أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين
أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين تشمل العوامل الإيجابية والتي تحول دون وقوع الضرر، وكذلك تشمل العوامل السلبية والتي من الممكن أن تخلق بينهما المشكلات وتؤدي إلى زعزعة استقرارهما، فمن خلال منصة وميض سوف نوضح لكم بالتفصيل أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين.
أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين
إن العلاقة الزوجية تعد بمثابة تجربة حياتية هامة، حيث إنها تشمل إظهار بعض السلوكيات والتفاعلات المنضبطة في صدد أخذ الحقوق وتقديم الواجبات لخلق حياة هادئة ورائعة.
فعلى سبيل المثال يقدم الزوج الحماية والأمان في تلك العلاقة إلى جانب الرعاية المادية في حين توفر له الزوجة الاستقرار والراحة، وذلك في جو مليء بالتفاهم مع راحة البال ومشاركة الآراء والقرارات.
فهذه العلاقة تتطلب وجود طرفين يتمتعان بالوعي الكافي حتى يتمكنان من إدارتها على النحو السليم، فمن النادر جدًا أن تسير دون نشوب المشكلات أو المنغصات.
فكلما انتبها جيدًا إلى الأسلوب المُتبع عند الوقوف بوجه ما يؤرق حياتهما الزوجية دون تدخل أي شخص مقرب لحلها حتى وإن كان الأهل سوف ستصبح علاقتهما ناجحة، فهناك جملة شهيرة تقول Private Life Always Wins.
لكن في كثير من الأحيان قد يكون الأمر صعبًا في منع الأهل من التدخل في حياة الزوجين، فهناك عوامل تعزز ذلك، وهناك عوامل تكون رغمًا عنهما وتحول دون قدرتهما على الحفاظ على خصوصيتهما.
فما هي أسباب تدخل الأهل في الحياة الزوجية، إذ إننا في الفقرات التالية سوف نذكرها لكم بوضوح:
1- تسوية الخلافات
أحد أهم أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين التي تصنف على أنها إيجابية هي تسوية الخلافات، فهناك أحداث عديدة قد تؤدي إلى فقدان الزوجين القدرة على التعامل معها بحكمة لذلك تلجأ الأطراف الأكبر سنًا وخبرة إلى التدخل.
من هذه الأحداث قسوة الزوج مع إظهار العنف على زوجته أو ربما تدهور علاقاته المالية، أو ربما عدم سماع الزوجة لما يأمرها به وتعنتها في إهمال طاعته، وغيرها من الأمور.
فلقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) [النساء: 35].
فلا بأس في اللجوء إلى الأهل بمجرد حدوث أي مشكلة تتطلب تواجد طرف ثالث لحلها بسهولة دون تفاقمها سوءًا، وذلك لا يزعزع الخصوصية أو الاستقرار في الحياة الزوجية.
اقرأ أيضًا: أسرار الحياة الزوجية الخاصة
2- ضعف شخصية أحد الطرفين
من المعروف والسائد في أغلب المجتمعات أن الزوج هو المسؤول عن قيادة جميع أمور الأسرة ووضع حدودًا للعلاقات مع الآخرين، ففي حالة إن كان ضعيف الشخصية من المتوقع أن تحدث تدخلات مستمرة من قِبل الأهل.
كما قد يتدخل الأقارب والجيران وربما الأصدقاء، فمما لا شك فيه أن أغلب الناس يميلون نحو السيطرة وتقديم النصح والشعور بالفخر عند تأثيرهم على الآخرين وفرض آرائهم عليهم.
فالزوج الذي لا يستطيع التصدي لذلك من المحتمل أن يجعل بيت الزوجية دون أن يشعر بمثابة بيت بلا جدران، ومن الجدير بالذكر أن تلك القاعدة تنطبق أيضًا على الزوجة.
فإن كانت الزوجة لا تتمتع بالشخصية القوية ولا تستطيع أن تمنع تدخلات أخوات الزوج في حياتهما أو أهلها أو أي أطراف في حياتهما سوف تعاني كثيرًا، وهذه أبرز أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين.
3- إهمال رسم الحدود الواضحة
عدم الحرص من البداية على وضع حدود واضحة يعد من أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين، فليست المشكلة طوال الوقت من الأهل، فمن الممكن أن يكونوا ممن يحترمون الخصوصية تمامًا.
