وأنت نعم المولى ونعم النصير، فلا تجعل لي يا الله دينًا إلا قضيته ولا ذنبًا يحول بيني وبين رزقي إلا غفرته ولا ضيقًا إلا فرجته فاللهم إني أشكو لك ضعف حيلتي وشقائي فأعني عليه وانقلني إلى قوة حولك ونعيمك الذي لا شقاء فيه ولا تعب”
- “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم، اللهم لا حول إلا حولك ولا قوة تفوق قوتك فيسر لي عليَّ عِظام مشاكلي فإنها لك يا من تقول كن فيكون يسيرة”
آيات قرآنية لسعة الرزق وتفريج الكروب
استكمالًا لحديثنا عن أجمل وأفضل صيغ دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين نجد أنه ليس هناك ما هو أجمل من الدعاء بكلام الله تبارك وتعالى الذي أنزله في كتابه الحكيم القرآن الكريم، ومن صيغ ما يمكن استخدامه كدعاء الفرج والرزق وقضاء الدين في القرآن الكريم ما يلي:
- {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [سورة نوح: الآيات 10 – 12].
- {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: الآية رقم 186].
- {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [سورة النمل: الآية رقم 62].
- {بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة البقرة: الآية رقم 112].
- {إنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة يوسف: الآية رقم 86].
- {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [سورة الأنبياء: الآيات من 83 وحتى 84].
اقرأ أيضًا: دعاء بعد صلاة العشاء لقضاء الحوائج
درر السُنة في تفريج الهم والغُمة
هناك العديد من الأقوال التي وردت على لسان أشرف الخلق الحبيب المصطفى فيما يخص الصبر والحديث عن دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين وفضل الاستغفار والثناء على الله في تفريج الهم والغم، ومن أمثلة هذه الأقوال المباركة والعطرة كل مما يلي:
1ـ حديث العسقلاني على لسان عبد الله بن عباس
جاء على لسان الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه في تخريج مشكاة المصابيح الخاص بحديث ابن حجر العسقلاني عن تفريج الهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“ مَن لزِمَ الاستغفارَ جعلَ اللَّهُ لهُ من كلِّ ضيقٍ مخرجًا ومن كلِّ همٍّ فرجًا ورزقَهُ من حيثُ لا يحتسبُ”
في الحديث الشريف أعلاه يُبين لنا الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله أن الالتزام بالاستغفار يعد من أفضل سُبُل وطُرُق التقرب من الله وطلب العون منه للخروج من كل ضيق والتفريج عن العبد من كل هم وغم يلقاه، بالإضافة إلى رزق العبد من حيث لا يحتسب رزقًا طيبًا مباركًا فيه يُسهل على العبد سداد دينه وقضاء سائر حوائجه.
2ـ قول عبد الله بن مسعود بإخراج أحمد
جاء على لسان الصحابي المُحدث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه في التوسل بحديث الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“ من كثر همُّه فليقل: (اللهم إني عبدُكَ، وابنُ عبدِكَ، وابنُ أَمَتِكَ، ناصيتي بيدكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عدلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسألكَ بكلِّ اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِكَ، أو أنزلتهَ في كتابِكَ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فرجًا“
هذا الحديث من وصايا الهادي البشير لأمته من المسلمين، فيقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم إنه في حال ما كثُر هم شخصٍ ما وجب عليه قول دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين الذي ذكره الحبيب المصطفى أعلاه، وبإذن الله سيُبدل الله هموم عبده بالخير والرزق ويقضي عنه حوائجه ودينه بإذنه وفضله، فهو وعد الله ولا يخلف الله وعده {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} صدق الله العظيم.
3ـ رجل من الأنصار يشكو همه للنبي المختار
حدثنا قاضي القضاة الشيخ أحمد بن علي بن محمد العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح أن الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري والذي يُعد من صغار الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجه موقفًا مع أحد الرجال من الأنصار في المسجد، وجاء في هذا الحديث ما يلي:
“ قالَ رجلٌ همومٌ لزِمتني وديونٌ يا رسولَ اللَّهِ قالَ أفلا أعلِّمُك كلامًا إذا قلتَه أذهبَ اللَّهُ همَّكَ وقضى عنكَ دَينَك قالَ قلتُ بلى قالَ قل إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك منَ الهمِّ والحزنِ وأعوذُ بِك منَ العجزِ والكسلِ وأعوذُ بِك منَ الجبنِ والبخلِ وأعوذُ بِك من غلبةِ الدَّينِ وقَهرِ الرِّجالِ قالَ ففعلتُ ذلِك فأذهبَ اللَّهُ همِّي وقضى عنِّي دَيني”
فنأخذ بوصية المختار أشرف خلق الله وآخر المرسلين ونلتزم بترديد واحد من أجمل وأفضل صيغ دعاء الفرج والرزق وقضاء الدين الذي قصه الرسول الكريم على الرجل الأنصاري الذي كان يشكو لرسول الله ما يعاني منه من همومٍ وكروب، فالزموا وصية أشرف المرسلين فإنه لا ينطق عن الهوى فيما يخص أمور الدين فصلاة الله وسلامه عليه في الأولين والآخرين.
اقرأ أيضًا: طريقة دعاء سورة الفيل أقسم بالله من أخطر الأعمال للظالم
الدين والاقتراض في الإسلام
لا يوجد أحدٌ مننا لم يمر بفترات سيئة غيَّم عليه فيها الحزن والهم والغم، ويرجع ذلك لأسباب عدة، ولعل أكثر هذه الأسباب شيوعًا وانتشارًا للأسف هي الأسباب المادية من ضيقٍ في الرزق والأموال، وهو ما ينتج عنه لجوء المرء إلى وسائل أخرى في محاولة لحل بعض المشاكل والأمور، ولعل أكثر الطرق التي يلجأ إليها الناس شيوعًا هي الدين والاقتراض.
الدين من وسائل الاقتراض التي يلجأ لها الناس في الأحيان التي تطرأ فيها بعض التعثرات المادية أو عدم توافر سيولة في وقتٍ ما، وقد يكون الدين بصورة مالية ومادية، أو بصورة عينية مثل تقديم خدمة أو تسليم بضاعة مع الاتفاق على سداد مبلغها فيما بعض بصورة نقدية، والجدير بالذكر أنه هناك قيود وشروط للدين والاقتراض في ديننا الإسلامي الحنيف.
الاقتراض والدين في الإسلام يجب أن يكون قرض حسن وهو ما يعني أنه على الطريقة التي توافق الشريعة الإسلامية في خلوه من الربا والزيادات كما أن الدين يجب أن يكون بنية التفريج عن الشخص الذي احتاجك ولجأ لك وليس المنَّ عليه لمساعدتك إياه.
الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي عظَّم من قدر وشأن من يُفرج كربة المحتاج ويساعد من طلب منه العون، وفي هذا الصدد جاءت بعض الأحاديث النبوية الشريفة والأقوال الحكيمة لتعظيم قدر من يُساعد عباد الله وذكر فضل هذا العمل.
من أمثلة هذه الأحاديث ما جاء على لسان مُسلم في صحيحه الذي نقل فيه قول الصحابي الجليل وخليل المصطفى سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه والذي قال فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ“
الجدير بالذكر أن إلهام الله لك بصيغة للدعاء يعتبرها البعض من دلالات استجابة الدعاء، فلا تُفرط في هذه الكنوز والهبات واستغل ما يمدك به الوهاب تبارك اسمه وتعالى جده، وتذكر دائمًا أن أي مكروه يُصيبك يُثيبك الله عليه مهما صغر أو كبر، فاصبر.