إلا أن إهمال رسم الحدود لهم يجعلهم يتدخلون باستمرار فيما يعينه وما لا يعنيه دون الانتباه إلى ذلك وإلى احتياج الزوجين لا سيما الجدد إلى التمتع بالاستقلالية.
4- الخوف من خوض التجربة الفاشلة
قد يكون أحد أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين هو الرغبة في إنقاذهما من خوض تجربة زواج فاشلة، فعلى سبيل المثال إن كانت أم الزوجة واجهت تجربة مريرة مع الزواج من المتوقع أن تعمل على حماية ابنتها من ذلك.
حيث إنها ستقوم بالتدخل المستمر في علاقتها مع زوجها، فعلى الرغم من كون ذلك الدافع يعد بمثابة حالة نبيلة إلا أن النوايا الحسنة غير كافية، فمن الممكن أن يؤدي تدخلها إلى حدوث الكوارث وقتل جميع فرص استقرار حياتهما.
5- سمات الأهل الشخصية
تلعب السمات الشخصية دورًا كبيرًا في تدخل الأهل في حياة الزوجين، ففي حالة إن كانت كان الأب متسلطًا بطبعه فمن الممكن ألا يقبل القرارات المستقلة التي يأخذها ابنه المتزوج في حياته الزوجية، ويميل نحو وضع المعايير له حتى يتمكن من التعامل مع شريكة حياته.
كما أنه وبالنسبة للأم فإن كانت متسلطة ستقوم بفرض سيطرتها بوضوح وقوة على زوجة ابنها أو ربما على زوج ابنتها، فالسمات الشخصية الغير جيدة من أبرز أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن تحقيق النجاح في الحياة الزوجية
6- تحقيق مفهوم الأسرة الكبيرة
بعض الآباء يرون أن زواج الابن أو الابنة وخروجهما إلى حياة خاصة بهما ومستقلة لا يعني مطلقًا انفصالهما عن الأسرة الكبيرة مهما كان سواء من الناحية المادية مثل تقديم الرعاية المادية لهم ولإخوتهم.
أو من الناحية المعنوية كالقيم الروحية والعادات والتقاليد، حيث إنهم يقومون بالتدخل المستمر في حياتهما لضمان تعزيز أسرتهم وعدم تشتتها، ومن الجدير بالذكر أنهم يفرضون بعض المعايير الثقافية عليهم لاعتبارها من معاير العائلة الكبرى.
7- شعورهم بالمسؤولية تجاههم
استكمالًا لموضوعنا الذي يوضح لكم أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين، فمن هذه الأسباب شعورهم الدائم بالمسؤولية تجاههم، فمهما كان حال الأبناء جيدًا وأمورهم مستقرة سيظل الآباء يشعرون وكأنهم مطالبون بتقديم الدعم لهم على الدوام.
إلى جانب المساهمة في تخطيط حياتهم وتأمين مستقبلهم، فمن النادر أن يستوعب الأهل استقلالية الأبناء عقب زواجهم وخروجهم من رعايتهم إلى تحمل المسؤولية الذاتية.
8- أسباب أخرى لتدخل الأهل في الحياة الزوجية
إليكم في النقاط التالية المزيد من الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى تدخل الأهل في حياة الزوجين:
- ضعف الصلات العائلية، مما يترتب عليه شعور الأهل بالوحدة وحاجتهم المستمر للاتصال بأبنائهم وقضاء الوقت معهم.
- إخبار طرف من الزوجين باستمرار أهله عما يدور بينه وبين شريكه بالتفصيل مع فقدان القدرة على التمييز بين الأشياء التي يمكن قولها والأمور التي ينبغي الاحتفاظ بها.
- خوف الأهل من فقدان دورهم وأهميتهم في حياة أبنائهم عقب زواجهم بسبب كثرة المسؤوليات.
- تمتع الزوجة بشخصية قوية ومستقلة مما يترتب عليه تدخل أم الزوج في حياتهما للتسبب في سلب ثقتها منها عبر فرض سيطرتها عليها.
- اعتماد الزوج ماديًا على أهله وعدم تحقيقه للاستقلال المادي، فبالطبع سيجد الآباء الفرصة سانحة أمامهم للتدخل في شتى أمور حياته الزوجية.
خطورة تدخلات الأهل في الحياة الزوجية
بعد أن تعرفنا إلى أسباب تدخل الأهل في حياة الزوجين، فإننا في النقاط التالية سنسلط الضوء على توضيح الخطورة الكامنة في ترك المجال أمام تدخل الأهل باستمرار في العلاقة الزوجية:
- انتهاك الخصوصية وضياعها لا سيما إن تم التدخل حتى في التفاصيل اليومية.
- نشوب الخلافات والصراعات بين الزوجين.
- إفساد قواعد تربية الأبناء، فقد يقوم الجد أو الجدة بالتدخل عبر التسامح لهم في أمور حذرت منها الأم مع القسوة في أمور أخرى كانت بسيطة، فيحدث التشتت في الأسلوب التربوي القائم.
- تحفيز شعور المتزوجين بالذنب حول تقصيرهم في الاهتمام بأهلهم، إذ يعد ذلك الأمر من الطرق الملتوية الشائعة نتيجة لتدخل الأهل دون داعٍ.
- اشتعال المشكلات مع أهل الطرف الآخر، فقد ينتقد أهل الزوج لأهل الزوجة مما يترتب عليه توتر العلاقة.
- القطيعة للأهل بسبب تأثيرهم السلبي على استقرار الحياة.
- انهيار الزواج تمامًا، ففي بعض الحالات تتسبب تدخلات الأهل المستمرة في حدوث الطلاق.
اقرأ أيضًا: تأثير المس العاشق على الحياة الزوجية
نصائح لتعامل الزوجين مع تدخلات الأهل
فيما يلي سوف نذكر لكم مجموعة من النصائح حتى يتم السيطرة على مشكلة تدخل الأهل في حياة الزوجين:
1- وضع الحدود
إن أولى الطرق للسيطرة على تدخل الأهل في الحياة الزوجية هي وضع الحدود، وذلك من خلال تقليل مشاركتهم للمشكلات اليومية التي يتم مواجهتها مع الشريك.
إذ يسنح لهم التدخل في حالة نشوب الخلافات الكبيرة فقط، كما يفضل أن يضع الزوجان الاستراتيجيات معًا حول الأمور المسموح بها للأهل أن يعرفونها والأخرى الغير مسموح بها.
سواء كانت على مستوى النصيحة أو التعاملات المادية أو حتى الزيارات، فذلك سيعزز من تجنبهم للتدخل فيما لا يعنيهم تمامًا وبالتالي يقي من حدوث الصراعات الزوجية.
2- الاحترام الدائم
في حالة إن كان الآباء يتدخلون بشكل متسلط فهذا لا ينفي أبدًا ضرورة تبادل الاحترام معهم، إذ إن هذه الطريقة سوف تجعلهم يتفهمون الأمر كما ستساعد في ضمان استمرار العلاقة والحفاظ على مفهوم الأسرة الكبيرة دون الضرر بأحد.
3- ابتعاد الأطفال عن الساحة
ينبغي في حالة مواجهة أي مشكلة بسبب تدخل الأهل في الحياة الزوجية أن يتم تجنب دخول الأطفال فيها لكي يتم حفظ صورة كل فرد في المشكلة في أعينهم، ويستطيعون أن يواجهوا المستقبل بشجاعة وقوة.
اقرأ أيضًا: الافعال المحرمة في العلاقة الزوجية
4- نصائح أخرى لمجابهة تدخل الأهل
إليكم في النقاط التالية المزيد من النصائح للتخلص من تدخلات الأهل:
- التسامح الدائم مع أهل الشريك لكيلا يجد الشيطان طريقًا لنشوب الخلافات الزوجية.
- تسوية النزاعات بين الزوجين وعدم فتح الباب للآخرين، فالعلاقة الناجحة والسعيدة لا يمكن تحديدها والسيطرة عليها سوى للطرفين المسؤولين عنها.
- عدم السماح للأهل مطلقًا أن يتحدثوا عن الشريك بطريقة غير لائقة أو بكلام جارح.
- تعلم الدبلوماسية في التعامل مع التدخلات العائلية ومحاولة تجاوزها عبر استبدال الحديث بحديث آخر.
- الحرص على تحقيق الاستقلال المادي بعيدًا عن الأهل مع التكيف مع الحالة المادية المتاحة قدر المستطاع.
بر الآباء من قِبل الزوجين شيئًا لا بد منه مهما كان، ولكن ينبغي وضع بعض الحدود بينهما بحيث لا يقومون بالتدخل فيما لا يعنيهم ويتسببوا في حدوث المشكلات الزوجية، فالخصوصية أمان وليست جفاء.